أغرب من الغريب..خطوط ناسكا
خطوط ناسكا Nazca Lines من أكثر غرائب العالم إثارة للخيال، وهي عبارة عن لوحات مصقولة أو منحوتة على المنحدرات شبه الرأسية لجبال الأندير، تمتد على الساحل الغربي في أمريكا الجنوبية، والواصلة بين بيرو وشيلي، بعض الخطوط تتجاوز 207 أمتار، الملاحظ العادي من على الأرض لن يجدها أكثر من مجموعة من الممرات العادية، ولكن من زاوية رأسية، أو المشاهد من طائرة مثلاً، سيجد أن تلك الممرات والخطوط تشكل رسومات عملاقة لحيوانات، وبشر، وآليين، فهناك سبعون شكلاً مختلفاً لهذه الرسوم!
من فعلها..؟!
الأشكال والخيوط تمتد دون تداخل
بالطبع لم تكن هذه اللوحات المتقنة من صنع عوامل التعرية والتقلبات الجوية، بل من خلال حضارة عاقلة قد تكون حضارة ناسكا، أو حضارة أخرى غيرها، فهناك عشرات التفسيرات لهذه الظاهرة الغريبة التي يبلغ عمرها ألفي عام تقريباً، والتي تم اكتشافها في عشرينيات القرن الماضي، فمكان هذه الظاهرة تم اختياره بعناية بالغة للحفاظ على هذه الرسوم على مدار كل هذه القرون، فهذه المنحدرات تمتاز بأنها أكثر أجواء الأرض جفافاً، ليس هناك عوامل تآكل أو تعرية، ودرجة الحرارة ثابتة تبلغ 25 درجة مئوية، ومياه المحيط باردة جداً لدرجة أنها تمنع تكوين الغيوم لذا فلا تتساقط الأمطار، بعض الرسوم يسير على مسافة ميل دون تداخل مع أي رسم آخر، وتمتد على مسافات 500 كيلو متر، وبعض الرسوم تعطي إيحاء مباشراً بدرجة تقدم رهيبة، مثل الرسم المصمم على شكل مهبط طائرات والآخر على شكل آلي له 12 هوائياً!
وبعض التفسيرات خرجت لتقول إن هذه الرسوم من عمل مركبات فضائية متقدمة، والبعض يقول إنها أماكن الملاحين الفضائيين القدامى، والبعض يقول إنها تمثل تقويماً فلكياً بالنسبة للمزراعين، وهناك تفسير بسيط يقول إنها رسوم عادية تم رسمها على الأرض، وأشرف عليها المهندسون من منطاد طائر، التفسير الأخير يبدو مريحاً للعقل وأقرب إلى الحقيقة، ولكن هناك من يقول إن هذه الرسوم عبارة عن علامة للدلالة على أماكن معينة، وهناك من يدعي أنها نحتت لتراها الآلهة من السماء، فقد ظنوا أن هناك عيناً تطل عليهم من السماء بسبب تكرار الخسوف في تلك الفترة الغابرة.
جماجم غريبة الشكل وجدت في قبور مومياوات شعب ناسكا
في عام 1982 بدأ مشروع أمريكي عملاق لتصوير الأرض باستخدام رادار علمي، الرادار كشف عن وجود نفس الرسوم في أماكن أخرى من القارة مثل البرازيل والمكسيك، وكشف أيضاً عن وجود شبكات متقدمة للري لحضارة مايا في المكسيك والإنكا في بيرو، وقبور مدفونة تحت الأرض لآلاف المومياوات، وعندما تم كشف هذا الأمر بدا واضحاً أن الرسوم تشير إلى شيء ما، ما هو؟.. هذا سؤال عسير، قد تكون علامات أو إشارات على وجود هذه المنطقة ليعرفها المسافر الفضائي، ربما لغة يتخاطب بها مراقب افتراضي من خارج كوكب الأرض، وربما تكون مجرد ألعاب لحضارة متقدمة نوعاً ما.
خط يثير الخيال، هل هو مهبط طائرة أم سفينة فضائية غابرة؟
ولكن السؤال الأهم هو: من رسم هذه اللوحات؟.. الإجابة تكمن داخل رمال الصحراء، حيث توجد قبور مومياوات شعب ناسكا، المومياوات لها شعور طويلة وأشكال غريبة، بعض الجماجم لها شكل غريب على هيئة أسطوانية، وبعض الجماجم تم الحفر عليها وتشويهها، الفحص أثبت أن هذا التشويه تم وصاحب المومياء في سن الثالثة أو الرابعة، وكان هذا الشكل الغريب للجمجمة يدل على علو المكانة والانتماء إلى طبقة النبلاء!
خطوط ناسكا
دوائر العشب
والأسنان منحوتة تظهرهم كأنهم آكلي لحوم البشر، على الرغم من أن هذا الشعب كان من صناعي الخزف، أو ربما يعني هذا أنهم كانوا يقلدون شعباً آخر له هذه الهيئة الغريبة، هناك أيضاً حقائب جلدية ملونة، وملابس تحمل الكثير من الرموز والزخارف الهندسية، ثم إن القارة كلها تدعو إلى التفكير، هناك باب الشمس في بوليفيا الذي يتحدث عن رحلات فضائية غريبة، هناك حضارة المايا في المكسيك وقبورهم وأهراماتهم الغريبة والرسوم التي تحكي عن معدات آلية وتقنيات غاية في التقدم، ولكن اللغز يبدأ في هذا المكان ولا ينتهي به، ربما بعد مئات أخرى من السنين نكتشف حل هذا اللغز، والجدير بالذكر أن هذه الرسوم تواجه خطر الانقراض؛ لأن يد العمران والطرق السريعة بدأت في الدخول الى المنطقة، كما أن بعض الدراسات تشير إلى أنه مع التقلبات الجوية العنيفة التي ستشهدها الأرض في السنوات القادمة، سيتحول طقس هذا المكان المميز، وربما تتكون الغيوم وتسقط الأمطار لتمحو هذا اللغز من الوجدان الجمعي البشري.
دوائر العشب المجزوز (Crop Circles)
هناك سبعون شكلا مختلفا للرسوم، بعضها يمثل حيوانات غريبة تشبه الحيوانات الأرضية
تعتبر دوائر العشب امتداد عصري لخطوط ناسكا، ففي أوائل الثمانينيات ظهرت رسومات غريبة وأعمال هندسية فوق مناطق مختلفة من حدائق العشب حول العالم، ويدعي البعض أنها من عمل كائنات فضائية ذكية تهبط بصفة مستمرة على كوكبنا، ولكن هذا الادعاء لا يشكل أي أهمية علمية؛ لأن البعض اعترف مؤخراً أنه وراء بعض تلك الأعمال، ولكن الغريب في هذه الظواهر هي أن العشب يتم قصّه بطريقة معينة، بحيث لا يظهر الرسم كاملاً إلا من خلال النظر له من ارتفاع كبير، أي أن صانع هذه الظاهرة يقوم بها من جسم طائر!
أليكم بعض هذه الخطوط :