اللباس الشفاف

• إن المبحر في التفسيرات و التأويلات يستوقفه حقا ذلك الكلام المطروح بارتباط الحروب و الاستعمار منذ القديم بالدين ، فتجد أصابع الاتهام مشهورة ، من الشرق ضد الغرب ، أو العكس ، و أخر ما ستوقفني و لفت انتباهي حقا ذلك التفسير الذي رفعه بعض الفقهاء و المفكرين حول أن هجمات الناتو الذي يمثل بالأساس و بوجهة نظر دينية ، الجيش المسيحي ، حملة صليبية على بلد عربي مسلم، مستدلين بذلك إلى العديد من الأدلة التي لا يكفي المقام لذكرها، ومن وجهة أخرى ينظر الغرب و بالأساس المستشرقين على أن المسلمين في فتوحاتهم كان دافعهم استعماريا بالأساس طمعا في خيرات الشعوب ، ولتوضيح الأمر أكثر أردت أن أتي ببعض النصوص خدمة للموضوع و توسيعا للنقاش.
1/من وجهت النضر الغربية (المستشرقين ) :
قال المنسيور كولي " لقد وضع محمد السيف في أيدي الذين أتبعوه، و تساهل في قوانين الاخلاق ، ثم سمح لأتباعه بالفجور و السلب ، ووعد الذين يهلكون في القتال بالاستمتاع باللذات ، و بعد قليل أصبحت أسيا الصغرى و إفريقية فريسة له "
كتاب المنسيور كولي : البحث عن الدين الحقيقي ،إتحادات مؤسسات التعلميم المسيحي (باريس1928)
" ‘ن هؤلاء العرب قد فرضوا دينهم بالقوة ، و قالوا للناس : أسلموا أو موتو ا ، بينما أتباع المسيح ربحوا النفوس ببرهم و إحسانهم "
هـ غيومان ، وف ، لو ستير : تاريخ فرنسا ،كتاب مدرسي ، لبنان ، ص80
2/من وجهت النظر الإسلامية :
يقول موسى الزعبي " في جزيرة هيسبا نيولا (هايتي و الدومينيكان) قائد الحملة الاسبانية (هرناردو كورتيس) ومعاونه(دييغو فلا سكيز) ابديا من ضروب الوحشية ما يندى له جبين الإنسانية على مدى تاريخ البشرية تفننهما في تعذيب سكان المناطق التي كان يرون بها ، من قطع رؤوس الهنود الحمر ، و فق عيونهم ،و صب الزيت المغلي ، و الرصاص المذاب في جراحهم ، أو بإحراقهم أحياء على مرأى الاخرين من السكان الأصليين ، بهدف اجبارهم على الاعتراف بالأماكن التي يوجد بها الذهب أو إكراههم على أتباع الدين المسيحي "
موسى الزعبي:ماالذي تغير في الحضارة الغربية الاستراتجية أم التكتيك ؟دار الشاوي1985
و يمكن الاطلاع على تاريخ الحروب الصليبية من وجهة نظر الاسلامية على الرابط التالي في المنتدى :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


إذن طبعت الحروب بين الشرق و الغرب بطابع الدين و كان الاتهام صليبيا إتجاه المسلميا و جهاديا إتجاه الغرب و لكن الاشكال الذي يمكن طرحه :
هل يمكن ان يكون الدين أحد العوامل الجوهرية في الحروب بين الشرق و الغرب ؟ ألم يأن الأوان بعد على أن نتخلى على هذه التفسيرات الدينية بعد أن أصبحت الدول علمانية و سيطرعليها منطق المادة و البرغماتية ؟

كان أحد أساتذتنا الكرام في وقت مضى يقول لنا:
لن يفهم أحد من الباحثين جدلية العلاقة بين الشرق المسلم والغرب المسيحي إلا بارتشاف قهوة على مضيق البوسفور...
ولكن أرى أن العلاقات بين الغرب والشرق لم تكن كلها عدوانية بل كانت متنوعة نوعا ما إلا أن معظم المواجهات التي كانت بين الطرفين كانت تقوم أو تنطلق أساسا من الحقد الديني والتعصب الصيلبي الأعمى
أو التمذهب وذلك أن هناك الكثير من الحروب التي شاركت فيها المذاهب المختلفة جنبا غلى جنب مع الصليبيين ضد مذاهب مسلمة اخرى
كما فعل الشيعة الفاطميون لما تحالفوا ضد السنة الزنكيين...

شكرا لك على المقال الممتاز والطرح الراقي يا أستاذي ...

لن أبخسك حقك أخ أحمد أمين ولكنني سوف أرجع للموضوع لما يكون لدي متسع من الوقت