ديكارت : من دائرة الشك إلى ثبات اليقين

قال ديكارت :

" الإنسان يجب أن يشك و لو لمرة واحدة في حياته "

و كان هذا دافعه للشـتك المنهجي الذي توصل به إلى اليقين الدائم
و سأعرض الآن خطوات الشك عند ديكارت و كيف قادته لليقين




أولا الشك في الحواس Embarrassed

يرى ديكارت أن كل ما تلقاه و أدركه و وثق به كان عن طريق الحواس و لكنه وجد الحواس خداعة و من الحكمة أن لا نطمئن لمن خدعونا و لو لمرة واحدة
المقصود بأن الحواس خداعة أي أن مثلا عندما ننظر لكوكب في السماء نراه في حجم الدرهم و هو أصلا أكبر من حجم الأرض


ثانيا الشك في الحياة الشعورية:
إننا كثيرا ما ننام و نحلم و نعتد اننا في الحقيقة
و لكنا نستيقظ و نجده حلما فما أدرانا أننا ليس نحلم الآن؟


ثالثا الشك في العقل Embarrassedشك ديكارت في العقل على لسان الشيطان الماكر
فيقول أن هناك شيطان ماكر يضلله و يجعل عقله يوقعه في الظنون
فشك في المعرفة العقلية




يمتاز الشك المنهجى لديكارت بأنه ليس نهاية العقل الفلسفى بل هو البحث عن نقطة البداية ، النقطة التى يصح للفيلسوف أن يبدأ عندها ، فالشك هو المرحلة الأولى هو التأمل الأول للفلسفة.

حتى وصل ديكارت لليقين كالآتي






اليقين الأول : إثبات وجود نفسه (مبدأ الكوجيتو - Dubito Ergo Cogito, Cogito Ergo Sum)

الإنسان يشك و مادام هو يشك فهو يفكر ، لأن الشك نوع من أنواع الفكر ، وطالما هو يفكر فهو ليس معدوم إذن فهو موجود حتما ، فإهتدى ديكارت إلى حقيقة أساسية لا سبيل إلى الشك فيها ، بل ويمتنع الشك فيها حتى إذا أراد ذلك وهى اليقين الأول حقيقة "الكوجيتو" : " أنا أشك إذا أنا أفكر ، وأنا أفكر إذا أنا موجود ".
و تسائل ديكارت : " كيف يمكننا أن ندعي أننا لسنا موجودين حين نشك في الأشياء جميعا ؟؟ "



اليقين الثاني : إثبات وجود الله Embarrassed

الإنسان يشك إذن هو ناقص ... و ما دام يشعر أنه ناقص إذن فلديه فكرة عن الكمال
فمن الذي أودع تلك الفكرة في عقله؟ بالطبع الكامل الوحيد هو الذي أودعها
و الإنسان لا يمكن أن يوجد نفسه لأنه ناقص يشــك
إذن هناك إله كامل هو الذي أوجده و هو الذي أودع في ذهنه فكرة الكمال.



اليقين الثالث إثبات وجود العالم الخارجي Embarrassed

ما دام الله كامل إذن فهو صادق لأن الكذب يتنافى مع الكمال
و ما دام أوجدنا إذن فالحياة الشعورية موجودة و نحن لسنا في حلم لأنه صادقا




و بذلك كانت فكرة الكمال الإلهي هي التي أدت إلى :

1- إثبات وجود الحياة الشعورية
2- رفض فكرة الشيطان الماكر
3- التأكد من وجود الحقائق اليقينية

مشكر على موضوعك المفيد

يا أخي عومار
أتضن أن هذا اليقين هو الذي تحتاجه النفس الإنسانية للنجاح في الدنيا وفي الآخر ؟؟؟

ماذا عن تلك المعلومات التي لم يتسن لي تأكيدها حول ديكارت الذي قيل أنه كان يقرأ من القرآن
يعني آيات منه مترجمة

ماذا عن ديكارت الذي قيل أنه كان يخفي إيمانه
والله أعلم
لقد قيل لي من أحد الأصدقاء المهتمين بالفلسفة بأن ديكارت
كان يكثر من قراءة القرآن وألف كتابا ولم ينشره خوفا من ردة فعل الناس
وأكد فيه بأن القرآن صحيح وهو الذي نجد فيه إجابات للكثير من الأسئلة.؟؟

أنا على كل حال أميل إلى تكذيب هذه القصة
والله أعلم
لأن ديكارت وغيره من كبار الفلاسفة لا أضن أنهم يحجبون معتقداتهم وهم الذين
كانوا مستهدين للموت من أجل أفكارهم

شكرا لك يا أخي عومار على الموضوع القيم

المهم الشك أيضا تجربة مر بها الكثير من الفلاسفة المسلمين ومنهم أو حامد الغزالي
الذي أنهى رحلة شكه بالدخول إلى الفك الصوفي
ولعل شك الغزالي كان أخطر بكثير من من شك ديكارت لأن
ديكارت استعمل الشك بطريقة مفتعلة واستخدمه منهجية فقط

ولكن الغزالي وقع في الشك الحقيقي الذي شككه حتى في وجوده أصلا


إلى اللقاء وةبالتوفيق

مؤرخ كتب :
ماذا عن ديكارت الذي قيل أنه كان يخفي إيمانه
والله أعلمزالي
لقد قيل لي من أحد الأصدقاء المهتمين بالفلسفة بأن ديكارت
كان يكثر من قراءة القرآن وألف كتابا ولم ينشره خوفا من ردة فعل الناس
وأكد فيه بأن القرآن صحيح وهو الذي نجد فيه إجابات للكثير من الأسئلة.؟؟
لا أعلم يا مؤرخ من أين أستقيت هذه المعلومات و من أي مصدر ؟ المهم أن ديكارت لم يثبت عليه يوم أن قرأ القرآن و لا أظن ذلك ، و حتى و إن أفترظنا ذلك فلم يوجد و لا دليل و أحد في كتاباته و مؤلفاته مايشير إلا أنه مطلع عليه ، ما هو مشاع في حقل اللفلسفة هو أن ديكارت إطلع على كتاب أبو حامد الغزالي "المنقذ من الظلال " في طبعته الالمانية و يقال أن ترك بعض الملاحظات عليه داخل مكتبة في ألمانيا ، إلا أن هذا الشك الذي أبدعه ديكارت هو شك مخالف لما هو عند الغزالي ، إذ يقوم على العقل و على المحاججة المنطقية فيمابين الذات و ذاتها ، إما عند أبو حامد الغزالي فهو قائم على النصوص القرأنية و إن كنت معك مؤرخ في كون أن شك الغزالي أعمق و أصدق من شك ديكارت. وفي الاخير أشكر عمار على إثارت هذا الموضوع .

أشكركم إخواني على هذه التدخلات القيمة. بشأن قراءة ديكارت للقرآن الكريم تبدو غريبة جدا. لأنه يقال عنه أنه دافع عن الديانة الكاثوليكية . والكتاب الذي خاف على نشره هو كتاب * العالم * الذي أكد فيه على أن الأرض مركز العالم وذكر أشياء أخرى. أما بين الغزالي وديكارت فتبقى مسألة كل منطلق فكري لكل منهما. وأجدد شكري الكبير على خدمة المنتدى .