لماذا يتطاول الأقزام على العظماء ؟
عبدالله سعد الغنام
إن القلم ليعجز عن وصفه, والتاريخ والدنيا كلها تقف احتراما و إجلالا له , وتنحني الرقاب إكبارا وطاعة له , فنحن ها هنا لا نتكلم أن أي عظيم ترك أثرا في هذه الدنيا ثم رحل, بل نحن نتحدث عن إنسان لم ولن تنجب البشرية مثله أبدا .
هو فريد نوعه وإن عظماء الدنيا من البشر ليتصاغرون ويتضاءلون أمام هامته وعظمته يشهد له بذلك القاصي قبل الداني , ويذكر قدره وفضله أعداه قبل محبيه . وقد قالوا عنه أنه يستطيع أن يحل جميع مشاكل العالم وهو في مكانه, وقالوا أيضا أنه أفضل عظيم من عظماء الدنيا المائة بلا منازع. وأحسن من ذلك وأتم وأشمل ما وصفه به سبحانه وتعالى فقد قال عنه "وإنك لعلى خلق عظيم ".
هو نبراس وقدوة لكل البشر كبيرهم وصغيرهم ,عالمهم وجاهلهم شاء من شاء وأبى من أبى , ولا يعارض ذلك إلا حاقد أو جاهل أو ظالم , فمن الذي يجرؤ ويتطاول عليه بكلمة أو فعل فضلا عن أن ينشر فليما قذر نتن كقذارة مخرجه وكاتبه وناشره .
من هذا القزم الذي لا يعرفه التاريخ ولن يذكره يتطاول على ذلك الرسول العظيم الذي هو خير الرسل والناس أجمعين. ولكن السؤال الأهم لماذا يتطاول ذلك القزم النكرة خبيث النفس والعمل على مقام سيدنا وحبيبنا رسول الله عليه الصلاة والسلام, ولماذا تتكرر هذه الأفعال والتجاوزات الشنيعة من فترة إلى أخرى، ولعل المتأمل يجد لها أسباب عدة.
أولها هو ضعف النفس والشعور بنقص الذات وتلك أعراض مرض نفسي متأصل في داخلهم يدفع أمثال هؤلاء لمثل هذه الفعلة الدنيئة , وصدق من قال أن كل إناء بما فيه ينضح , فلبئس ما نضحت به تلك النفوس الخبيثة. وكيف نستغرب منهم تلك الأفعال وقد جعلوا لله أبناء وإناثا وأندادا ! تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
ثانيها إن ضعفنا وهوانُنا على المجتمع الدولي قد يكون سبب رئيسي لمثل هذه التجاوزات المنحطة, فلو كان لنا هيبة وقوة لما تطاول وتجرأ الأقزام من حثالة المجتمع على قدوتنا وحبيبنا , ولفكروا ( إن كان لهم عقل !) ألف مرة قبل أن يقدموا على مثل هذه الأفعال .
ثالثها لابد من تعامل مع مثل هؤلاء بكل صرامة وشدة وقسوة , وأن يجرّموا ويحاكموا حتى يرتدع غيرهم , ولابد من إصدار قوانين محلية ودولية تحرم المساس بالرسل والأديان السماوية وتعتبره جُرما يحاكم ويعاقب عليه فاعله فذلك أحق بقانون صارم وشديد من قانون المحرقة الدولي الذي يدعون !.
رابعها أننا قد نتحمل جزء من المسئولية فلقد نشرنا وتنقالنا الأخبار فيما بيننا فعرفه وسمع به من لم يكن يعلمه من عامة الناس , وربما كان ذلك بدافع حبنا له وغيرتنا عليه وهذا ما يبرر ردة الفعل المسلمين الغاضبة في كل بقاع الأرض.
وأخيرا , لماذا نحن نذكره عليه الصلاة والسلام فقط وقت الأزمات و الأحداث , وننساه في سائر الأيام , أليس الأحرى والأجدر بنا أن نتذكره في كل وقت , ونحاول أن نسير على خطاه ما استطعنا إلى ذلك سبيلا فذلك خير دفاع عنه, وستظل قافلتنا الأم تسير على خطاه أبدا وستظل تلك الكلاب تنبح.
البريد الإلكتروني للمرسل:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]