الزمان / 12 جمادى الأولى – 334هـ
المكان / بغداد عاصمة الخلافة العباسية
الموضوع / البويهيون يسيطرون على مقاليد الحكم في بغداد .
الأحداث /
لقد تقلبت الأطوار بالخلافة العباسية من طور القوة من عهد السفاح حتى عهد المعتصم ثم طور تحكم الأتراك وسيطرتهم على مقاليد الحكم حتى عهد المستكفي ثم دخلت الخلافة في طور جديد يعتبر بحق هو بداية النهاية لتلك الخلافة التي كان لها أيام قوة وعز وسلطان وهو عهد سيطرة البويهيين على مقاليد الحكم في بغداد , وسوف نذكر أصل تلك الدولة وكيفية قيامها ووصولها لأن تتحكم في الخلافة .
من هم البويهيون ؟؟
هم ثلاثة أخوة الحسن والحسين وأحمد أبناء أبي شجاع بن بويه يرجع أصلهم للفرس وقيل أن أصلهم ملوك الفرس قديماً وكان أبو شجاع فقيراً مدقعاً يعيش على صيد السمك وأبناؤه يحتطبون وقد رأى مناماً أنه يبول وقد خرج من ذكره ناراً عظيمة كادت تبلغ عنان السماء ثم انفرقت ثلاث شعب ثم انتشرت تلك النار في كل البلاد والناس لها خاضعون فأول له هذا المنام أحد المعبرين بأن أولاده سوف يملكون الدنيا والعجيب أن جاء تأويل المنام لما أوله المعبر , ثم إن هؤلاء الأبناء دخلوا في خدمة ملك إسمه 'مرداويج ' وارتفع شأنهم حتى تخوف منهم 'مرداويج' وحاربهم ولكنهم انتصروا عليه وعرفوا بين الناس بالديالمة وعظم شأنهم جداً .
كيف وصل الديلم إلى الاستيلاء على بغداد عاصمة الخلافة العباسية ؟
بلاد الديلم تقع في الجنوب الغربي من شاطئ بحر الجزر وكانت في القديم إحدى الولايات الفارسية إلا أن أهلها لم يكونوا من العنصر الفارسي بل كانوا عنصراً ممتازاً يطلق عليهم الجيل , فتحت بلاد الديلم في عهد عمر بن الخطاب وخضعت للحكم الإسلامي مع بقائهم على وثنيتهم وكانت تجاورهم بلاد طبرستان وأكثرها دانوا بالإسلام وكان بين الديالمة والطبريين سلم وموادعة واستمر الحال على ذلك بعد قيام الدولة العباسية فلا الديالمة تحدثهم أنفسهم بالخروج على بلاد المسلمين ولا المسلمون يحدثون أنفسهم بالتوغل إلى بلادهم , في عهد المستعين أرسل محمد بن طاهر ليحكم بلاد طبرستان ولكن أهل طبرستان أعلنوا العصيان ورفضوه وجعلوا عليهم الحسن بن زيد العلوي وطلبوا من الديالمة المساعدة على عمال بني طاهر ففعلوا سنة 250هـ فظل الحسن بن زيد يحكم تلك البلاد حتى سنة 271هـ ثم تولى أخوه محمد حتى سنة 287هـ وكان وجود الحسن ومحمد من أسباب شيوع الإسلام بين الديالمة ثم دخل تلك البلاد علوي آخر ملقب بالأطروس سنة 301هـ حتى سنة 317هـ فأسلم منهم كثيرون وهذا التواجد العلوي في البلاد كان سبباً لأن يكون إسلامهم شيعياً .
ثم تطورت الأحوال بمرور الأيام حتى سنة 323هـ صارت القوى الكبرى في بلاد ما وراء النهر :
- قوة البويهيين بفارس والري .
- قوة السامانيين في خراسان .
وقد وصلت الخلافة لمرحلة من الضعف الشديد أطمعت البويهيون أن يرسلوا أخاهم الأصغر أحمد ليمد سلطانه إلى الأهواز والعراق واستطاع أحمد الملقب 'بمعز الدولة' أن يستولي على الأهواز بعد حروب بينه وبين بجكم الرائقي انتصر فيها معز الدولة , وعندها كاتب قواد بغداد وكبارها لمعز الدولة بالقدوم إلى بغداد فأقبل معز الدولة أحمد بن بويه في جحافل عظيمة من الجيوش قاصداً بغداد فلما اقترب منها بعث إليه الخليفة المستكفي بالهدايا والإنزالات وكان مختفياً من الأتراك فدخل معز الدولة بغداد في 11 جمادى الأولى سنة 334هـ وفي اليوم التالي خل علي الخليفة وأقسم له بالولاء وكذلك الخليفة ولقب معز الدولة بالسلطان وفي هذا اليوم شرف الخليفة بني بويه بالألقاب فلقب علياً صاحب بلاد فارس 'عماد الدولة' والحسن صاحب الري والجبل 'ركن الدولة' وأحمد صاحب العراق 'معز الدولة' .
وأمر أن تضرب ألقابهم وكناهم على النقود , وهذا اليوم هو تاريخ السقوط الحقيقي للخلافة العباسية , وأصبح الخليفة صاحب مركز لا أمر له ولا نهي ولا وزير له وإنما له كاتب مدبر أمواله وإقطاعياته , والعجيب أن معز الدولة البويهي رام أن يزيل اسم الخلافة أيضاً عن بني العباس ويوليها علوياً 'لأنهم شيعة' ولكن بعض خواصه أشار عليه ألا يفعل وقال له 'إنك اليوم مع خليفة تعتقد أنت وأصحابك أنه ليس من أهل الخلافة ومتى قتلته وأجلست بعض العلويين اعتقدت أنت وأصحابك صحة خلافته فلو أمرهم بقتلك لفعلوا' فأعرض معز الدولة عن الفكرة
هاهم عادوا اليوم بقيادة الجعفري و عدو العزيز و ......
نعم عادوا بثوبٍ جديد وأوجهٍ أخرى, ولكن الأهداف لم تتغيّر منذ عقود والعقدة المجوسية الفارسية بقيت متجذرة فيهم...ألا إنهم لم يتعظوا..وسيسقطون كما سقط أجدادهم فصبراً....فمن خان الله ورسوله وأضحى درعاً للمحتل الكافر....فلينتظر مصيره المحتوم..
تاريخ وجب تسطيره فبارك الله بك..
منقول