من هاهنا يبدأ التغيير
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بقلم: عبدالله سعد الغنام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إن من السهولة
بمكان أن نقول هذا خطأ, وذلك لا يصلح , وتلك المنظومة أو المجتمع يحتاج إلى
تطوير وتغيير. إنهاء مجرد كلمات جوفاء , وهي جسد بلا روح , لأنها لم تولد
من رحم المعاناة ولم تعانق الصبر , بل إننا نرددها جُزافا. وكم نبدو ظرفاء
وربما للأسف أحيانا سعداء عندما نحاول أن ننتقد الآخرين , أو حين نذهب إلى
أبعد من ذلك فنحاول أن نغيرهم تشدُّقا منّا , وظناً أنه هو الأفضل لهم ,
فهل سألت نفسك يوما إذا كنت أنت الذي يحتاج إلى التغيير؟.
النفس
البشرية تعشق وتطرب لكلمة "أنا" , فهي تدغدغ المشاعر وترفعك وهما إلى عنان
السماء. بل , تجعلك تشعر بأنك خيرٌ وأفضل من غيرك , وربما يكون وراء
الأكمة النزعة شيطانية. الم يتبجح بها الشيطان يوما فقال "أنا خير منه".
ولذلك هي تدفعك لتقول هم الذين عليهم أن يتغيروا , وهم الذين عليهم أن
يتطوروا. أما أنا فثابت , والكون يتحرك من حولي أنا. قد يُنكر بعضنا ذلك
ولكنه موجود في أعماقنا , وتراه يطل علينا بين الفينة والأخرى فانتبهوا له ,
فإنه شعور فتّانٌ وجميل ولكنه خطير!.
يُحكى أن شابا يافعا كان
يردد دوما وأبدا "إني سوف أغير العالم من حولي , ليكون عالما أفضل". إن
الطموح له مذاق خاص لا يعرفه إلا من ارتشف منه. لقد ظل ذلك الشاب يحاول
لسنوات بكل إخلاص ومثابرة وبلا انقطاع أن يغير العالم من حوله , فلما بلغ
أشده , أدرك انه قد لا يتمكن من تغير العالم , فعزم على تغير وطنه للأفضل.
ومضى
من عمره عشرة سنوات أخرى عجاف , ولم يتغير ذلك الوطن الحبيب !. ولما بدء
الشيب يشق طريقه في مفرقيه , اطرق مفكرا , ثم قال الآن عرفتها , لابد من أن
أغير من قريتي , ويا ليته استطاع فعل ذلك , ولكن مضت سنوات أخرى من عمره
ولم يتغير شيء. فلما بلغ الستين واعتقد أنه قد أمسك بالحكمة بين كفيه , قال
مُتنهداً إذاً السر في البيت , سوف أغير من أحوال أسرتي , واعتقد انه أمر
هين. ولكن مرت الأيام وسنون كأنها ومضة , فإذا به شيخ هَرِم , وقد اشتد
عليه المرض , ودنى منه الأجل , فقال لأبنائه وهم من حوله يحفّونه "الآن
وجدتها والآن أدركتُها , يا بَنيَّ غيروا أنفسكم , وسيتغير العالم من
حولكم".
فهل لابد أن ننتظر إلى الشيخوخة حتى نَعِيها !!.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]