من أخلاقيات كتابة التاريخ

باسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبي الكريم
وبعد
إن التاريخ كما يصفه ابن خلدون: "فن عزيز المذهب"، وهذا ما يستدعي أن تكون لكاتب التاريخ
حافظ التاريخ وناقله أخلاق يجب أن يتحلى بها ويجب أن تصقل كتابته وتوجهها وترشدها إن زلت أو أخطأت الطريق، وهذه الأخلاقيات تدخل ضمن الحديثة التي ساهمت في تحول التاريخ من الفن إلى العلم

ذلك أن زمن ابن خلدون كما يقول هو نفسه، لم يكن التاريخ إلا تناقلا للأخبار الشاردة والواردة، ومزجها بالكثير من الخرافات والميثيولوجيا من أجل تحقيق هدف معين من الأهداف...
لهذا اختلطت الكثير من المعلومات التاريخية بالكذب والإضافات والمبالغات والأغاليط المقصودة من قبل
موجهي التاريخي غلى ما يخدم مصالحهم

وهذا ما جعلني أسطر مجموعة من المبادئ الأساسية التي يقوم عليها علم التاريخ

ملاحظة: ((ليست هذه الملاحظات شروط سماوية، ولكنها تعارف من بعض المفكرين والعلماء للحفاظ على النزاهة التاريخية، وقد تكزون هناك شروط أخرى أغفلتها...))
1- يجب على المؤرخ أن يعتمد الموضوعية شبه الكاملة في معالجته للمواضيع التاريخية سيما إذا كانت عصبية هذا المؤرخ في الطرح التاريخي مثل ((دينه، لغته، وطنه، قبيلته، هو نفسه)).
2- يجب على المؤرخ أن يعرف بأنه باحث عن الحقيقة التاريخية، وأن كل فكرة تؤثر على صحة المعلومة التاريخية من شأنها أن تعيق البحث التاريخي.
3- يجب أن يحاول المؤرخ الحفاظ أصول المعلومات التي يتناقلها، مثلا أن يحيل كل معلومة إلى مصدرها ليستطيع القارئ أن يتأكد من صثحة المعلومة.

5- يجب أن يحاول المؤرخ أن يبتعد عن الكذب ولو في حياته اليومية، والمبالغة والتضخيم، لأن ذلك يؤثر على كامل شخصيته، فتتأثر كتابته بطبعه.
6 - يجب أن لا ينتحل المؤرخ صفة القاضي، فينصف هذا ويعاقب هذا ويتهم ذاك، ويحكم عن الآخر بحكم ما، كأن يحكم على أحدهم بالكفر، أو الخيانة ...، لأن ذلك من مهام الله عز وجل، هو اللذي يعاقب الناس ويصفح عنهم.
7- وهذا لا يعني أنه يتغاضى عن بعض الأشياء تسترا عن الحقيقة، بل ان الحقيقة تذكر كما هي، من دون خوف ما من الحي ولا من الميت. (مثل أن نشكر الحاكم وإن كان جائرا ضالما مفسدا).

8
- يجب على المؤرخ أن لا يستعمل الحقيقة التاريخية من اجل الشتم والتعيير والقدح والسب والشتم، كأن نسب قبيلة بني عامر لأنها كاتنت يوما من الأيام عميلة للإسبان في وهران حتى نهاية القرن الثامن عشر.
9- يجب على المؤرخ أن يا يستعمل التعميم والاستنتاجات الاعتباطية، والمقارنات التي لا علاقة لها بالحركة الإنسانية
.

10- يجب على التاريخ أن يخدم السياسة في حين يبقى لكل علم حدوده، فمن العيب أن نسيس التاريخ، أي أي نجعل التاريخ عبد للسياسة، يخدمها، أي كتابة التاريخ من أجل تحقيق أغراض سياسية.

4- يجب على الباحث أن ينظر إلى أصول مصادره نظرة نقدية تفحصية، ليميز بين الحق والباطل، فلا ينساق وراء تلك الحكايات الخرافية التي هي اشبه بقصص الرعب أو قصص الأطفال.
11- يجب أن يكون الدافع وراء كتابة التاريخ إثارة الفتن والنعرات...

12- يجب على المؤرخ أن يظهر شخصيته وصبغته التاريخية في عمله التاريخي، ولا يترك لمختلف المدارس والاتجاهات أن تسيطر عليه.

13- كل فكرة نبيلة تمسك بها المؤرخ، ودافع عنها، معناه أن التخلي عنها في لحظة من اللحظات أو مناقضتها هو خرق لكل ما عمله المؤرخ فيما سبق.

وتبقى الأخلاقايات مفتوحة ...

وبعد أن يتمسك كاتب التاريخ أو ناقل التاريخ بهذه الشروط يصبح مؤهلا لكتابة التاريخ أو نقله
سواءا كان هذا الكاتب أو الناقل باحثا أو هاوي أو شخص عادي أو راوي أو غير ذلك

بقلمي 27 مارس 2010م

شكرا يا استادي ننتظر منك المزيد

نصائح قيمة مشكور مؤرخ

» تقنية كتابة مقال فلسفي
» كيقية كتابة مقدمة جدلية
» منهجية كتابة مقال فلسفي
» مفهوم فلسفة التاريخ
» كتب في التاريخ والفكر