أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل والمشاركة معنا
إذا أعجبك المنتدى يمكنك أن تضغط على زر أعجبني أعلى الصفحة .... شكرا لزيارتك
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل والمشاركة معنا
إذا أعجبك المنتدى يمكنك أن تضغط على زر أعجبني أعلى الصفحة .... شكرا لزيارتك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


(( الحكمــة لله وحــده ، وإنمـا للإنسان الاستطاعـــة في أن يكون محبًا للحكمة تواقًا الى المعرفة باحثًا على الحقيقة )) سقراط.
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
المواضيع الأخيرة
» " فينومينولوجيا المعيش اليومي" من منظور المفكر مونيس بخضرة .
بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول ) Emptyالإثنين أبريل 17, 2017 2:59 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول ) Emptyالسبت أبريل 15, 2017 2:26 am من طرف الباحث محمد بومدين

» كتاب فاتحة الفتوحات العثمانية
بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول ) Emptyالخميس أغسطس 18, 2016 2:21 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» برنامج قراءة النصوص العربية
بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول ) Emptyالخميس أغسطس 18, 2016 2:12 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» إشكالية الحرية فى الفكر الفلسفى
بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول ) Emptyالخميس ديسمبر 17, 2015 11:19 pm من طرف soha ahmed

» المغرب في مستهل العصر الحديث حتى سنة 1603م
بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول ) Emptyالأربعاء نوفمبر 25, 2015 8:24 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول ) Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:41 pm من طرف الباحث محمد بومدين

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول ) Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:33 pm من طرف الباحث محمد بومدين

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول ) Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:30 pm من طرف الباحث محمد بومدين

» دخول اجتماعي موفق 2015/2016
بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول ) Emptyالجمعة سبتمبر 04, 2015 4:07 am من طرف omar tarouaya

» أنا أتبع محمد...
بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول ) Emptyالإثنين يناير 19, 2015 3:08 pm من طرف omar tarouaya

» بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة
بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول ) Emptyالإثنين ديسمبر 01, 2014 2:12 pm من طرف omar tarouaya

» مرحيا يالاعضاء الجدد
بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول ) Emptyالسبت أكتوبر 11, 2014 11:16 pm من طرف omar tarouaya

» لونيس بن علي، التفكير حول الدين ضمن الحدود الإنسانية للمعرفة
بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول ) Emptyالأحد أغسطس 31, 2014 12:55 am من طرف عبد النور شرقي

» تحميل كتاب الحلل البهية في الدولة العلوية الجزء الثاني
بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول ) Emptyالخميس أغسطس 28, 2014 1:33 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» في رحاب الزاوية الحجازية بسطيف
بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول ) Emptyالأحد أغسطس 17, 2014 12:37 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» العز والصولة في معالم نظام الدولة
بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول ) Emptyالجمعة أغسطس 15, 2014 2:41 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  التاريخ السياسي للمغرب العربي الكبير ( 12 مجلدا )
بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول ) Emptyالخميس أغسطس 14, 2014 11:10 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  كتاب حول تاريخ الحضنة والمسيلة وما جاورها
بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول ) Emptyالإثنين يوليو 28, 2014 11:23 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  كتاب مهم في الانساب الجزائرية
بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول ) Emptyالإثنين يوليو 28, 2014 11:22 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

سحابة الكلمات الدلالية
البحث العالمية المنطق مقال مقالة الحيوان الفكر الفلاسفة اللغة نظرية المسلمين السؤال الظواهرية الفلسفي النسق محمد الفلسفة الذاتية الفيض الانسان المغلق الموضوعية سقراط فلسفة الحرب الامام

 

 بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
omar tarouaya
من قدامى المحاربين
من قدامى المحاربين
omar tarouaya


عدد المساهمات : 649
التقييم : 24
تاريخ التسجيل : 30/11/2010
العمر : 34
الموقع : في قلوب الناس

بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول ) Empty
مُساهمةموضوع: بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول )   بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول ) Emptyالأربعاء فبراير 29, 2012 5:26 pm


تعني البيداغوجية : القواعد التي ترتكز عليها العملية التعليمية ، وهي ترتبط بالكشف عن أفضل الطرق لإيصال المعلومة إلى التلميذ ، بتمكينه من تلقيها و فهمها و استيعابها ثم إتقان توظيفها من خلال التمارين ، وهكذا يتم الإنتقال من عملية المعرفة إلى المعرفة العملية و من هذه إلى توظيف المعرفة . غير أن المهارة البيداغوجية في الفلسفة لا ترتكز على المعلومة من حيث تمثلها أو استخدامها بقدر ما ترتكز على الآليات الفكرية و النفسية التي تتضافر لتلقي تلك المعلومات أو إنتاجها فتتفاعل معها وتنقدها أو توظفها . والمفاهيم الفلسفية ليست مجرد وحدات معلوماتية ثابتة وإنما هي مرنة ، متحركة ، يتغير معناها من مجال إلى آخر ومن فيلسوف إلى آخر
.

فدور الأستاذ يتمثل في البداية في:
أولا :
أن يـُـقنع التلميذ بأهمية المفهوم .
ثانيا :
ثم يمكنه من قدرات فكرية تسمح له باستخراج دلالة المفاهيم من خلال شبكة العلاقات التي تقيدها بمفاهيم أخرى تتحدد معانيها بالتبادل.
وثالثا:
اكتساب التلميذ قدرات في التحليل لتمكينه من توظيف هذه المفاهيم بطريقة سليمة في الكتابة الفلسفيّة، ورابعا :
وأخيرا الصعود بمستوى التلميذ إلى حد توليد لمفاهيم وإنشائها والقدرة على تقويمها وتعريفها وإقامة المقارنات بينها و التصرف فيها بإرادة ذكية وهادفة .

فليس من مهام الأستاذ ــ إذن ــ أن يحشو عقل التلميذ بمادة متغيرة نسبية النتائج أو أن يُـمارسة عليه سلطة أدبية و معرفية بغرض إقناعه أو إخضاعه إلى تلقي معلومات ومعارف ظنّية بدون أن يطلعه على آليات نقدها، أو يمكنه من فرص لتوظيفها . وعلى أستاذ الفلسفة أن يبين للتلميذ أن أهمية الفلسفة لا تكمن في مادتها و إنما لما توفره للتلاميذ من أساليب للنقد و طرق في البرهنة و التقويم .
وللعلم ، أن الفائدة الرئيسية التي يجب على الأستاذ أن ينشدها لا علاقة لها بالمادة إلا بشكل جانبي و هامشي ، وتتمثل في : حمل التلميذ على اتخاذ مواقف حرة وجريئة تستمد مشروعيتها من البرهنة و سلامة الحجة واتساقها مع مبادئ العقل والحس السليم لا من المعارف السابقة و الأحكام البديهية والمسقطة . فإذا لم تقدم هذه الأهداف في الاعتبار عند التدريس ، فسيجد التلميذ نفسه أمام نصوص فلسفية تطرح أفكارا ورؤى مجذومة و مقتطعة من أنساقها فتبدو أمامه غامضة متناقضة . و بالإضافة إلى ما ستسببه للتلميذ من إرهاق ذهني غير مجدي فهي ستزرع فيه أخيرا التذبذب وعدم الوقوف على رأي ، كما أنها ستضعف قدرته على اتخاذ مواقف إيجابية من النظريات والأفكار وستكسبه التردد واللامبالاة وتضعف لديه الجرأة والشجاعة على اتخاذ مواقف خاصة ومن جهة أخرى لن يقنعه أي موقف، و أخيرا سيشعر بأنه بهذه النصوص الفلسفية سيفقد أشياء ذات فائدة نفسية وعملية دون أن تسدّ هي الشغور الذي سيتركه فقدان الأحكام المسبقة والعادات والعقائد . وعندئذ يحق له أن يتساءل باستنكار " ما هي الفائدة من دراسة مثل هذه النصوص ؟ " فإن كان الغرض من ذلك : تمثلها واستيعابها على ما هي عليه من تضارب وتناقض ، فإننا سنغالطه ونقدم له "اللامعقول " على أنه " معقول " ، وهذا خطأ ، كثيرا ما يقع فيه أستاذ الفلسفة ، إما نظرا لكثافة المادة الفلسفية ، أو لجديته المفرطة في تعامله مع الفلسفة كمادة ، أو لتعصبه المذهبي ( كالماركسي ــ مثلا ــ ) ، أو استجابة لشروط الامتحان فيها، أو لنوعية النصوص المختارة التي تكون إخبارية لا برهانية ولا انشائية والمؤسف أن الغالب على النصوص أنها تعطي معلومات بشكل سردي .

ــ أهمية الفلسفة لا تلتمس في مادتها :

إذا كانت المواد العلمية و الأدبية تحمل فائدتها في ذاتها باعتبارها ذات قيمة مفيدة يؤيد نجاعتها الرأي العام والخاص، فان أهمية الفلسفة لا تلتمس في مادتها، و إنما في تنمية العادات الفكرية و الملكات الذهنية المرتبطة بطرق تحليل المعلومة و نقدها و الكشف عن مختلف علاقاتها و مستويات تكونها، لذلك اعتبرت المعرفة الفلسفية كذريعة للتفكير و ليست لغاية التحصيل، فالمادة تستحضر كوسيلة لمقاصد تتجاوزها و تتمثل في تحسين مختلف القدرات الذهنية : ( قدرة التلميذ على الفهم ، قدرته على التقويم ، و المراجعة النقدية، قدرته على تنظيم أفكاره و لم شتات معارفه، قدرته على التحليل و التركيب، قدرته على البرهنة بالاستنتاج أو بإرجاع النتائج إلى مبرهنات، قدرته على توظيف المفاهيم أو خلقها، قدرته على التمييز بين طرق الإقناع وأنواع الخطابات ... إلخ ) . فلو كان الأستاذ يهمل هذه الأهداف و يوظف درسه و طاقته لخدمة مادة فلسفية متشعبة و متناقضة، او أنه يرغم التلميذ بطرق و أساليب مختلفة على أن يأخذ برأي دون رأي ، ويقنع بفكرة دون أخرى و يناصر قضية و يبطل القضية النقيضة، ويلزمه بأن ينظر إلى المسائل من وجهة نظر ويهمل الأوجه الأخرى، فالأستاذ لا يضع نفسه ـــ بهذا العمل ــ في مواجهة مع التلميذ فقط ( لأنه لا شيء يقنعه بأن هذه البضاعة المختلطة وعسيرة الهضم وصعبة التوظيف ... ذات فائدة ويمكن أن تحل محل ما لديه من أفكار ومعتقدات وأراء وأحكام مسبقة تجد مرتكزها في المجتمع ويؤيد نجاعتها الجميع )، ثم يضع نفسه أيضا في مواجهة المجتمع الذي سيظن أن المادة الفلسفية هي الفلسفة عينها، وهذه المادة لو تم تعلمها فإنها ستسلب أشياء ذات أهمية ولا تعطي شيئا .
لهذه الأسباب فإن الأستاذ سيجد التلميذ منذ الوهلة الأولى متسلحا بالرفض والاستهزاء ، وأخيرا يجد الأستاذ نفسه في مواجهة مع التفكير الفلسفي ذاته فيسقط في التناقض والاضطراب والخلط بين الفكر والتفكير بين الحكمة ومقتضيات الخروج عنها: نجد الأستاذ في كثير من الأحيان يحذر التلميذ من الأحكام المسبقة ثم يزوده بمجموعة منها ويقدمها على أنها الأصوب بل الحقيقة ، وينتقد عقائد وأوهام وخرافات ثم يقترح عليه أخرى، وهو يمتدح المواقف الفلسفية الحرة والجريئة ومن جهة أخرى يحط من أهمية موقف التلميذ ويحاسبه حسابا عسيرا لأنه لم يجاريه الرأي . فهذا الأستاذ عوض أن يهتم بتنشيط قدرات التلميذ الذهنية وتمكينه من استقلالية التفكير وحرية اتخاذ المواقف ، فهو بعكس ذلك يرهقه بكم هائل من المعلومات الموجهة في إطار غايات لا هي بيداغوجية ولا هي فلسفية ولا حتى تعليمية وإنما ديماغوجية ، تدجينية ، دغمائية ، فلن يكون موقف التلميذ منها في أحسن الأحوال إلا أن يتلقنها ظرفيا استجابة لشروط النجاح في امتحان آخر السنة ، وهو في حقيقة الأمريقابلها بعزوف نفسي وعقلي . ثم إنه لا لوم على الأستاذ ـــ إذا صادف و أن كانت طريقة تدريسه تتفق مع البرامج الرسمية وظروف الامتحان ونوعية النصوص المختارة التي غالبا ما تكون إخبارية أو علمية أو وصفي أو قدحية أو مدحية ... ونظام الدعم فيها يسمى خطأ بنظام البرهنة عند أهل الاختصاص. وشتان بين النظامين .

وهكذا تكون الهوة سحيقة بين وسائل التطبيق وبين الأهداف المرسومة والمسافة شاسعة ( وربما على طرفي نقيض ) بين الموجود والمنشود . فلو تجاوزنا عن شطط قضية اختيار النص وافترضنا أننا إزاء نصوص فلسفية حقيقية فإنها ستعترضنا مشكلة أخرى أساسية تتمثل في كيفية إبراز القيمة التي تحتلها " المفاهيم " في النصوص الفلسفية والتي تقوم مقام الفروض في الأنساق العلمية . وأعتقد أن هذه القيمة تتحدد إنطاقا من أربع مهارات ( أو قدرات ) :

أ ــ تمكين التلميذ من القدرة على فهم النص، وذلك بتنبيهه إلى أهمية " المفهوم "، وكيفية التمييز بين المفاهيم المحورية والمفاهيم الفرعية وبين المفاهيم في سياقها الفلسفي والمفاهيم في سياقها العلمي أو الفني أو الأدبي ... الخ ثم التعرف إلى العلاقة الرابطة بينها . وهذا يمكّن التلميذ من الاكتفاء بمحتوى النص لفهمه .

ب ــ تمكين التلميذ من التحليل والتقويم والاستنتاج والتأليف ، وذلك لتبيين معنى المفهوم من خلال السياق الوارد فيه ، ثم إعادة ترتيب هذه المفاهيم بطريقة مختلفة عن تلك التي جاءت في النص ولكن أكثر وضوحا وتبسيطا ، أما جزء التأليف فيقوم أساسا على تركيز الأسلوب اللغوي المنسجم مع بناية المقال الفلسفي .

ج ــ توجيه التلميذ بواسطة الأسئلة للكشف عن المواقف الفلسفية الواردة في النص والتي تحمل طابع الحرية والجرأة ، ثم تشجيع التلميذ على اتخاذ موقف خاص يدعمه بالحجة ويدافع عنه عقليا . وذلك بتمكينه من طرق الحجاج والبرهنة والاستدلال و التمييز بين العقلي منها و الأدبي أو الخطابي أو السفسطائي ... الخ .

د ــ تمكين التلميذ من القدرة على الاستفادة من هذه المفاهيم بتوظيفها في المقال الفلسفي أو في خطابه وتنبيهه إلى مختلف السياقات التي يمكن أن تستخدم فيها بدلالات تستمد معناها من تنوع البنى حسب ما يجمع المفاهيم من شبكة العلاقات .

ــ في معنى النص والقراءة :

النصوص هي حوافز و مثيرات لتحريك حيرة التفلسف لدى لتلميذ والدفع به نحو التحرر الفكري من قيود الراي السائد . وكلمة نص في الأصل اللاتيني تعني النسيج . فهو إذن نسيج الكلمات المنظومة والمنسقة في خطاب تأليفي . وينطوي مفهوم النص على رسالة مكتوبة و مركبة كالعلامة اللغوية : ومن جهة نجد الدال (مادية الحروف وتسلسلها في كلمات ، جمل ، فقرات ، فصول ... ) ومن جهة أخرى المدلول ، وهو معنى أصلي أحادي الاتجاه ، قطعي تحدده صحة المعلومات التي تنقله. وقد جاء في تعريف النص : << نعرف النص بأنه جهاز نقلي لساني يعيد توزيع نظام اللغة ، وأفعال الحديث التواصلي >> وكي يكون النص فلسفيا فهو يستوجب نظاما من البرهنة أو من الجدل والحجاج كالنصوص الموضوعة في إثبات الموضوعات الميتافيزيقية أو الوجودية أو في نفيها باعتماد الجدل أو الحجج العقلية ، أو يكون النص الفلسفي إنشائيا ينطوي على تناول لقضية أو تعريف لمسألة أو لأطروحة فيها الكثير من العمق الفكري والإبداع، وهذا يختلف كثيرا عن النص الإخباري أو التاريخي حيث يعتمد الأسلوب السردي الحكائي ، والنص الأدبي حيث يطغى اللفظ على المعنى والأسلوب على الفكرة والمقصد الذاتي على المنطق الموضوعي، وكذلك يختلف عن النص الوصفي : العلمي أو الفني ، ناهيك عن النصوص التي تقال في القدح أو المدح أو المقارنة المعيارية القيمية او النصوص التي توافق هوانا ورغباتنا وتستجيب لنزواتنا أو حميتنا ونعرتنا كالنصوص الخطابية أو معظم النصوص المقتبسة عن الكتابات الماركسية أو النصوص السياسية لأجل الإعلام و الدعاية والإطراء أو التشهير والتدجيل ... الخ .

ـــ ولقد كانت النظرة إلى النص متأثرة بما يوحي به اشتقاق اللفظ ( كما أسلفنا ) على أنه " نسيج " ، لذلك اتخذ كــ "حجاب " يجب الذهاب وراءه والحفر فيه . بحثا عن " الحقيقة "، وعن مضمون الرسالة الجوهري واستجلاء الدلالة والمعنى . إلا أن النظرية التي يقترحها رولان بارط للنص ، متأثرة بالنزعة البنيوية ، فهي لا تعير أهمية للنص الحجاب ، وتسعى لاكتشاف النسيج وهو في حالة تشابك الأنظمة ، الصيغ ، الدوال ، وهي المحدد للعلاقة بين المفاهيم ، وفي هذا النسيج يتموضع الفاعل ، وهكذا ننتقل من البحث عن المعنى إلى الكشف عن آلية التمعين أي تحويل النظر من البحث عن ممكن لدلالة موضوعية ، تظهر وكأنها محنطة في الأثر / المنتج، إلى النص كإنتاج ، حيث يكون مناسبة لفضاء متعدد المعاني الممكنة، فالتمعين هو مرافعة يستطيع " فاعل " النص في غضونها هاربا من منطق الأنا المفكرة المدركة ، ودالفا إلى أنواع أخرى من المنطق . فكل نص فلسفي ينطوي على موقف ، ويحتاج إلى أن يتعامل معه بطريقة ما ، وبأسلوب إرادي حر ، فإذا ما اعتبرنا النص كما يقول بول ريكور : << هو كل حديث جعلته الكتابة ثابتا >> . نعرف أن التثبيت يأتي بواسطة الكتابة مكان الكلام بالذات ، والقارئ يحل محل المحاور ، كما أن الكتابة تحل محل العبارة والمتكلم ، غير أن القارئ غائب عن فعل الكتابة، والكاتب غائب عن فعل القراءة، وهكذا يتسبب النص في تغييب مزدوج: تغييب القارئ والكاتب، أما النص فيحل مكان علاقة الحوار، التي تربط صوت الأول بسمع الثاني، وهذا ما يفسح المجال لإمكانيات متعددة لفهم النص وما يشرع لعملية التأويل. فلا وجود لنص بدون إحالة إلى مرجع . من هنا بالضبط ، ستكون مهمة القراءة ــ باعتبارها تأويلا ــ هي إقامة الإحالة وتأسيسها. ففي حالة الحوار الشفوي يكون المتحاورون حاضرين بالنسبة إلى بعضهم البعض، إضافة إلى وجود وضعية خاصة ( يتم فيها الحوار )، ووسط معين ، وظرفية تحدد زمان الخطاب ومكانه . فالخطاب يحيلنا إلى واقع مباشر يمثل ظروف إرادة الخطاب . أما إذا ثبت الخطاب في نص فإن الإحالة تغير في اتجاهها، فيصبح النص في علاقة إحالة مع نصوص أخرى، التي تأتي لتحل محل الواقع الزماني والمكاني الذي يشير إليه الكلام الفعلي الحي ويذكر ب . ريكور طريقتين ممكنتين للقراءة : القراءة طبقا للموقف التفسيري ، كأن نتخذ من العالم الفعلي المحيط مرجعا يحيلنا إليه فعل القراءة، و إما أن نعتمد على بنية النص في حركيته نحو الدلالة، وهو الموقف التأويلي ، وهو حسب ب . ريكور يشكل الوجهة الحقيقية لفعل القراءة . وإذا كانت القراءة ممكنة فلأن النص ليس مغلقا على ذاته، بل يكون دائما مفتوحا على شيء آخر . أن نقرأ يعني أن ننتج خطابا جديدا و أن نربطه بالنص المقروء ، وهذا الارتباط بين الخطاب القارئ و الخطاب المقروء ، يكشف ــ ضمن التكوين الداخلي للنص ــ قدرة أصيلة على استعادة الخطاب لذاته بشكل متجدد ، وهي التي تُعطي خاصيته المفتوحة على الدوام ، والتأويل هو النهاية الفعلية لهذا الارتباط ، وهذه الاستعادة المتجددة .
فالنص الفلسفي يحيلنا بالضرورة إلى البحث عن القوالب المنهجية ، وطريقة البرهنة والصيغ اللغوية ، التي يصب فيها التفكير الفلسفي بشكل عام ، والتعبير الفلسفي بشكل خاص ، ويمكن من إيجاد الصيغ النظرية وطرق البحث التي تقترن مع مستويات استخدام المنهج الفلسفي . وهو في الوقت ذاته يظل نافذة مطلة على الثقافات الإنسانية والطريقة المثلى للتوليف بينها وجمع ماضيها بحاضرها ، وبعيدها بقريبها ، ويتيح للباحثين والدارسين إمكانية التوسع في البحث والتنقيب عن مآثر الفكر العالمي ، ويلزم القارئ أو الدارس في مقابل ذلك بالعودة إلى الأصول و المصادر التي نما وتطور فيها هذا الفكر أو ذاك ، و بالتالي يمكن من تشكيل نظرة نقدية فاحصة حول مبادئ الحضارة ، وقيم العقل من الناحية الابستيمولوجية ، ومحدداتها الشكلية والخطابية وآفاقه المستقبلية ويكشف النقاب عن الإشكاليت الفلسفية وصورها المعرفية والعلمية .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الأول )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بيداغوجيا تعليم الفلسفة ( الجزء الثاني).
» برنامج الاختبارات للالتحاق برتبة أستاذ تعليم ثانوي في الفلسفة والتاريخ
» الحرية والمساواة في الديمقراطية. ( الجزء الأول )
» ضاءات :. محمد أركون الجزء الأول
» الخطاب الفلسفي في مفاهيم الجابري ( الجزء الأول )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ๑۩۞۩๑ منبر النقاشات والمناظرات الفلسفية والتاريخية๑۩۞۩๑ :: نصوص و أراء-
انتقل الى: