قراءة في فلسفة كانط

كانط وفلسفته
الاستاذ : سفيان عمران

تمهيد :
يعتبر الفيلسوف الألماني (كانط) : واحدا من الفلاسفة الذين سجل
التاريخ حروفهم من ذهب ، ترك فلسفة ضخمة أصبحت فيما بعد قاعدة أساسية
للفكر الفلسفي بصورة عامة في العصر الراهن ، بعدما تركت آثارها التي
يصعب محوها في العصر الحديث ،وكان أثره بالغا فـــــــي مجموعة من الفلاسفة
خاصة عصره على غرار (لسنج) الذي قال عن (كانط)
قولته المشهورة : " إن الحق الخالص لك وحدك " (1) لهذا ففلسفته تعد بداية
النقد الحقيقي ونهاية اليقين الديني والعقلي الذي يدعو إلى موت الفلسفة .
ففيما تتجلى هذه الفلسفة ؟
ما هي المواضع الهامة التي عالجها (كانط) ؟
ما موقع (كانط) الفلسفي في العصر الحديث ؟

(1) المقولة مأخوذة من كتاب تأملات في الفلسفة الحديثة والمعاصر ، لمحمد عبد الرحمان بيصار ، ص158.

أولا . كانط ، حياته ومؤلفاته :
1. حياته:
لقد كانت حياة الفيلسوف الألماني (ايمانويل كانط ) kant
Immanuel ، من الناحية الظاهرية حياة تتسم بالبساطة فتخلو من الأحداث
الهامة والمحيرة للبشرية ، ولم يكن أحد في أسرته أو أجداده ذو دور بارز
في أي مجال من مجالات العلوم أو الفنون أو السياسة ، أو حتى
الفلسفة. (1)
ولد (كانط) فــي 27 أفريل 1724م ، في
(كونيغسبرغ) ، من عائلة فقيرة معروفة بدينها البروتستانتي دخل إلى
مدرسة (فريديريك) التي يديرها (ألبير شولتر) البروتستانتي التطهري ، الذي
أثر في (كانط) تأثيرا كبيرا أنهى دروسه الثانوية ، ليدخل
بعد ذلك إلى جامعة (كونيغسبرغ) سنة 1740م، فتابع دروسا في الفلسفة والعلوم
خاصة العلم النيوتوني * ، وقد اضطر إلى مغادرة الجامعة سنة 1947م، نظرا
لوفاة والده .(2)
وقبل أن يغادر (كانط) الجامعة في سنة 1747م،
كان قد تخرج منها سنة 1746م، وبعدها ظل يعمل مدرسا خاصا لسنوات عديدة ، ثم
اشتغل بعدها بالتدريس والكتابة الحرة ، وعندئذ أظهر فيما كتب ، ورسائل
صغيرة ومقالات في المعرفة بأنواعها ، وفي عام 1770م ، عين
أستاذا بالجامعة لعلوم المنطق والميتافيزيقا ، فكثر إنتاجه فيما ألقى من
محاضرات ومؤلفات . وقد أعطى الفضل الكبير إلى (ديفيد هيوم ) الذي قال عنه
أنه أيقضه من سباته الدغماتي الوثوقي
العميق الذي كان غارقا فيه ، من خلال شكه في المعرفة الحاصلة عن طريق العقل
.
وظل كذلك حتــى آثر حياة الهدوء والاعتزال ، بعد أن فقد بصره
وذاكرته في أواخر حياته ، قبل وفاته ببضعة أعوام ، إلى أن وافاه القدر
المحتوم دون أن يتزوج سنة 1804م .(3)

(1) محمد حمدي زقزوق : دراسات في الفلسفة الحديثة ، دار الفكر العربي، القاهرة ، الطبعة الثالثة ، 1993، ص190.
*نسبة إلى (إسحاق نيوتن ) (1642-1727) مكتشف نظرية الجاذبية ، زلزل
العلم الحديث في سن مبكرة من خلال وضعه أسس لنظريات للعالم الماكروسكوبي ـ
_مايكل هارت : الخالدون المائة ، دار الرشاد للنشر والتوزيع ،
ترجمة الدار ، قسنطينة (الجزائر)، د ون طبعة ، دون سنة نشر ، ص15.
(2) نبيل داودة : معجم الفلاسفة القدامى والمحدثين ، نوميديا للطباعة والنشر ، الجزائر ، دط ، دس ، ص266-267.
(3) محمد عبد الرحمان بيصار : تأملات في الفلسفة الحديثة والمعاصرة ، المكتبة العصرية ، بيروت ، دط ، دس ، ص132.
وأجمل ما تركه (كانط) تلك المقولة التي نحتت على قبره عندما توفي ،
ووضعت على تمثاله في (ألمانيا): " شيئان يملآن نفسي إعجابا ،
ورهبة متجددين وناميين على الدوام ، كلما ازداد انشغال الفكر بهما وهما :
السماء المزدانة بالنجوم فوق رأسي والقانون الأخلاقي في نفسي" .(1)
2. مؤلفاته :
ترك (كانط) مكتبة ثرية وزاخرة بالكتب في ميدان الفكر بصفة عامة ،
حتى قيل عنه أنه ألف في أنواع متعددة ، وظروف شتى من المعرفة ، والفلسفة
بصفة خاصة ، وفيما يلي بعض مما ألف (كانط) :
أ‌. أفكار في التقويم الصحيح للقوى الحية :
ألفه سنة 1747م، وهو أول مؤلفاته ، حاول فيه أن يوفق بين آراء (ديكارت) و(لا يبنيتز) حول قياس قوة الجسم في حركته.
ب‌. التاريخ العام للطبيعة ونظرية السماء:
ألفه سنة 1755م شرح فيه مصادر العالم شرحا آليا يشابه ما قاله (لابلاس)* بعد أربعين عاما .
جـ. شرح جديد للمبادئ الأولى للمعرفة الميتافيزيقية :
ألفه سنة 1755م وهي رسالة لنيل إجازة التدريس الجامعي .
د. بحث في شكل ومبادئ العالم الحسي والعالم المعقول :
ألفه سنة 1770م وهي رسالة لنيل شهادة الدكتـــوراه . (2)
(1) : محمدي حمدي زقزوق : دراسات في الفلسفة الحديثة ، مرجع سبق ذكره ، ص191.
*شرح (لابلاس) يكون وفق مبدأ الحتمية مؤداه " إذا افترضنا معرفة شروط حدوث
موقف ما ، إلى جانب معرفة الدوافع التي وقفت وراء تحريك ذلك الموقف ،
فأخضعنا ذلك الافتراض لمعايير القوانين الآلية ، فإنه يصبح في استطاعتنا أن
نتوصل إلى استنتاج كل مراحل التطور السابقة واللاحقة التي يمر بها العالم "
ـ جوزيف بوخنسكي : تاريخ الفلسفة المعاصرة في أوروبا ، تمحمد عبد الكريم
الوافي ، مؤسسة الفرجاني ، ليبيا ، دط ، دس ، ص43.
(2) نبيل داودة ، معجم الفلاسفة القدامى والمحدثين ، مرجع سبق ذكره ، ص267.

هــ . نقد العقل الخالص :
ألفه سنة 1781م، وهو أهم مؤلفاته ، نقد فيه (كانط) العقل النظري ، وبين له حدودا يجب الوقوف عندها.
و. نقد العقل العملي :
ألفه سنة 1788م، وحلل فيه العقل في تمييزه بين الخير والشر ، وخلص إلى
أن العقل التطبيقي يساعدنا على الإقرار بوجود الله والنفس
والعالم. (1)
ثانيا. فلسفة (كانط) النقدية :
يجدر الإشارة
أولا قبل الخوض في فلسفة (كانط) النقدية ، إلى أن هذه السطور لا تكفي
للإحاطة بها لأنها فلسفة تشكل عصارة حقبة زمنية بأكملها ،
وهي العصر الحديث الذي يمتد على ما يقارب الستة قرون أو أكثر لهذا
سنكتفي بعرض موجز لأهم أفكاره خاصة مصدر المعرفة مع الأفكار القبلية
والبعدية ، وخلاصة الميتافيزيقا لأنها من أجمل الموضوعات التي يخوض فيها
الفلاسفة .
وقد تطورت الفلسفة الغربية بعد (فرانسيس بيكون) و(رونيه ديكارت) في اتجاهين أساسين :
الاتجاه الأول:
هو الاتجاه التجريبي الذي أعطى للحواس قيمتها التجريبية ، وأقروا أن
الاستقراء هو المنهج التجريبي الأصلح للعلوم الطبيعية ، ووضعوا له خطرات
(الملاحظة .الفرضية . التجربة ) ، كما وضعوا له مجموعة من القواعد
التي يقوم عليها .
الاتجاه الثانـــي :
هو الاتجاه العقلي الذي أرسى دعائمه الفيلسوف الفرنسي (رونيه ديكارت) ، وتطور على يد الكثير من تلاميذ
هذا الفيلسوف الذين أعجبوا بما جاء به (ديكارت) على غرار (مالبرانش ، وسبينوزا ، ولا يبنيتز). (2)

(1) نبيل داودة : معجم الفلاسفة القدامى والمحدثين ، مرجع سبق ذكره ، ص27،168.
(2) مصطفى النشار : مدخل جديد إلى الفلسفة ، دار قباء للطباعة والنشر ، القاهرة ، الطبعة الأولى ، 1989، ص147.
وربما يقع في ظن البعض أن الفلسفة النقدية التي جاء بها الفيلسوف
الألماني (كانط) ستبدأ من حيث انتهى الفيلسوف الفرنسي(ديكارت)
، أي من حيث الشك في جميع المعارف السابقة ، لأجل الوصول إلى المعرفة
اليقينية ،إلا أنه اختلف معه في أنه لم يشك إطلاقا في أن هناك علمين
قائمين، لا سبيل للشك فيهما وهما : العلم الرياضي والعلم الطبيعي ،
لأنهما مستوفيان للشرطين الأساسين في كل علم ، وهما : الضرورة والشمولية
.(1)
1. المعارف القبيلة والبعدية :
يتفق (كانط) مع
التجريبيين فـــــي أن : المعرفة التي يتحصل عليها الإنسان إنما تبدأ من
التجربة الحسية (2) أي أن التجربة الحسية الخارجية تمدنا بمجموعة
من الانطباعات التي من شأنها أن تشكل المادة الخام التي يتخذ منها العقل
موضوعات له .
لكن في المقابل ينتقد (كانط) موقفهم هذا ، والحجج
التي اعتمدوا عليها في كون : أن نعتمد على التجربة لا يعني أن
تكون جميع معرفنا مستخلصة من هذه التجربة ، فهناك معارف مستقلة جميع
الاستقلال عن التجربة وهو ما يسميه المعارف القبلية
أو الأولية ، وهي في مقابل المعارف التجريبية التي هي بعدية
مكتسبة من التجربة ، يقول :" إن الأمر الذي لا شك فيه
هو أن كل معارفنا تبدأ بالخبرة ، ولكن لا يعني أنها كلها تنبع من الخبرة ،
أو التجربة (...) وهناك إذن سؤال يحتاج على الأقل إلى بحث أعمق ولا يمكن
التخلص منه للوهلة الأولى ، وهو السؤال عما إذا كانت هناك معارف مستقلة
تمام عن الخبرة ، وعن كل الانطباعات الحسية إنها المعرف الأوليةApriori
التي تتميز عن المعرفة البعدية A posteriori التي تنبع من الخبرة " (3)
لكن السؤال الذي يطرح نفسه : ....... أين نجد هذه المعارف الأولية؟
لقد اكتشف (كانط) أن القضايا الأولوية موجودة في العلوم بمختلف
فروعها ، خاصة الرياضيات ، لأن قوانينها تتصف بالضرورة والشمولية ،
(الكلية) ، وهذه هي سمة المعرفة العقلية الأولية (4) . بمعنى انه توجد في
الرياضيات مثلا ، مجموعة من الدلائل التي تأخذ إلى وجود قضايا أولية قبلية ،
لا يمكن للتجربة أن تتدخل في تركيبها.
(1) محمد حمدي زقزوق : دراسات في الفلسفة الحديثة ، مرجع سبق ذكره ، ص131.
(2) المرجع نفسه ص197.
(3) المرجع نفسه : ص197.
(4) مصطفى النشار : مدخل جديد إلى الفلسفة ، مرجع سبق ذكره ، ص151.
ومثال ذلك البديهيات :
هي مقدمات قبلية ، تعد بينة بذاتها ، وتقبل على أنها صحيحة بلا برهان
وتوضع بقرار صادر عن العقل.(1) فهي بذلك واضحة ، وإنكارها يوقعنا في
تناقض ، ومن أمثلتها: " إذا أضيفت كميات متساوية إلى متساويات كانت
النتائج متساوية " ، " الكل أكبر من الجزء " ، فهذه القضايا نقبلها دون أن
نبرهن على صحتها (2)، وهذا ما أكده (كانط) ، عندما ذهب إلى أن التجربة لا
يمكن أن تزودنا بدليل يقيني ،كذلك لا يمكن للبراهين أن تتولد من مجرد
مفاهيم قبلية ، فالعيان المجرد ( المكان والزمان) هو مصدر اليقين والبداهة
الرياضية ، وليس هناك ما يتضمن البراهين سوى الرياضيات لأنها تبني معارفها .
2. خلاصة الميتافيزيقا :
لقد آمن (كانط) إيمانا قويا بالميتافيزيقا ، فقد أثر عن (كانط) أنه
قال : " لقد شاء لي الطالع أن أكون عاشقا للميتافيزيقا ، لكن معشوقتي لم
تطلعني حتى الآن إلا على القليل من حسنها " (3) .
والميتافيزيقا
في اصطلاح الفلاسفة تعني : المعرفة المجردة التي تدرس موضوعات تسمو وتتعالى
على التجربة الحسية الخارجية إلا أن (كانط) لم يقتنع بها ميلا طبيعيا
موجودا في الإنسان كما كان يعتقد قبله (4) ،لأنها من حيث هي كذلك :" أبحاث
هاوية سحيقة أو محيط مظلم ،لا شطآن فيه ولا منائر له ، ابتلع في جوفه
كثيرا من المذاهب الفلسفية ،دون أن يطفوا شيء من حطامها فوق أمواجه الهادرة
، وتياراته المتدفقة " (5) . بل وانتقد (كانط) كل هذه المواقف ، وتساءل
في أهم كتبه وهو" نقد العقل الخالص" :
هل يمكن للميتافيزيقا أن تكون علما؟

(1) أندريه لالاند : موسوعة لالاند الفلسفية . الجزء الثاني ، ترجمة خليل أحمد خليل ،منشورات عويدات ، بيروت ، دط ، دس، ص 126.
(2) إبراهيم مصطفى إبراهيم : في فلسفة العلوم . دون طبعة، دار الوفاء
لدنيا الطباعة والنشر والتوزيع ، الإسكندرية ، مصر ، دط ، 1999 ص 79.
(3) محمدعبد الرحمان بيصار : تأملات في الفلسفة الحديثة والمعاصرة ، مرجع سبق ذكره ، ص142.
(4) ايمانويل كانط : مقدمة لكل ميتافيزيقا مقبلة ، ترجمة نازلي إسماعيل
حسن ، سلسلة الأنيس ، الجزائر ، الطبعة الأولى ، 1991، ص5.
(5) محمد عبد الرحمان بيصار : المرجع نفسه ، ص142.

وضمن هذا التساؤل أراد (كانط) أن يعيد الميتافيزيقا إلى الطريق
الصحيح ولكي يكون له ذلك
لا بد من القيام بعمل تأسيس يتمثل في نقد العقل .
وهذا يعني
رفض كل الفلسفات السابقة ومهمة النقد الذي يتحدث عند (كانط) هو : البحث
في الشروط اللازمة التي تقوم على أساسها المعرفة ، والبحث عن ماهية المعرفة
ومجالاتها ومن خلال هذه التساؤلات يصل في النهاية إلى أن
: المعرفة الميتافيزيقية لا يمكن أن تكون تجريبية ، ولا يمكن أن تستعير
مبادئها من التجربة ، ذلك لأنه لا ينبغي أن تكون الميتافيزيقا مثل
الفيزياء ، إنها معرفة تتجاوز حدود التجربة الحسية (1) .

فابتدأ بنقد العقل النظري وانتهى إلى بناء الميتافيزيقا على أسس أخلاقية
وهو مجال نظري لتصبح الأخلاق مفتاحا أساسيا في فهم الفلسفة النقدية (2).
إذن : فلا يمكن للتجربة الخارجية أن تكون الأساس الذي تبنى عليه
المعرفة الميتافيزيقية ؛ إنها معرفة نابعة من الذهن الخالص ، الذهن
المجرد ، إنها المعرفة الفلسفية المجردة (3)

خلاصة:

وخلاصة القول أن الفلسفة الكانطية : هي حصيلة لسنوات خبرها (كانط) في حياته
بنوعيها ، الحياة العلمية والعملية ، استطاع من خلالها (كانط) أن يلم بفكر
السابقين والمعاصرين ، وربما هي تحمل مجموعة تنبؤات مستقبلية فلسفية ،
عارضا من خلال هذا العقل على التمحيص والنقد، وهي سابقة أولى من نوعها ،
بعدما كان العقل يحتل مكانته السامية في ميدان المعرفة ، لأنه الأداة
الوحيدة التي تميز الإنسان عن باقي الكائنات فاعتبر بذلك مفصل الفلسفة
الحديثة في لغة بعض الدارسين ، واعترف المهتمون أن الفلسفة الحديثة
:انهارت انهيار خطيرا مثلما حدث مع (الشيوعية الماركسية) ، (الرايخية
الهيجلية) ، (والهذيان النتشوي) ، وغيرهم ، إلا فلسفة (كانط) التي بقيت
واقفة نوعيا ولو من بعض أسسها ، لأن (كانط) استطاع ان يتجاوز زمانه.

(1) محمد حمدي زقزوق : دراسات في الفلسفة الحديثة ، مرجع سبق ذكره ، ص200.
(2) ايمانويل كانط : مقدمة لكل ميتافيزيقا مقبلة ، مصدر سبق ذكره ، ص5.
(3) محمود حمدي زقزوق : المرجع نفسه ، ص201.

[/size]

شكرا لك أخي " مؤرخ " على هذا الموضوع الشيق حول أعظم الفلاسفة المثاليين الألمان " كانط" الذي حاول من خلال فلسفته
حماية العقل من الوقوع في الأخطاء، بطريقة نقدية وأخلاقية .

مشكور يقول كانط : لوكانت سعادة البشرية باكملها متوقفة على قتل طفل برئ لكان الفعل لا اخلاقيا
تحياتي

» فلسفة الانوار بين كانط وفوكو
» يقول كانط:
» كانط ومسألة التعليم الفلسفي
» حوار بين كانط وفرويد... محمد شوقي الزين
» فلسفة سقراط......