هناك شخصية ظهرت في القرن الثاني الميلادي، وهذه الشخصية تتمثل في (أبوليوس المداوروشي)
ولد في امداوروش حوالي 124م من اسرة عريقة انتقل إلى قرطاجة وأقبل على العلوم فأنقنها وأصبح بارعا فيها يلقي المحاضرات القيمة فكان يستحسنها الناس ويقرون بنبوغه وعلمه وانتقل إلى أثينا ودرش هناك الشعر والموسيقى
والجدل وتأثر بالفلسفة الأفلاطونية وكتب فيها الكثير
وفي الخامسة والعشرين توجه إلى مروما حيث أخذ في دراسة اللاتينية ويشتغل بالمحاماة في الوقت نفسه
له رائعة من روائع التاريخ وهي خطبة ألقاها امام الحاكم "كلوديوس ماكسيموس" حيث نفى عنه ممارسة الشعر والشعوذة
وقد طرق عدة موضوعات فلسفية في أعمال اخرى مثل مذهب أفلاطون الذي يتحدث عن أفلاطون وسيرته ومذهبه الطبيعي
وفلسفة الأخلاق وكتاب إله سقراط وكتاب الكون وله كتاب في التنجيم وآخي في الفلاحة
وله الكثير من الأبحاث العلمية في مجال الأعصاب
والبصريات وكذا الفيزياء
وأهم ما حفظ لنا التاريخ من إنجازاته العلمية والادبية قصته التي كان عنوانها التغيرات لأبوليوس المداوروشي
لكنها أصبحت عتعرف فيما بعد بالحمار الذهبي للمداوروشي
وهو كتاب في شكل قصة ينقل فيها ا رآه من سلوكات المجتمع القرطاجي
وكان الهدف من إنجاز هذا العمل الكبير واضح جدا وهو الدعوة إلى عبادة الإله أيزيس
الذي كانت عبادته سارية في المجتمع الأوربي الروماني آنذاك وكانت هذه العبادة الوثنية منافسة لمسيحية حديثة الانتشار في المغرب القديم
قلنا أن أبولوس المداوروشي أصبح كاهنا وبالرغم من ذلك فقد واصل ممارسته للمحاماة والفلسفة بل غنه في اواخر حياته كان يتولى بنفسه تنظيم المباريات في فن المصارعة وعروض الحيوانات المفترسة
وكان أقوى الدعاة للأفلاطونية ومن اشد المتهكمين على المبادئ المسيحية
وكان أكثر المغاربة تأثيرا في الفكر الغربي في العالم القديم
ولا يقارعه في هذا إلا القديس أوغسطين فمن يكون القديس أوغسطين يا ترى