- اقتباس :
- فقد وقع نظري في معرض الكتاب على كتاب اسمه الجلي في التفسير لأبي يعرب المرزوقي في ثلاثة أجزاء، فتصفحته عندها سريعا، فلم أجد ما يمكن أن يشدني إليه كمحب للمطالعة والمعرفة، بل وجدته من حيث الشكل مجرد كتابة بأسلوب عشوائي، بلا ترتيب ولا نظام، ولا أبواب ولا فصول ولا مباحث، ولا مبادئ ولا مقاصد، بل ولا علاقة له بالتفسير لا من قريب ولا من بعيد، خلافا لما يتوهمه القارئ لعنوان الكتاب، بل هو مجرد عنوان تسويقي لا أكثر ولا أقل.
بداية قوية جدا تدل على مدى الحقد الذي يكنه كاتب الموضوع على صاحب الكتاب ....
- اقتباس :
- وذلك ما ورد فيه من خلط في الكلام وأسلوب كتابة أبعد ما يكون عن الفصاحة والبلاغة والبيان، محشو ومزخرف ببعض الكلمات التي يحلو لمن يدعي التفلسف استعمالها كالجزئي والكلي والمطلق والمقيد في غير محلها .
لحد الآن يا أخ عادل لم يظهر لنا شيء من الأباطيل؛ وذلك أن كلمة جزئي وحر ومقيد وكلي كلمات عادية يستعملها الكاتب والمفسر والشااعر والخطيب كلما يحتاجها وأو كلما دعت الحاجة إليه وفي مكانها اللائق
ولحد الآن لم يكن هناك ما يدل على أن المرزوقي سيء الأسلوب إلى هذا الحد...
- اقتباس :
- "كل المسائل الكلامية في جليل الكلام ودقيقه: هروب من التكليف وتحريف لمعنى الرسالة" اهـ
هذا الكلام لا يصح
منن الناحية التي أفهمه بها
ولكن من الناحية التي يقصدها المرزوقي الله أعلم
هذه الكلمة تحتاج من صاحبها أن يفسرها ويشرحها لأنها ليست واضحة المعالم
....
- اقتباس :
- الجزء 1/ص 28: " فالملائكة والشيطان اعترضا على استخلاف آدم" اهـ
أتضن أن في ذلك ضير ؟
أضن أن هذا الكلام أيضا يحتاج إلى تبيان من صاحبه ليدافع عنه يا أخ عادل مومن ...
وحتى أن إجابته سبحانه: إني أعلم ما لا تعلمون ...
تدل على أن السؤال من الملائكة يفيد الاستخبار وليس الاعتراض ... فأجابهم الله بأنه يعلم ما لا يعلمونه هم...
وهو متطابق مع كلام ابن كثير والطبري في ذلك ...
- اقتباس :
- ينتهي إلى أن على المرء أن يختار بين الفهم الشيعي والفهم الفلسفي ويلغي إمكانية للفهم السني. (ص224)
هذا ليس كلاما ذا فائدة يا جماعة
فأبو يعرب المرزوقي سني وصوفي بطريقة سنية ولا غبار على ذلك
ولا داعي لاتهامات ما حجة ولا برهان لها ...
- اقتباس :
- فقول القائل ليس ثمة دليل عقلي على وجود الله ولا على عدم وجوده، كلام سوفسطائي فساده أكثر من نفعه،
لا أضن أن هذا هو الذي تكلم عنه المرزوقي بل أضن أنه تكلم عن انه لا يمكن من خلال العقل أن نثبت وجود الله إلا بوسائل ومساعدات كثيرة عقلية وروحية ومادية في هذا الكون ... والله أعلم ...
أما أنك تقول بأن هذا الكلام مزعزع للإيمان
فأقول لك بأن هذا الكلام داع إلى تحكيم العقل في البحث عن الله وإدراك وحدانيته
كما وأقول لك بأن الإيمان التقليدي أو التقليد في الإيمان الذي هو موروث أبا عن جد لا يمكن أن يكون إيمانا متكاملا والكمال لله
- اقتباس :
- وأيضا فإن تحقيره لدور العلماء ملاحظ بجلاء، فهو يدعي أن الرسالة المحمدية (القرآن والسنة) مفهومة لكل الناس بتفاصيلها، وأنه لا حاجة للمسلمين بعلماء الدين ليتفقهوا أكثر من غيرهم ويكون الناس لهم تبعا في معرفة أحكام الله تعالى، فإن المرزوقي يرى أن العلماء الذين يتصدون لمثل هذه الخطة أشبه ما يكون برجال الكنيسة.
أنا وافقه في ذلك؛ وذلك أن رجال الدين وباعتراف الأئمة كلمة دخيلة عن المجتمع الإسلامي وما هي إلا كلمة نصرانية وكأن هؤلاء هم المعنيون بذاك الدين
ولكن الحق أن الجميع رجال دين
وإذا تخلص المجتمع الإسلامي من عقلية الملقن والمتلقي والوصول إلى تلاقح فكري وحوار عقلاني واعي راقي فثمة الخروج من المشكلة عندنا
أما إذا ما زلنا نجسد الملق والمتلقي ونوسع الهوة بين الفقهاء والأئمة وبين العامة والآخرين ... فهي فعلا سيطرة البرجوازية والإقطاعية الكنسية أو المسجدية سمها كما شئت على المجتمع الإسلامي كما سيطرت الكنيسة على مجتمعات أوروبا في العصر الوسيط ...
- اقتباس :
- أما عن كلام المرزوقي عن مقام النبي صلى الله عليه وسلم، وتشبيهه بساعي البريد (ج1/ص224)، والحط الغير المباشر من قدره صلى الله عليه وسلم، بحصر نبوته في مجرد التبليغ فقط، واستشهاده بآيات متعلقة بعدم سيطرته صلى الله عليه وسلم عن قلوب الخلق حتى يحملهم على الإيمان، متناسيا أو متغافلا الآيات الدالة على كونه صلى الله عليه وسلم مأمورا بالتبيين إضافة إلى التبليغ، وقد فعل صلى الله عليه وسلم، فجنس هذا الكلام وطريقة صياغته الغير اللائقة موجود بكثرة في كلام المرزوقي.
الصراحة في هذا لا أستطيع أن أدافع أو ألتمس عذرا للبروفيسور المرزوقي ...
وذلك أني أنا لا بشخصي المتواضع بل والوضيع أحيانا لا أقبل أن أوصف بوصف ساعي البريد فما بالك برسول الله صلى الله عليه وسلم خير الخلق أجمعين ...
أما الآيات الدالة على أنه لا يملك من امره شيء أو أنه لا يستطيع التأليف بين قلوب البشرية ولو أنفق ما في الأرض جميعا، وأنه لا يهدي من أحب ولكن الله يهدي من يشاء
فكل تلك الآيات حق ولا ينكرها أحد ولا تضره صلى الله عليه وسلم بشيء وإنما هي تحكي واقع حقيقة تاريخية ما...