تبادل العطاء والاحتياجات

في الميثولوجيا اليونانية اعتاد شاب جميل الوجه والمظهر اسمه نرجس أن يذهب كل يوم لينظر ويتمتع بحسن صورته على صفحة مياه البحيرة. وكان يستغرق في تأمل صورته بافتتان إلي درجة أن سقط ذات يوم في البحيرة و.. غرق!
وفي المكان الذي سقط فيه ذلك الشاب نبتت زهرة نعرفها نحن باسم "النرجس"..
وعندما مات الشاب جاءت حوريات الغابات إلي ضفاف تلك البحيرة العذبة المياه فوجدتها قد تحولت إلي مستودع لدموع مالحة..



فسألت الحوريات هذه البحيرة: لِمَِ تبكين؟!
فردت البحيرة: أبكي على نرجس.
عندئذ قالت الحوريات للبحيرة: لا غرابة فنحن أيضاً كنا نتملى من جمال هذا الشاب في الغابة.. فأنت لم تكوني الوحيدة التي تتمتع بجماله عن قرب.
فسألتهن البحيرة: هل كان نرجس جميلاً؟!
فردت الحوريات في دهشة: من المفترض أنكِ تعرفين جمال نرجس أكثر منا، فقد كان ينظر إليكِ ليتمتع هو بجماله يومياً.
فسكتت البحيرة لفترة ثم قالت: إني أبكي على نرجس، غير أني لم أنتبه قط إلي أنه كان جميلاً. أنا أبكي على نرجس لأنه في كل مرة تقولون أنتم أنه كان ينحني فوق ضفتي ليتمتع هو بجماله، كنت أرى أنا في عينيه طيف جمالي






هذه الاسطورة التي منها انبثق مفهموم النرجسية وحب الذات تشير بشكل جداً بسيط وواضح الى ان العلاقات تقوم على تبادل المصالح والاحتياجات رغم محاولة الانسان ان ينفي هذا الشيء عن طريق مسميات مختلفة , قد يكون لان لفظة تبادل مصالح يشير ولو بشكل بسيط جدا الى مفهوم سلبي وأن المصالح غالباً ما تكون على شكل طرف مستغل وأخر في وضع حاجة , أحياناً بعض المسميات تحتاج الى اعادة تسمية لتكتسب شرعية اكثر وقبول , فعلاقة المصالح قد تكون أكثر قبول لو ربطناها بتبادل العطاء والاحتياج
[/

لك التقييم الإيجابي
الإيجابي على هذه القصة
أول مرة أسمع بها ولكنني كنت أسمع عن النرجسية
وهي ليست حب الذات
بل هي المبالغة في الاستمتاع بجمان البدن والجسم والصوت والغيرها
شكرا ليندا

شكرا مؤرخ
وهي كذلك في القصة الشاب كان يستمتع بجمال بدنه ومنظره وفي نفس الوقت يعتبر حبا لذاته هوما جعله يفعل ذلك

شكرا جزيلا أختي * ليندا * على هذه المعلومة التي كانت في قالب أسطورة . سأضم صوتي إلى صوت *مؤرخ * : ( التقييم الإيجابي ). في الحقيقة لم تكن لدي أي فكرة على فكرة * النرجسية * . والشيئ الذي أعجبني في موضوعك . إنك قمت بتأصيل للكلمة ( المنهج الجينالوجي ) لمعنى الكلمة. ولكن كل هذا سيدفعني إلى البحث والتقصي عنها . ولي عودة في ذلك . إن شاء الله

شكرا عمر لمرورك للمعلومة فقط هنا يكون المنهح الاركلوجي أي الحفر والتنقيب

شكرا لك ليندا على الموضوع ،جميل أن نقف على المصطلحات واصلها التاريخي و الاسطوري ، لكن أظن أن بين النرجسية و الانانية بعد شاسع من حيث المصطلح ومفهومه اللغوي و المعرفي ، إذ الانانية مرتبطة أكثر بتحقيق المأرب الشخصية والذاتية على حساب الاخرين و ظدها الايثار ، أما النرجسية فأرتبطت بالمبالغة في حب الذات في شكلها الخارجي أقصد الفيزيولوجي و لي معلومة مفادها أن من يقف أمام المرئات أكثر من ربع ساعة يعد شخصية نرجسية فأحذروا.........؟

تبدين نرجسية يا ليندا
أليس كذلك يا جماعة
شكرا لكم جميعا ...

الله أعلم يا " تاج العارفين " يقولوا ( الخبر يجيبوه التوالة ) . أما يا * أحمد أمين * فالشاب اليوم جعل المرآة في قائمة الضروريات . لا يخرج من البيت إلا وينظر إليها. ههههههه

النرجسية (NARACISSISME): ويطلق عليها في أيامنا هذه على " الشذوذ الجنسي " الذي يجعل المرء غارقا في عشق ذاته . وقد بين علماء التحليل النفسي ، إن للنرجسية الطبيعية مرحلتين : 1- مرحلة الطفل الذي يتخذ ذاته موضوعا لشحنات الليبيدو. 2- مرحلة المراهق الذي يشرد شحنات الليبيدو نت الموضوع الخارجي ، لتركيزها في ذاته. وإذا أشتد ميل المرء إلى عشق ذاته إنفلب إلى عصاب يسمى ( العصاب النرجسي ). ويتولد هذا العصاب من توقف النمو الوجداني عند مرحلة النرجسية الأولى. أو من إشتداد حالة النرجسية الثانية . فالعصاب النرجسي إذن إضطراب نفسي تنحصر فيه شحنات الليبيدو في الذات ، بحيث لا يكون لدى المرء إلا شيئ واحد يتأمله ويشتهيه و هو نفسه .
مأخوذ من المعجم الفلسفي ص 462. د/ جميل صليبا

شكرا لك عمار على هذا التوضيح و الرجوع الى المصطلح و تأصيله من المعجم الفلسفي ، تستحق التقييم الايجابي على هذ ا الجهد القيم منك .

شكرا أخ عومار
ولكن هل هو فعلا شذوذ جنسي؟
أم هو اضطراب في الشخصية فقط ؟
شكرا على كل حال

شكرا لكم يا إخوة حواركم ممتاز جدا
وجد متأدب

يا * مؤرخ * لقد بحثت في المعاجم الخاصة بعلم النفس فوجدت أغلبها يرجعونها إلى إضطراب في الشخصية . أما المعاجم الخاصة بالفلسفة فقد ربطوها باشذوذ الجنسي . لكن الأمر الذي حيرني أن هذا الأخير يقدمون تفسيرهم للكلمة من خلال ما قاله علماء النفس عنها ( مثل رأي فرويد ). وهذا أظن أن على هذه الكلمة يجب البحث والتقصي لإيجاد تفسيرها المناسب لها والصحيح . والله أعلم