| الفتح الاسلامي لبلاد المغرب | |
|
+6أبوهشام dr.wahid أحمد أمين الوهم الكبير omar tarouaya مؤرخ المغرب الأوسط 10 مشترك |
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
مؤرخ المغرب الأوسط المدير العام
عدد المساهمات : 1632 التقييم : 39 تاريخ التسجيل : 27/08/2010 العمر : 39 الموقع : مؤرخون وفلاسفة
| موضوع: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب الأربعاء أبريل 20, 2011 9:51 pm | |
| باسم الله الرحمن الرحيمهذه محاضرة في فتح بلاد المغرب الإسلامي وما وقع خلالها من أحداث ملخصة من كتاب البيان المغرب في أختصار أخبار الأندلس والمغرب بدءا من سنة 20 هـ إلى غاية نهاية الدولة الأموية فتح الصحابي الجليل عمر بن العاص مصر سنة 20 للهجرة، وبعدها فتح الإسكندرية سنة 21 هـ ومنها تراءى له أن يفتح بلاد المغرب فانطلق في فتح أوسع بلادها وأقلها عمارة وهي طرابلس فكان له ذلك سنة 22 هـ، فلم يبق له إلا بلاد إفريقية وبلاد أفريقية هي تونس الحالية ومنها المغرب الأوسط ومنها المغرب الأقصى، وكانت كل هذه الفتوحات على يد عقبة بن نافع رضي الله عنه (مع الإشارة إلى أنه ربما يون عقبة بن عامر القيسي)، فراسل الخليفة آنذاك وهو عمر بن الخطاب بأن يفتح إفريقية، التي ملوكها كثير وأهلها كثير، فأشار عليه الخليفة بأن لا تفعل، وبعد استشهاد الخليفة عمر جاء الخليفة عثمان فعزل عمر بن العاص عن ولاية مصر، وولاها عبد الله بن سعد بن أبي السرح، وكان ذلك في سنة 25 هـ، فأرسل الخليفة الجديد جيشا كبيرا فيه الكثير من أبناء الصحابة والصحابة ومنهم: عبد الله بن الزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن أبي بكر، عبد الله بن عمر بن العاص، والمطلب بن السائب، وبشر بن أرطأة، وغير هؤلاء من المهاجرين، وأعان الخليفة الجيش بألف بعير ووعظ فيهم وحرضهم على الجهاد واستعمل عليهم الحارث بن الحكم، حتى يصلوا إلى ابن أبي السرح فيسلمون له المقاليد. فخرج عبد الله بن سعد بن أبي السرح من مصر على رأس جيش من 20 ألفا من الرجال يطلبون إفريقية، وملكها في ذلك الوقت يسمى جرجير (غريغوريوس) وكان حاكما من طرابلس على طنجة حسب المراكشي، فالتقى المعان بسبيطلة، وكان الغريغوريين في 120 ألف، ورغم ذلك ذب الرعب في النصارى، فأعطى ملكهم مكافأة لمن يقتل عبد الله بن سعد أمير المسلمين وقائد تلك الحملة، والمكافأة هي ابنة الملك ومعها 50 جارية من أجمل جواري ارض حينئذ. ولكن عبد الله بن سعد قال لهم إن من يقتل جرجير له ابنته وعها الخمسين جارية، وفي الأخير كان عبد الله بن الزبير بن العموام هو من قتل جرجير، ولما انهزم الملك جرجير في أول لقاء بين المسلمين وبين المغاربة واصلوا السير حتى حاصروا مدينة قرطاجنة في تونس وفتحوها، فأصابوا فيها من السبي والغنم وما لا يحصى ولا يرد، وهذا ما جعل ملوك الروم بالمغرب يعقدون معه الصلح على الجزية والضريبة، قبل عبد الله بن سعد ذلك، وكان مقدار ما يقدمه الروم للمسلمين 300 قنطار من الذهب، ودائما على ذمة ابن عذارى المراكشي، وكانت هذه الحوادث كلها في نواحي العام ونصف العام حتى سنة 27 هجرية. وبعد هذه الغزوة الكبيرة حدث ان لم يتفق الجند مع عبد الله بن سعد إذ وعده الخليفة -حسب الطبري- بخمس اخمس، ولكنه اخذ الخمس من لغنائم الكثيرة، وبعدها سمح له الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفي الأخير غضبت العامة من الجنود وأهل الشورى، فعزل عبد الله بن سعد بن أبي السرح. في سنة 28 هـ غزى حبيب بن مسلمة أرض قورية من بلاد الروم. في سنة 29 هـ فتحت أرض فاس كما ذكرت كتب التاريخ. في سنة 31هـ كانت غزوة ذات الصواري. في سنة 33 هـ عاود عبد الله بن سعد بن أبي السرح غزو إفريقية مرة اخرى. سنة 34 هـ غزى معاوية بن حديج أو خديج إفريقية. 35هـ استشهد عثمان رضي الله عنه خليفة المسلمين، فتقلص الفتح وتراجع إلى الإسكندرية من جديد، واهتم الناس بأمور الفتنة العظمى في المشرق. 36هـ عزل عبد الله بن أبي السرح وعين مكانه قيس بن عبادة الأنصاري. 37هـ كان العامل على مصر محمد بن أبي بكر الصديق. 38هـ قتل محمد بن أبي بكر من طرف معاوية بن حديج بأمر من معاوية بن أبي سفيان . هناك امور مهمة بالنسبة للتاريخ المشرقي، والتاريخ الإسلامي في هذه الفترة إلا انها لا تهم بشكل مباشر تاريخ الفتوحات الإسلامية للمغرب، وما تجدر الإشارة إليه أن ولاية مصر كانت تسيطر على حركة الفتوح نحو الغرب إلى إفريقية، وهو واضح من خلال تحرك الأحداث التاريخية في سرد ابن عذارى المراكشي الذي أنا بصدد تلخيصه وتبسيطه كان الفتح الإسلامي في هذه الفترة عبارة عن حملات للاستطلاع ليس النية من ورائها البقاء أو التوسع في أرض إفريقية والمغرب، ولكنها كانت حملات لحماية الحدود الشرقية للدولة الإسلامية الناشئة، وأيضا من أجل الاطلاع على البلاد التي ليس لهم عهد معرفة سابق بها، وأيضا لا يمكن أن نقصي الجانب المادي والاقتصادي في تحريك التاريخ، فأرض إفريقية كانت أرضا غنية، وهو ما يذكره ابن عذارى نفسه، من مغانم وذهب وفضة وأسرى وجواري وأيضا زيوت، وزيتون. 40/ 41هـ رجوع مصر تحت حكم عمر بن العاص في خلافة معاوية بن أبي سفيان. سنة 41هـ غزو إفريقية للمرة الثانية من قبل معاوية بن حديج، وكان مجموع مغازي معاوية لإفريقية ثلاثة غزوات. سنة 42هـ كانت أولى غزوات عقبة بن نافع الفهري الثابتة (ذلك ان غزواته الأولى قد تكون لعقبة بن عامر القيسي). 43هـ مات عمر بن العاص في عيد الفطر. سنة 45هـ غزى معاوية بن حديج الكندي إفريقية للمرة الثالثة والأخيرة في تاريخه، وصلت الغزوة حتى سوسة وانهزم فيها جند نقفور الرومي وهو من البطارقة النصارى، ثم فتحت جلولاء، ثم اتجه بعض من الجيش إلى ركوب البحر وغزوا صقلية فغنموا كثيرا، وهو نص استغربه ابن عذارى المراكشي منقولا عن تاريخ الطبري. إلى اللقاء مع ولاية عقبة بن نافع الفهري
عدل سابقا من قبل مؤرخ المغرب الأوسط في الأربعاء أغسطس 17, 2011 7:32 pm عدل 2 مرات (السبب : التثبيت) | |
|
| |
omar tarouaya من قدامى المحاربين
عدد المساهمات : 649 التقييم : 24 تاريخ التسجيل : 30/11/2010 العمر : 34 الموقع : في قلوب الناس
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب الأربعاء أبريل 20, 2011 10:44 pm | |
| مشكور " مؤرخ " على هذه الكرنولوجية المتعلقة في الفتح الإسلامي لبلاد المغرب. وهذا يدل على أن منطقتنا الجغرافية كان لها إهتمام كبير منذ القدم. من طرف الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين . وأكبر دليل على ذلك نجد قبر " عقبة بن نافع" في ولاية بسكرة. والمضيق المشهور قرب سواحل إسبانيا " مضيق جبل طارق " ...الخ. أجدد شكري لك يا سيدي . وأتمنى للجميع المرور لهذا الموضوع من أجل الإستفادة ومعرفة تاريخ المغرب العربي الكبير. | |
|
| |
مؤرخ المغرب الأوسط المدير العام
عدد المساهمات : 1632 التقييم : 39 تاريخ التسجيل : 27/08/2010 العمر : 39 الموقع : مؤرخون وفلاسفة
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب السبت أبريل 23, 2011 11:27 am | |
| كما ذكرنا عن عقبة بن نافع الفهري قد غزا فيما سبق إفريقية، فلاحظ ان شعب إفريقيا يظهر الخضوع إلى الفاتح المسلم ثم يرتد إذا تولى عليه، فأشار على الجمع من أصحابه أن يبنى مدينة يستقر فيها المسلمون ومنها يكون انطلاق الفتح الإسلامي، وفي سنة 50 هـ بدأ عقبة بن نافع في بناء مدينته وهي القيروان، وانفرد ابن عذارى المراكشي بسنة 51 هـ وهي السنة التي بدأ فيها عقبة بناء المدينة. وكان عقبة رحمه الله مستجاب الدعوة، كما اتفقت الكثير من المصادر التاريخية، ومنها ابن الأثير والطبري وابن الأثير والمراكشي وحتى ابن خلدون يميل إلى تصديق الكثير مما يروى عنه من استجابة الله له في الدعاء، ومنها انه نزل في سبخة أين بنى القيروان فدعا: أيتها السباع والحياة نحن أصحاب رسول الله، ونحن هنا نازلون، فارحلوا عنا، فتعجب الناس لما رأوا من الحياة والسباع والذئاب السمع والطاعة؟؟ فأقام أهل إفريقيا بعد ذلك 40 سنة لا يجدون في القيروان عقربا ولا حية. فاختط أول مرة دار الإمارة ثم الجامع الأعظم فاختطه، ودامت ولاية عقبة بن نافع على القيروان أربع سنين أو خمسة سنين، وعزل لما تغير الحكم في مصر فقد عين معاوية مسلمة بن مخلد الأنصاري، مكان معاوية بن حديج، ولهذا عين مسلمة أبو المهاجر دينار مكان عقبة بن نافع، فعزل الثاني الأول في سنة 55هـ..
إلى اللقاء مع ولاية أبي المهاجر دينار
| |
|
| |
الوهم الكبير عضو نشيط
عدد المساهمات : 41 التقييم : 2 تاريخ التسجيل : 08/04/2011
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب السبت أبريل 23, 2011 12:05 pm | |
| شكرا لك أخي العزيز كثيرا منا تكرر تسمية المراكشي وكتابه لو تعرفنا عليه حتى نكون في وقع الصورة
| |
|
| |
مؤرخ المغرب الأوسط المدير العام
عدد المساهمات : 1632 التقييم : 39 تاريخ التسجيل : 27/08/2010 العمر : 39 الموقع : مؤرخون وفلاسفة
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب الأحد أبريل 24, 2011 2:19 pm | |
| لما عين معاوية بن أبي سفيان مسلمة بن مخلد الأنصاري بدل معاوية بن حديج الكندي، قام مسلمة باستعمال أبي المهاجر دينار على إفريقيا، فقيل لمسلمة: أنم عقبة بن نافع أفضل لأنه صاحب السبق في بناء القيروان وفتح البلدان في إفريقيا، وجهاد العدو، فقال لهم لقد صبر علينا أبو الهاجر من دون ولاية فالآن أردت أن أكافئه على ما صبر علينا. فقدم أبو المهاجر دينار إلى عقبة بن نافع في القيروان حاملا كتاب مسلمة بن مخلد الأنصاري وأساء عزل عقبة بن نافع، ونزل خارج المدينة وكره أن ينزل خارج المكان الذي اختطه عقبة، فدعا على القيروان بالحرق والهدم، وأراد أن تكون له مدينة له فيها ذكره، فلما سمع عقبة بن نافع الخبر وهو قافل في طريقه إلى المشرق، فاتجه إلى الخليفة مباشرة، وقال له: أنا فتحت البلاد وبنيت المنازل واتخذت للجماعة مسجدا، فوعده معاوية بإرجاعه ولكنه تراخى على ذلك ولم يفعل حتى وافته المنية رحمه الله سنة سنة 60 هـ في هذه الأثناء تعطل الفتح الإسلامي لإفريقيا وبلاد المغرب عموما، وذلك أن ولي عهد معاوية وهو يزيد لم يبايعه الجميع، وذلك ان في سنة 56هـ دعا معاوية بن أبي سفيان إلى بيعة ابنه يزيد بن معاوية، وجعله ولي عهده، فانقاد له الناس كلهم إلا خمسة نفبر: الحسين بن علي، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وعبد الله بن عباس. وفي سنة 61هـ كان مقتل الحسين رضي الله عنه وفي تلك السنة أظهر عبد اللهبن الزبير الخلافة بمكة بدل دمشق، وخلع طاعة يزيد بن معاوية، وفي سنة 62 هـ ولى يزيد بن معاوية على بلاد إفريقيا والمغرب كله وهي ولايته الثانية رضي الله عنه.
وإذا رجعنا إلى ما قام به أبو المهاجر دينار وجدنا أنه استمر في مواصلة الفتح غربا حتى قيل أنه وصل غلى نواحي تلمسان وقد دانت له الكثير من القبائل البربرية هناك ومنها، قبيلة أوربة وكان زعيمها معروفا في التاريخ وهو كسيلة الأوربي، وقيل أنه اصبح مرافقا ومصاحبا لأبي المهاجر ومعاونا له في الفتح، وقيل أن أبا المهاجر دينار قد ترك أحد الدعاة لدين الله، واسمه شاكر وكان تابعيا متفقها في الدين، وقيل أن الرباط الذي اشتهر في العصر الوسيط في المغرب الإسلامي باسم رباط شاكر هو راجع للفترة الأولى من الفتح وهذا هو المكان الذي سكنه شاكر ومن خلاله قام بالدعوة لله عز وجل ولدين الاسلام على أن البعض من المؤرخين يقولون بأنه صاحب عقبة بن نافع تركه في منطقة دكالة حتى تلمسان والله أعلم
إلى اللقاء مع ولاية قبة بن نافع الثانية
عدل سابقا من قبل مؤرخ المغرب الأوسط في الخميس أبريل 28, 2011 11:44 am عدل 1 مرات | |
|
| |
أحمد أمين المدير العام
عدد المساهمات : 1016 التقييم : 25 تاريخ التسجيل : 02/09/2010 العمر : 39
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب الإثنين أبريل 25, 2011 4:14 pm | |
| شكرا لك مؤرخ على مجهوداتك و الكرونولوجيا الاحداث التاريخية التي تخص الفتح الاسلامي في المغرب العربي ، تستحق حقا تقييما أيجابيا على ماتبذله ، ننتظر جديدك . | |
|
| |
مؤرخ المغرب الأوسط المدير العام
عدد المساهمات : 1632 التقييم : 39 تاريخ التسجيل : 27/08/2010 العمر : 39 الموقع : مؤرخون وفلاسفة
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب الخميس أبريل 28, 2011 11:49 am | |
| رحل عقبة بن نافع من الشام إلى مصر ومعه خمسة وعشرون رجلا من أصحاب الرسول فلما مر على مسلمة بن مخلد الأنصاري اعتذر له على ما فعل أبو المهاجر، وأنه قد خالف أوامره في طريقة العزل، فقبل منه عقبة بن نافع ذلك واتجه إلى القيروان، فأوثق أبا المهاجر في الحديد وخرب مدينة الجديدة (ويقال أن اسمها مدينة القرن)، ورد الناس إلى القيروان ودعا على المدينة وأهلها: يا رب املأها علما وفقها واملأها بالمطيعين لك واجعلها عزا لدينك وذلا على من كفر بك، ثم عزم على الغزو ناحية الغرب من بلاد المغرب، واستخلف وراءه زهير بن قيس البلوي . جمع عقبة بن نافع اولاده وقال لهم إنني بعت نفسي للغزو حتى ألقى ربي، وإني لا ادري هل تروني بعد يومكم هذا في مكانكم هذا ؟ فالتقى عقبة رضي الله عنه مع الروم والبربر وحاربهم وقتلهم تقتيلا وفرق جموعهم ودوخ البلاد لما أحكم السيف في رقابهم، ومنهم روم باغاي وهي الحامية التي كانت موجودة في خنشلة الحالية، وكذا قرطاجنة في المغرب الأدنى، ثم مر إلى المنستير، فالتف الروم والبربر حول المدينة وكانت من أعظم المدين في ذلك الوقت والتحم الجيشان وكان الفناء الكبير فانهزم البربر والروم وغنم المسلمون غنائم كثيرة، وكان لعقبة بن نافع غزوة أخرى في منطقة الزاب وبالضبط في وادي المسيلة وحطم ملكهم ومدينتهم في تلك البلاد، فلم يبق للروم ملك فيها بعدئذ، حتى انسحب كل الروم ومن بقي معهم من البربر في واستقروا في منطقة تيهرت واحتموا بها، كما يقول المراكشي: ثم زحل إلى الكفار فالتحم الجمعان فولى الكفار منهزمون، فأباد فرسانهم وقتل حماتهم وفرق جمعهم وسبقتهم خيل المسلمين إلى مدينتهم فأفنوهم وقطعوا آثارهم. ولم يتوقف عقبة بن نافع عند هذا الحد بل واصل مسيرته غازيا وفاتحا إلى طنجة شمالي المغرب الاقصى، وذلك أنه لما توالت الهزائم على بربر وروم إفريقا وكثر القتل فيهم حتى كاد يستأصلهم، لجأ من بقي منهم إلى الحصون والمعاقل قلم يبرحوها، فكره المقام عل محاصرتهم، فيفوته الغزو وقتل غيرهم من طوائف الكفار، إذ كانت أم النصارى والبربر بإفريقية كثيرة ولا تحاصي الرمل في الكرة ولا النجوم في العدد حسب تعبير ابن عذارى المراكشي. ولعله من المهم أن أكتب بلغة المراكشي لما يتكلم عن فتوح وغزاوات عقبة بن نافع في المغرب: وأوغل في المغرب يقتل ويأسر أمة بعد أمة وطائفة بعد طائفة ... لا تروعه كثرة ولا تعتريه هو ومن معه سآمة ولا قترة حتى صار باحواز طنجة وكان بها ملك اسمه يوليان... فلما قاربه وجه إليه رسالة مستعطفا ومستلطفا وبعث له هدية عظيمة وسأله المسالمة، فقبل منه... وقال له: لقد تركت الروم وراءك وما امامك إلا البربر وهم مثل البهائم ... ياكلون الجيف ومواشيهم ويشربون دماءها من أعناقها، فقد كفروا بالله العظيم ... ومعظمهم المصامدة، وسار عقبة إلى المصامدة (وهم سكان الريف المغربي والداخل المغربي حتى حدود السوس الأقصى (ومنهم الموحدون، المهدي بن تومرت، وعبد المومن بن علي)، إلى اللقاء في خبر عودة عقبة إلى القيروان | |
|
| |
مؤرخ المغرب الأوسط المدير العام
عدد المساهمات : 1632 التقييم : 39 تاريخ التسجيل : 27/08/2010 العمر : 39 الموقع : مؤرخون وفلاسفة
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب الإثنين أغسطس 01, 2011 2:20 pm | |
| وبعد سيطرة عقبة بن نافع عن البلاد الشمالية من المغرب أراد أن يتجه إلى الجهة الجنوبية، فاتجه إلى بلاد السوس الأدنى وهي بلاد تامسنا وبلاد المصامدة (الموحدون فيما بعد) فهزمهم وأفناهم حسب المراكشي، فهربوا إلى موضع (لا نعرفه)، ومنها اتجه إلى منطقة السوس الأقصى، فاجتمع لمحاربته أمم تحصى ولا تعد فقاتلهم قتالا شديدا حتى هزمهم وأصاب منهم الذراري والنساء والخيل والأموال، قيل أن الجارية منهم قد بيعت بألف دينار في المشرق، ومن هنا هرب الناس من أمامه حسب المراكشي ولم يقاتله أحد. وقد سار حسب المراكشي حتى بلغ من ناحية الغرب البحر المحيط (الأطلسي) فدخل فيه حتى بلغ الماء بطن فرسه ثم رفع يديه إلى السماء وقال: يارب لولا ان البحر منعني لمضيت في البلاد إلى مسلك ذي القرنين مدافعا عن دينك مقاتلا من كفر بك؛ ثم قال لأصحابه انصرفوا على بركة الله، فجلا الناس أمامه هاربين كلهم وقيل: نزل من درعة إلى بلاد صنهاجة، ثم إلى بلاد هكسورة ثم نزل أغمات وريغة ثم منها إلى وادي نفيس، ثم نزل إيجلي بالسوس وبنى مسجدا، وحسب أحدهم يحدث المراكشي أن عبقة بن نافع لم يبن أيا من المساجد المذكورة والمسماة باسمه، إلا جامع القيروان وآخر بدرعة وآخر بالسوس. وهناكم رواية أخرى تقول أن عقبة بن نافع لما وصل إلى ماسة من حدود المغرب مع البحر، قال: السلام عليكم يا أولياء الله، فقالوا له عمن تسلم؟، فأجابهم، على قوم يونس عَم، ثم قال: اللهم إنك تعلم أني لم أطلب إلا ما طلب عبدك ووليك ذو القرنين ألا يعبد في الأرض غيرك . وفي رحلة رجوعه إلى المغرب الأدنى وإلى القيروان عبر جبل تازة ومنه إلى موضع شاكر وقد ترك صاحبه هناك لهذا سمي المكان باسمه، ومنها إلى بلاد دكالة، فوجد فيها قوما فدعاهم إلى الاسلام فامتنعوا فقاتلهم فقتلوا جملة من أصحابه فسمي ذلكم الموقع بمقبرة الشهداء، ومازال هذا الاسم على الأقل إلى زمن المراكشي (ق7هـ)، ثم رجع من دكالة إلى هكسورة، فوجد قوما دعاهم للإسلام فرفضوا فقاتلهم حتى هربوا، فلم يقاتله بعد ذلك احد من اهل المغرب لتغلبه على أهل البلاد هناك.
قال ابن عذارى المراكشي: وغزوته أيضا للروم والبربر بقرب من إفريقية، قافلا إليها بعد تلك الغزوات فتفرق عنه جيشه للإياب إلى أحيائهم، والبِدار إلى عيالهم فبقى في جمع قليل. إلى اللقاء مع قصة مقتل عقبة بن نافع رضي الله عنه.
| |
|
| |
مؤرخ المغرب الأوسط المدير العام
عدد المساهمات : 1632 التقييم : 39 تاريخ التسجيل : 27/08/2010 العمر : 39 الموقع : مؤرخون وفلاسفة
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب الخميس أغسطس 04, 2011 7:54 pm | |
| ولما وصل عقبة بن نافع إلى مدينة طبنة (بريكة حاليا) من أرض المغرب الأوسط أمر أصحابه فتقدموا ثقة منه بما دوخ البلاد وأهلها، وأنه لا يتجرأ احدهم لمحاربة وصار هو إلى مدينة تاهودة، لينظر فيما يصلح له من الفرسان فلما انتهى إليها مع من بقي معه وكانوا قليلا، نظر إليهم الروم فطمعوا فيه فأغلقوا باب حصنهم، وجعلوا يشتمونه ويرمونه بالحجارة والنبل، ولما توسط البلاد بعث الروم إلى كسيلة بن لمزم الأوربي وقيل البرنسي، وقد كان في عسكر عقبة، وذلك أن أبا المهاجر دينار هزمه واقتاده معه ولكنه أسلم وأصبح له صحبة ومحبة مع أبي المهاجر، ولما كانت ولاية عقبة بن نافع استخف بكسيلة وأتى يومتا بغنم وأمر بذبحها وأمر كسيلة بسلخها مع السلاخين، فقال كسيلة: أصلح الله الأمير هؤلاء فتياني وعبيدي يكفوني، فقال عقبة : لا ، فقام كسيلة مغضبا فكان كلما دحس مسح بلحيته فجعل العرب يمرون بح فيقولون به: يا بربري ما تصنع، فيقول لهم: هذا جيد للشعر، حتى مر به شيخ من العرب، فقال لهم: كلا إن البربري يتوعدكم، فقال أبو المهاجر لعقبة: بئس ما صنعت، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتألف جبابرة العرب وأنت تأتي إلى رجل جبار في قومه في دار عزه قريب عهد بشرك فتهينه؟، فتهاون عقبة بكلامه. ولما تقوى أمر الروم والبربر من أتباع كسية على عقبة بن نافع الذي لم يكن معه إلا قليل قال عقبة لأبي المهاجر إلحق بالقيروان أما أنا فأبتغي الشهادة، فقال له أبو المهاجر: لا وأنا أيضا أبتغيها، فترجلا من على الأحصنة وصليا ركعتان وكسرا غمد سيوفهما وكذلك من معهم من الفاتحين، وفي هذا قال ابن عذ=ارىالمراكشي: وكسر المسلمون كذلك أغمادهم، وأمرهم أن يترجلوا عن خيولهم، فقاتلوا قتالا شديدا حتى بلغ الجهد منهم وكثرت فيهم الجراح، وتكاثر عليهم العدو، فقتل عقبة وأبو المهاجر، ومن كان معهما من المسلمين ولم يفلت منهم أحد إلا بعض وجوههم أسروا، ففداهم صاحب قفصة، وبعث بهم إلى زهير بن قيس البلويفي القيروان، فلما سمع بالخبر أراد الانصراف إلى مصر، لكنه عزم على القتال فتوجه إلى كسيلة وهزمه، ولكنه تراجع فعلا إلى مصر، ولم يعد إلا بعد ذلك بسنوات. إلى اللقاء مع قصة استيلاء كسيلة على القيروان
| |
|
| |
dr.wahid عضو نشيط
عدد المساهمات : 34 التقييم : 4 تاريخ التسجيل : 05/04/2011
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب الخميس أغسطس 04, 2011 8:09 pm | |
| - اقتباس :
- ولما تقوى أمر الروم والبربر من أتباع كسية على عقبة بن نافع الذي لم يكن معه إلا قليل قال عقبة لأبي المهاجر إلحق بالقيروان أما أنا فأبتغي الشهادة، فقال له أبو المهاجر: لا وأنا أيضا أبتغيها، فترجلا من على الأحصنة وصليا ركعتان وكسرا غمد سيوفهما وكذلك من معهم من الفاتحين، وفي هذا قال ابن عذ=ارىالمراكشي: وكسر المسلمون كذلك أغمادهم، وأمرهم أن يترجلوا عن خيولهم، فقاتلوا قتالا شديدا حتى بلغ الجهد منهم وكثرت فيهم الجراح، وتكاثر عليهم العدو، فقتل عقبة وأبو المهاجر، ومن كان معهما من المسلمين ولم يفلت منهم أحد إلا بعض وجوههم أسروا
كلام مؤثر ... | |
|
| |
الوهم الكبير عضو نشيط
عدد المساهمات : 41 التقييم : 2 تاريخ التسجيل : 08/04/2011
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب الجمعة أغسطس 05, 2011 5:10 pm | |
| ألم يقاتل عقبة الكاهنة ؟؟ الكاهنة حاكمة المغرب قبل الفتح
| |
|
| |
مؤرخ المغرب الأوسط المدير العام
عدد المساهمات : 1632 التقييم : 39 تاريخ التسجيل : 27/08/2010 العمر : 39 الموقع : مؤرخون وفلاسفة
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب الإثنين أغسطس 08, 2011 3:31 am | |
| في سنة 64هـ من شهر محرم دخل كسيلة القيروان واستولى عليها وافتكها من المسلمين، وأعانه في ذلك من بقي من المغرب على غير الإسلام من البربر والروم ولما عظم البلاء على المسلمين قام زهير بن قيس البلوي خطيبا على مسامع الناس: يا معشر المسلمين، إن أصحابكم قد دخلوا الجنة، وقد من الله عليهم بالشهادة فاسلكوا سبيلهم، ويفتح الله لكم دون ذلك؛ فقال أحدهم وكان اسمه حنش الصناعني: لا والله ما نقبل قولك، ولا لك علينا ولاية ولا عمل أفضل من النجاة بهذه العصابة من المسلمين إلى مشرقهم، ثم قال: يا معشر المسلمين من أراد منكم القفول إلى مشرقه فليتبعني؛ فاتبعه الناس ولم يبق مع زهير إلا أهل بيته ورجع إلى برقة بليبيا. ولما وصل كسيلة إلى القيروان هرب من كان فيها، وسيطر على المدينة واستباحها ولكنه سيطر عليها بعد ذلك أميرا وعلى كافة المغرب، وفي سنة 65هـ ولي عبد الملك بن مروان، وأشار عليه البعض بالثأر لدم عقبة بن نافع وأنه لا يصلح لذلك إلا صاحبه زهير بن قيس البلوي، فاشترط زهير الدعم من الخليفة، لأن كسيلة قد اجتمع له من أهل البربر والروم الكثيرون فأمده الخليفة بالخيل والرجال وأسرع الجمع إلى إفريقية. في سنة 69هـ توجه زهير بن قيس إلى ملاقاة كسيلة وتحرير القيروان، فسمع بذلك كسيلة فحصن أمره واستعد للدفاع عن نفسه وقومه ، وكان مع كسيلة أضعاف ما كان مع زهير حسب ابن عذارى المراكشي، أراد كسيلة أن يخرج من المدينة لكي لا ينقلب عليه أهلها من المسلمين البربر، والمسلمين العرب، فخرج إلى موضع من الأحراش بعيدا عن المدينة، لكي يلقى الجيش الإسلامي هناك، يقول ابن عذارى: لما رحل كسيلة عن القيروان نزل عليها زهير ولم يدخلها ثلاثة أيام وفي اليوم الرابع رحل عنها... فالتقى الجمعان والتحم القتال بين الفريقين ونزل الضر كثر القتل في الفريقين حتى يئس الناس من الحياة فلم يزالوا كذلك حتى انهزم كسيلة وقتل ومضى الناس في طلب البربر والروم فلحقوا بهم وقتلوهم، وجدوا في طلبهم إلى وادي ملوية في الغرب ففي تلك الوقعة ذهب رجال الروم والبربر المشركين وقتل ملوكهم وأشرافهم وفرسانهم، ثم انصرف زهير إلى القيروان. خاف زهير بن قيس البلوي أن يصيبه التقاعس عن الجهاد فلم يحب النزول والبقاء في القيروان، فأراد العبور إلى برقة، فلما سمع به الروم تكاثروا عليها ويريدون الثأر لدماء أشرافهم وأكابرهم، فأغاروا على برقة فأصابوا فيها سبيا كثيرا، وقد وصلوا إلى المدينة قبله، ولما سمع زهير ذلك سار بمحاذاة البحر فوقع في أيدي الروم، وهنا تمت محاصرته، بين البحر والروم والبربر، واستشهد زهير ومن معه من العرب والتابعين، وكبار المجاهدين من أصحاب عقبة بن نافع، ولما سمع الخليفة عبد الملك بن مروان بخبر استشهاد زهير حزن كثيرا واحتار فيمن يوليه على القيروان بعد هذه المحنة، فلم يجد إلا حسان بن النعمان الغساني، وكان من سيلالة الملوك الغساسنة. إلى اللقاء في ولاية حسان بن النعمان.
| |
|
| |
مؤرخ المغرب الأوسط المدير العام
عدد المساهمات : 1632 التقييم : 39 تاريخ التسجيل : 27/08/2010 العمر : 39 الموقع : مؤرخون وفلاسفة
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب الثلاثاء أغسطس 16, 2011 3:07 am | |
| قدم حسان بن النعمان إلى إفريقيا واليا عليها سنة 78هـ، وذلك في خلافة عبد الملك بن مروان الأموي، وقد قدم في 40 ألف من العسكر، فأقام مدة بمصر، ثم منها إلى إفريقيا، وهو حسان بن النعمان بن عدي بن بكر بن مغيث بن عمرو بن مزيقيا بن عامر بن الأزد، وهو من الملوك الغساسنة الذين كانوا حاكمين منذ الجاهلية تحت لواء الروم، لما دخل إلى القيروان سأل حسان عن أعظم ملوك إفريقيا وما إليها نحو الغرب، فقالوا له بأنه صاحب قرطاجنة، فسار حسان حتى وصل إليها وكان بها حسب المراكشي خلق عظيم من الروم لا يحصى عددهم فخرجوا إليه فقاتلهم حتى هزمهم، وما زال بها حتى افتتحها،،فهرب من بقي إلى صقلية وإلى الأندلس التي ما زالت لم تفتح بعد؛ ثم أمر حسان بتخريب المدينة –قرطاجنة-، وهنا لجأ الروم الذين انهزموا في معارك أخرى قرب المدينة إلى مدينة جديدة تحصنوا فيها وهي باجة، بينما البربر فهربوا إلى بونة (عنابة)، أما حسان فقد انصرف إلى القيروان بعد إتمام معاركه كلها وبعدما دوخ البلاد وأثخن القتل في البربر والروم. لما رجع حسان إلى القيروان ارتاح فيها أياما ثم سأل أهلها عمن بقي من أعظم ملوك إفريقيا وبلاد المغرب قاطبة، فدلوه على امرأة في جبل الأوراس يقال لها الكاهنة، والتي هي حسب المراكشي جميع الروم هناك منها خائفون وجميع البربر لها مطيعون، ولما زحف إليها حسان سمعت به فرحلت إلى باغاية (خنشلة) في عدد لا يحصي من البربر. هدمت الكاهنة المدينة بعدما أخرت الروم منها، ضنا منها أن حسان قدم من أجل الثروة والمال، ولكن حسان عسكر في وادي مسكيان، والتقى الطرفان هناك، فتقاتلا قتالا شديدا وصبر الفريقان صبرا منقطع النضير، إلى أن هزم حسان بن النعمان ومن معه من المسلمين، وقتلت الكاهنة من العرب قتلا ذريعا، وأسرت ثمانين مسلما. بعدما انهزم حسان بن النعمان هرب تلحقه الكاهنة نحو المشرق حتى خزج من ناحية قابس، فراسل الخليفة عبد الملك بن مروان بأن بالمغرب أمما لا تحصى ولا تعد، وأنه كلما قضى على أمة ظهرت بعدها أمم، فرد عليه الخليفة بأن لازم مكانك حيث يأتيك جوابي، فوصل جوابه إلى حسان في برقة فأقام فيها قصورا ومساكن وعسكر هناك في مكان يسمى إلى الآن (زمن ابن عذارى المراكشي) بقصور حسان. ملك الكاهنة بعد حسان خمس سنوات، فلما رأت إبطاء العرب عنها قالت بان العرب يريدون الذهب والفضة والقصور والمباني، وما نريد نحن إلا الكلاء والماء والمزارع، فعمدت إلى خيرات البلاد بالحرق والتخريب من حصون ومباني وغابات ومدن وقصور، حتى لا يبقى للعرب ما يطمعون فيه في البلاد فلا يعودون إليها أبدا، وينقل المراكشي ما يلي:«فذكروا أن إفريقيا كانت ضلا واحدا من طرابلس إلى طنجة وقرى متصلة ومدائن منتظمة، حتى لم يكن في أقاليم الدنيا أكثر خيرات، ولا أوصل بركات ولا أكثر مدائن وحصونا من إقليم إفريقيا والمغرب... فخربت الكاهنة كل ذلك». [نشير إلى أن ما نقله ابن عذارى المراكشي مجرد أسطورة لا أساس لها من الصحة، إلا أن الكاهنة خربت جزء مما تملك أو كلما تملك على الأكثر إلا أنها لم تقم بتخريب المغرب كله، كما أن المغرب لم يكن كما وصفته الأسطورة...] وكانت الكاهنة لما أسرت سبعين رجلا قد أحسنت إليهم وسرحتهم إلى حسان وأبقت عندها خالد بن يزيد، فأرادت أن تتبناه، ذلك أنها لم تر مثل جماله وخلقه، وقوته ورباطة جأشه، فأرضعته وصار أخا لأبنيها. إلى اللقاء مع قصة مقتل الكانهة
| |
|
| |
مؤرخ المغرب الأوسط المدير العام
عدد المساهمات : 1632 التقييم : 39 تاريخ التسجيل : 27/08/2010 العمر : 39 الموقع : مؤرخون وفلاسفة
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب الأربعاء أغسطس 17, 2011 7:09 pm | |
| بعث حسان بن النعمان إلى خالد بن يزيد بكتاب فقرأه ورد عليه في ظهر الكتاب بما يلي: إن البربر متفرقون لا نظام لهم ولا رأي عندهم فاطو المراحل وجد في السير، وجعل خالد بن يزيد الكتاب في خبزة وجعلها في زاد الرسول، ولما وصل الكتاب إلى الوالي حسان وجده قد أفسدته النار فقال له ارجع إلى خالد، فرد الرسول بأن لا يمكن ذلك لأن الكاهنة لا يخفى عليها شيء من أخبار مملكتها. رحل حسان إليها بعدد كبير من العسكر، وخر جت إليه في خلق عظيم، ولما كان الليل قالت لولديها إنني مقتولة، وذلك أنها رأت في منامها أن رأسها مقطوع وبين يدي ملك العرب، نصحها خالد بأن تترك البلاد له فرفضت، إلا انها وجهت ابنيها وخالد إلى حسان يستأمنوه، وبعد ذلك كانت المعركة، فانهزمت الكاهنة وتبعها حسان حتى قتلها، وكان مع حسان جماعة من البربر استأمنوا إليه، فرفضهم إلا بشرط أن يعطوه من الرجال 12 ألفا من البربر يجاهدون معه، ففعلوا، وأسلموا كلهم، وعقد لابني الكاهنة عليهم بالقيادة فكان كل واحد منهم قائدا على 6 آلاف من البربر. وانصرف حسان إلى القيروان بعد أن حسن إسلام البربر وكان ذلك في رمضان عام 86 هجري، وهي السنة التي دون فيها الدواوين ونظم البلاد وصالح البربر والروم على الخراج. بلغ حسان بن النعمان العزل من قبل الوليد بن عبد الملك، فقدم إليه، فأهدى مائتي جارية من بنات ملوك الروم والبربر لأمير مصر عبد العزيز بن مروان، ووضع حسان الذهب والفضة والجوهر والياقوت ما استعظمه في قرب الماء، فسلبه عبد العزيز كل ما كان يحمل من ثمين، إلا ما كان في قرب الماء فلم ينتبه له. لما وصل حسان إلى الوليد حكى له ما قام ب عمه عبد العزيز بن مروان، فغضب الخليفة، إلا أن حسان دعا إليه بقرب الماء فأفرغها فإذا فيها من الذهب والفضة والياقوت ما ثقل وزنه وزادت قيمته، فشكره الوليد ووعده بأن يعيده إلى عمله، ويقربه وينوه به، ولكن حسان حلف أن لن يعود للولاية لبني أمية أبدا. وكان حسان يسمى الشيخ الأمين، وغزوات حسان لم تنضبط بتاريخ محدد ومحقق، ولا حتى فتحه لمدينة قرطاجنة وتونس ولا قتله للكاهنة ]يعتبر حسان بن النعمان من سلالة الملوك الغساسنة والمسمون في تاريخ العرب بآل جفنة، وهم من العرب اليمانية الذين حكموا من قبل الشام، وحيان بن النعمان هو من دعم فتح المغرب بنشر الإسلام، والبحث عن الاستقرار ليس من خلال بناء المدين كما فعل عقبة، بل من خلال تدوين الدواوين وبناء دور العلم والمصانع ودار البحرية وغير ذلك...، كما أنه هو صاحب فكرة إدماج البربر في عمليات الجهاد ومقاسمتهم حكم البلاد...] إلى اللقاء مع ولاية أبي عبد الرحمن موسى بن نصير
| |
|
| |
مؤرخ المغرب الأوسط المدير العام
عدد المساهمات : 1632 التقييم : 39 تاريخ التسجيل : 27/08/2010 العمر : 39 الموقع : مؤرخون وفلاسفة
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب الأربعاء أغسطس 24, 2011 8:33 pm | |
| قيل أن موسى بن نصير من قبيلة لخم، وقيل من بكر بن وائل، وهو حسب ابن بشكوال موسى بن نصير بن عبد الرحمن بن يزيد، كان قائما على خراج البصرة، فاحتجن الأموال وجمعها لنفسه، وقيل أن الحجاج بن يوسف أوصى ضده بوصية، فغرمه الخليفة مائة ألف دينار فدفع عبد العزيز بن مروان حاكم مصر نصف المبلغ، وولاه عبد العزيز إفريقيا، ذلك أن إفريقيا كانت تابعة لوالي مصر. فتح موسى بن نصير زغوان ونواحيها وسبى منها حوالي عشرة آلاف، ثم في غزوة أخرى بقيادة ابنه عبد الله أوقع بها هذا الأخير 100 ألف من السبي، ثم وجه ابنه مروان فأتى بمثل ذلك العدد من السبي،، وكاتب عبد العزيز والي مصر في أن الخمس بلغ 60 ألف ولكن الكاتب أخطأ ودونها 30 ألف، فرد له والي مصر أنه أضن الكاتب توهم واستكثر العدد، ولكن موسى رد له وقال أن الكاتب فعلا توهم وأن العدد الحقيقي 60 ألف وليس ثلاثين ألف فتعجب عبد العزيز وكاتب عبد الملك، وقال له أن موسى خير من حسان بكثير، والدليل على ذلك ما كان من خمس السبي. أرسل عبد الملك إلى موسى الذي سلمه السبي وزاده ألفا على الخمس. فتح موسى هوارة وزناتة وكتامة، فأغار عليهم وقتل منهم وسبى الكثير فبلغ خمسهم 5000 رأس، وكان قد ثأر حسب بعض الروايات لمقتل عقبة بن نافع، وولى على كتامة رجلا مهم واحتجز رهائن من أكابرهم عنده، وكل ذلك كان نواحي سنة 83 هـ. وفي سنة 85هـ توفي عبد العزيز بن مروان حاكم مصر، وتولاها عبد الله أخوه، وكان ينتصر لحسان أكثر من موسى بن نصير، وقبل أن يتم عزل موسى بن نصير توفي الخليفة عبد الملك بن مروان وجاء بعده الوليد بن عبد الملك، وكان من أنصار موسى ضد حسان. توجه موسى بن نصير غازيا إلى طنجة بالمغرب الأقصى الحالي، فخافته البربر فهربوا إلى الغرب منها فتبعهم وقتل منهم قتلا ذريعا، وسبى منهم وبلغ حتى السوس الأدنى ناحية الجنوب وهي بلاد درعة، فاستأمن البربر على أنفسهم وأطاعوه ووالى عليه رجلا منهم، وهنا استعمل مولاه طارق بن زياد على طنجة. أمر موسى بن نصير أن يعلم البربر القرآن واللغة العربية، وشيئا من العلم الشرعي، وهذا كله تكملة لمشروع حسان بن النعمان قبله، ومنها توجه موسى بن نصير إلى إفريقيا. عقد موسى لعياش بن أَخْيَل على مراكب البحر في إفريقية وتوجهوا إلى جزر البحر نحو سرقوسة في صقلية بأصاب وسبا وقتل واستسلم له الكثيرون. ترك موسى بن نصير في المغرب 17 ألفا من العرب يعلمون البربر الدين والقرآن وقفل برهائن البربر من المصامدة وجعل على قيادتهم طارق بن زياد وتوجه إلى جزيرة الأندلس غازيا. وفي سنة 92هـ جاز طارق بن زياد مضيق أعمدة هرقل مع الرهائن الذين تركهم موسى عنده ورهائن المغرب الأوسط الذين قبض عليهم حسان قبله، إلى اللقاء مع قصة فتح بلاد الأندلس على يد طارق بن زياد مولى موسى بن نصير
| |
|
| |
أبوهشام عضو رائع
عدد المساهمات : 63 التقييم : 11 تاريخ التسجيل : 13/08/2011
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب الأحد أغسطس 28, 2011 4:47 am | |
| حقائق تاريخية..كنا نجهلها عن الفتح الاسلامي لبلاد المغرب...دمت أخي متألقا شكرا لك | |
|
| |
تلمسان محارب
عدد المساهمات : 259 التقييم : 10 تاريخ التسجيل : 27/12/2010 العمر : 35 الموقع : لا أدري
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب السبت سبتمبر 03, 2011 9:55 pm | |
| وصل أستاذ هذه السلسلة إنها مزيج بين الاختصار والتفصيل
| |
|
| |
مؤرخ المغرب الأوسط المدير العام
عدد المساهمات : 1632 التقييم : 39 تاريخ التسجيل : 27/08/2010 العمر : 39 الموقع : مؤرخون وفلاسفة
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب الأربعاء سبتمبر 21, 2011 12:05 pm | |
| هو طارق بن زياد بن عبد الله بن لغو بن ورفجوم بن نبرغاسن بن ولهاص بن يطوفت بن نفزاو، فهو من بربر نفزاوة، وكان من موالي موسى بن نصير، في سنة 93 هـ جاز موسى بن نصير إلى الأندلس فعبر البحر غاضبا على طارق الذي سبقه قبل عام من ذلك، وقام بفتوح كثيرة. [ولما كان ابن عذارى المراكشي قد أجل الكلام عن فتح الأندلس حتى الجزء الثاني من كتابه، أردنا أن نحاول استدراك هذه الفترة الوجيزة من كتاب آخر بديل وهو فتوح البلدان للبلاذري] نقل البلاذري عن الواقدي: غزا طارق بن زياد عامل موسى بن نصير الأندلس وهو أول من غزاها وذلك في سنة اثنتين وتسعين.
فلقيه يليان وهو والٍ على مجاز الأندلس فآمنة طارق على أن حمله وأصحابه إلى الأندلس في أسفن. فلما صار إليها حاربه أهلها ففتحها وذلك في سنة اثنتين وتسعين. وكان ملكها فيما يزعمون من الأسبان وأصلها من أصبهان.
ثم إن موسى بن نصير كتب إلى طارق كتابًا غليظًا لتغريره بالمسلمين وانفراده بالرأي في غزوه وأمره أن لا يجاوز قرطبة، وسار موسى إلى قرطبة من الأندلس فترضاه طارق فرضي عنه. فافتتح طارق مدينة طليطلة وهي مدينة مملكة الأندلس وهي مما يلي فرنجة وأصاب بها مائدةً عظيمة أهداها موسى بن نصير إلى الوليد بن عبد الملك بدمشق حين قفل سنة ست وتسعين والوليد مريض. [وأيضا أردنا أن نضيف نصا مختصرا من كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير] ذكر فتح الأندلس غزا طارق بن زياد الأندلس في اثني عشر ألفاً، فلقي ملك الأندلس واسمه اذرينوق، [ويسمى لوذريق، وباللغات الأوروبية رودريغوس] وهو من ملوك عجم الأندلس، فزحف له طارق بجميع من معه وزحف الأذرينوق وفتح الأندلس سنة اثنتين وتسعين. قالوا: أول من سكنها قوم يعرفون بالأندلش والنصارى يسمون الأندلس اشبانية، باسم رجل صلب فيها يقال له اشبانس وقيل: باسم ملك كان بها في الزمان الأول اسمه إشبان بن طيطس وهذا هو اسمها عند بطلميوس. كان يحكم الأندلس آناك رذريق وكان شجاعاً وليس من بيت الملك وكانت عادة ملوك الأندلس إنهم يبعثون أولادهم الذكور والإناث إلى مدينة طليطلة يكونون في خدمة الملك لا يخدمه غيرهم يتأدبون بذلك، فإذا بلغوا الحلم أنكح بعضهم بعضاً وتولى تجهيزهم فلما ولي رذريق أرسل إليه يوليان وهو صاحب الجزيرة الخضراء وسبتة وغيرهما ابنةً له فاستحسنها رذريق وافتضها فكتبت إلى أبيها فأغضبه ذلك فكتب إلى موسى بن نصير عامل الوليد بن عبد الملك على إفريقية بالطاعة واستدعاه إليه فسار إليه فأدخله يوليان مدائنه وأخذ عليه العهود له ولأصحابه بما يرض به ثم وصف له الأندلس ودعاه إليها وذلك آخر سنة تسعين.
فكتب موسى إلى الوليد بما فتح الله عليه وما دعاه إليه يوليان. فكتب إليه الوليد: خضها بالسرايا ولا تغرر بالمسلمين في بحر شديد الأهوال. فكتب إليه موسى: إنه ليس ببحر متسع وإنما هو خليج يبين ما وراءه. فكتب إليه الوليد أن اختبرها بالسرايا وإن كان الأمر على ما حكيت.
فبعث رجلاً من مواليه يقال له طريف في أربعمائة رجل ومعهم مائة فرس فسار في أربع سفائن فخرج في جزيرة بالأندلس فسميت جزيرة طريف لنزوله فيها ثم أغار على الجزيرة الخضراء فأصاب غنيمةً كثيرة ورجع سالماً في رمضان سنة إحدى وتسعين. فلما رأى الناس ذلك تسرعوا إلى الغزو. ثم إن موسى دعا مولى له كان على مقدمات جيوشه طارق بن زياد فبعثه في سبعة آلاف من المسلمين أكثرهم البربر والموالي وأقلهم العرب فساروا في البحر وقصد إلى جبل منيف وهو متصل بالبر فنزله فسمي الجبل جبل طارق إلى اليوم ولما ملك عبد المؤمن البلاد أمر ببناء مدينة على هذا الجبل وسماه جبل الفتح فلم يثبت له هذا الاسم وجرت الألسنة على الأول. وكان حلول طارق فيه في رجب سنة اثنتين وتسعين من الهجرة. ولما ركب طارق البحر غلبته عينه فرأى النبي ومعه المهاجرون والأنصار قد تقلدوا السيوف ونكبوا القسي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا طارق تقدم لشأنك. وأمره بالرفق بالمسلمين والوفاء بالعهد فنظر طارق فرأى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قد دخلوا الأنلدلس أمامه فاستيقظ من نومه مستبشراً وبشر أصحابه وقويت نفسه ولم يشك في الظفر. فلما تكامل أصحاب طارق بالجبل نزل إلى الصحراء وفتح الجزيرة الخضراء فأصاب بها عجوزاً فقالت له: إني كان لي زوج وكان عالماً بالحوادث وكان يحدثهم عن أمير يدخل بلدهم فيغلب عليه ووصف من نعته أنه ضخم الهامة وان في كتفه اليسرى شامة عليها شعر فكشف طارق ثوبه فإذا الشامة كما ذكرت فاستبشر طارق أيضاً هو ومن معه.
ولما بلغ ذريق غزو طارق بلاده عظم ذلك عليه وكان غائباً في غزاته فرجع منها طارق قد دخل بلاده فجمع له جمعاً يقال بلغ مائة ألف فلما بلغ طارقاً الخبر كتب إلى موسى يستمده ويخبره بما فتح وأنه زحف إليه ملك الأندلس بما لا طاقة له به. فبعث إليه بخمسة آلاف فتكامل المسلمون اثني عسر ألفاً ومعهم يوليان يدلهم على عورة البلاد ويتجسس لهم الأخبار.
فأتاهم رذريق في جنده فالتقوا على نهر لكة من أعمال شذونة لليلتين بقيتا من رمضان سنة اثنتين وتسعين واتصلت الحرب ثمانية أيام وكان على ميمنته وميسرته ولدا الملك الذي كان قبله وغيرهما من أبناء الملوك وافتقوا على الهزيمة بغضاً لرذريق وقالوا: إن المسلمين إذا امتلأت أيديهم من الغنيمة عادوا إلى بلادهم وبقي الملك لنا.
فانهزموا وهزم الله رذريق ومن معه وغرق رذريق في النهر وسار طارق إلى مدينة إستجة متبعاً لهم فلقيه أهلها ومعهم من المنهزمين خلق كثير فقاتلوه قتالاً شديداً ثم انهزم أهل الأندلس ولم يلق المسلمون بعدها حرباً مثلها.
ولما سمعت القوط بهاتين الهزيمتين قذف الله في قلوبهم الرعب وكانوا يظنون أنه يفعل فعل طريف فهربوا إلى طليطلة وكان طريف قد أوهمهم أنه يأكل لحوم البشر هو أصحابه.
ففرق جيوشه من مدينة إستجة وبعث جيشاً إلى قرطبة وجيشاً إلى غرناطة وجيشاً إلى مالقة وجيشاً إلى تدمير وسار إلى قرطبة فإنهم دلهم راعٍ على ثغرة في سورها فدخلوا منها البلد وملكوه.
وأما الذين قصدوا تدمير فلقيهم صاحبها واسمه تدمير وبه سميت وكان اسمها أرويولة وكان معه جيش كثيف فقاتلهم قتالاً شديداً ثم انهزم فقتل من أصحابه خلق كثير فأمر تدمير النساء فلبسن السلاح ثم صالح المسلمين عليها وفتح سائر الجيوش ما قصدوا إليه من البلاد.وأما طارق فلما رأى طليطلة فازغة ضم إليها اليهود وترك معهم رجالاً من أصحابه وسار هو إلى وادي الحجارة فقطع الجبل من فج فيه فسمي بفج طارق إلى اليوم. وانتهى إلى مدينة خلف الجبل تسمى مدينة المائدة وفيها وجد مائدة سليمان بن داود عليه السلام وهي من زبرجد خضر حافاتها وأرجلها منها مكللة باللؤلؤ والمرجان والياقوت وغير ذلك وكان لها ثلاثمائة وستون رجلاً.
ودخل موسى بن نصير الأندلس في رمضان سنة ثلاث وتسعين في جمع كثير وكان قد بلغه ما صنعه طارق فحسده فلما عبر إلى الأندلس ونزل الجزيرة الخضراء قيل له: تسلك طريق طارق فأبى فقال له الأدلاء: نحن ندلك على طريق اشرف من طريقه ومدائن لم تفتح بعد ووعده يوليان بفتح عظيم فسر بذلك وكان قد غمه.
فساروا به إلى مدينة ابن السليم فافتتحها عنوة ثم سار إلى مدينة قرمونة وهي أحصن مدن الأندلس فقدم إليها يوليان وخاصته فأتوهم على الحال المنهزمين معهم السلاح فأدخلوهم مدينتهم فأرسل موسى إليهم الخيل ففتحوها لهم ليلاً فدخلها المسلمون وملكوها ثم سار موسى إلى إشبيلية وهي من أعظم مدائن الأندلس بنياناً وأعزها آثاراً فحصرها أشهراً وفتحها وهرب من بها فأنزلها موسى اليهود وسار إلى مدينة ماردة فحصرها وقد كان أهلها خرجوا إليه فقاتلوه قتالاً شديداً فكمن لهم موسى ليلاً في مقاطع الصخر فلم يرهم الكفار فلما أصبحوا زحف إليهم فخرجوا إلى المسلمين على عادتهم فخرجوا عليهم من الكمين وأحدقوا بهم وحالوا بينهم وبين البلد وقتلوهم قتلاً ذريعاً ونجا من نجا منهم فدخل المدينة وكانت حصينة فحصرهم بها شهراً وقاتلهم وزحف إليهم بدبابة عملها ونقبوا سورها فخرج أهلها على المسلمين فقتلوهم عند البرج فسمي برج الشهداء إلى اليوم ثم افتتحها آخر رمضان سنة أربع وتسعين يوم الفطر صلحاً على جميع أموال القتلى يوم الكمين وأموال الهاربين إلى جليقية وأموال الكنائس وحيلها للمسلمين.
طلب موسى من طارق ما غنم والمائدة أيضاً فأتاه بها وقد انتزع رجلاً من أرجلها فسأله عنها فقال: لا علم لي كذلك وجدتها فعمل عوضها من ذهب.
وسار موسى إلى سرقسطة ومدائنها فافتتحها وأوغل في بلاد الفرنج فانتهى إلى مفازة كبيرة وأرض سهلة ذات آثار فأصاب فيها صنماً قائماً فيه مكتوب بالنقر: يا بني إسماعيل هاهنا منتهاكم فارجعوا وإن سألتم إلى ماذا ترجعون أخبرتكم أنكم ترجعون إلى الإختلاف فيما بينكم حتى يضرب بعضكم أعناق بعض وقد فعلتم.فرجع واستخلف موسى على الأندلس ابنه عبد العزيز بن موسى فلما عبر البحر إلى سبتة استخلف عليها وعلى طنجة وما والاهما ابنه عبد الملك واستخلف على إفريقية وأعمالها ابنه الكبير عبد الله وسار إلى الشام وحمل الأموال التي غنمت من الأندلس والذخائر والمائدة ومعه ثلاثون ألف بكر من بنات ملوك القوط وأعيانهم ومن نفيس الجوهر والأمتعة ما لا يحصى فورد الشام وقد مات الوليد بن عبد الملك واستخلف سليمان بن عبد الملك وكان منحرفاً عن موسى بن نصير فعزله عن جميع أعماله وأقصاه وحبسه وأغرمه حتى احتاج أن يسأل العرب في معونته.
وقيل: إنه قدم الشام والوليد حي وكان قد كتب إليه وادعى أنه هو الذي فتح الأندلس وأخبره خبر المائدة فلما حضر عنده عرض عليه ما معه وعرض المائدة ومعه طارق فقال طارق: أنا غنمتها. فكذبه موسى.
فقال طارق للوليد: سله عن رجلها المعدومة. فسأله عنها فلم يكن عنده علم فأظهرها طارق وذكر أنه أخفاها لهذا السبب. فعلم الوليد صدق طارق وإنما فعل هذا لأنه كان حبسه وضربه حتى أرسل الوليد فأخرجه وقيل لم يحبسه.
إنتهى نص ابن الأثير [ولما كان نص بن الأثير كثير الاستطراد والغوص في بعض التفاصيل، كان لزاما علينا أن نلتزم بمصدرنا الذي نحن بصدده، مع أنه لا يذكر بعض الحروب والمعارك إلا أنه يذكر بعض الأحداث التي لها أهمية كبرى في تطور الأحداث] إلى اللقاء مع قصة رجوع موسى بن نصير إلى الشام وعزله من وظيفته
| |
|
| |
cazino عضو جديد
عدد المساهمات : 4 التقييم : 1 تاريخ التسجيل : 11/04/2011
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب السبت سبتمبر 24, 2011 2:17 pm | |
| شكرا على الموضوع المهم يحتاج وقتا ولكنه مهم جدا | |
|
| |
مؤرخ المغرب الأوسط المدير العام
عدد المساهمات : 1632 التقييم : 39 تاريخ التسجيل : 27/08/2010 العمر : 39 الموقع : مؤرخون وفلاسفة
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب الثلاثاء أكتوبر 04, 2011 3:27 pm | |
| في سنة 95 هـ انصرف موسى بن نصير قافلا من الأندلس إلى إفريقيا محملا بالكثير من الأموال والجواهر والفضة والذهب، والسبايا الحسان من بنات ملوك البربر والروم والقوط، قال الرقيق القيرواني: وفيها المائدة، وكانت من ذهب يشوبه شيء من فضة مطوقة بثلاثة أطواق، طوق ياقوت وطوق زبرجد وطوق جوهر، حملت يوما على بغل عظيم أفره وأقوى ما وجد، فما بلغ المرحلة حتى تفسخت قوائمه. لما انصرف موسى بن نصير من الأندلس ولى عليها ابنه عبد العزيز بن موسى، ووولى عبد إفريقيا ابنه عبد الله، وولى ولدا آخر له على طنجة واسمه عبد الملك بن موسى بن نصير. لما وصل إلى مصر اجتمع عليه الناس يرحبون به فلم يترك فقيها ولا شريفا إلا وأعطاه شيئا من السبي، ثم توجه إلى فلسطين، فاستقبلته أسرة زنباع بذبائع وترحيب، فترك أولاده هناك وأعطاهم عطاء جزلا ومنها توجه إلى الشام بعدما وصله كتاب من الخليفة أن حث في السير لتصل بالخليفة الذي كان يعاني من المرض حينها، وقد وصل إلى العاصمة قبل موت الخليفة بثلاث أيام، وكان ولي العهد سليمان بن عبد الملك يمقت موسى ويكن له العداء الشديد، وكان يحثه على التباطؤ بالسير، حتى يموت الوليد ولا يصل موسى إلا في رحاب الخليفة الجديد فيمزقه تمزيقا. دفع موسى الذهب والياقوت والمرجان والمائدة إلى الوليد بن عبد الملك. في سنة 96 هـ توفي الخليفة الوليد وخلفه ولي عهده سليمان فغضب على موسى بن نصير غضبا شديدا، فأمر به أن يوضع في الشمس في يوم حار جدا، وكان بادنا ذا سمنة، وبقي حتى أغمي عليه، وقال له،: لم تنظر في كتابي لما راسلتك، هلم بمائة ألف دينار، فقال له موسى: من أين لي بالمائة ألف دينار وأنا أعطيتكم كل ما كان معي، فقال له بل لا بد لك من مائتي ألف دينار، وكلما احتج موسى زاد سليمان مائة ألف دينار إلى اللقاء مع ولاية محمد بن يزيد لإفريقية | |
|
| |
مؤرخ المغرب الأوسط المدير العام
عدد المساهمات : 1632 التقييم : 39 تاريخ التسجيل : 27/08/2010 العمر : 39 الموقع : مؤرخون وفلاسفة
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب الخميس أكتوبر 13, 2011 1:28 pm | |
| في سنة 97هـ ولى سليمان بن عبد الملك محمد بن يزيد على إفريقية والمغرب كله، وذلك أنه بعث في البلاد الإسلامية من هو الأجدر بهذه الوظيفة، فنصحه بعض الوجهاء عنده بمحمد بن يزيد، فقال له، يا محمد اتق الله واحكم بالعدل إني سأوليك على إفريقية والمغرب كله، فقال له محمد ما لي عذر إن لم أعدل. وقد استقر محمد بن يزيد في إفريقية غاية في العدل، ثم لحقه الأمر من الخليفة بتعذيب عبد الله بن موسى، وسحب أمواله وسلب بني موسى كل ما يملكون، وكذا كل من كان مقربا من بني موسى، وأمر سليمان أن بني موسى لن يخفف عنهم العذاب حتى يدفعوا ثلاثمائة ألف دينار، تم تعذيب عبد الله بن موسى، وقتل، أما عبد العزيز بن موسى فخلع دعوة الأمويين واستبد بأمره حتى بعث له الأمويون من يقتله وحمل رأسه ورأس أخيه إلى موسى أبيهما وهو في عذابه. وهكذا بين العدل والظلم تمت ولاية محمد بن يزيد في سنتين وأشهر، وفي سنة 99 هـ توفي الخليفة سليمان بن عبد الملك وخلفه عمر بن عبد العزيز، وقد استعمل هذا الأخير في ولاية إفريقية إسماعيل بن أبي المهاجر دينار إلى اللقاء مع ولاية إسماعيل بن أبي المهاجر دينار، ويزيد بن أبي مسلم
| |
|
| |
اسياعمرون عضو ممتاز
عدد المساهمات : 159 التقييم : 7 تاريخ التسجيل : 26/11/2010
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب الخميس أكتوبر 27, 2011 1:49 am | |
| طيب استاذ ممكن ولو لمحة بسيطة عن المغرب العربي الكبير عن ماقبل التاريخ | |
|
| |
مؤرخ المغرب الأوسط المدير العام
عدد المساهمات : 1632 التقييم : 39 تاريخ التسجيل : 27/08/2010 العمر : 39 الموقع : مؤرخون وفلاسفة
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب الجمعة نوفمبر 04, 2011 11:16 pm | |
| تولى إسماعيل بن أبي المهاجر ولاية إفريقية سنة 100 هـ من قبل أمير المؤمنين الخليفة عمر بن عبد العزيز، فكانا خير أمير ووالي، واستمر في دعاء البربر للإسلام حتى أسلم بقية البربر بإفريقية، وهو من علم البربر الحلال والحرام، وفي زمن إسماعيل بعث الخليفة إلى إفريقية عشرة من الفقهاء التابعين يعلمون الناس الدين والقرآن، منهم عبد الرحمن بن نافع وسعد بن مسعود التيجيبي، وكانت الخمر بإفريقية حلالا حتى وصل التابعون فبينوات تحريمها. حكم الوالي إسماعيل بن أبي المهاجر دينار سنتين وخمسة أشهر، وذلك أن سنة 101 هـ توفي الخليفة عمر بن عبد العزيز، وخلفه يزيد بن عبد الملك، وهذا الأخير ولى على إفريقية يزيد بن أبي مسلم مولى الحجاج بن يوسف وصاحب شرطته، وكان شبيها به في الطباع والأخلاق. قدم يزيد إلى إفريقية سنة 102هـ وكان ظلوما حسب المراكشي، واتخذ من البربر حراسا، فقام على المنبر يوما وقال: «إني رأيت أن أرسم اسم "حرسي" في أيديهم كما تصنع ملوك الروم بحرسها، فأرسم في يمين الرجل اسمه وفي يساره حرسي، ليعرف بذلك بين سائر الناس»، فلما سمع الحرس ذلك اتفقوا على قتله وقالوا جعلنا بمنزلة النصارى، فلما كان يوما خارجا من منزله إلى صلاة المغرب قتلوه في مصلاه. وبعد قتله عينوا من يخلفه ريثما يقدم عليهم وال من المشرق، فعين المغيرة بن أبي بردة، ثم محمد بن أوس الأنصاري، وكان غازيا بصقلية، وفي الأخير عين الخليفة على إفريقية بشر بن صفوان. إلى اللقاء مع ولاية بشر بن صفوان وعبيدة بن عبد الرحمن السلمي
| |
|
| |
مؤرخ المغرب الأوسط المدير العام
عدد المساهمات : 1632 التقييم : 39 تاريخ التسجيل : 27/08/2010 العمر : 39 الموقع : مؤرخون وفلاسفة
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب الإثنين نوفمبر 21, 2011 6:06 pm | |
| وهو بشر بن صفوان بن تويل بن بشر بن حنضلة بن علقمة بن شراحيل بن عزيز بن خالد، وكانت ولايته سنة 103هـ، وكان له مع آل موسى بن نصير شأنا عبر عنه المراكشي بقوله «فاستصفى بقايا آل موسى بن نصير» وفي سنة 109 هـ توفي بشر بن صفوان بالقيروان فكانت ولايته سبع سنين وبقي نائبه على القيروان ريثما عين الخليفة الوالي الجديد وهو عبيدة بن عبد الرحمن السلمي قدم إلى إفريقية سنة 110هـ في شهر ربيع الأول، دخل القيروان فجأة وذلك يوم الجمعة، أول ما قام به الوالي الجديد هو إلقاء القبض على عمال ومقربي الوالي القديم بشر بن صفوان، وعذبهم وحبسهم وغرمهم. وكان عبيدة لما تمادى في قهر عمال بشر بن صفوان، بعث أبو الخطار الحسام بن ضرار الكلبي وكان منهم، وكان من أكابر القوم وأشرفهم مع فصاحة وبراعة في بلسانه بعث إلى الخليفة أبيات من الشعر ومنها التالي: أفأتم بني مروان قيسا دماءنا *** وفي الله إن لم تنصفوا حكم عدل كأنكم لم تشهدوا مرج راهط *** ولم تعلموا من كان تم له الفضل تعاميتم عنا بعين جلية *** وأنتم كذا ما قد علمنا لنا فعل ولما وصلت هذه الأبيات إلى الخليفة هشام بن عبد الملك أمر بعزل عبيدة وعين مكانه عقبة بن قدامة، وكان ذلك يشوال من سنة 114 وبهذا تكون ولاية أربع سنين وستة أشهر، وبقي خليفته في القيروان ستة أشهر بعد ذلك. إلى اللقاء مع ولاية عبيد الله بن الحبحاب | |
|
| |
حبيب المؤرخ عضو جديد
عدد المساهمات : 4 التقييم : 2 تاريخ التسجيل : 22/10/2011
| موضوع: رد: الفتح الاسلامي لبلاد المغرب الخميس نوفمبر 24, 2011 12:19 am | |
| السلام عليكم اخي مؤرخ المغرب الاوسط ، اشكرك على هذا المجهود الكبير و جزاك الله عنا كل خير و الله الله على امانتك العلمية ، بارك الله فيك
السلام عليكم | |
|
| |
| الفتح الاسلامي لبلاد المغرب | |
|