مقولة العقل

في أحد الأسئلة التي طرحت عليه في صفحته على الفايسبوك حول اشكالية العقل واستمرارية الحياة لدى نيتشه رد المفكر محمد شوقي الزين على سؤال الدكتور

لمين بن تومي الذي قال أن زمن الصروح الفلسفية قد أنتهى وهو هنا متأثر على ماأظن بالفيلسوف جان فرانسوا ليوتاروأردت أن أطلعكم عليه باعتباري أتواصل مع الدكتور محمد شوقي الزين على الفايسبوك

محمد شوقي الزين يقول :لا أدري إذا كان للصروح الفلسفية من زمن. ليست المشكلة في وجودها أو عدم وجودها، ولكن في فاعليتها وقدرتها على تقديم أجوبة على إلحاحات العصر. يمكن لكانط (وهو النسق الفلسفي بامتياز) أن يقدّم بعض الأجوبة (مثلا مع "جواب على سؤال...: ماهي الأنوار؟ Beantwortung der Frage : Was ist Aufklärung?) في ما يخص حاضر ومستقبل العقل، وأظنّ أنّ هذه الرسالة الكانطية حول الأنوار ينبغي أن تدرَّس في الجامعات كما في الثانويات لأهميتها. لأنّ كتابتها كان في فترة تاريخية تشبه إلى حد بعيد ما نحياه: التصلّب السياسي في عصر كانط، محاولة إنشاء صحافة مستقلة، استفحال الخرافة، بداية البورجوازية العدوانية في جمع الثروات والربح الوفير (أمر يذكّرنا بما نحياه سياسيا ودينيا واقتصاديا كما جرى في أمريكا مع برنار مادوف وانهيار عدة بنوك ومصاريف)، وخصوصا أيضاً دعوة كانط الإنسان في عصره إلى الخروج من قصوره العقلي، وأن يتدبّر أمره بذاته عبر إنشاء شبكات في الثقافة والمجتمع المدني والتفكير الحر. والقصور العقلي الذي كان يفهمه كانط هو سيطرة الوصاية على مستوى المؤسسات السياسية والدينية والتي تعامل الإنسان كما لو كان "طفلا" (infans في اللاتينية والتي منها احدرت مفردة enfant) لا يفكّر بذاته، ولا يختار بنفسه، بل لا بدّ له من "شخص" (داعية، مثقف، قائد، führer، زعيم..) يفكر في مكانه ويدلّه على الطريق.
هذه "الطفولة" العقلية كان يستهجنها كانط، وأعتقد أننا نحياها اليوم، على الأقل في بعض الأقاليم الجغرافية من المعمورة حيث لا تزال القيم التقليدية أو التصورات الأحادية تتحكّم في الضمائر والمصائر. ربّما بهذا النداء الكانطي "لتمتلك شجاعة استعمال عقلك" (sapere aude) يمكن للعقل أن يستعيد قدرته على التجاوز والنهوض.

ممتاز يا نونو
بارك الله فيك
أعجبتني المقالة كثيرا والله

أشكالية كبرة طرحتها زميلي نونو16 حول إعادة بعث فلسفة الانوار في مجتماعاتنا العربية الاسلامية لأنه حقيقتا نحن نعيش عصور الظلام التي هي شبيهة بالعصور التي كانت تعيش أوربا في العصر الوسيط اين كانت تتحكم محاكم التفتيش في أفكار وعزائم المفكرين والفلاسفة ، ألا تتسائل معي لماذا محمد أركون يتبنى الطرح الاعتزالي وحتى عابد الجابري تجده متعاطف مع طرحهم ؟ أليس ذلك دليلا على محاولتهم بعث العقلانية الاسلامية من جديد؟ أليس العقل هو شعار فلاسفة الانوار و منهجهم في حل المعضلات الفلسفية؟ أنه لا حقيقتا الحل الذي يجب لنا أن نتبعه إذا أردنا أنت ننهض بهذا الجسم المريض الذي تأكلت أفكاره القديمة التي تجاوزها الزمن ، أن حسب نظرتي التي تتفق الى حد كبير مع نظرت حسن حنفي هو أن لا نطبق المنهج الغربي كما هو أبان عصر الانوار بل أن نقوم بالجمع بيت تراثنا الاسلامي العقلاني منه فقط ونحاول أن نتأقلم مع السياق العالمي الفكري في لحظة البعث التي يعبر عنها حسن حنفي ، نعم أتفق معك الى حد كبير في أحادية النظرة والفكرة التي نعيشها الأن في السياسة وفي الصحافة و حتى في الفكر ، نحن نحتاج حقيقتا الى منهج كانطي يعلم الاطفال كيف يتفلسفون وليس أن نجرع لهم الفلسفة في قوارير يتفوه بها الاساتذة الذين لا حول لهم ولا قوة ، أن نعيش حقا لحظة أغتيال العقل ونشهد لها بعقول مذهولة لا تعرف ماذا ،وكيف تفعل ،شكرا نونو16 على الموضوع.

الموضوع ليس لي وأعد قراءة ما كتبت في الأعلى
أما من ناحية تطبيق فلسفة الأنوار الغربية على حالنا فهذا لا يعقل


هل تعرف لماذا


لأن الفلاسفة الغرب طرحو اشكالات تخص واقعهم وحالهم وحاولو ايجاد لها حلا يلائم بينما لم يرو لها تعميما بينما نحن يجب أن ننطلق من واقعنا ونجيب على أطروحاته بينما نستطيع أن نأخذ من الغرب مناهجهم في المعرفة وهذا ما أقدم عليه الجابري وأركون وغيره من الحداثيين العرب