طائر بلا جناحين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بقلم عبدالله سعد الغنام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]سوف تقطع مسافات, وتصعد جبال وتهبط أودية, وسوف
ترى وجوه وتسمع أصوات, بعضها تعرفها, والأخرى ستنكرها. أنها أفكارك التي
تحوم في عقلك ووجدانك, أنها نفسك التي بين جنبيك تسألك من أنت و ماذا
تريد؟.
قد يبدو سؤالا سهل المنال, ولكنه سهلٌ ممتنع, فقد ينساب
الجواب من بين أصابعنا كما ينساب الماء. قف مع نفسك بُرْهَة, وانظر حولك
متأملا, فستجد أننا نركض ونلهث في دوامة الحياة, حتى نكاد أن ننسى أنفسنا.
فكثير منا يمارس حياته اليومية والتي هي شبه مكررة, فإذا بالسنين تجري من
حوله, وهو لم يتوقف يوما ليسأل نفسه, من أنا وماذا أريد؟. هل هذا هو الطريق
الذي كنت أحلم به يوما؟, هل هذه صورتي التي نقشتها يوما لنفسي بين أضلعي.
تساؤلات
كثيرة هي معك في كل رحلة من مراحل حياتك. هل ما تفعله أو تقوله يمثلك
أنت؟, ويمثل أفكارك ومعتقداتك, أم انك تتصرف كما يقال لك, أو كما رُسم
وخُططك لك. هل أنت تسير في الحياة كيفما سارت بك بغير وجهة محددة؟, كأنك
سفينة تتلاطم بها أمواج الحياة يمنة ويسرة, فهل أنت ربان هذه السفينة!.
استمع لمن شئت وتحدث واستشر من تريد, ولكنك أنت وحدك من يقرر ماذا تريد
وماذا ستكون؟. أسئلة ستظل دائما معك, وسينبض بها قلبك ويشرد بها عقلك. إذا
لم تكن تعرف من أنت, وماذا تريد حتى الساعة, فأنت طائر بلا جناحيين, وأنت
رسالة بلا عنوان, وأنت بحر بلا ساحل يحضنك.
ابحث عن نفسك
وتجوّل في أعماقك, وابتعد كل البعد عن محاولة اكتشاف الآخرين قبل تجد نفسك,
والحكمة تقول "معرفة الآخرين علم ومعرفة الذات ذكاء". وقد أدركها الفيلسوف
كونفوشيوس حين قال "إن الشيء الذي يبحث عنه الإنسان العادي موجود عند
الآخرين, أما الشيء الذي يبحث عنه الإنسان الفاضل فهو موجود في ذاته".
عندما تجد ذاتك, ستشعر بلذة وصالها كأنك تحلق فوق السحاب. وعندها فقط سيكون
لك ارثٌ وبصمة في الحياة, وستنفع نفسك والآخرين أينما حللت أو ارتحلت. وقد
صدح بذلك مارتن لوثر كينج يوما فقال "من الممكن أن يصبح كل فرد عظيما في
موقعه , حيث يمكنه خدمة الآخرين".
كل ذات منا كحبة لؤلؤ في عقد المجتمع, من أصغرنا سنا إلى أكبرنا عِتيّا, إذا انقطع جزء من العقد انفرط المجتمع.