[[c]تبحث الفلسفة السياسية عند أفلاطون في المؤلفات التالي:
ا/-الجمهورية:وتعد من المحاورات الوسطى ومن مؤلفات الشباب.
ب/-السياسي:أو"رجل الدولة"وهو من المحاورات المتأخرة وقد كتبه أفلاطون بعد أن تجاوز الستين .
ج/-الشرائع أو"النواميس"أو"القوانين" ويعد هو الاخر من المحاورات المتأخرة,فقد كتبه أفلاطون في مرحلة الشيخوخة وبعد السياسي بعشرة سنوات.
فاذا كانت الجمهورية هي قصة تطور الحكومة وقوة الدولة وكيفية استمرارها, فان السياسي تصنيف لأنماط الحكم وأشكال الحكومات ووصفا لرجل الدولة المقتدر,
فيحين يعد كتاب الشرائع بحثا في قوانين وهو أقرب منه الى حكومة واقعية تحكي قصة انحطاط وسقوط المجتمع.
وتعد هذه الكتب الثلاثة مرتبطة ببعضها البعض من وجهة النظر المعرفية وهي تعكس بوضوح تطور الفكر الأفلاطوني في المجال السياسي على مدى سنوات طويلة .
وكانت الغاية القصوى من هذه المؤلفات انشاء مدينة مثالية تراعى فيها مصالح الدولة على حد سواء.
لقد كانت حماسة أفلاطون لتشيد دولة قوية ونظام سياسي ينعم بالاستقرار والأمن والازدهار أهم أهدافه العلمية,
ولذلك راح يسخر فلسفته لخدمة هذه القضية.
وبناء على ذلك تعد نظرية الدولة عند أفلاطون وكيفية نشأتها وطريقة استمرارها وسبيل قوتها ومحافظتها على السلطان ومن أهم النظريات السياسية في تاريخ الفكر الانساني بشكل عام وتاريخ الفكر اليوناني بشكل خاص بسبب أفكارها المسبوقة, وتتجلى طروحات أفلاطون في هذا المجال وبشكل أساسي في الجمهورية التي تبحث عم نموذج مثالي لشكل الدولة التي يتوق اليها أفلاطون,وبهذا الصدد يخلص "ولتر ستيس"في دراسته لأفلاطون الى القول :"ليست (جمهورية ) أفلاطون محاولة لتصوير كمال خيالي وغير واقعي .ان هدفها تأسيس السياسة على نظرية المثل بتصوير مثال الدولة. لهذا فان هذه الدولة ليست غير واقعية بل هي الدولة الحقيقية الوحيدة وحقيقتها هي أساس وجود
كل الدول الموجودة بالفعل".فشكل الدولة المطلوب مجسد في الجمهورية بجميع هياكله.
ولكن كيف تنشأ الدولة عند أفلاطون؟؟
تنشأ الدولة في بادئ الأمر من مجموعة من الرجال, أربعة أو خمسة وتدريجيا تنعقد بنية المجتمع وتتنوع فيؤدي هذا الى وجود مهن جديدة تقوم على تقسيم العمل الذي يفضي الى الوحدة والتضامن,وهكذا تتوسع الجماعة فيظهر المزارعون والبناءون والحاكة والتجار والمكلفون بالمبادلات وتزداد المنتوجات هذا يتطلب وجود الباعة والصرافين وأصحاب المخازن فتحتاج الدولة أكثر الى العمال وهكذا يعم الخير على الأمة ويلبي هذا النشاط حاجياتها .وكلما توسعت التجارة وازداد الانتاج خلف هذا النشاط وظائف جديدة ومجالات أخرى للعمل .ولهذا يؤكد أفلاطون أن"الدولة تنشأ لعدم استقلال الفرد بسد حاجاته بنفسه وافتقاره الى معونة الاخرين"ومن هنا كان ضروريا وجود هيئة تنظم مصالح الأفراد وتلبي مطالبهم فتشكلت الدولة