أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل والمشاركة معنا
إذا أعجبك المنتدى يمكنك أن تضغط على زر أعجبني أعلى الصفحة .... شكرا لزيارتك
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل والمشاركة معنا
إذا أعجبك المنتدى يمكنك أن تضغط على زر أعجبني أعلى الصفحة .... شكرا لزيارتك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


(( الحكمــة لله وحــده ، وإنمـا للإنسان الاستطاعـــة في أن يكون محبًا للحكمة تواقًا الى المعرفة باحثًا على الحقيقة )) سقراط.
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
المواضيع الأخيرة
» " فينومينولوجيا المعيش اليومي" من منظور المفكر مونيس بخضرة .
الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Emptyالإثنين أبريل 17, 2017 2:59 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Emptyالسبت أبريل 15, 2017 2:26 am من طرف الباحث محمد بومدين

» كتاب فاتحة الفتوحات العثمانية
الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Emptyالخميس أغسطس 18, 2016 2:21 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» برنامج قراءة النصوص العربية
الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Emptyالخميس أغسطس 18, 2016 2:12 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» إشكالية الحرية فى الفكر الفلسفى
الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Emptyالخميس ديسمبر 17, 2015 11:19 pm من طرف soha ahmed

» المغرب في مستهل العصر الحديث حتى سنة 1603م
الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Emptyالأربعاء نوفمبر 25, 2015 8:24 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:41 pm من طرف الباحث محمد بومدين

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:33 pm من طرف الباحث محمد بومدين

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:30 pm من طرف الباحث محمد بومدين

» دخول اجتماعي موفق 2015/2016
الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Emptyالجمعة سبتمبر 04, 2015 4:07 am من طرف omar tarouaya

» أنا أتبع محمد...
الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Emptyالإثنين يناير 19, 2015 3:08 pm من طرف omar tarouaya

» بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة
الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Emptyالإثنين ديسمبر 01, 2014 2:12 pm من طرف omar tarouaya

» مرحيا يالاعضاء الجدد
الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Emptyالسبت أكتوبر 11, 2014 11:16 pm من طرف omar tarouaya

» لونيس بن علي، التفكير حول الدين ضمن الحدود الإنسانية للمعرفة
الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Emptyالأحد أغسطس 31, 2014 12:55 am من طرف عبد النور شرقي

» تحميل كتاب الحلل البهية في الدولة العلوية الجزء الثاني
الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Emptyالخميس أغسطس 28, 2014 1:33 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» في رحاب الزاوية الحجازية بسطيف
الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Emptyالأحد أغسطس 17, 2014 12:37 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» العز والصولة في معالم نظام الدولة
الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Emptyالجمعة أغسطس 15, 2014 2:41 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  التاريخ السياسي للمغرب العربي الكبير ( 12 مجلدا )
الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Emptyالخميس أغسطس 14, 2014 11:10 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  كتاب حول تاريخ الحضنة والمسيلة وما جاورها
الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Emptyالإثنين يوليو 28, 2014 11:23 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  كتاب مهم في الانساب الجزائرية
الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Emptyالإثنين يوليو 28, 2014 11:22 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

سحابة الكلمات الدلالية
نظرية النسق الذاتية مقال السؤال المغلق الانسان الحيوان فلسفة مقالة سقراط محمد المسلمين الفلسفة الموضوعية الفكر الفيض الظواهرية الحرب العالمية الفلاسفة البحث الفلسفي الامام المنطق اللغة

 

 الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أحمد أمين
المدير العام
المدير العام
أحمد أمين


عدد المساهمات : 1016
التقييم : 25
تاريخ التسجيل : 02/09/2010
العمر : 39

الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Empty
مُساهمةموضوع: الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر   الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Emptyالأحد ديسمبر 19, 2010 9:20 pm

الهرمينوطيقا أو اسم الفلسفة الآخر
عبد العزيز العيادي(*)
أيا كانت دلالة لفظة التأويل في اللسان ، إخبارا إستباقيا أو كشفا للمتخفي أو أوْلاً أي رجوعا و عوْدا أو إئتيالا بمعنى التدبير و السياسة أو مآلا بدلالة المصير والتصيّر إلى غاية ، فإنّ المدى الفلسفيّ للإستشكال يمتد بعيدا في نصوص اليونان ويوغل حاضرا في مقاصد الفلاسفة وكأنه من الفلسفة رغبتها المستديمة في الإستيثاق مما تصل إليه وما تكاد تصل حتى تتحير في ما لا يتسع له"سرير بر وكست" فتعاود الكرّة علّها تظفر بالقول الذي يطرد ما يندّ عن التطويق. وما تلك المعاودة لغو أو خواء قول أو افتقار للصرامة وإنما هي الهرمينوطيقا انفتاحا و عدم اكتمال هما من الفلسفة ذاتها ما به تسمّت"ثمازاين" أو دهشة. لذلك يجدر بنا أن نحدد ما تكونه الهرمينوطيقا مصدرا وتوتـــــــــرات وانشغالا راهنا لعلنا نستكشف ونحن نحاورها أنّ الأمر يتعلق بالفلسفة ذاتها في كبرى انشغالاتها.
مصادر الهرمينوطيقا
في نص البروتاغوراس لأفلاطون يبدو هرمس مبــــعوثا من طرف زوس لـ" يحمل للناس الرصانة والعدل ليقوما من المدن مقام القواعد وليوحّدا بين الناس بأواصــــــــر الصداقة" . فهرمس مبعوث ورسول وناطق باسم زوس وهو ما يعني أن الإشكال المبدئي هو إشكال التواصل وقسمة المعنى ذلك أنّ"التجريد الأقصى يتأتى من الإقتضاء الحاد لأفضل تواصل ممكن" فكأنّ الإنسان ليس كائنا سياسيا وعاقلا إلاّ لأنه كائن متكلم إذ الكلمــــة كشف وإفشاء واظّهاروهي بالتالي سبيل وموقع تقاطع وتبادل، لذلك نجد أفلاطون مرة أخرى يربط اسم هرمس بالخطاب إذ"يبدو جليا أنّ اسم هرمس يرتبط بالخطاب. فهومؤوّل ورسول ولصّ حاذق وملبّس كلام وتاجر ماهر. إن نشاطه كله مرتبط بقدرة الخطاب"
دون المكوث طويلا عند الأصل التّأثيلي للهرمينوطيقا يكفينا أن نشير بدءا إلى أنها بالأصل تأويل وشرح للنصوص المقدسة ثم تحوّلت بالتدريج لتطال كل صنــــوف الكتابات وصولا إلى تطبيق طرائقها على ما ليس نصا باعتباره نصا، فكأن اللغة تربو تأويليا على الصيغة اللفظية لتشمل الحركات والإيماءات والملامح والأفعال وبالإجمال فإنّ ما يؤوَّل هو كل ما يتطلب قراءة وتفكيكا واستشفارا .
في درس سداسية صيف1923 الذي عنوانه:الأنطولوجيا(هرمينوطيقا الوقائعية) يشير هيدغرإلى المصدرين الأساسيين للهرمينوطيقا الغربية:المصدر الأرسطي والمصدر الإنجيلي. من ناحيته يعود ميشال فوكو بتقنيات التأويل إلى النحاة اليونانيين. لكــــــن إذا كان هيدغر يلحّ على تحوّل دلالة اللفظ منذ القرن السابع عشر وهو التاريخ الحاسم الذي مكّن من تشكيل هرمينوطيقا ذات طابع فلسفيّ فإنّ اهتمام فوكو قد انصبّ على بيان عطالة تقنيـــــات القرن السادس عشر التأويلية طيلة القرنين اللاحقين إذ وحده القرن التاسع عشر سيضعنا مع ماركس وفر ويد ونيتشة"إزاء إمكانية جديدة للتأويل، فهؤلاء قد أرســـــــــوا مجددا إمكانـــا للهرمينوطيقا" . لكن ومع هذه الإشارة الفوكوية لعله من اليسير الرجوع بالإشكـــــــال إلى الكانطيين الجدد مثل وندلباند(Windelband) الذي يقابل بين العلوم المعيارية أو علـــــــوم الفكر وعلوم الطبيعة، ريكارت(Rickert) الذي يطالب بضرورة نقد للعقل المحض في علوم الثقافة وليس في علوم الطبيعة فحسب وديلتاي(Dilthey ) الذي يبحث عن"إتمام أعمـــــــال كانط بتحديد شروط وقيمة وحدود المعرفة التي نحصّلها عن العالم التاريخي" .
في هذا المسار تتنزل الإشكالية التي وضعها ديلتاي في تمييزه المعروف بين التفهم والتفسير وبين علوم الطبيعة وعلوم الأخلاق وهو تمييز يربط أساس علوم الأخلاق بأسماء فولف وهمبولدت وشليرماخر وغريم(Grimm) وهو أمر تمّ تشكيله إلـــــى حدود منتصف القرن التاسع عشر نتيجة أبحاث المدرسة التاريخية في ألمانيا خاصة . لكن الرجوع إلى هؤلاء هو الــذي سيمثــــــل إشكـــــالا بالنسبــة إلــــــى التطورات اللاحقـــــــــــة في الهرمينوطيقا إذ بالإمكــان أن نتبين تباعدا مثلا بين غدمار وكارل اتّوأبال من ناحية و بين هيدغر من ناحية أخرى. غدماريعود لاستثمار أعمال شليرماخر وديلتاي، أبــال كان طوّر المقدمات الحاضرة في بحوث غدمار وأعاد التفكر بالمسألة الهرمينوطيقية في أفق وفي لغة ينتميان إلى الكانطية الجديدة ، بينما اختار هيدغر الفينومينولوجيا الهوسرلية في مواجهــــة الإبستيمولوجيا والأكسيولوجيا في صيغتهما الكانطية الجديدة وهي الصيغة التي مثلت مرجعا جداليا مستمرا بالنسبة إلى هيدغــــر الذي يقيم عرضية الوجـــود التاريخي الوقائعــي في وجه كلية الدلالات المنطقية. وإذن كأن الخـــلاف مع الكانطيين الجدد يتمحور حــول ما إذا كانت المعرفة معرفة بالمبادئ والعلل و حول ما إذا كانت الفلسفة هي علــم المبادئ الأولى. بإيجاز شديد يمكن القول مع ريكور إن تراكم العوامل الثلاثة التالية هو الذي كان في أصـل عودة الحياة إلى المسألة الهرمينوطيقية: الترابط بين تفسيـــر النصــوص الدينية وفقه لغــة النصوص الكلاسيكية، تطوّر العلوم التاريخية، الحوار الذي نشأ في القرن التاسع عشر حول العلاقة بين علوم الإنسان وعلوم الطبيعة وبين التفهم والتفسير .
2 . الهرمينوطيقا بين التراث ومعضلة الذات
مرة أخرى، وبالنسبة إلى الكانطيين الجدد مثل كاسيرر هذه المرة ، يتمثل التأويل في"مهمة حاضرة موجَّهة نحو المستقبل الذي يستدعي تملّك عصر منصرم؛ إلاّ أنّ هذا العصر ذاته يرى ذاته مستندا إلى ماض ومكرَّسا لمهمة حاضرة ومفتوحة على مستقبل عليها أن تجد فيه ذاتها" . لكن إعادة تملك الماضي هذه هي التي يعترض عليها الفعل الهرمينوطيقي إزاء التراث إذ لا يهمّ الهرمينوطيقا استحضار الأصول أو إعادة ترميمها من أجل تملّك أفضل لها وهي لا تعيد إنتاج التقويم الميتافيزيقي التراتبي ولا تبحث عن إقامة تراتب نظري ـ سياسي كالذي كان حدّده أر سطو في مقالة الألف الكبرى من ا لميتافيزيقا حيث يكون الفيلسوف دوما إلى جانب البدء والأصــــــل والرئاسة. فالهرمينوطيقا لا تعمل على استعادة الميتافيزيقا ولا تعمل أيضا على تعويضها وهي حين تقيم علاقة بالماضي فلأنها تعمل على تفهّم سياق الدلالات لا لتبحث في الماضي عن أصل ثابت وإنما لتعري ما يزعم لنفسه هذه الصفة ولتكشفه كأفق تاريخي محدود ومخصوص. بل إن الماضي التاريخي" لا يستحق مــا نمنحه من أهمية إذا لم يكن له أن يعلمنا شيئا ليس بإمكاننا العثور عليه في أعماقنا" . ليس ثمة إذن بالنسبة للهرمينوطيقي تطور تراكمي بدءا من أصل متباعد وإنما الذي يوجد هو استمرار متجدد لإعادة التأويلات مما يجعل كل فكر عظيم كائن في الماضي يمثل حزمة أو جمهرة من المعاني ليس لنا أن نختزلها أو نتعامل معها انتقائيا.
يتمثل التحدي الهرمينوطيقي في كشف الإمكانات الثرية والمتجددة لكل ما يٌنقَـَـل إلى حيز مغاير أو إلى زمن مغاير بدخوله في علاقة حوارية مع متقبليه الجدد. فلا شيء إذن منغلق كليا في موقعه الأصلي: الأعراف و الأساطير و الأحلام والأعمال الفنية والنظريات العلمية، كل هذه التمظهرات تتجه نحو مملكة المعنى مع إمكانية تحويل معنى العبارات إلى أفعال ومعنى الأفعال إلى جمل دالة بما أنّ الذات تعبر عن ذاتها في الأفعال كما في المقولات العامة للسان إذ بــ"مواجهتها لرمزية الفعل تجد التأويلية مسلكها المخصوص...، فالرمزية يُنظَر لها في نفس الآن كقناع وكدينامية. هذه الثنائية تجعل الرمزية تستدير نحو الفعل لكن وبفعل معاكس يُعتَرف بحضورها الـــذي لا يُقهر" . هذه الحركـــة المزدوجة تستــوجب استشفارا هرمينوطيقيا يتوافق والمسافة التي تعبر عنها الذات وتقيمها بينها وبين تموضعاتها. بهذا المعنــى يمكن الحديث عن هــرمينوطيقا للتعبيــرات غير اللغوية كتلك التــي طوّرها بلسنار(Plessner) على أثر ديلتاي الذي يرى أنّ مقصد التفهّم الهرمينوطيقي هو ثلاثة أقسام من التمظهرات الحيوية: تعابير اللسان والأفعال و تعــابير التجربة المعيشة . ترابــط هذه الأقسام الثلاثة"هو الصيغة العامة التي تكون بها الإنسانية حاضرة لدينا كموضوعات لعلوم الأخلاق. بهكذا شكل تتأسس علوم الأخلاق في هذا الترابط بين الحياة والتعبير والتفهّم" . لا يتوجه اهتمامنا في هذا الترابط إلى ما هو سيكولوجي أو إلى المعيش من حيث هو وعي ذاتي بالحالات العضوية وإنما إلى التفهم الهرمينوطيقي الذي يدرك تفاعل الأقسام الثلاثة المذكورة آنفا كإنشائية أي كإبداع للمعنى حيث لا تضاف الدلالة كتطعيم للواقعة الخام بل تكون أساسية وأولية في المعيش دون أن تتحول إلى تحصيل حاصل للتجربة المعيشة. فالتأويل موشوم في الحيــاة الفرديـــة والجماعيــة التي تقتسم الحقــائق داخل ثقافة معينــة حيث يتآزر النــاس أو يتواجهون، يتساندون أو يتمانعون، يبسطون وجودهم فتتعاظم قواهم أو يضيّـقونه فتنحســر تلك القوى.
يتعلق التفهم الهرمينوطيقي إذن بالروابط المشتركة دون زعم التوصل إلى إضاءة كلية لحياة الناس الذين يعيشون تواصلا وتفاعلا اجتماعييْن، إنها إضاءة وككل إضاءة لها دائما ظلالها لذلك لم يعد التوصل إلى الحقيقة هو التوصل إلى حالة الضياء الكلي الذي يعرّف اليقين كما كان الأمر في تراث الميتافيزيقا بل هو المرور إلى مجال الحدثان الذي يشــارك ويتشارك الناس فيه. لكن هذا الإشتراك قد يرهــق الهرمينوطيقا بكــامل تراث الذات(sujet) والأنا والشخص بينما هي تحاول التخلص من كل ذلك متجهة صوب عين الإنية(le soi) ، ولعل تحديها الأكبر يتمثل في المرور بسلام بين الكوجيطو الديكارتي والذات البنيوية التي وقع تفكيكها كليا. فمواجهة الهرمينوطيقا للذاتوية بل وحتى للذاتية من حيث هي الأساس الذي يقوم عليه موضوع المعرفة في الفكر الحديث هي مواجهة التفضية الإستلابية بين الذات والموضوع ومواجهة المنهج الذي باسمه تُمَطلـَـق الحقيقة . والذاتية التي نعني ليست الذاتية السيكولوجية حيث لا يتعلق الأمر بتذييت المعرفة بل هي الذاتية كقوام أومقوّم(subjectum) عليه يتأسس موضوع المعرفة الحديثة من ديكارت إلى هيغل. فالهرمينوطيقا لا تبحث إذن عن تصليب الذات وتصليدها بقدر بحثها عن إعادة رسم مسارات التذييت وهو ما يعني إعادة وضع أهم تعاريف الإنسان التي بلورتها الميتافيزيقا موضع نظر ذلك أنّ الكينونة ليست واقعا معطى بل هي انبثاق وحدثان له من الشمول ما لحدثان العالم لذلك يؤكد ريكور أن" تأويل الرمزية لا يستحق اسم الهرمينوطيقا إلا بقدر ما يكون جزءا من تفهم عين الإنية ومن تفهم الكينونة" .
3. الفينومينولوجيا الهرمينوطيقية
على الفلسفـــة إن لم تكن لها مهمة نظرية وحسب أن تفـهم وأن تـؤوّل الظاهـــرات الخِطابــــية(discursifs) وغير الخِطابية. فالتأويل" يشير إلى ظاهرة تتجاوز بوضوح بوتقة النشاطات المعرفية والنظرية بالمعنى الضيق إلى حد أنّ ما يتجلى من خلال هذه النشاطات يكون كيفية وجود أكثر من كونه خاصية للفكر" . فالنظري والصوري هما نتيجة رغبة علمية في صنع وفي بناء العالم وهي رغبة كثيرا ما تنتصر على رغبة احتياز المعنى. يتمثل الموقف النظري والصوري في التخلص من أشكال التشوّش التي تتلبس اللغة العادية ومن أشكال التنوع والتحـرّك التي تخـــالط ما هو عيني. هذا التخلص من التشوّش أو الضجيج هو الدرجـة القصوى للـغة محض مطـهّرة من كل العناصر الني لا تقبل الترميز. لكن إذا كانت الصوريـة تُقحِم في كل خـطاب عـلمي لغة ـ أساسا(langage-base) تعرّف الحقيقي بقابلية التحقق المنهجي وفق مقاييس قابلة للمراقبة، فإنّ الهرمينوطيقا تعمل جهة اللوغوس العامل هو ذاته لغة ومعقولية وحياة في دينامية وشمولية الكينونة، إنها تحرص على تفهّم لغة الآخر واللغة الأخرى عوضا عن ابتلاعهما في لغتها الخاصة.
هل تعني هذه المقارنة الموجزة بين الصوري والهرمينوطيقي معاداة الهرمينوطيقا للإبستيمولوجيا؟ أليس ثمّة إمكانية لإعادة تنزيل التجريب العلمي داخل الدائرة الهرمينوطيقية الأوسع للحدّ من الغلوّ الدغمائي للتقنوية والعلماوية؟ هل تقتضي البرهنة إقصاء" الرجوع إلى الأشياء ذاتها" وهل تُعفي التجربة المعيشة من الإستدلال؟ ألا إمكانية للمواءمة بين أمثليات الفكر النظري والصيرورة التاريخية للعقل؟ أليس بإمــكاننا أن نـــــكون في نفس الآن بجـوار الطبقات الرســـــــوبية البعيدة ـ القريبة وبجوار راهنية الحدوث الذي يتطلب التفهم؟ هل تقصي الحقيقةُ الموضوعيـــــة الدلالةَ الإتيقية وهل يُجبر بناء العلوم على إزاحة الخاصية الإنشائية؟ كـــــيف لنا أن نفهم مثــــلا تعـــايش" الرياضيات و الإزهرار الجنوني للميثولوجيا" عند اليونانيين؟
لقد بيّن كويري(A. Koyré ) بحصافة أنّ العلم الحديث قد استعاض عن عَالَم الكيفيات والإدراكات الحسية بعالَم كمّي ورياضي. هذان العالَــمان الموحَّدان في" البراكسيس" يظهران مع ذلك مفصولين في النظرية، فوجود" عالمين يعني وجود حقيقتين أو أنه لا وجود إطلاقا للحقيقة" . فالمعرفة العلمية التي تجتثّ حيوية أنسجة الحدثيات الأصيلة تظل غريبة عن المحايثة الجذرية بحكم أسسها الأنطولوجية التي تمكّنها من أن تكون موضوعية باقتصارها على معرفة الموضوعات وبتجاهلها تبعية النظري للماقبنظري. هذه التبعية، وحدها الفينومينولوجيا تقدر على تفهّمها بعودتها إلى الطبقات الرسوبية وبتمكنها من الكيفيات الأولية والثانوية وبتأكيدها لحق الأشياء ولقدرات الجسد وبإيغالها في الإنبثاقات الطالعة قبل كل قسمة. إلا أنّ فينومينولوجيا قادرة على توصيف كيفية انعطاء الأشياء في مداراتها الأصلية لا يمكنها أن تكون مجرد مدخل إلى الميتافيزيقا كما عند كانط أو فينومينولوجيا دون فينومينات كما عند هيغل أوفينومينولوجيا غير فينومينولوجية كما عنـد هــوسرل بل هي فينومينولوجيا هرمينوطيقية أي أنها ليست مجرد تقنية تأويلية وليست كذلك فلسفة تبدي اهتماما خاصا بالتأويل في توصيفها للوجود، إنها فتحة تاريخية بها تحدد كل ثقافة إمكان ولوجها العالم. وبما أنها لا تلتفت إلى هذا الآتي من الماضي وحسب بل فإنها تصغي إلى هذه القارات اللسانية التي تعاصرنا مع أنها تبدو لنا متباعدة وغريبة في نفس الآن.
لا تطمح الفينومينولوجيا الهرمينوطيقية إلى الحد من طموحات العلم أو الميتافيزيقا ولا تبحث عن تعويضهما بما إنها ما عادت تهتم بالحقيقةـ الأصل أو الحقيقة ـ الأساس. إنها تبحث عن المعنى مدرِكة أنه ليس موحَّدا وليس متجانسا ولا هو" كالزبدة فوق قطعة الخبز". وحتى إذا وجدت الهرمينوطيقا سندا في الميتافيزيقا فإن الإختلاف بينهما يظل قائما ذلك أنّ الميتافيزيقا وهي تنطلق من عالمنا تجد عالما آخر يعلوه بينما الهرمينوطيقا" تكشف وتعرّي وتضيء عالَم حياتنا المعطى وتكشف ما كان فيه متخفيا، نعني معناه المتحجّب وبنيته المخصوصة ومأساته الداخلية".
الهرمينوطيقا هي فنّ الكثرة وهي ليست" فلسفة أولى" و " ليست تجاوزا للميتافيزيقا" والفيلسوف الهرمينوطيقي لا هو داعية الكينونة ولا هو سابر الأغوار. إنه هذا الذي يتصيّد المنكسر واللامتصل والمتقطع كما لعبة القوة والحقيقة في علاقات الجماعات الإنسانية المتصارعة وهو يدعونا إلى البحث و" كأننا وَجدنا ومازال علينا أن نجد لكن وَجدنا وكأنه علينا أن نبحث دائما ونحقق ذواتنا لانهائيا" . وهكذا، أليس على الهرمينوطيقا الباحثة عن المعنى أن تفهم معناها هي ذاتها ولِم لا، لامعناها حتى لا يسيجها الحذر والتوفيق وتسييج المعنى ذاته؟
4 . الهرمينوطيقا وفلسفة الفرق
لكن في هذه الحالة ألا تفتح الهرمينوطيقا على فلسفة الفرق؟ بصيغة أخرى، ألا تقوم ضد النسق الهيغلي تخصيصا؟ منذ أكثر من ثلاثين سنة" ليس ثمة حديث إلا عن تجاوز هيغل وإرباكه وتأزيمه بسرقة لغته وإخضاعه ومحاكاته بسخرية بغية التخلص من أذاه" . فالتفكير خارج هيغل يعني القطع مع صيغة للتفلسف دامت طويلا، واستئصال الفلسفة الهيغلية معناه توجيه التفلسف نحو إمكانات أخرى خارج التقفيص والمجانسة والتماهي أي خارج النسق كمعرفة مطلقة ومجردة ومبنية للمجهول. ولعله بهذا الإ ستئصال يتم تفكيك التحالف بين المفهوم والمعنى أو بين المعرفة والسلطة أو تفكيك هذه " الصداقة السرية القديمة بين الأنوار والنفوذ وذلك التحالف القديم بين الموضوعية النظرية والإمتلاك التقني ـ السياسي " .
يتعلق الأمر إذن بإفساد هذا التحالف والإخلال بعمل المفهوم وبصبره التشميلي الذي كان منذ أرسطو باحثا عن تأسيس الحقيقة المطلقة وعن المعنى كماهية للإنسان في مبدإ عدم التناقض إذ من طبيعة المعنى عمله على الإستحواذ وعلى الإخضاع وعلى إقصاء كل مالا يستجيب لطابعه الكلياني. هيمنة المعنى هذه هي التي تبحث فلسفة الفرق على تعريتها من قدسيتها للتأكيد على اللاإتصالية الإبداعية الأعمق والأثرى من إرادة المعنى التي كثيرا ما وقعت المماهاة بينها وبين إرادة الحقيقة. لذلك كان دلوز كتب أنّ " المعنى واللامعنى بينهما علاقة مخصوصة لا يمكنها أن تكون استنساخا للعلاقة بين الحقيقي و الخاطئ أي أنه لا يمكن إدراكها كمجرد علاقة انتفائية". التخلص من هذه العلاقة الإنتفائية معناه الإلتفات إلى ملاحظة التباين أو الإختلاف والسيمولاكر والطيات العاملة على وضع حدّ للخطية والغائية وهو ما يستوجب مخاطرة "الكتابة" التي هي تخلص من التصنيف ومن المعنى الذي تُصوَّب نحوه الفكرة وتعتّمه الصورة. فالكتابة تكشف الجهة الأخرى في ما وراء الأسوار، إنها حركة مغالاة أو شطط تنسل أبعادا متكثرة وتفسد خيوط العنكبوت التي منها تُقدّ ضروب التغليق. الكتابة تقاس" بالعنف الذي يمكنها من تجاوز القوانين التي يعتمدها مجتمع أو إيديولوجيا أو فلسفة حين بحثها جميعها عن التلاؤم مع ذاتها في صلب حركة رشيقة للمعقول التاريخي". لكن الكتابة لم تتخذ هذا الشكل إلا لأن صورة الحداثة ذاتها مشروخة ومفكَّكة ومنخلعة. مترحِّلة إذن يجب أن تكون الكلمة حتى وإن فقدت صوتها في صمت لا يُقهَر وهذا الترحل هو انزياح منحرف أو مائل يحاول التخلص من الإنحباسات والصنافات التي هي" أعوان السلطة في الفلسفة".
إعادة التفكير في المفارقة و الفرادة والإنشقاق واللاتزمّن، هي ذي اليوم مهمة الفكر. فالفيلسوف لم يعد هو هذا الطائر الليلي الذي تحدّث عنه هيغل ومملكته لم تعد مملكة المعنى التي يحرسها عقل الفلسفة وعقل الدولة. ومع ذلك فإن اعتبار فلسفة الفرق كهرمينوطيقا مدفوعة إلى الحد الأقصى ترتفع في وجهه أصوات كثيرة بعضها لا يرى في هذا المنحى الفكري غير عودة" ذئب السفسطائية المتوحش والمكشّر عن الأنياب القاطعة لرعونته" والبعض الآخر لا يرى في فلسفة الفرق غير" شمس وهمية تدفئ النفوس دون أن تغيّر شيئا من البؤس الواقعي".
لا ريب أنّ لفكر الفرق ثغراته ونواقصه ولكنه ليس فكرا مخفقا حتى وإن فكر في الإخفاق. وإذا كان ثمة خطر تتوجّب مواجهته فلن يكون الفرق و إنما بؤس الإمتثالية والتلفيقية وحظر مسالك الإبداع على شجاعة الفكر الذي لم تنهكه كثرة المراتيج. وبالمثل، ما تتوجّب مواجهته في الهرمينوطيقا هو جنوحها إلى الكلية وإلى طوباوية مجتمع المؤوِّّلين الذي يكون ولوجه خروجا من مجتمع المعرفة والسياسة.
إجمالا، التفهم الهرمينوطيقي لا يفتأ يلتهم مــواقع انطلاقه وبصيغة نيتشية" لبناء معبد لا بدّ من هدم آخر: ذلك هو القانون، وليــرني أيّ كـــان حالــة واحــدة تندّ عن هذا القانون". لا يتعلق الأمر إذن بإعطاء معنى لما لا معنى له وإنما بالإستحواذ على تأويل موجود لقلبه وتحطيمه وتغيير اتجاهه. فليس ثمة أصل تابت وقرار مكين هما اللذان يقع تأويلهما، بل كل شيء تأويل يستحوذ على تأويلات استحوذت هي بدورها على غيرها من التأويلات. وليست خاصيــة غموض العــلامات الأولى هي التي تدفعنا إلى التأويــل وإنما نحــن مدفوعون إلى التأويل لأننا إزاء تأويلات قائمــة تحت كــل ما يتكلم، وهو مــا يعني أنّ إحــدى الخصائص الأساسية للهــرمينوطيقا هي عدم الإكتمال وذلك أمر يمنحنــا إمكانية الحديــث عــن زمــن هرمينوطيقي ليس هو زمن العلامــات الــذي هو زمن الإقتضاءات والآجال وليس هــو زمن الجدلية الذي يظل رغم كل شيء زمنا خطيا وإنمــا هو زمن دائري ولكنه مركّب وليفيّ مما يجعل الهرمينوطيقا مهدّدة دوما بإعادة تأويل ذاتها. لكن هذا العود الدائريّ بإمكانه الإفلات من ذلك التهديد بغياب العمــق وليس بغياب المجهول والــصمت والمنطقة المشتركة بين المعنى واللامعنى. فلم يعد الأمر متعلقاـ كما في الميتافيزيقاـ بثنائية الماهية والعرض أو كما في العلم بالعلاقة بين السبب والنتيجة وإنما يتعلق الأمــر بالتضايف بين الفينومين والمعنى وبالتــالي بكثــرة وتنوّع وتتابــع وتمــاعي المعــاني التي تجعل من التأويــل فنّا وربما الفــنّ الأرقــى في الفلسفة حيث يحميها من كل إطلاقية. إذن إذا كانت الهرمينوطيقا تأبينا للمعرفة المطلقة وإذا كانت طلقت البحث في الأصــول فلهــا على الأقل حياكة العلاقات التي تجذر وتفتــح في نفس الآن . لقد كتب مرلوـ بونتي ومــا بالعــهد من قِدم" ما لم يكن أيّ أثر يكتمل بإطــلاق فإنّ كل إبداع يغيّر ويبدّل ويضيء ويعمّق ويــؤكّد ويثير ويعيد إبداع أو يبدع مقدَّما كل الآثار الأخرى. وإذا لم تكن الإبداعات قنية حاصلة فمــا ذلك لأنها تمضي وحسب شأنها شأن كــل الأشياء وإنما لأن لها تقريبا كل حياتها أمامها". بمَ يتعلق الأمر في الهرمينوطيقا إذن إذا لم يكن بالفلسفة ذاتها وبما يحيل عليه اسمها الذي يعيّن التعقد والتنوّع، يرفض الإختزال والإمتثال ليقول الرغبة صنوا لجسارة الفكر الذي تغذيه تحيّراته وتصيّرات الوجود.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
souf_mani
من قدامى المحاربين
من قدامى المحاربين
souf_mani


عدد المساهمات : 865
التقييم : 13
تاريخ التسجيل : 04/09/2010
العمر : 38
الموقع : في الجنة إن شاء الله

الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر   الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر Emptyالإثنين يناير 10, 2011 12:21 am

مشكور وجميل ماتصنعه امين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://histoirphilo.yoo7.com/
 
الهرمونيطيقا أو أسم الفلسفة الآخر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفلسفة و القبائل الماركسية... إلى الصديق الدكتور عبد الرحمن بوقاف مؤسس يوم الفلسفة
» الهرمونيطيقا ومعضلة تفسير النص
» الجسد و الآخر
» الفلسفة ... إلى أين ؟
» ما الفلسفة؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ๑۩۞۩๑ منتدى الفكر والفلسفة ๑۩۞۩๑ :: الفلسفة المعاصرة وفلسفة ما بعد الحداثة-
انتقل الى: