أبو نصر محمد الفارابي ولد 870م في مدينة فاراب وهي مدينة في بلاد ما وراء النهر وهي جزء مما يعرف اليوم بكازخستان ,توفي عام 950م
فيلسوف مسلم اشتهر باتقان العلوم الحكمية وكان له قوة في صناعة الطب .لقب بالمعلم الثاني لأنه شرح مؤلفات أرسطو المنطقية
كان أبوه قائد جيش,عاش في بغداد مدة ثم انتقل الى سوريا .تجول بين البلدان وعاد الى مدينة دمشق لأسباب سياسية في بغداد تحت كنف سيف الدولة واستقربها حتى وفاته
من أشهر كتبه -كتاب الموسيقى الكبير,اراء أهل المدينة الفاضلة ,الجمع بين رأي الحكيمين وفي هذا الكتاب حاول التوفيق و الجمع بين أفلاطون وارسطو اذ كان يرى أن مذهبهما الفلسفي واحد وان اختلف منهجهما (فلسفة أفلاطون هي عين فلسفة أرسطو) فأرسطو و أفلاطون كلاهما يبحثان في الوجود من جهة علله الأولى
لم يحاول الفارابي نقد فلسفة أرسطو بل كان لها شارحا جامعا لأنه كان يعتقد بأنه بحاجة ماسة لأن يحصل لنفسه صورة شاملة للعالم , ويرى البعض أن الفارابي سعى لاشباع هذه الرغبة من روح الدين أكثر مما فيها من روح علمي.
ان الفلسفة عند الفارابي هي العلم الوحيد الذي يضع أمام العقل صورة شاملة للعالم ,ونظريته في الوجود والتي تسمى بالفيض أو الصدور هي أبرز مايميز الفارابي فهو يميز بين نوعين من الموجودات (العلم بالموجودات بما هي موجودة )هي: 1-الموجود الواجب الوجود وهو الذي متى فرضناه غير موجود عرض منه محال ,يعني الا أن يكون موجودا وهو مصطلح ديني "الله" فنحن لا يمكن أن نقول الله ليس موجود وهو التي تفيض باقي الموجودات
2- الموجود الممكن الوجود :الموجود الذي متى فرض موجودا أو غير موجود لم يعرض منه محال يعني وجوده وعدم وجوده ليس هناك مايمنع ذلك ,لكن اذا وجدت لابد لها من علة وكل الموجودات التي تحقق وجودها حوادث .
وعلم المنطق ما ينبغي أن يقدم قبل دراسة الفلسفة والمنطق عند الفارابي هو لغة العقل الانساني عتد جميع الأمم فهو ليس مجر تحليل خالص للتفكير العلمي بل هو يشتمل الى جانب هذا على كثير من الملاحظات اللغوية كما أنه يشتمل على مباحث في نظرية المعرفة
النفس عند الفارابي
في اعتقاد الفارابي أن النفس هي صورة للقوى الدنيا التي تعتبر مادة بالنسبة للقوى العليا وأفضل القوى النفسية على الاطلاق هي القوى الناطقة والنفس ترتقي من المحسوس الى المعقول بواسطة القوى المتخيلة وهذه القوى الناطقة تميز بين الجميل والقبيح وتحوز الصناعات والعلوم وتحدث نزوعا اراديا نحو ماتعقله , النفس كمال الجسم أن العقل كمال النفس
نظر الفارابي لمسألة النفس محاولا التوفيق دائما بين أراء أفلاطون و أراء أرسطو ,فقال بعدم فناء النفس عند فناء الجسد كما يقول أفلاطون كما قال بعدم وجود النفس قبل البدن كما يقول أرسطو يقول "انها حادثة عن واهب الصور عند حدوث الشئ المستبعد لقبوله فيه وهو البدن أو ما في قوته أن يكون بدنا,ان النفس لا يجوز أن تكون موجودة قبل وجود البدن ولا يجوز أن تتكرر في أبدان مختلفة ,وانه لايجوز أن يكون لبدن واحد نفسان وانها مفارقة باقية بعد الموت فليس فيها قوة قبول الفساد"
لكن الخلود عند الفارابي لا يخص سوى طائفة من النفوس.