اللغة عند سبينوزا

الموضوع اللغة عند سبينوزا
اللغةهي اداة تمكننا من تصنيف الاجناس والافراد ، اي اها وظيفة تصنيفية، فعندما تحضر الكلمات يحضر معها الشيئ او صورة الشيئ.
ومعنى هذا ان اللغة لديها قيمة عملية وليس لها دور الطليعة في البحث عن الحقيقة لماذا لها قيمة عملية ؟
الجواب هو انه عندما نتواصل مع الاشياء يكون هذا التواصل في اطار علاقة هذه الاشياء بحاجياتنا لذا يقول سبينوزا # الكلمة لا تحتفظ الا بطابعها الحسي والعرضي للشيئ#
فكلمة الطاولة مثلا لا تعبر الا عن الطابع الحسي العرضي بعيدا عن حقيقة الطاولة وجوهر الطاولة فمعناها الاصلي هو الذي يعبر عن الاستعمال اليومي والعمومي للطاولة فكل كلمة تبدا على مستوى المعنى
وكمثال اخر الصدق والكذب قبل ان تنتقلان هاتان الكلمتين الى الاستعمال الفلسفي كانتا في اطار استعمال عام، فالصدق كان يدل على حديث ينقل الوقائع كما هي والكذب يدل على عدم نقل الوقائع كما هي وتزييفها.
لكن ما حدث هو ان الفلاسفة استعاروا هاتان الكلمتان واصبح الصدق والكذب هو توافق الفكرة مع موضوعها او عدم توافقها، وبتالي نقول ان الكلمة تحمل افكار ، وهذا ماكان مجهولا في الاستعمال العامي ، وهذا ايضا يدل على نقل من الستعمال الساذج للكلمات الى الاستعمال الفلسفي فالفيلسوف ياتي بالكلمة من الاستعمال الدارج ويعطيها عمق وتاثير اكثر في الاستعمال الفلسفي . فالكلمة اذا التي ياتي بها الفيلسوف لا بد ان يفهمها جميع الناس فالاسماء والكلمات وضعت واخترعت لتصل الى جميع الناس ،واي كلمة قبل ان تكون مختصصة لا بد ان تنتقل من معناها المشترك الي معناها المتخصص
لايريد سبينوزا ان يضغ علاقة مباشرة بين معاني الكلمات والافكار بل معاني الكلمات تتحدد في اطار التجربة التي تجمعنا مع الجسام والاشياء،وتدخل من ثمة في اطار مشترك لاستعمال تلك الكلمة ،ثم بعد ذلك تدخل في اطار الافكار ،ومنه كل الافكار تولد عن علاقتنا بالاجسام.
يقول سبينوزا # اللغة تجد اصل لها وبداية لها خارج الافكار#
اي داخل الاستعمالات اليومية للاشياء والاجسام.
لكن الكلمة عندما تعين جسم من الاجسام ،فهي في نفس الوقت تعين فكرة من الافكار، وهذه الفكرة تنتج من خلال تاثرنا بهذا الشيئ او الجسم.
يقول سبينوزا انه لدينا ادراك ،ولكن لايضعنا عند حقيقة الشيئ وانما يضعنا امام صورة لهذا الشيئ او تمثل لهذا الشيئ ، فلا مجال للمطابقة بين الصورة والشيئ لدى سبينوزا.
وقبل الوصول الى الاستعملات الفلسفية ، لدينا استعملات دارجة ،وهذا النوع من الاستعملات يفتح باب للخطأ والخلط بين الكلمات والافكار وهذا راجع بدوره الى اختلاف التجارب . يقول سبينوزا # اخشى ان يقع الفلاسفة في هذا الخطأ # ويقول # من الخطأ ان نعتقد ان الكلمة الواحدة تحمل فكرة واحدة ووحيدة # # الكلمة تعين لنا الشيئ كما نتعرف عليه لا كما يجب ان نعرفه #
يحذر سبينوزا الفلاسفة من. الاعتقدات اللغوية الخاطئة ومن اول الخطاء التي. وقعو فيها انهم انطلقوا للحكم على الاشياء انطلاقا من الاسم # فكم من الفلاسفة فكروا من خلال الكلمات وليس من خلال الافكار #
وهذا مثل ما قاله ارسطو لافلاطون عندما انتقده في عالم المثل فالذي يخلط الكلمة بالافكار كالذي يعيش في احلام اليقظة
يقول سبينوزا # من الضروري ان نفرق بين الفكار والاشياء خصوصا في الفلسفة ، لانه يقع بالفيلسوف في اخطاء جسيمة #
فلا بد اذن من نقد اللغة ومن الضروري التاكد من ان الكلمات التي استعملها. الفلاسفة تحمل معاني وافكار.
و نقد اللغة عند سبينوزا لديه وظيفة ابستمولوجية ، وسياسية ، فالتجربة تثبت ان رجال الدين والحكام احسن وسيلة استعملوها لتحذير الشعوب والتاثير عليها هي الخطاب واللغة.
فلا بد من الحذر إزاء اللغة في هذه الناحية فرجال الدين لا يستعملون اللغة للبحث عن الحقائق ولكن من اجل التغليط وتحذير الشعوب وحملها على الطاعة مثل كلمة ..صكوك الغفران..
فالاداة الاصلح و الامثل لتهديم الفكر لدى الطغاة هي اللغة.
يقول سبينوزا ‫#‏لا‬ اتعامل مع الاله من خلال كلمات رجال الدين ، لان ما يقومون به هو اشبه ما يكون بالسفسطة #
فسيطرة اللغة على الفكر هو تحطيم للحياة، اللغة لا بد لها ان تكون خادمة للفكر ،اي خادمة للحياة، فالمجتمع المتطور هو الذي يكون فيه الفيلسوف قريب من الشعب هذا على المستوى المعرفي ،اما على المستوىالسياسي ، فلا بد من الحاكم ان يكون قريبا من الشعب وكذا اللغة.

شكرا لك أخي والاستاذ " فيصل " على هذه القراءات الجديدة حول اللغة والفكر من خلال سبينوزا

» اللغة عند أرسطو
» مقال حول اللغة والفكر
» مقالة حول اللغة والفكر
» موقع لتعلم اللغة الإنجليزية
» اشكالية نشوء اللغة العبرية....