المنهج المدرسي.. أسسه الاجتماعية والفلسفية ما بين المفهوم التقليدي والحديث
أولاً: الأسس الفلسفية للمنهج :
الفلسفة
التربوية تنبثق عن فلسفة المجتمع ,وتعمل المدرسة على خدمة المجتمع عن طريق
صياغة مناهجها وطرق تدريسها في ضوء فلسفة التربية وفلسفة المجتمع معاً.
فلسفة المجتمع :
تهدف
فلسفة المجتمع إلى تحقيق فهم أفضل لفكرة الحياة وتكوين المثل الشاملة
حولها, وحتى يستطيع المجتمع المحافظة على فلسفتها ونشرها فلا بد له من
الاعتماد على فلسفة تربوية خاصة به تكون بمثابة الوسيلة لتحقيق الأفكار
والمثل والقيم والمعتقدات التي يؤمن بها ويحرص على تطبيقها في الحياة.ومن
هنا نستطيع معرفة العلاقة الوثيقة بين التربية والفلسفة فكل فيلسوف لا بد
له من تربية حتى تنشر أفكاره ومعتقداته فلقد قيل بأن الفلسفة والتربية
وجهين لعملة واحدة,وأن رجال التربية هم فلاسفة مثل أفلاطون وابن الرشد
والغزالي والفارابي وأرسطو وغيرهم.
تعريف
فلسفة التربية: هي التطبيق للنظريات والأفكار الفلسفية المتصلة بالحياة في
ميدان التربية وتنظيمها في منهج خاص من أجل تحقيق الأهداف التربوية المرغوب
فيها.
الفلسفات التربوية:
لقد
ظهرت في ميدان التربية عدة مدارس فلسفية كان أساسها الخبرة التعليمية
الناتجة عن التفاعل بين التلميذ والبيئة التي يستطيع أن يستجيب إليها ولكل
مدرسة فلسفية رأيها في بناء المنهج الدراسي وسنتطرق إلى الفلسفة الأساسية
أو التقليدية,والفلسفة التقدمية.
* v الفلسفة الأساسية أو التقليدية أو الجوهرية:
أي
مجتمع يملك في مراحل تطوره تراثاً من المعرفة والمهارات والاتجاهات والقيم
نتيجة لتراكم المعرفة عبر القرون وترى هذه الفلسفة أن التربية هي عملية حفظ
ونقل التراث الاجتماعي ,وـأن الوظيفة الأساسية للمدرسة باعتبارها وكيلة عن
المجتمع في تربية الأبناء هي نقل التراث الثقافي إليهم من الآباء ووضعه في
قالب تربوي مبسط. وتؤكد هذه الفلسفة على أهمية حصول الأطفال على أساسيات
المعرفة لاعتقادها أن حصولهم عليها أكثر أهمية لهم من إرضاء دوافعهم أو
إخصاب خبراتهم.
v الفلسفة التقدمية:
تتضمن
هذه الفلسفة مدارس تربوية متعددة, بعضها يرى أن كل شؤون التربية تدور حول
الطفل, وأن واجب المدرسة هو إطلاق وتنمية مواهبه وقدراته,وبعضها يرى أن
وظيفة التربية تدور حول مشكلات المجتمع,وتحسين مستوى المعيشة فيه وبعضها
يوازن بين حاجات الفرد وحاجات المجتمع.
أثر الفلسفة التقدمية:
لقد
أثرت الفلسفة التقدمية على المناهج التقليدية معلى الفلاسفة التقليديين
لدرجة أن بعض أنصار الفلسفة التقليدية نادى بوجوب الجمع بين المحافظة على
التراث الاجتماعي وبين السير وفق مقتضيات التغيير الاجتماعي وحاجات
الطلاب,كما أدت هذه الفلسفة على تقليص عدد المدارس التي يقتصر نشاطها على
تلقين المعلومات وإلى ظهور نوعين من المدارس هما:
1. المدارس
التقليدية المعدلة: ومناهج هذه المدارس عبارة عن مواد دراسية مفصلة وتعطي
المدرسين حرية في اختيار طرق التدريس والسماح للتلاميذ بنشاط محدود.
2. المدارس
الثنائية: ومناهج هذه المدارس مواد مقررة من المواد الأساسية بالإضافة إلى
نشاطات إضافية للمنهج تمارس في غير أوقات الدراسة بحيث يخصص نصف الوقت
المدرسي للنشاطات ويخصص النصف الآخر لدراسة المواد الدراسة التقليدية.
النقد الذي وجه للفلسفة التقدمية:
ومن بين المنتقدين وليم باجلي حيث قال في نقده ما يلي:
· أن الطفل الذي تعلم وفق طرق الفلسفة الحديثة لا يستطيع أن يجاري طفلاً آخر تعلم بالطرق التقليدية في المواد الدراسية المختلفة.
· الطرق التعليمية الحديثة كانت لينة إلى درجة أدت إلى انتشار الجرائم الخطيرة بين الشباب.
· لقد
أدى الاهتمام بميول وحاجات التلاميذ ومنحهم الكثير من الحريات غير
المحدودة والاعتماد الكبير على خبراتهم إلى تكوين اتجاهات خطيرة أضعفت
المستويات الثقافية والأخلاقية العامة في المجتمع.
التوفيق بين الفلسفتين الأساسية, التقدمية:
لقد
قال بعض المربين أمثال ديوي بإمكانية التوفيق بينهما, أي بين إشباع حاجات
وميول الأطفال والشباب, وخدمة حاجات البيئة والمجتمع بوجه عام وبين استمرار
الاهتمام والعناية بالتراث البشري