إعداد الأستاذة: الأبقع ثريا
التصديق (Assentiment)
التصور مثلما رأيناه أعلاه هو حصول صورة الشيء في الذهن، دون الحكم عليها إثباتا أو نفيا و يتم التصور بواسطة الحد.
و عندما يصحب هذا التصور بحكم ما (أي إسناد النفي أو الإثبات)، أو عندما نتألق الضرر في بينها لتقسم أحكاما … فإن هذه الأحكام تكون قابلة للصدق أو الكذب، و التصديق يتم بالقياس، ذلك أن التصديق يمثل القدرة على إدراك الماهية مع الحكم عليها بالنفي أو الإثبات.
يستلزم إذن التصديق نسبة الصدق إلى القائل، و ضده الإنكار و التكذيب.
إذن يعبر عن التصور بلفظ، و يعبر عن التصديق بالقضايا. و ما دامت القضية هي الصيغة اللفظية للحكم، و الحكم هو إسناد أمر لآخر بالإيجاب أو السلب. فيصبح التصديق هو الحكم إثباتا أو نفيا لقضية من القضايا.
القضية المنطقية وأنواعها
هي حكم يمكن وصفه بالصدق أو الكذب، و انطلاقا من هذا يمكننا أن نقسم الجملة إلى نوعين:
أ-جملة إنشائية: و هي جملة لا تفيد خبرا، قابل للحكم عليه بالصدق أو الكذب، و هي ستة أنواع: الاستفهام/الأمر/النهي/التمني/التعجب/الرجاء.
و المنطق لا يعالج مثل هذه الجمل، إلا في حالة تحويلها إلى جمل خبرية فتصبح قضايا منطقية.
مثل: - لا تتدخل فيما لا تعنيك (جملة إنشائية، نهي)، - يجدر بك ألا تتدخل فيما لا يعنيك (خبرية).
ب-جملة خبرية: و هي التي تحتمل الصدق أو الكذب، لأنها تفيد خبرا، و هذا ما يطق عليه في المنطق بالقضية une proposition
تركيب القضية المنطقية
يعرفها ابن سينا (النجاة ص 17): " كل قول فيه نسبة بين شيئين بحيث يتبعه حكم صدق -و كذب ". و تتكون القضية مثلها مثل الحكم من ثلاثة أجزاء: المحكوم عليه و هو الموضوع (le sujet)، المحكوم به و هو المحمول (l’attribut)، و نسبة الحكم في اللغة العربية مضرة في حين أنها ظاهرة في اللغة الأجنبية (الفرنسية و الانجليزية).
في القضية: التلميـذ مجتهــد
موضوع محمول
و هي بمعنى التلميذ (هو أو يكون) المجتهد.
في اللغة الفرنسية:
L’élève est assidu
Sujet auxiliaire attribut
و هذه الرابطة (أي النسبة) قد تكون موجبة مثلما هو موضح في المثال أعلاه و قد تكون سالبة (التلميذ ليس مجتهدا).
و الموضوع لا يكون إلا إسما، لكن المحمول يمكن أن يكون إسما أو فعلا أو صفة.
أمثلة:
- الفلسفة مادّة أساسية.
- المجتهد يراجع دروسه.
- البخيل مذموم.
تعتبر القضية الوحدة لحقيقية للتفكير بحيث أن تحليلها إلى كلمات منفصلة يفقدها معناها.
و القضايا إما حملية و إما شرطية.
القضية الحملية وأنواعها
proposition catégorique
و هي التي تنحل بطرفيها إلى مفردين، و يسمى المحكوم عليه فيها موضوعا (sujet) و المحكوم به محمولا (attribut).
ثم إنها تتميز بأن محمولها يضيف إلى موضوعها صفة أو صفات متعددة دون قيد أو شرط.
و القضية الحملية إما مهملة (indefine) أو محصورة (définie). و الأولى منها (أي المحملة)، موضوعها كلي، غير أن محمولها غير واضح فيما إذا كان الحكم على كله أو بعضه.
كقولنا: الإنسان أبيض
و الثانية منها (أي المحصورة) و هي التي موضوعها كلي، و حكمه واضح إذا ما كان على كله أو بعضه. و تختلف القضايا المحصورة باختلاف الكم و الكيف. فهي باعتبار الكم كلية أو جزئية.
و باعتبار الكيف موجبة أو سالبة.
و يقسم المنطق الأرسطي تقسيما رباعيا للقضايا على أساس الاختلاف المذكور أعلاه.
أولا: تقييم الحكم:
تنقسم القضية الحملية من حيث الكم إلى قسمين:
أ- قضية كلية: و يقع فيها الحكم على كل أفراد الموضوع. مثل: كل الطلبة حاضرون.
ب- قضية جزئية: و يقع فيها الحكم على بعض أفراد الموضوع. مثل: بعض الطلبة حاضرون.
و تنقسم من حيث الكيف إلى قسمين:
ج- قضية موجبة: و هي التي تفيد اتصالا بين موضوعها و محمولها. مثل: الفيلسوف محب للحكمة.
د- قضية سالبة: و هي التي تفيد انفصالا بين موضوعها و محمولها. مثل: البشر ليسوا خالدين.
إذن، إذا نظرنا إلى القضية من حيث الكم فهي إما كلية أو جزئية، و إذا نظرنا إليها من حيث الكيف، فهي إما سالبة أو موجبة … و إذا نظرنا إليها من حيث الكم و الكيف معا فهي تنقسم إلى أربعة أنواع:
أ- كلية موجبة و يرمز لها ك.م
ب- كلية سالبة و يرمز لها ك.س
ت- جزئية موجبة: و يرمز لها ج.م
ث- جزئية سالبة و يرمز لها ج.س
و كل نوع من هذه القضايا لها سور يدل عليها:
أ- سور الكلية الموجبة: كل/جميع/كافة/عامة
ب- سور الكلية السالبة: كل … ليس / لا /لا واحد
ت- سور الجزئية الموجبة: بعض/عدد من/جانب من/طائفة من/قليل من/كثير من/معظم/غالبية/نفر من.
ث- سور الجزئية السالبة: بعض … ليس/ ليس بعض/ ليس كل/ ما كل / ما بعض.
و كل ما دل في أخذ هذه المعاني.
2.القضية المحملة: و هي التي لها سور. قد تعتبر هذه القضية جزئية (الطلبة ناجحون)، كما قد تعتبر كلية (الزنوج سودا)، و ذلك حسبما يفيد المعني.
أمثلة: المعدن يتمدد بالحرارة (ك.م)
الزنوج أوفياء (ج.م).
3.القضية السالبة: و هي التي تكون فيها أداة السلب، إما جزء من القضية أو فاصلة بين الموضوع و المحمول:
أ- إذا كانت أداة السلب جزءا من الموضوع ذاته، أو من المحمول ذاته فهنا تكون القضية موجبة:
مثلا: - بعض المواصلات لاسلكية (جزئية موجبة)
- بعض المواصلات ليست سلكية (جزئية سالبة)
4.سور القضية: القضية التي يسبقها السور (كل … ليس) تعتبر كلية سالبة، بينما القضية التي يسبقها (ليس كل) تعتبر في حكم الجزئية السالبة.
مثلا:
-كل العرب ليسوا مستعمرين (كلية سالبة)
-ليس كل العرب مستعمرين (جزئية سالبة)
الاستغراق في القضية الحملية:
نعني بالاستغراق absorption الحكم على كل أفراد الحد. و الحد المستغرق هو الذي يشمل الحكم كل أفراده. و الحد غير المستغرق هو الحد الذي يشمل الحكم بعض أفراده و ليس الكل.
و بتعبير آخر إذا كانت فئة الموضوع داخلة بأكملها ضمن فئة المحمول نقول إن الموضوع مستغرق في المحمول، و إذا كانت فئة المحمول داخلة بأكملها ضمن فئة الموضوع نقول إن المحمول مستغرق في الموضوع.
قاعدة: الكليات تستغرق موضوعها، و السوالب تستغرق محمولها.
جدول الاستغراق (و يشار إلى الاستغراق بعلامة + و عدمه على علامة -)
ك.س: لا واحد من الحاضرين بتلميذ
ج.م : بعض التلاميذ حاضرين
* القضية التحليلية p. analytique
هي القضية التي لا تضيف محمولها إلى موضوعها معنى جديدا.
مثل: الأرملة امرأة مات زوجها. المائل سائل
معيار الصدق في القضية التحليلية ليس في مطابقتها للواقع الخارجي، بل في خلّوها من التناقض. فإذا كان المحمول متطابقا مع الموضوع كانت القضية صادقة و إذا كان المحمول متناقضا مع الموضوع كانت القضية كاذبة.
مثال: 300 غ + 700 غ = كيلوغرام (قضية صادقة)
300 غ + 600 غ = كيلو غرام (قضية كاذبة)
الرياضيات و المنطق يت