الجسد و الآخر تعد فلسفة ميرلوبونتي بمثابة تاملات في الجسد والوجود الجسماني .
و تقوم علاقة الجسد مع العالم على أساس: انا أقدر Je peux عوض انا افكر Je
pense الديكارتية، وهكذا ينتظم الجسد الكون حسب ميكانيزمين: الاسقاط وهو
البحث عن الداخل في الخارج (العالم)، ثم الاستبطان ، وهو البحث عن الخارج
في الداخل، وفي كلتا الحاليتن تتم عملية الادراك انطلاقا من جميع أعضاء
وأجزاء الجسد التي تمثل في نظر ميرلوبونتي عقولا طبيعية.
و يعتبر جسم الآخر بمثابة موضوع يشكل مع جسمي كلا واحدا فهو امتداد
لجسمي تماما مثلما تعمل العينان بالعمل المشترك، في نقل صورة واحدة، لذلك
فإنني أشعر حسب ميرلوبونتي بان الآخر جسمه خاصا مماثلا في تكوينه الجسمي،
وقد أهيب بالآخر أن يأتي لمساعدتي على القيام بعمل مشترك وفي هذه الحالة
يكون جسم الاخر قد انضاف إلى جسمي مكونا كلا واحدا.
وبمجرد حديثي مع الآخر يكون اتصال حقيقي به وهو ضرب من المشاركة
الفعلية تلتقي فيها الذات بالآخر> ولا يكاد أحدنا ان يشرع في القيام
بعمل مشترك مع الآخر حتى ينشأ بيننا ضرب من الاتصال >> حيث يوجد
حضور دائم للآخر ولا يمكن تهميشه أو تغييبه > فالغير وجسمي يولدان معا
إلى الوجود الأصلي.