أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل والمشاركة معنا
إذا أعجبك المنتدى يمكنك أن تضغط على زر أعجبني أعلى الصفحة .... شكرا لزيارتك
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل والمشاركة معنا
إذا أعجبك المنتدى يمكنك أن تضغط على زر أعجبني أعلى الصفحة .... شكرا لزيارتك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


(( الحكمــة لله وحــده ، وإنمـا للإنسان الاستطاعـــة في أن يكون محبًا للحكمة تواقًا الى المعرفة باحثًا على الحقيقة )) سقراط.
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
المواضيع الأخيرة
» " فينومينولوجيا المعيش اليومي" من منظور المفكر مونيس بخضرة .
الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالإثنين أبريل 17, 2017 2:59 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالسبت أبريل 15, 2017 2:26 am من طرف الباحث محمد بومدين

» كتاب فاتحة الفتوحات العثمانية
الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالخميس أغسطس 18, 2016 2:21 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» برنامج قراءة النصوص العربية
الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالخميس أغسطس 18, 2016 2:12 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» إشكالية الحرية فى الفكر الفلسفى
الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالخميس ديسمبر 17, 2015 11:19 pm من طرف soha ahmed

» المغرب في مستهل العصر الحديث حتى سنة 1603م
الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالأربعاء نوفمبر 25, 2015 8:24 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:41 pm من طرف الباحث محمد بومدين

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:33 pm من طرف الباحث محمد بومدين

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:30 pm من طرف الباحث محمد بومدين

» دخول اجتماعي موفق 2015/2016
الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالجمعة سبتمبر 04, 2015 4:07 am من طرف omar tarouaya

» أنا أتبع محمد...
الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالإثنين يناير 19, 2015 3:08 pm من طرف omar tarouaya

» بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة
الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالإثنين ديسمبر 01, 2014 2:12 pm من طرف omar tarouaya

» مرحيا يالاعضاء الجدد
الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالسبت أكتوبر 11, 2014 11:16 pm من طرف omar tarouaya

» لونيس بن علي، التفكير حول الدين ضمن الحدود الإنسانية للمعرفة
الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالأحد أغسطس 31, 2014 12:55 am من طرف عبد النور شرقي

» تحميل كتاب الحلل البهية في الدولة العلوية الجزء الثاني
الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالخميس أغسطس 28, 2014 1:33 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» في رحاب الزاوية الحجازية بسطيف
الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالأحد أغسطس 17, 2014 12:37 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» العز والصولة في معالم نظام الدولة
الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالجمعة أغسطس 15, 2014 2:41 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  التاريخ السياسي للمغرب العربي الكبير ( 12 مجلدا )
الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالخميس أغسطس 14, 2014 11:10 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  كتاب حول تاريخ الحضنة والمسيلة وما جاورها
الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالإثنين يوليو 28, 2014 11:23 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  كتاب مهم في الانساب الجزائرية
الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالإثنين يوليو 28, 2014 11:22 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

سحابة الكلمات الدلالية
الظواهرية نظرية العالمية سقراط الفلاسفة الفلسفي الفكر اللغة المغلق السؤال الذاتية مقال المنطق الفيض الامام محمد مقالة النسق الموضوعية الفلسفة الحيوان البحث الحرب فلسفة الانسان المسلمين

 

 الشك بين الغزالي وديكارت

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
omar tarouaya
من قدامى المحاربين
من قدامى المحاربين
omar tarouaya


عدد المساهمات : 649
التقييم : 24
تاريخ التسجيل : 30/11/2010
العمر : 34
الموقع : في قلوب الناس

الشك بين الغزالي وديكارت Empty
مُساهمةموضوع: الشك بين الغزالي وديكارت   الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالإثنين يونيو 06, 2011 12:06 am

في البداية ينبغي أن يكون واضحا ً أن الشك الذي اتبعه كل من الإمام الغزالي و ديكارت يختلف تماما ً عن الشك الإرتيابي الهدام, ذلك لأن الشك المنهجي كما يقول الدكتور محمود زقزوق لا ينكر الحقيقة كما ينكرها الشك الإرتيابي, وإنما هو شك يبحث عن الحقيقة المطلقة, ويحاول أن يجد لها أساساً مطلقاً.
وفي بداية الطريق الفلسفي يأتي الشك الفلسفي, الذي يعد وسيلة للبحث عن الحقيقة, ويختلف بذلك اختلافاً جوهرياً عن الشك الإرتيابي الذي يغلق على نفسه دائرة لا يريد الخروج منها, ولا يعترف بإمكانية هذا الخروج. فكيف بدأ كل من الغزالي وديكارت الشك؟

الغزالي : يصف حجة الإسلام في كتابه ( المنقذ من الضلال) كيف أصابه مرض الشك نتيجة المتناقضات الموجودة في عصره بسبب التقليد الأعمى للاعتقادات والقيم الموروثة, وهذا أمر لا يمكن تصوره لأنها مذاهب يناقض بعضها بعضا ً, فإما أن تكون باطلة كلها و إما أن يكون أحدها صحيح والباقي باطلاً. فرأى أنه لا بد من الشك فيها حتى يستقل بفكره ويكون رأيه. فلا خلاص إلا بالإستقلال والشك بالموروث, ويعبر عن ذلك في قوله: " إن الشكوك هي الموصلة للحقائق, فمن لم يشك لم ينظر , ومن لم ينظر لم يبصر, ومن لم يبصر بات في العمى والضلال".

ديكارت: لقد تلقى ديكارت تعليماً جيداً في بداية طفولته وشبابه الأول ، ولكنه أمضى عمره فيما بعد في غربلة هذه الثقافة التي تلقاها ، بل و في نقدها وتدميرها أيضاً ،فقد اتخذ ديكارت منهج الشك الحازم حول الأفكار التي يتصورها العقل في وضوح ويقين كاملين والتي كانت بدايتها متمثلة في التقليد والتربية، في صور المعارف والحقائق التي تلقاها الإنسان منذ الطفولة، فأصبحت ضمن مجال اليقين الكامل والعرف الذي لا يمكن التفكير بعدم مصداقيته فقد تجرأ على نقد أكثر اليقينيات إنغراساً في نفسه ، و أعزّ الأفكار والعقائد على قلبه، وعودة ديكارت إلي الأفكار الأولية للطفولة يؤكد إلحاحه الشديد علي إعادة عملية الخلق والتكوين من حيث الأسس والبني الفكرية بالتوافق مع العلوم الجديدة في عصره من اجل أن يبني في العلوم شيئا ثابتا ومستقرا، خصوصا بعد إن عمل التقليد علي مفارقة العقل الإنساني لجميع مصادر السؤال والشك، ومن هنا بدأ ديكارت الشك بهذه الأفكار لاكتشاف النتائج الجديدة من خلال التمييز بين الأفكار الواضحة التي لا تقبل الشك وبين الأفكار التي من الممكن وصول الشك إليها.

الشـك المنهجـي:
دفع الشك الفلسفي كل من الغزالي وديكارت إلى السعي نحو استقلال عقلي, معتمدين على وعيهما بضرورة وجود حقيقة واحدة مطلقة, والبدء بطريقة جادة للوصول إليها, مقتنعين اقتناعا ثابتا بإمكان التوصل إلى معرفة هذه الحقيقة.
وقد اتبع كل من الغزالي وديكارت أسلوب الشك المنهجي الذي هو ليس شكا حقيقيا بل هو منهج يفترضه صاحبة بإرادته ، وذلك لاختيار معلوماته وتطهير عقله من الأخطاء وهو وسيلة وليس غاية وهو خطوة للوصول إلى اليقين .
- يقول الغزالي: ( إنما مطلوبي العلم بحقائق الأمور, فلابد من طلب حقيقة العلم ما هي).
- أما ديكارت فيقول: ( إن الأداة الحقيقية لكل علم وكذلك المنهج يتمثلان في البحث عن السؤال التالي: ما هي المعرفة وما هو المدى الذي تمتد إليه؟).

حــركـة الشــك:
يقول الدكتور محمود زقزوق: إن حركة الشك تبدأ إلى حد ما عند محيط الدائرة, عند شهادة الحس, لكي تندفع بعد ذلك في نهاية الأمر إلى مركز الشخص حيث يجد كل يقين لدى الإنسان جذوره.
ويشترك الغزالي وديكارت في البداية المتمثلة في إرادتهما المطلقة لمعرفة الحقيقة. ويسيرا في الطريق الذي يقودهما إلى الشك المطلق, ويستمران في سيرهما حتى يصلا في النهاية إلى نقطة التغلب الحاسم على هذا الشك.
و يبني كل من الغزالي وديكارت شكه على مراتب متعددة وهو بناء واحد لدى كل منهما:

الشك في الحواس:
تتقدم المعارف الحسية في أولى مراتب المعارف التي يحصل عليها الإنسان على أنها علم مباشر, ولكن هذه المباشرة وسهولة الفهم لهذه المعارف يتضح خداعها عند النظرة القريبة. وذلك لأن التجربة تبين أن المعرفة الحسية خاضعة لأوهام وخيالات.

الغزالي: بعد أن رفض الغزالي المعلومات التي حصلها عن طريق الحواس بالتقليد والتلقين, اتجه إلى المحسوسات ينشد فيها اليقين, لكنه شك في المعرفة الحسية لأن الحواس عرضة للخطأ كما في خداع الحواس, ويضرب مثالاً على ذلك بأننا نرى الكواكب صغيرة جدا في مقدار الدينار لكن الأدلة الهندسية تثبت عكس ما نرى وأن الكواكب منها ما هو أكبر من الأرض. فمن أين الثقة بالمحسوسات ؟
ويقرر الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال أن الحواس تخدعنا, وأن المعارف الحسية بناءا على ذلك عارية عن اليقين, ولهذا فلا يمكن أن تعد علما حقيقيا ً. يقول في ذلك الغزالي: "من أين الثقة بالمحسوسات وأقواها البصر, وهي تنظر إلى الظل فتراه واقفا ً غير متحرك وتحكم بنفي الحركة؟ ثم بالتجربة والمشاهدة بعد ساعة تعرف أنه متحرك وأنه لم يتحرك دفعة بغتة, بل على التدريج ذرة ذرة, حتى لم تكن له حالة وقوف. هذا وأمثاله من المحسوسات يحكم فيها حاكم الحس بأحكامه, ويكذبه حاكم العقل ويخونه تكذيبا ً لا سبيل إلى مدافعته. فقلت قد بطلت الثقة بالمحسوسات أيضا ً".

ديكارت: استبعد ديكارت شهادة الحواس لأنّها تخدعنا أحياناً ، ومن الفطنة ألاّ نأمن أمناً تامّاً لمن خدعنا مرَّةً ويرى ديكارت أن اختلاف الناس في أفكارهم واتجاهاتهم ليس إلا نتيجة خداع الحواس في كثير من الأحيان. يقول ديكارت: "كل ما تلقيته حتى اليوم وآمنت بأنه أصدق الأشياء وأوثقها قد اكتسبته من الحواس أو بواسطة الحواس. غير أني جربت هذه الحواس في بعض الأحيان فوجدتها خداعة, ومن الحكمة أن لا نطمئن كل الاطمئنان إلى من خدعونا ولو مرة واحدة" . وفي نهاية التأمل الفلسفي الثاني ، يتناول ديكارت مثال قطعة الشمع ” التي تم استخلاصها من خلية النحل: إنها صلبة وباردة ومتينة نسبيا ، وعندما نلمسها يصدر عنها صوت ، لكننا ما إن نقربها من النار حتى تتغير تغيرا تاما : فشكلها يتغير وتتحول إلى سائل ، تسخن و لا يصدر عنها أي صوت . . . لا يتم تصور الشمع إذن إلا عبر ” فحص عقلي ” كما استنتج ديكارت ـ والحواس لا تمنحنا مطلقا إلا معطيات هاربة ، قابلة للانمحاء وغير منتظمة .كتب ديكارت قائلا : "لا تقدم لنا الحواس أية فكرة عن الأشياء كما نصوغها نحن بواسطة العقل".

2-الشك في العقل:
بعد أن رأى كل من الغزالي وديكارت ما تنطوي عليه المعارف الحسية من خداع وشكوك, قررا رفضها بصفة مبدئية وعدم الاعتداد في عملية بحثهما عن الحقيقة, وتحول كل منهما إلى البحث في مدى يقين المعارف العقلية الأولية.

الغزالي: يقصد الغزالي هنا بالعقل العقل الفلسفي القائم على الاستدلال والاستنباط وهو عرضة للخطأ, مما يوضح قصور العقل الإنساني في الوصول إلى العلم اليقيني. يقول الغزالي: "لقد بطلت الثقة بالمحسوسات, فلعل لا ثقة إلا بالعقليات التي هي من نوع أوليات الرياضيات كقولنا العشرة أكبر من الثلاثة), لكن الغزالي يصور شكه في المعرفة العقلية في حوار بديع على لسان المحسوسات قائلاَ: "بم تأمن أن تكون ثقتك بالعقليات كثقتك بالمحسوسات وقد كنت واثقا ً بي فجاء حاكم العقل فكذبني لولا حاكم العقل لكنت تستمر في تصديقي" . ويتساءل الغزالي ماذا لو ظهر حاكم آخر كذب حاكم العقل وما هو؟ ويرى أن عدم وجود هذا الحاكم ليس دليلا ً على استحالة وجوده, فقد يظهر في وقت ما ويثبت خطأ المعرفة العقلية. يقول الدكتور محمود زقزوق: "ومن خلال هذه النظرة العميقة ينفتح عمق لا قرار له. إذ يبدو أن الشك قد اتسع نطاقه عن طريق هذه الأفكار إلى مدى ليست له نهاية.

ديكارت: يرى ديكارت أن العقل بحكم تكوينه قاصر عن إدراك الحقيقة كاملة, بل هو عرضة للوقوع في الخطأ أحيان كثيرة، فقد لاحظ ديكارت أن استدلالات العقل تختلف من شخص إلى آخر حتى فيما يتعلق بالاستدلالات الرياضية ،ومن هنا وقوع بعض الناس في الخطأ في استدلاتهم الرياضية وعدم وقوع غيرهم.


الشك في الحياة الشعورية العامة:
إذا كانت وحدة العالم قد انحلت عن طريق التشكك في المعارف الحسية والعقلية انحلت إلى أجزاء متفرقة تتمثل في خبرات خداعة وغير يقينية, فإن هذه الوحدة تبدو الآن في حالة انهيار تام وتنحل إلى العدم. ذلك لأنه حتى تلك الأشياء التي كانت لا تزال حتى الآن تبدو بطريقة ما موجودة, لم يعد وجودها يستطيع أيضا ً أن يسلم من تيار الهجوم المدمر للشك. هذا الشك الذي يحيط هنا بكل شيء كان يمثل حتى الآن الثروة المعرفية كلها.والحجة التي تشكك في الواقع كله تتخذ من ظاهرة الرؤيا منطلقا ً.

الغزالي: بعد أن شك الغزالي في الحواس والعقل وأثبت قصورهما في الوصول إلى اليقين, امتد هذا الشك إلى الحياة الشعورية بصفة عامة وشكه في الحياة الشعورية هو تأييد لشكه في العقل, وإمكان وجود قوة أخرى تثبت خطأه فمن يدري قد تكون الحياة كلها مجرد وهم وخيال؟ ووجد الغزالي تأييد لرأيه بأحوال المنام, فالإنسان يرى في أحلام النوم أمورا ً ويتخيل أحوالا ً لا يشك في ثبوتها واستقرارها, وعندما يستيقظ يعلم أن ما رآه في الحلم مجرد وهم. ويرى الغزالي أنه إذا وردت تلك الحالة التي يكون فيها ما نعتقده في اليقظة بالحواس والعقل مجرد وهم وخيالات بالنسبة لها تيقنت أن جميع ما توهمت بعقلك خيالات لا حاصل لها. افترض الغزالي أن حياتنا قد تكون حلما طويلا لم نستيقظ منه لنعرف حقيقة الأمور مستندا إلى الحديث :" الناس نيام, فإذا ماتوا انتبهوا".

ديكارت: إن الرؤيا وخداعها يدفعان ديكارت مثل الغزالي إلى الشك في الحياة بصفة عامة. ولكنه يتناول المسألة من جانب آخر, إذ تدفعه هذه المشكلة إلى التفكير في كيفية التمييز بين اليقظة والمنام. ويجد ديكارت أنه ليست هناك علامات مؤكدة للتمييز بينهما, يؤدي به ذلك إلى التساؤل عما إذا كانت هناك معارف عقلية صادقة سواء كان الإنسان نائما أو مستيقظا؟ وينتهي ديكارت إلى القول بأنه لا يمكن أن يقال شيء يقيني عن وجود الأشياء, وبذلك تكون علوم الطبيعة والفلك والطب علوما معرضة للشك القوي فيها. ولكن الحقائق الرياضية تبدو لديكارت مشتملة على يقين لا سبيل إلى الشك فيه.

خاتمة:
تناول موضوع الشك بين حجة الإسلام الإمام أبي حامد الغزالي و الفيلسوف الفرنسي الشهير ديكارت ، يجب أن يأخذ في الاعتبار التوافق المثير بين أفكار كلا الفيلسوفين بل و حتى بعض جوانب السيرة الذاتية لهم. فقد عاش كل منهما في عصر انحلت فيه عرى وحدة الفكر إلى مجموعة من الآراء المتناقضة التي تدعى كل منها لنفسها معرفة الحقيقة, ولكن دون أن تستطيع في النهاية البرهنة على صحة هذا الادعاء.
و فيما يخص التوافق الفكري بينهما فلا بد أن ذلك راجع إلى عملية التأثير و التأثر أي أن أحدهما كان متأثرا بالآخر ، ووفقا لتواجدهم في التاريخ نجد أن الغزالي كان موجودا قبل ديكارت ستة قرون تقريبا مما يعطي النتيجة القطعية بأن هذا الشك المنهجي كانت أصالته عند الغزالي و أن ديكارت بنى على فلسفة الغزالي و فيما يلي مقالة لسمير حلبي كتبها في ذكرى وفاة الإمام الغزالي يؤكد فيه هذه الحقيقة فيقول " وهذا المنهج الذي اتبعه الغزالي منذ أكثر من تسعة قرون شديد التشابه بما قدمه الفيلسوف الفرنسي ديكارت وهو ما يؤكد تأثره بالفيلسوف الإسلامي الكبير وأخذه عنه؛ فقد عاش الفيلسوفان التجربة المعرفية ذاتها، وإن كان فضل السبق والأصالة يظل الغزالي، فعبارة الغزالي الشهير "الشك أول مراتب اليقين" التي أوردها في كتابه "المنقذ من الضلال" هي التي بنى عليها ديكارت مذهبه، وقد أثبت ذلك الباحث التونسي "العكاك" حينما عثر بين محتويات مكتبة ديكارت الخاصة بباريس على ترجمة كتاب المنقذ من الضلال، ووجد أن ديكارت قد وضع خطًا أحمر تحت تلك العبارة، ثم كتب في الهامش: "يضاف ذلك إلى منهجنا". يشير ديكارت هنا إلى كتابه مقال عن المنهج ، و إذا أردنا أن نعقد مقارنة بهذا الموضوع لتوضيح تأثير الغزالي على ديكارت فيمكن ذلك عن طريق كتاب المنقذ من الضلال و كتاب مقال عن المنهج فستجد التوافق الغريب بينهم أو ليس بالغريب بعدما عرفنا تأثر ديكارت بالغزالي و اطلاعه على كتابه المنقذ ، و لكن قبل أن نعقد تلك المقارنة لا بد الإشارة إلى ما كان يجب أن يفعله فيلسوف كبير مثل ديكارت في مثل هذا الموقف و أقصد بذلك أن يوضح مصدره في هذا المنهج لا أن يدعي الفكرة أو أن يذكرها و يسكت مما يجعل نسبة هذا المنهج إليه بينما أصالة المنهج راجع إلى الغزالي و هو ما يسمى عندنا في الفترة المعاصرة بالأمانة العلمية ، و هذا يعتبر من المآخذ التي تأخذ على ديكارت و هذا لا يلغي كونه فيلسوف كبير له تأثير واسع على الفلسفة التي أتت بعده .
ولكن هناك فروق أساسية بين كل من العصر الذي عاش فيه الغزالي و العصر الذي عاش فيه ديكارت تلك الفروق تجعل المهمة الفلسفية لكل منهما تتخذ طابعا ً خاصا ً يظهر بوضوح في طريقة تفكيرهما.فقد ازحم عصر الغزالي بصفة خاصة بمشكلات دينية متعددة, فظهرت الاتجاهات الدينية والاتجاهات الفلسفية, وقد كان الفكر عند كل هذه الطوائف قائم على التقليد.
وقد عرف الغزالي أن هذا الفكر القائم على التقليد يمثل المشكلة الكبرى لعصره, لهذا رأى أنه من واجبه مكافحة كل أشكال التقليد.
أما عصر ديكارت فقد اتسم بوجه خاص بالاكتشافات الهامة في مجال العلوم وشروحها مما شكك في الآراء والتصورات المسيحية بوجه عام.
ومع وجود هذه الإختلافات بين عصريهما إلا أن الغزالي وديكارت اشتركا في الطريقة الفلسفية الحقيقية التي قادتهما في النهاية إلى الهدف المطلوب بلوغه عند كل منهما.
االغضب الشديد االغضب الشديد االغضب الشديد االغضب الشديد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
linda
عضو ممتاز
عضو ممتاز
linda


عدد المساهمات : 195
التقييم : 24
تاريخ التسجيل : 18/02/2011
العمر : 35

الشك بين الغزالي وديكارت Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشك بين الغزالي وديكارت   الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالأحد يونيو 12, 2011 12:01 pm

شكرا عمر على الموضوع القيم
فمنهج الشك يختلف من فيلسو ف لاخر وقد كانت بودره مع السوفسطائين والبيروني
وبالتأكيد يختلف هدفه من شك من أجل الشك ,أو شك غايته بلوغ الحقيقة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
omar tarouaya
من قدامى المحاربين
من قدامى المحاربين
omar tarouaya


عدد المساهمات : 649
التقييم : 24
تاريخ التسجيل : 30/11/2010
العمر : 34
الموقع : في قلوب الناس

الشك بين الغزالي وديكارت Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشك بين الغزالي وديكارت   الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالأحد يونيو 12, 2011 2:38 pm

شكرا أختي على المرور . الشك في الفلسفة نوعين : الشك الفلسفي ( مثل البيرونيين - السفسطائيين - شارون " ظهر فبيل ظهور ديكارت " ) والشك المنهجي ( مثل ديكارت - الغزالي ) . إن شاء الله يكون أحد المواضيع المقترحة للعام المفبل في إعداد المذكرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد أمين
المدير العام
المدير العام
أحمد أمين


عدد المساهمات : 1016
التقييم : 25
تاريخ التسجيل : 02/09/2010
العمر : 39

الشك بين الغزالي وديكارت Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشك بين الغزالي وديكارت   الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالأحد يونيو 12, 2011 10:48 pm

الموضوع جيد عمر و الأهم أنك مهتم به و تريد العمل عليه ، فقط الموضوع قوي جدا لأنه يركز على فكرة لو أثبتها من خلال مذكرتك و بماتملكه من مصادر لأستطعت أن تثبت مدى تؤثر الفلسفة الحديثة ككل بالفكر الإسلامي و هذا ما ينكره الأوربيين أنفسهم ، خاصتا و أن ديكارت يمثل علامة فارقة إذ يؤرخ الى ماقبله و مابعده و أن وجهت المذكرة الى المقاربة المنهجية بين ديكارت و الغزالي فهذا ماهو متناول في بعض المذكرات التي أطلعت عليها أيام أختياري للموضوع مذكرتي ، لك مني كل تحية وتقدير .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
omar tarouaya
من قدامى المحاربين
من قدامى المحاربين
omar tarouaya


عدد المساهمات : 649
التقييم : 24
تاريخ التسجيل : 30/11/2010
العمر : 34
الموقع : في قلوب الناس

الشك بين الغزالي وديكارت Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشك بين الغزالي وديكارت   الشك بين الغزالي وديكارت Emptyالثلاثاء يونيو 14, 2011 12:00 am

شكرا أستاذي القدير على هذه التوجيهات والنصائح . أدامك الله ذخرا لنا في العلم والمعرفة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشك بين الغزالي وديكارت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ديكارت : من دائرة الشك إلى ثبات اليقين
» بين الغزالي وطه عبد الرحمن
» تجربة الغزالي حتى وصوله لليقين
» المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى أبي حامد الغزالي بعد تسعمائة سنة من وفاته

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ๑۩۞۩๑ منتدى الفكر والفلسفة ๑۩۞۩๑ :: الفلسفة الإسلامية-
انتقل الى: