كلام في مناسبة

موضوع: كلام في مناسبة الخميس مايو 01, 2014 4:17 pm

[rtl] [/rtl]

[rtl]كــــلام في مناسبة[/rtl]

[rtl]عمر طرواية 30/04/2014[/rtl]

[rtl] بمناسبة اليوم العالمي للعمال المصادف في كل سنة أول أيام شهر مايو ، أردت أن أقول كلاما حول هذه المناسبة يتضمن تعليقات وتساؤلات تحمل نوع من الفضول ، ولعل بمجرد أن يقرأ منكم هذا الكلام سيدرك ما أريد من وراء كل ذلك. ومن الأسئلة التي أتمنى الجميع أن يشاركني في الإجابة عليها أذكر: هل ندرك جيدا حقيقة و خلفية هذه المناسبة ؟ وهل العامل العربي بحاجة إلى يوم خاص به ؟ من هم العمال الذين يحتفلون بهذا اليوم ؟ هل يحق للعامل الجزائري أن يجعل من هذا اليوم عيدا له ؟[/rtl]
[rtl] ذات يوم كنت أتحدث مع صديق حول هذا الموضوع ، فقال لي : لا أعرف ماذا ستغير هذه المناسبة الحال الذي نحن فيه؟ وشاءت الأقدار في إحدى السنوات أن ينقطع التيار الكهربائي في هذا اليوم بالذات. وقد مرت ساعات والتيار لم يعود ، وعندما استفسرت عن سبب التأخر. فقيل لي : أن عمال القطاع كانوا في احتفال تكريمي لهم ، وسيصلحون العطب بعد الانتهاء من الاحتفال.[/rtl]
[rtl]فهذا إلا نموذج من نماذج الأخبار التي تقع في نفس السياق مع قطاعات أو مؤسسات أخرى ... هذا هو ( عيد العمال ) الذي يلهت ورائه الجميع سواء كان عاملا أو غير عامل. فقد فكرت هنيهة في هذه النقطة ( أين ...؟ ) ، لأنني رأيت كل شيء مشلول في هذا اليوم : العامل ، المسؤول أو المدير ، الأستاذ والطالب ، الصديق ، الوالدين ، أجهزة الاتصال، العقل – أصلا هو مغيب منذ مدة – والمزاج ، ووووو ... وكأنها " لعنة " أصابت الدنيا كلها في هذا اليوم . [/rtl]
[rtl] وفي هذا السياق أيضا أعجبني الموقف ( السعودي ) إزاء هذه المناسبة ، فهو البلد العربي الوحيد من بين 22 دولة عربية لا يحتفل بها ( أن لا يهمني إن كان الموقف من اعتبار شرعي أو من اعتبارات أخرى )، وإنما استوقفني موضع " اتخاذ القرار " : البلد الوحيد من بين الدول العربية ؟ .[/rtl]
[rtl]المهم من خلال هذا النموذج ، يمكننا أن نشخّص الوضع الحالي في الجزائر من خلال هذا العيد : نسمع شعارات وخطابات تدعوا إلى احترام حقوق هذه الفئة ، ولكن الواقع يظهر عكس ذلك " الحوت الكبير يأكل الأسماك الصغيرة" ، فالعامل البسيط – كعامل النظافة مثلا – يكاد أن يكون مهمشا ولا يعترف به ، لا من الجهات المعنية ولا من الشعب الذي هو فرد منهم ( مثلا في ألمانيا فأجرة عامل النظافة أحسن من أجرة المعلم ) ، وفي هذا اليوم نريد أن ننسيه ما يعانيه بـ ( شهادة وهدية متواضعة )، فهناك فئات أخرى تتقاسم معه نفس المعاناة والآلام ، فقط يكمن الاختلاف في درجتها.[/rtl]
[rtl] ولهذا نرى من هذه الناحية – في الجزائر – نحن لسنا بحاجة إلى هذا الزيف الخطابي والتزييف المظهري لمناسبة ليست من هويتنا و مرجعيتنا أصلا ، فالعامل الجزائري ( والعامل العربي ككل ) إنسان مثل كل البشر في مجتمعاتنا أراد أن يثبت وجوده من خلال نوع العمل الذي اختاره ليحيا به ماديا ومعنويا ، وهذا ليس من جعل يوم أول مايو كمناسبة له تُقرأ وتُسمع فيها حقوقه ، وبعدها ( جعجعة بدون طحين ) ؛ وإنما عامل يحتفل في كل أيام السنة عندما لا تُهدر حقوقه ، ولا تُغتصب مكانته في المجتمع.[/rtl]
[rtl] [/rtl]