ملخص مذكرة : ( النظرية النقدية ومفهوم الحداثة في مدرسة فرانكفورت - أدورنو وهابرماس أنموذجان - )

تعتبر هذه الدراسة محاولة لإسهام في التعريف بإحدى أبرز المدارس الفلسفية المعاصرة ، ألا وهي " مدرسة فرانكفورت أو النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت " ، هذه المدرسة التي أصبحت اليوم محل اهتمام المفكرين المعاصرين سواء الغربيين أو المعاصرين نظرا لتعدد كتابتها و تنوعها و المنفتحة على مختلف المرجعيات الفلسفية الكبرى ( الكانطية ، الهيجيلية ، الفرويدية ، الماركسية ....إلخ .) بالإضافة إلى مواكبتها لإشكاليات المعقدة المطروحة في المجتمعات المعاصرة ، و للتحولات الفكرية و السياسية و الاجتماعية التى خضع لها هذا العصر ، و خصوصا ما خلفته الحربين العالميتين الأولى و الثانية .
و أهم ما يميز هذه المدرسة أنها اتخذت من النقد منهجا لها ، إذ حاولت هذه الأخيرة القيام بممارسة نقدية جذرية للحضارة الغربية قصد إعادة النظر في أسسها و نتائجها في ضوء التحولات الكبرى التي أفرزتها الحداثة الغربية و خاصة منذ فترة الأنوار ، التي تعتبر نقطة تحول جوهرية في مسار هذه الحداثة . خلال هذه الدراسة تطرقنا إلى أهم فيلسوفان معاصرين كانت لهما إسهامات بارزة داخل المدرسة : تيودور أدورنو ( 1903- 1969 ) من الجيل الأول ، و يورغن هابرماس ( 1929) من الجيل الثاني ، محاولةً منّا عرض البدائل التي أتى بها كل واحد منها على حدى لمعالجة الواقع الغربي الذي تسيطر عليه ما يسمى بـ " العقلانية الأداتية " المعروفة بالتسلط و الهيمنة و التشيؤ و الاغتراب .
فبعدما ارتكزت النظرية النقدية في بحثها على تحليل و نقد العقلانية الأداتية حاول أدورنو مجاوزة هذا الموقف و استبداله بـ " البعد الفني أو الجمالي " محاولا إبراز حقيقة الفن داخل الفكر الفلسفي المعاصر الذي رأى فيه المخلص و المعتق من أمراض هذه العقلانية ، و سعيا منه لنقل الإنسان الأوروبي عامة و الألماني خاصةً من عالم السيطرة و القهر إلى عالم تسوده الحرية و السعادة .
أما " يورغن هابرماس " فقد حاول من خلال " نظريتة التواصلية " ، أن يتجاوز أفكار الجيل الأول خصوصا أفكار أستاذه أدورنو من خلال إقدامه على التوسيع داخل النظرية النقدية و تحويلها إلى نظرية تواصلية ، بغية دراسة و تحليل البنى الاجتماعية من جهة ، و محاولة دفاعه عن مشروع الحداثة " بما أنه مشروع لم يكتمل بعد ...." من جهة أخرى ، مستعملا في ذلك اللغة كوسيلة و أداة للتواصل و الحوار ، حيث يقوم مبدأ هذه النظرة التواصلية هي تشكيل علاقة حوارية بين فئات المجتمع الأوروبي مكتسيةً بأخلاقيات النقاش .
هذه الدراسة لم تتوقف عند هذا الحد بل حاولنا تقديم بعض التصورات لأحد أبرز ممثلي الجيل الثالث الذي جاء كرد فعل لهابرماس ، و الذي قدم بديلا لإتيقا المناقشة الهابرماسية متمثلا في إتيقا الاعتراف ، الذي يقوم على توسيع مفهوم التفاعل التواصلي ، و ذلك من خلال الاعتراف المتبادل الذي يحدث في نسيج العلاقات داخل عملية التواصل .
الكلمات المفتاحية : النظرية النقدية - مدرسة فرانكفورت – العقل الأداتى – العقلنة - الاغتراب – الجدل السلبي - الحداثة – الفن – الثقافة الجماهيرية – صناعة الثقافة - الحرية - السعادة - نظرية التواصل - الحوار – التأويل - اتيقا الاعتراف.

النتائج والأهداف :
1- تقديم نظرة أو لمحة عن المدرسة الفرانكفونية وإسهاماتها في الفكر الغربي المعاصر .
2- محاولة تطبيق منهج النقد واسقاطه على الواقع العربي.
3- تكملة للمشاريع المنجزة حول موضوع الدراسة ، سواء ما تعلق الأمر داخل شعبة الفلسفة أو كتابات المؤلفين العرب المعاصرين .
4- المساهمة في إبراز بعض التصورات التي جاء بها الجيل الثالث للمدرسة .

مشاركة رائعة ومميزة
من بلال موقاي

شكرا لك اخي على المرور

ما شاء الله، لك تحية خالصة أخ عمار طراوية على المشاركة القيمة هذه

موضع مفيد و قيم الذي اخترته في مذكرتك و قد اثار فضولي ماكتبته في النتائج حول لمحاولة التي اقمتها في تطبيق منهج النقدي واسقاطه على الواقع العربي فرأيت ان تطلعنا على اهم ماتوصلت اليه قي ذلك ، لأن الفلسفة بحق تحتاج الى دراسات تطبيقية تخرج من اطارها النظري المجرد و اليوتوبي الى الواقع الذي نعيشه و الحراك السياسي و الثقافي الذي نحياه ...شكرا جزيلا على الموضوع و ننتظر افادتك في هذا الجانب ...لك مني كل تحية و تقدير . .

شكرا لكما الأستاذين الكريمين : / مؤرخ / و / أحمد أمين / على المرور فهذا من واجبنا . سنحاول أن نقدم الجديد حول هذه الدراسة إن شاء الله .