ويأتي الفجر ..
يونس عاشور*وتأتي معه لحظات مفعمة بالأمل ونسمات مشرقة تكسر حاجز الملل الذي تعودناه خلال ساعات اليوم ..ترسم لنا مستقبلاً زاهراً يؤازرنا وينقلنا على خطى الطليعة التي تغيب اليوم عنا ونحلم بها في زمن لا يكترث بحقوق الإنسان .
ويأتي الفجر ..
وتأتي معه لحظات هي في مجملها مفاجآت عندما نفتح ذلك الصندوق نجدها مخبأة في داخله ..
ولكن بحذر .. لأنها قابلة للانفجار في لمسة واحدة وبالتالي لا أمل للحياة ..
ويأتي الفجر ..
وتأتي معه ومضات لتقول أيها الإنسان انهض .. أيها الإنسان اعمل ليومك وغدك.. لتكون ومتجشماً العناء على تحمّل المسؤولية المناطه بك .. أنها مسؤولية الضمير .. ومسؤولية الأخلاق .. ومسؤولية العقل .. التي ربما يفتقدها الكثير من سكان كوكب هذا العالم ..
بسبب الماديات .. والعنتريات السلطوية .. بسبب الطبقات الفوقية والطبقات البرجوازية .. بسبب الأنا وحب الذات .. بسبب الطغيان .. بسبب الجبروت الذي يقهر المستضعفين ..
ويأتي الفجر ..
وتأتي معه اشراقة تناشدنا بالتحرر من الأغلال والقيود .. تلك السلاسل التي قُيدنا بها فبقينا جامدين لا نعرف الحركة ولا السير قدما نحو المستقبل الموعود لنا .. بأن نعيش ونحيا في سلام وإخاء ومحبة ووئام .. وتقدم شعاره النجاح والمجد والعز..
ويأتي الفجر ..
فجرنا هذه الأيام لم يعد يبشرنا بتلك الآمال والطموحات الحياتية لا لأنه لم يعد صالحاً لتلك التنبؤات بل لأننا نحن لم تكن فينا القابلية لاستيعاب مخاضاته المشرقه التي تدعو الانسان بان يتحرر .. بأن ينطلق .. بأن يبني مستقبلاً .. بأن يغوص في أمواج هذا العالم ويسبر الأغوار ويكتشف المجاهيل ومن ثمة إبرازها ..