--------- الحب الصوفي عند كلكامش ---------
---------- بقلم الصدوق الخاقاني ------------
قد جاء في النص البابلي ان الانسان قام بفعل الحب والقيام هنا هو النهوض
بفعل الحب وهو قد يكون الحب للانسانية بفعل الحب لخالق الانسانية ومحاولة
رفع الظلم عن الخليقة وهو دور يقوم سواء كان ملكا فعليا كما هو معروف لدى
العامة او ملكا روحيا اي انهْ متحرر من كل القيود التي فرضتها الخليقة حتى
من ابسط الارتباطات العاطفية ...كما في احد النصوص .-----------------
كلكامش يوصي صديقه انكيدو !
لاتقبل زوجتك التي اْحببت ..
ولاتضرب زوجتك التي تكره ...
لاتقبل ابنك الذي تحب ,,
لاتضرب ابنك الذي تكره ,,
---------------------------
هي الحرية من كل قيد عرفي بعيد عن التلذذ النفسي سواْء حبّاً او بغضاً
قال تعالى مجده في الكتاب المقدس القران العظيم {{قُلْ إِنْ كَانَ
آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ
وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ
كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ
وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ
اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ { 24 }
سورة التوبة آية 23 -الوصول الى مقام الحب الذي يتكلم عنه المتصوفة
والعارفون عموما واستغراقهم في عالم الحب الجميل وهو ليس الحب المعروف لدى
العامة ولايمت بصلة الاّ انه شبيه من حيث الوجدانية الفكرية والانشغال
بالمحبوب والاستغراق الطويل في المحبوب فكريا والاتصال به والتجرد التام من
عوالق الدنيا وكذا كان الحال لدى البطلين اذ انهما كانا بالاتصال بالآلهة
ومحاورتهما باشكال متعددة اْتاحت لهما المعرفة بالامور الغيبية والاتصال
والاطلاع على العوالم العلوية ( عالم الانوار وعالم الظلمات ) وخير شاهد
على الانقطاع التام شعر رابعة العدوية والحب الصوفي "
أحـبــك حـبـيـن حــــب الــهــوي
وحــبــاً لأنــــك أهـــــل لـــــذاك.
فـأمـا الــذي هــو حــب الـهــوي
فشغلـي بذكـرك عمـن ســواك.
أمـــا الـــذي أنــــت أهــــل لــــه
فكشفك لي الحجب حتي أراك.
فـلا الحمـد فـي ذا ولا ذاك لــي
ولكـن لـك الحمـد فــي ذا وذاك.
--- وايضا تلهج رابعة العدوية بالحب وترك كل ما سواه ---
تركت الخلق طرا في هواك
و ايتمت العيال لكي اراك
فلو قطعتني في االحب اربا
لما مال الفؤاد الى سواك
وتتكلم عن الحب الصوفي، عن وحدة الأديان، عن وحدة الوجود وعن أن الإله
موجود في كل الأديان الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلامية. بالنسبة للفكر
الصوفي العلاقة بين الله والإنسان علاقة حب وليست علاقة عبادة. يتجلى الله
في كل شيء، في المسائل الروحية والمادية. هذه العلاقة علاقة الحب يجب أن
تتجسد أيضاً في علاقة الإنسان بالإنسان. فكر شعراء المتصوفة هذا شيء رائع،
يقودنا إلى وحدة الأديان في دين واحد اسمه »دين الحب« حسب تعبير ابن عربي.
وهكذا يستطيع الإنسان أن يحب الآخر، عندما يحب الله ولا يخافه. وعندما
تتحرك عقارب الساعة اتجاه ملحمة كلكامش حيث يامر بطل الملحمة ببناء اسوار
مدينة اوروك واثناء تتويج داموزي ، يلتقي كلكامش بفتاة من اتباع "انانا "
وتصبح قوة اساسية في حياته اذ يلعب حبه وكرهه لها دورا كبيرا في تحديد مسار
حياته وتوخي الخاتمة بان كلكامش قد توصل الى قناعة بانه لابد من القبول
بالحدود التي رسمت له كانسان بان الحياة لايمكن ان تكون جسدية !