رجل في مجتمع في مجتمع لا يقدر الا العاهرات -الحلقة 1-

رجل في مجتمع في مجتمع لا يقدر الا العاهرات -الحلقة 1-
"ان الحياة كلها معاناة وما لحظات الفرج تلك الا وهم زائف ينخدع بت المغفلون"
بدأ كل شيء في يوم من أيام سبتمبر بالضبط بعد أشهر من تخرجي كنت أمارس حياتي التعيسة بطريقة عادية وكان يغلب عليها النوم كثيرا وفجأة قررت النهوض من سباتي والبدء برحلة البحث عن عمل، بحثت عن شهادتي وبدأت بكتابة طلبات التقدم إلى عمل ثم البدء بعملية توزيعها وزعت الكثير في المؤسسات التعليمية ولكن بدا الأمر كضرب من الجنون فلا إدارة في محلها و لااستقبال بل مجموعة من المغفلين واللصوص ومعهم العاهرات أكيد اجتمعوا تحت سقف واحد وكتبوا على احد الجدران- إدارة- وبعد أيام من التجوال وتوزيع تلك الشهادات وطلبات العمل وقد كلفتني الكثير. أصبت بنوع من الملل وعدت إلى الروتين القديم أين أجد راحتي في الوسادة. تمر الأيام والليالي ولا صبح مختلف عن ليله، الى أن رن هاتف احد الأصدقاء واتصل بي مبشرا وبعد إلقاء التحية ليخبرني مباشرة هناك منصب شاغر فلم لا تأت إليه؟، آه احسست فجأة بنوع من الرأفة وان هناك نوع من العدالة ولو أتت متأخرة ولم يكن صباحا عاديا ذهبت ووصلت إلى المكان المقصود ترجلت من الحافلة والتي كانت متهرئة دليل على أن المنطقة جد نائية وذهبت صوب مكان العمل ودخلت حييت من هناك ولكن تم رد التحية بنوع من الجفاء، كان مدير تلك المؤسسة ذو بطن منتفخ ورأس كبير وبعد حوار قصير معه. قال ماذا تريد، وكأني به متسول فقلت له منصب شاغر هنا أريد بعد موافقتكم الاستخلاف فيه، فرد علي دون أن يعيرني أدنى اهتمام : سلمناه لآنسة أمس، فقلت في نفسي كيف البارحة كان السبت يوم عطلة؟؟ ثم أردف قائلا بهذه الكلمات "ربي يجيب..." فقلت لست متسولا فخرجت من تلك الإدارة كذاك الثعلب الذي دخل جائعا وخرج جائعا وما الفرق بيننا إلا أنني دخلت آملا وخرجت خائبا.........يتبع

رجل في مجتمع في مجتمع لا يقدر الا العاهرات الحلقة الثانية (2)
......عدت إلى المنزل مستاء والتقيت بجدي وطمأنني لا تخف "كل شيء بالمكتوب" وربما ستجد عملا في مكان آخر وفي منطقة أخرى. ولسوء الحظ قد انخدعت بكلماته بسهولة تامة. واطمأنت نفسي..... لتمضي يومان آخران فقط، وإذا بصديق حميم يتصل.بادئ ذي بدء لم أود أن اكلمه، ولكنه أصر على مكالمتي استقبلت الاتصال وبعد لترحيب طبعا، اخبرني، أن إحدى الصديقات أخبرته عن وجود مكان شاغر وفي منطقة معزولة، ! تذكرت مرارة المدير السابق وفكرت في عزلة المنطقة وقلت لعل وعسى تعوضنا العزلة ونحصل على العمل هناك ثم عاودت الاتصال بالصديق، وقلت غدا سنلتقي ونذهب سوية، علما أني أكون قد أحرجته نوعا ما بطلبي هذا.... لم تمض تلك الليلة بمختلفة عن سابقاتها بتعبير امرؤ القيس لكن هو خاطب الصبح أيضا ... نهضت باكرا صباحا واشتريت محفظة جديدة قصد حلول طالع أفضل ولكن كان لون المحفظة اسود.. والتقيت بالصديق وتجاذبنا أطراف الحديث وتناولنا غذاءنا معا .... ثم ذهبت إلى ذاك المدير وقد رحب ني جيدا لكن لست ادري حقيقة أم تكلفا؟؟؟؟ وتحدثنا بطريقة جد رسمية أي بين أستاذ ومدير، وقال : ما عساي أن افعل أو أقول لك لقد أتت فتاة صباحا ومعها والدها وتم الاتفاق منذ حوالي ساعتين فقط. ثم قال : "إن لم تأت سنتصل بك" لم افهم لم أضاف هذا الشطر للجملة؟ هل لكي يواسيني أم يزيد لمعاناتي ما يجعلها أكثر حدة ...........يتبع

رجل في مجتمع لا يقدر....... الحلقة الثالثة (3)
..........وخرجت وعلامات الحزن بادية على وجهي فحاول صديقي مواساتي، وحاولت إبداء عدم مبالاتي بما حدث لي.ولكن في قرارة نفسي كنت منهارا وعدت إلى البيت واخبرت الأهل بما حدث، وكأني بهم اجمعوا واتفقوا على إخباري "قدر الله ما شاء فعل، سيعوضك إن شاء الله" واستلقيت وتمنيت ألا استيقظ بعدها، وبعد غفوة دامت هنيهات خيل إلي ان هاتفي يرن، وفعلا كان يرن . آه انه صديقي الذي كنت معه اليوم.قبل أن أجيب فكرت انه سيواسينني فقط. تلقيت الاتصال ليخبرني مجددا " هناك مكان شاغر وهو في مدينتنا انه من نصيبك وقال إن شاء الله." ثم تفكرت ما قاله لي الأهل وأيقنت فعلا أن الله قد عوضني لاحس بوجود نوع من العدل وليس كما يعرفه البشر. استيقظت صباحا وقررت الذهاب مبكرا قبل أن تنهض أي فتاة وقلت "أغتدي والفتيات نائمات كي لا اترك لأي احد عذر؟؟" التقيت أنا والصديق وذهبنا سوية ودخلت لتلك الإدارة واستقبلتني مجموعة من النسوة و رحبت بي إحداهن، أظنها سكرتيرة المدير. وحاورتني ولم أكن أعيرها كثير اهتمام. خرجت وفي نيتي أن اعمل. لكن اخبرني صديقي انه يجب أن أتكلم مع المدير مباشرة أفضل. فعدت ووجدت المدير وقلت له أنني فلان وهذا ما أريده "الوظيفة" وصارحني المدير: " فأحزنني مرة وأهانني مرة" أحزنني لما قال هناك فتاة وهناك من أوصى عليها.؟؟ وأهانني لما قال باني مبتدئ ولا املك خبرة؟؟؟؟؟؟ ثم قال لي ما قاله المدير السابق "إن لم تأت سنستدعيك " فضحكت ولكن لم يسمعني بل وهمست بكلمات لا أحب أن تسمعوها..... وكانت عبارته هي ما زاد الطين بلة وا صبح كلامه فجأة غير منطقي بل قضية فارغة والفرق بين قضيته الفارغة والقضية عند فيدغنشتين انه لدى هذا الأخير لا يوجد ما يقابلها في الواقع، ولكن كلام المدير كله من الواقع ..
وخرجت من عنده مخمورا من دون خمر وعدت الى البيت يائسا بائسا، والتقيت بشخص كنت اكرهه. وتقلد فجأة دور الحكيم ليخبرني " إن لم تكن تعرف مديرا فلا جدوى؟" و بعدها أصبحت معالم الحزن والأسى بادية في معاملاتي. فقد أمرني أبي أن ارمي له شيئا لا ادري ما هو فرميته صوب وجهه وانجرح، وهذا ما زاد في استيائي أكثر فأكثر. وبدت بعدها معالم الخشونة والقسوة الاضطراب بادية في تفاعلاتي مع الغير وأصبحت طاغية حيث رفعت صوتي فوق صوت أمي وربما وجهت لها كلاما جارحا وأما أخواتي فحدث ولا حرج وصل الأمر أني رأيت في وأد البنات حلا مناسبا ولم يعد يمضي يوم أفضل من سابقه، بل لقد تفننت المعاناة في تعذيبي و تحطيمي شيئا فشيئا .........يتبع

شكرا لك يا مالك ولكن لم أجد أثرا للعاهرات في روايتك الغريبة هذه