الفرض الأخير في الفلسفة

اختر موضوعا واحدا من الموضوعات التالية :

الموضوع الأول : هل يستطيع المؤرخ أن يتجاوز العوائق التي تمنعه من تحقيق الموضوعية ؟.

الموضوع الثاني: فند الأطروحة القائلة : " المعاني الرياضية فطرية وبالتالي مصدرها العقل "

الموضوع الثالث: النــــــــص

( .. إن نشأة الفروض تقوم على عوامل خارجية وأخرى باطنية . أما العوامل الخارجية فأولها أن يبدأ الإنسان من واقعة ملاحظة في التجربة الجزئية ، ويفكر فيها ، وابتداء ا من هذه الواقعة يحاول أن يفترض ما عسى أن يكون القانون الذي تخضع له هي وأمثالها .
وقد رأينا عند كلامنا عن قانون سقوط الأجسام عند غاليلي ، كيف أنه ابتدأ من ظاهرة أو واقعة بسيطة مشاهدة ، هي ازدياد الإسراع كلما اقترب الجسم من الأرض ، فأدى به هذا الذي شاهده إلى افتراض قانون يمكن أن تسير عليه الأجسام في سقوطها .
وثانيا : قد تنشأ الفروض من مجرد الصدفة ، فكثيرا ما يقع الإنسان على ظواهر تهديه إلى وضع فرض دون أن يكون قد قصد إلى ذلك فعلا ...
وأما العوامل الداخلية فهي أخطر من هذه بكثير ؛ ذلك أن العوامل الخارجية ليست إلا مجرد فرص ومناسبات لوضع الفرض ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون شروطا كافية للافتراض ، فأكثر الظواهر التي شاهدها كبار العلماء وأقاموا عليها فروضهم العلمية ، يشاهدها كل الناس كل يوم دون أن يثير ذلك أدنى انتباه فيهم ، فالأمر يتوقف في هذه الحالة على العوامل الباطنية ، أي على الأفكار التي تثيرها الظواهر الخارجية في نفس المشاهد .. والمهم في هذه الحالة هو أن يحيل الإنسان المشاهد هذه الظواهر إلى وقائع علمية يكون من مجموعها قانونا أو نظرية ، وهذا لن يتم إلا بواسطة وضع فكرة من شأنها أن تفسر هذه الظواهر ...
إننا هنا لسنا بإزاء نوع من أنواع الإلهام أو من الوجدان الصوفي ، بل يجب أن يسبق هذا الافتراض ما سميناه " النظام التحليلي " الذي يوجد في عقل كل عالم ، والذي يهديه خلال هذه الظواهر إلى توسم القانون الصحيح الذي يمكن أن تفسر على أساسه ؛ وهذا التوسم يتم بمران طويل ، وبإعداد يتعلق بالنظام التحليلي لكل عالم على حدة ، وهو نظام ينشأ وفق الممارسة الطويلة لعلم معين أو لقدرة هائلة على تخيل القاعدة الصحيحة لظاهرة ما من الظواهر ) .

عبد الرحمن بدوي

ـ اكتب مقالة فلسفية تعالج فيها مضمون النص.

والله جميل مشكور

تستحق تقييم إيجابي أستاذ خالد