أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل والمشاركة معنا
إذا أعجبك المنتدى يمكنك أن تضغط على زر أعجبني أعلى الصفحة .... شكرا لزيارتك
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل والمشاركة معنا
إذا أعجبك المنتدى يمكنك أن تضغط على زر أعجبني أعلى الصفحة .... شكرا لزيارتك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


(( الحكمــة لله وحــده ، وإنمـا للإنسان الاستطاعـــة في أن يكون محبًا للحكمة تواقًا الى المعرفة باحثًا على الحقيقة )) سقراط.
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
المواضيع الأخيرة
» " فينومينولوجيا المعيش اليومي" من منظور المفكر مونيس بخضرة .
جاك دريدا Emptyالإثنين أبريل 17, 2017 2:59 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
جاك دريدا Emptyالسبت أبريل 15, 2017 2:26 am من طرف الباحث محمد بومدين

» كتاب فاتحة الفتوحات العثمانية
جاك دريدا Emptyالخميس أغسطس 18, 2016 2:21 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» برنامج قراءة النصوص العربية
جاك دريدا Emptyالخميس أغسطس 18, 2016 2:12 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» إشكالية الحرية فى الفكر الفلسفى
جاك دريدا Emptyالخميس ديسمبر 17, 2015 11:19 pm من طرف soha ahmed

» المغرب في مستهل العصر الحديث حتى سنة 1603م
جاك دريدا Emptyالأربعاء نوفمبر 25, 2015 8:24 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
جاك دريدا Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:41 pm من طرف الباحث محمد بومدين

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
جاك دريدا Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:33 pm من طرف الباحث محمد بومدين

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
جاك دريدا Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:30 pm من طرف الباحث محمد بومدين

» دخول اجتماعي موفق 2015/2016
جاك دريدا Emptyالجمعة سبتمبر 04, 2015 4:07 am من طرف omar tarouaya

» أنا أتبع محمد...
جاك دريدا Emptyالإثنين يناير 19, 2015 3:08 pm من طرف omar tarouaya

» بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة
جاك دريدا Emptyالإثنين ديسمبر 01, 2014 2:12 pm من طرف omar tarouaya

» مرحيا يالاعضاء الجدد
جاك دريدا Emptyالسبت أكتوبر 11, 2014 11:16 pm من طرف omar tarouaya

» لونيس بن علي، التفكير حول الدين ضمن الحدود الإنسانية للمعرفة
جاك دريدا Emptyالأحد أغسطس 31, 2014 12:55 am من طرف عبد النور شرقي

» تحميل كتاب الحلل البهية في الدولة العلوية الجزء الثاني
جاك دريدا Emptyالخميس أغسطس 28, 2014 1:33 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» في رحاب الزاوية الحجازية بسطيف
جاك دريدا Emptyالأحد أغسطس 17, 2014 12:37 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» العز والصولة في معالم نظام الدولة
جاك دريدا Emptyالجمعة أغسطس 15, 2014 2:41 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  التاريخ السياسي للمغرب العربي الكبير ( 12 مجلدا )
جاك دريدا Emptyالخميس أغسطس 14, 2014 11:10 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  كتاب حول تاريخ الحضنة والمسيلة وما جاورها
جاك دريدا Emptyالإثنين يوليو 28, 2014 11:23 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  كتاب مهم في الانساب الجزائرية
جاك دريدا Emptyالإثنين يوليو 28, 2014 11:22 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

سحابة الكلمات الدلالية
المسلمين المغلق الظواهرية الفلسفي الامام مقالة نظرية مقال الفلسفة محمد الفلاسفة فلسفة البحث الحرب العالمية النسق سقراط المنطق السؤال الانسان الفيض الذاتية اللغة الفكر الحيوان الموضوعية

 

 جاك دريدا

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عادل مومن
عضو رائع
عضو رائع



عدد المساهمات : 62
التقييم : 8
تاريخ التسجيل : 03/09/2010

جاك دريدا Empty
مُساهمةموضوع: جاك دريدا   جاك دريدا Emptyالسبت سبتمبر 04, 2010 3:24 am


تمهيد:
لقد كانت الفلسفة الغربية ابتداء من أفلاطون وصولا إلى هيدجر تعطي الأولوية للكلمة المنطوقة والحية على الكتابة،وكذلك لما تقوم به من دور ثانوي ومن هذا المنطلق يعد الخطاب الدريدي مهدما لأسس هذه الميتافيزيقا الغربية أي تفكيك المركزية الغربية سواء تعلق بالفلسفات المثالية كفلسفة أفلاطون ،أو البنيوية ما تمثلها أعمال ليفي ستروس أو الفينومينولوجيا كما بشر بها أدموند هوسرل خاصة في فكرة ميتافيزيقا الحضور أو الفلسفة الوجودية عند مارتن هيدجر.
فدريدا يقوم بقراءة هذه النصوص و يحاول كشف التناقض و أصلها حتى ينهار النص وتصبح جميع أفكاره غير مرتبطة ودريدا لا يسعى من وراء هذه العملية إلى بناء فلسفة بديلة ولذلك سميت فلسفة بلا مركز.















أولا: جاك دريدا "حياته،فلسفته،مؤلفاته":
أ-حياته:
ولد جاك دريدا في الخامس عشر من شهر جويلية 1930،بالأبيار بمدينة الجزائر من عائلة يهودية،وبسب هذه الأخيرة تعرض لطرد من المدرسة بموجب قرار1940،لكنه واصل تعليمه بمدرسة يهودية خاصة.
كان دريدا يحلم بأن يكون لاعب كرة قدم،رسب في امتحانات الباكالورياء،قرأ لروسو،نيتشه،ألبيركامو.
- 1952-1953 التحق بمدرسة المعلمين العليا للأساتذة وتعرف على التوسير
- 1954 كتب حول هوسرل "أطروحة"كمشكلة تكوين فلسفة هوسرل وتعرف على فوكو وحصل على منحة إلى جامعة هارفارد بأمريكا.
-1957-1959 أدى الخدمة العسكرية.
- 1964 تحصل على جائزة الابستمولوجيا الحديثة عن ترجمته لكتاب الفيلسوف:هوسرل أصل الهندسة
- 1967-1968 قام برحلات في أوربا وخارجها.
- 1971 أقيم المؤتمر العالمي للفلسفة وشارك هو بمقال بعنوان "التوقيع،الحدث،السياق" ورد فيه على نظرية الأفعال الكلامية لأوستن.
- 1983 أنشأ المعهد الدولي للفلسفة الذي تولى إدارته حتى1985،وقام فيما بعد بالتدريس في معهد الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية
- 1988 قام برحلة إلى القدس.
- 1992 تحصل من جامعة كامبردج البريطانية على درجة الدكتوراه الفخرية .



ب- فلسفته:
أسس مشروعه-المدرسة التفكيكية- في تحليل الأدب واللغة والفلسفة... ركز فيها على آليات المقاربة التفكيكية للنصوص.
لقد وجه جاك دريدا في معظم كتبه نقدا لاذعا للمقولات الفكرية التقليدية وسعى جاهدا لقهر التقسيم التقليدي بين الخطاب الفلسفي والخطاب الأدبي،والتقسيم الذي يقترحه ينهض أساسا على ما يصطلح عليه للتمركز حول العقل"logocentrisme" ومفاده هو دراسة الميتافيزيقا الغربية التي تبطل جميع المعاني التي لا تتطابق أو تتمثل للمنطق العقلي المتمركز والغير المتناقض.
انطلاقا من مسألة الكتابة،ولم يرق له تفوق الكلام على الكتابة في الفكر الغربي،فقام بهدم أساسها وهو المركزية اللوغوسية وأكد أن الفلسفة لا يمكن أن تصير سلاحا ماضيا في التقدم السياسي إلا بالكتابة،أما الكلام فيبقى وسيلة للتسلط .













ج- آثاره:
1-introduction et traduction de l'origine de la géométrie de Husserl 1962.
2-lécture et différance 1967.
3- la voix et le phénomène 1967.
4- de la grammatologie 1967.
5- position 1972.
6- la dissémination 1972.
7- margres de la philosophie 1972.
8- la faculté de juger 1985.
9- Heiddeger et la question 1990.
10- de l'esprit 1990.
11- lethique du don 1992.
12-adieu à Emmanuel lévinas 1997.
13- le droit a la philosophie 1997.
14- demeure 1998.
15- sur parole 1999.
16- le toucher 2000.







ثانيا: جاك دريدا في مواجهة أفلاطون وسوسير:
أ-أفلاطون:
يعد نسق أفلاطون الأعلى تطورا في الفلسفة اليونانية سواء من حيث التطبيق أو من حيث المنهج فهو ينظر إلى العالم بنظرة روحية ولديه ثقة بمقدرة العقل للوصول إلى الحقيقة،يقول عنه " ويل ديورانت":" إن الصعوبة في فهم أفلاطون تكمن في هذا المزيج(...) بين الفلسفة والشعر،والعلم والفن حيث لا نستطيع أن نذكر أي نوع من الحوار يتحدث الكاتب وفي أي شكل،وهل هو حرفي أو مجازي،وهل هو مازح أم جاد،إن حبه للمداعبة والتهكم والخرافة والأسطورة يتركنا في حيرة أحيانا ونستطيع أن نقول عنه أنه لا يقوم بالتدريس إلا مستعينا بالأمثال" .
ويعتبر أفلاطون مثاليا بالدرجة الأولى،لأنه قام بتقسيم العالم إلى معقول ومحسوس وأن الحقيقة المطلقة موجودة في العالم الأول،وبناءا على هذا التقسيم ظهرت ثنائيات عديدة ونذكر من بينها:الكلام والكتابة،هذه الأخيرة اعتبرها مشوهة للحقيقة ونظر إليها نظرة عدائية،يقول في هذا الصدد:" الكتابة هي من الود بالضرورة لأنها خارجة عن دائرة الذاكرة،ولأنها لاتنتج علما ولكن رأيا ولأنها أيضا لا تنتج حقيقة ولكن مظهرا" .
وهو لا يختلف عن أستاذه سقراط الذي كرس حياته لدحض آثار الكتابة وعواقبها الوخيمة على عقول الشباب ونظم المدينة وقوانينها في مواجهة ألاعيب السفسطائيين،يقول أفلاطون:" إن علم الكتابة هو بمثابة معرفة ميتة وجامدة...داخل المكتبات(...) قل هذا غريب عن المعرفة وعن الديالكتيك غرابة الفارماكون pharmakon عن علم الطب" .
هنا شبه أفلاطون الكتابة بالفارماكون من حيث غموضه فهو يعني السم والدواء إذ يتعين علينا الحذر من هذا الدواء القابل للتحول وبالإضافة إلى هذا يذهب أفلاطون إلى القول بأن الكلام شبيه بالأب والكتابة ابن ضال ،ضائع،بائس،... والكتابة تتعارض مع اللوغوس كتعارض الظاهر مع الحقيقة، وعلى هذا الأساس توجد ذاكرتين "حسنة وقبيحة" "hyponnesis , mnéme"،ذاكرة حية "حسنة" وهي داخلية أو حضورا أمام الذات والذاكرة الميتة خارجية"سيئة" تحاكي المعرفة المطلقة وتأخذ اسم الكتابة هذه الأخيرة يجب تجاهلها أو الأفضل عدم اللجوء نهائيا إلى هذا الفارماكون هذا الدواء الذي أتى ليخفي ضعف الذاكرة الحسنة،ذاكرة الذات نفسها .
ونرى أن دريدا يعمل على تقديم أفلاطون على أنه المؤسس الأول لأحكام القيمة التي أضيفت إلى ما يسمى بالكلمة الحية والتي أدت إلى نقص وظيفة الكتابة وأول ما قام به هو:محاولة فك نص فيدروس،ووجد ما يبحث عنه وهو مفهوم العقارpharmakon والذي يعتبر مفهوما أساسيا بالنسبة لأفلاطون-كما ذكرنا سابقا- وهو ملتبس ومتناقض والكتابة تمثل لدي دريدا عند استنطاقه للنص الأفلاطوني بأنها تنتمي إلى عالم الإبدال وإقامة حضور زائف وليس أصلي،كما يميل إلى نزع الدلالة الحية للصوت،ونجد أن مفهوم الفاركمون يعمل على ازدواجية المعنى وهو نقطة نقد دريدا الذي يعني انفراجة اللاهوتية أوالموقع المتحرك للبنية،فهو ليس بموجود حاضر ولا بموجود غائب إذن هو الاختلاف المرجأ هذا التأرجح بين السلب والإيجاب هو غياب الهوية .
ب-سوسير:
يعتبر فرديناند دي سوسير في نظر اللسانيين هو المؤسس الأول للبنيوية العلمية ولكنه في نظر جاك دريدا يعتبر امتدادا للتمركز حول العقل ولكن دون أن نتغاضى عن أهم النقاط التي يأخذها منه وأهم الركائز التي اعتمدها سوسير هي:
1- مبدأ اعتباطية العلامة بين الدال والمدلول.
2- وانتفاء القيمة الذاتية للعنصر اللغوي واعتماده في امتلاكها على العناصر الأخرى في السلسلة والنسق،وهو مايتيح وضع دريدا الكتابة قبل الكلام.
ودريدا يحملنا على أن نصدق بأن العلامات:"الاختلاف في حقيقته إحالة إلى الآخر وإرجاء لتحقيق الهوية في انغلاقها الذاتي،كذلك تكون فكرة الحضور،فكرة مشتقة وليس أصلا،لأن الاختلاف هو الأصل وهو الذي يترك أثره كاختلاف لدى الآخر،والأثر هو الأصل المطلق لكل معنى ولكل دلالة ولما كان الأثر دون أصل فإن المعنى أيضا يفقد كل مصدر يعود إليه وبذلك تتلاشى مشكلة الحقيقة والمعرفة والأصل الأول ولا يبقى إلا عالم بريء صالح للتأويل" .
والعلاقة بين الدال والمدلول واللذان يعتبران في نظر سوسير وجهان لعملة واحدة وباجتماعهما تولد لنا العلامةSIGNE يقول دي سوسير:" وذلك لتعريفنا العلامة أنها مجموع ما ينجم عن ترابط الدال بالمدلول" ،ولكن في المقابل نجد دريدا يقول:" أن المدلول غير قابل إطلاقا لأن ينفصل عن الدال،وبأنهما معا يشكلان وجهي إنتاج واحد ووحيد،وقد عبر سوسير بوضوح عن رفضه لمطابقة هذه الثنائية أو هذه الوحدة ذات الوجهين مع ثنائية الجسد والروح ،كما جرت العادة من قبل" .
وهو الأمر الذي نقده دريدا ليس سوى صياغة أخرى لمفهوم الكلام والكتابة الميتافيزيقية واللسانيات في مكان واحد وهو ما أدى الثنائية القطبية للمفاهيم الميتافزيقية ، الواقعي / المثالي،الجسد/الروح.
لقد علق دريدا على التمييز الحاد بين الدال والمدلول إذ أنهما ينفصلان فقط عندما يكون أحدهما نهائي،غير قادر على الدلالة على أبعد من ذاته أوعلى أي معنى آخر،وإذا كان ذلك غير ممكن كل مدلول سيستعمل بدوره كدال وتتشكل دلالية لا نهاية لها .
ونقد كذلك فكرة اعتباطية العلامة،يقول سوسير:" إن الرابط الجامع بين الدال والمدلول هو اعتباطي وببساطة أكثر يمكن القول أيضا:إن العلامة اللسانية هي اعتباطية...وهكذا ففكرة"أخت" لا ترتبط بأي صلة داخلية مع تعاقب الأصوات،أ،خ،ت،تلك التي تقوم مقام الدال بالنسبة لها" ،إذن الاعتباطية هي العلاقة الوحيدة بين الدال والمدلول،كما أن هناك انحطاط للكتابة وإعلاء للكلام في نظر دريدا وبالمقابل فإن الكتابة تمثل الحرية أو عنصر عدم التحديد داخل كل أنظمة التواصل ،يقول سوسير في نقده:" ويتفق أيضا أن تتردد الكتابة لعدم ثبوتها ولبحثها عن قاعدة ومن هنا تأتي الرسوم الكتابية المتموجة" .
ومنه يمكننا في الأخير أن نختم كلامنا هذا بمقولة دريدا المتمثلة في :" ورغم ذلك لم يكن لسوسير سوى تكريس التقليد" .



























ثالثا:جاك دريدا في مواجهة روسو وليفي ستراوس:
أ- جان جاك روسو:
يرى دريدا أن هناك سمة مشتركة بين جميع فلاسفة التمركز حول الصوت وهي تقابل بين الطبيعة والثقافة هذه الأخيرة نتجت عن عدم اكتفاء الإنسان الأمر الذي ولد له الرغبة في العيش مع الجماعة واعتبار أن الأولى هي مرحلة بريئة وأصلية وسعيدة فالتطبع إذن مكمل للطبيعة،وهو ما نتج عنه تقابلات تقليدية أخرى مثل:" الصحة والمرض،النقاوة والتلوث ، الخير والشر،الكلام والكتابة"،إذ يمثل كل طرف الأول مفضلا لدى الفلاسفة السابق ذكرهم .
ويتجلى هذا الأمر بوضوح لدى روسو في كتابه" أصل اللغات"،"تأملات متجول وحيد" التي عدت في نظر دريدا طريقا رئيسيا للتمركز حول الصوت في خطاب روسو،فالصوت عند روسو هو صوت الضمير الحي،وإحساس الوجدان الصادق أما زيف الكتابة ومحاسنها وزخارفها الشكلية فهي تهدد الصوت الحق والضمير الحي،فالصوت إذن حسب روسو هو القدرة الوحيدة المتماشية مع الحضور والتزامن مع الذات ومخلص للنفس الصادقة مع نفسها .
ومن هنا لا نجد غرابة في دخول الكلام والكتابة في ثنائية متضادة فالصوت ينشأ جياشا وقويا لدى الشعوب البدائية لكنه سرعان ما يضطرب ويفسد وتعتريه عوامل الانحلال وتتحول اللغة الشفهية إلى لغة مكتوبة،ويبرز روسو كذلك أهمية الصوت الجميل،مثل:الميلوديا أو ما يسميه روسو بالنغم الطبيعي في مقابل الهرموني وهي موسيقى مصطنعة .
هذه هي مجمل آراء روسو في الكلام والكتابة،أما أهم انتقادات دريدا:أن روسو عندما يصف حدثا أو ظاهرة ما ينتهي إلى الاعتماد على الطرف المكمل في التقابل ولا توجد طبيعة مكتفية بذاتها غير مكملة بل أن الطبيعة دوما وبشكل مسبق كيان كمل إلى جانب التشكيك في اللغة الميتافيزيقية،ولكن يقبل بضرورة العمل في إطار تلك اللغة،ومن جهة أخرى يرى دريدا أن روسو يناقض نفسه إلى درجة أنه عوضا أن يثبت أن الكلام أصل اللغة،وأن الكتابة زائدة ومتطفلة،نجده يثبت أولية الكتابة .
ب- كلود ليفي ستراوس:
لم يكتف جاك دريدا بنقده لأفلاطون وسوسير بل تجاوز ذلك إلى روسو وليفي ستراوس هذا الأخير الذي ناقش معه مفهوم الأنثرولبولوجيا وليس هي فحسب بل البنيوية بصفة عامة علما أنه هذا العلم(الأنثربولوجيا) يهتم بمعرفة الإنسان الأولى وتعنى دراسة فكره وسلوكه اللذين يتضحان من خلال أشكال التعبير اللغوي ومن خلال أنماط السلوك التي تكيف العلاقات الاجتماعية التي مصدرها العقل البشري وذلك وفق نظام بهدف الوصول إلى نظام العقل وهذا المنطق لا يخص العقل البدائي وحده،حسب ستراوس بل يخص العقل البشري بصفة عامة .
هذا من جهة ومن جهة أحرى عند انتقالنا إلى المجال التطبيق عند ستراوس فإننا نجد ثنائية متعارضة سيطرت على جميع أبحاثه ونعني بها ما سماه بالطبيعة والحضارة ذلك أن الإنسان انتقل من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية وهو لم يتم دفعة واحدة بل تم على دفعات ومن الأمثلة التي قدمها ستراوس فن الطبخ،فنجد هناك عدة تقابلات عند ستراوس مثل :طازج/فاسد،مشوي/مسلوق.
يرى ستراوس بأن اللحم المشوي يوضع إلى جانب الطبيعة أما المسلوق فإلى جانب الثقافة،وذلك لأن المشوي يطهى مباشرة أما المسلوق فهو يتطلب إناء وماء والإناء هو من صنع الثقافة ، ومن هذه الأمثلة يتبين لنا أن نصف بنيوية ستراوس بأنها بحث عن البنيات الثابتة التي تعكس التفكير البشري ويرى دريدا أن ستراوس عندما يصف حياة القبائل في المرحلة الطبيعية وكيفية انتقالهم للمرحلة الحضارية،يحمل الشعور بالذنب الذي ينتج عن هذا التلاقي ويعتبر ستراوس أنه يجب البحث عن الوحدة الأصلية للكلام التي ضاعت بمجيء الكتابة هذه الأخيرة تمثل وسيلة لاضطهاد العقل البدائي واستعماره،ولكن دريدا يرى أنه لا توجد صحة أو أصالة صافية بل إن فكرة البراءة الضائعة وهم رومانسي وهي ميتافيزيقا الحضور تتجاهل الطبيعة الذاتية للحياة الاجتماعية .






















رابعا:جاك دريدا في مواجهة فرويد وجاك لاكان:
أ‌- سغموند فرويد:
إن مهمة التحليل النفسي تكمن في استحضار "كلام خفي" يبدو أن الذات البشرية تحمله في داخلها،وذلك في ترابط بمسارات نفسية لاشعورية تحدد ردود فعل تفلت من مراقبة الذات،فحقيقة الخطاب الإنساني تتعالى بدون انقطاع على المعنى الذي يدعي الفكر الواعي منحه إياه،والخاصية الأساسية التي تميز هذا الخطاب هي عدم شفافيته بالنسبة لمن يتفوه به،إن المسارات النفسية اللاشعورية تمارس على الأفعال الفردية دفعا وضغطا لايمكن للإرادة الواعية مقاومتها،وتأكيدا على أهمية اللاشعور يقول فرويد إنه لا يبالي بأي اعتراض على واقعية اللاشعور وحقيقته،فاللاشعور هو واقع لا يمكن إنكاره لأنه يتمخض على آثار واقعية ملموسة ومدركة كالسلوك الوسواسي .
لقد كان دريدا في إطار تفكيره في اللامفكر فيه ضمن الفلسفة والمسكوت عنه أو المكبوت ضمن الميتافيزيقا قد أوضح العلاقة بين الحضور أو الوعي والصوت .
ومنه نقول بأن الكتابة واللاشعور ليس لهما مكان، هذه أهم نقطة أخذها دريدا عن فرويد فإذا رجعنا مثلا إلى التحليل النفسي والأدب نجده غالبا ما يقوم بتحليل النص الأدبي فإنه يحترم المدلول أكثر من الدال.
وفي كتاب تفسير الأحلام لفرويد1900"the interpretation of dreams"،انتهى إلى أنه من الملائم أكثر أن يشبه الأحلام بنظام الكتابة وليس بالكلام،ولكي يعبر عن العلاقات المنطقية زمنية الغربية في الأحلام استعمل فرويد باستمرار الكتابة الأبجدية والكتابات الغير صوتية بصفة ورموز الأحلام لها أكثر من معنى ومثال مايقوله فرويد نجد مادان ساروب يقول في معناه:" في ملاحظة حول لوحة الكتابة السحرية" 1925note on the mystic writing pad " استعمل فرويد جهاز كتابة كناية عما يجري في العقل(...) ذهب فرويد إلى أن بناء هذا الجهاز يشبه إلى حد بعيد بناء جهاز الإحساس أو الإدراك عند البشر،فهو يتوفر على مساحة على استعداد دائم للاستقبال وبإمكانها الاحتفاظ بآثار دائمة لما يكتب عليها،وتمثل لوحة الشمع اللاشعور" ،وبمعنى آخر وجد فرويد في هذا الجهاز النموذج الذي يحتوي على إشكالية العقل أي مساحة عذراء لكنها في نفس الوقت قادرة على الاحتفاظ بآثار مستمرة لما تستقبله من أحاسيس،ويرى فرويد أن إحداث أثار دائمة في جهاز العقل يجعل الإدراك المباشر مستحيلا،أو بمعنى آخر لدينا "آثار ذاكرية" أو علامات لا تشكل جزءا من الذاكرة الواعية ولكن يمكن إحياؤها وإدخالها في الوعي بعد زمن طويل من حدوثها،وهي تؤثر علينا .
أما إذا رجعنا إلى أهم انتقادات دريدا له نجده يقول بأن لغة فرويد تبقى ميتافيزيقية ويظهر ذلك مثلا أنه يرفض جدالات الفلاسفة،كذلك يرفض الحديث بإسهاب عن صراعات حول الكلمات ويرفض أن يأخذ بعين الاعتبار الاشتقاقات اللغوية ولكن مع هذا فإن دريدا يدخل فرويد في نصوصه .
كذلك خضوعه لنزعة وضعيةPOSITIVISME معينة كذلك نجد أن الأثر عند فرويد يرتبط بالذاكرة الوراثية أما الأثر عند دريدا فيظهر مع قول هذا الأخير على لسان سارة كوفمان:" الأثر في كونه حضورا ولكنه حضور يتصدع،يتحرك،يطرد،ليس له مكان على وجه التحديد (الإمحاء ينتمي إلى بنيته) " .
وليس في وسعنا أن نقرر كذلك أن دريدا ذهب ابعد من فرويد في مسالة الإلهام بالأماكن التي تبدو ملساء منطقية جدا أو عوجاء عديمة الترابط إذ يرى دريدا أنه يجب أن نركز على لحظة قصيرة ومهمة جدا في النص حيث تكمن براعة الكاتب .
ب- جاك لاكان:
إن من أقوال جاك لاكان الشهيرة أن بنية اللاوعي أو اللاشعور شبيهة ببنية اللغة بل أن اللغة شرط إذن للاشعور إذن العلاقة القائمة بينهما تكون أولا عن طريق التوترات والصراعات النفسية،فقد أسهمت في تكوين بنية اللغة الإنسانية في المقام الأول وفي المقام الثاني كذلك،فاللغة هي واسطة التحليل النفسي الوحيدة ومثالنا على ذلك:عندما يتحدث المريض عن أحلامه ويقاطعه المحلل ويضع تصوراته حول ذلك الحديث فإن اللاوعي لا يتبدى لهما إلا في شكل واسطة لغوية وهنا إقرار من لاكان بأن اللغة تخلق اللاوعي،ولاكان استند في دراسة هذه العلاقة إلى تعريف سوسير للعلامة التي هي نتاج الدال والمدلول هذا من جهة ومن جهة أخرى يحاول لاكان في كل أعماله أن يفضح الوهم القائل أن الذات والأنا شيء واحد حيث يرد الكوجيتو الديكارتي ويقول:" أنا أفكر حيث أنا غير موجود،إذن أنا موجود حيث لا أفكر،أو أفكر حيث لا يمكن أن أقول إني موجود" .
ويبدو مما ذكر سابقا أن أهم الانتقادات التي وجهها دريدا إلى لاكان عديدة،لكن يجب أولا أن نذكر نقاط التوافق ما بينهما: قابلية المدلول للتغير،وعلى إمكانية توظيفيه كدال بدوره،ومن جهة أخرى أنهما يهتمان بالنظريات اللغوية الضد وضعية والضد يقينية وكلاهما يعي بشكل عميق مجازية اللغة وكذلك تأثير فرويد عليهما فيما يخص معاملة اللاشعور والحلم كنصوص أي يهتمان بطرق القراءة وأساليب الكتابة كما تطرقا إلى العلاقة بين الطبيعة والثقافة و السؤال المطروح: ماهي النقاط التي نقد فيها دريدا لاكان؟ .
أولا:نجده أنه يعتبر اللاشعور منبع الحقيقة كما يعتبر لاكان نفسه كاشفا عن فرويد الحقيقي أو الصحيح ويشكك دريدا في مواقف لاكان حول الحقيقة،الأصالة،والموثوقية إلى جانب هذا يقول مادان ساروب:" ويرى دريدا أن لاكان يبالغ في تبسيط نصوص فرويد فالتحليل اللاكاني تصنع الحقيقة الكلمة للوغوس بانتظام ككلام أو صوت ويبقى التحليل النفسي علاجا بالكلام يتركز على الحقيقة الملحوظة أو المصوتة،كما يحذرنا أننا عندما نرفض أسبقية أو أفضلية المدلول على الدال –أي أفضلية المعنى على الكلمة- يجب أن لا نرضى رغبتنا في التسامي – أي الخروج من قبضة هذا التقابل- بإعطاء الأفضلية للدال-الكلمة عن المعنى- ويرى أن ذلك هو بالضبط ما يفعله لاكان" .



خامسا:جاك دريدا في مواجهة هوسرل ونيتشه:
أ- إدموند هوسرل:
لقد كان هوسرل مؤسس وواضع المنهج الفينومينولوجي الذي كان له أبلغ التأثير على الفلسفات المعاصرة أو اللاحقة وذلك لما يتضمنه من قيمة فكرية عميقة وقد كانت أعمال هوسرل الفلسفية تعتمد على ضروب متعددة من التحليلات العميقة،فلقد كان يرى بأن المنطق هو الميدان الذي ينحصر في إعطاء المدلولات فإننا عند إدراكنا لمعنى اسم أو موضوع،فإن الذي يعنيه حد منطقي أو آخر لايمكن أن يعد أبدا جزء من قوة الإدراك نفسها بل مجرد دلالة عن ذلك الاسم أو الموضوع .
كما أن هوسرل يرى بأن العلامة تنقسم إلى:
أ‌- التعبير:مقصد المتكلم:المعنى المجرد للعلامةescression.
ب‌- الإشارة:لها وظيفة تحدث دون معنى مقصودindication
ودريدا يرى في هذا التقسيم بأنه يحمل دلالة أيديولوجية كما فيه من محاكاة(ع-ط)،ومن جهة أخرى فإن هوسرل حاول تأسيس صور واقعية لغوية دقيقة،كما أن هوسرل يرى بأنه حاول توحيد الفكر الغربي في إطار غائية "لا متناهية" هي الميتافيزيقا القائمة على الحضور والعلامة تميل إلى الكتابة الصوتية-التعبير- على حساب الإشارة ،حيث يرى أن التعبير المجرد سوف يحتاج إلى عنصر دلالي وكما أن العلامة لا يمكن أن تدل على شيء مغاير لذاته،أي ليس هناك مدلولا مستقلا عن دال وإن كان المدلول ليس له جميعا له مجاله المستقل.
فلا يمكن القول أن دالا معينا يدل على مدلول معين كما لا يمكن الخروج من نظام الدوال،مما ينتج أن الحضور الكامل مستحيل وهنا تظهر ميتافيزيقا هوسرل وهي تبجيل الكلام الذي هو في نظم الصوت الداخلي للوعي أي عندما نتكلم مع أنفسنا،أي عندما أتكلم أسمع نفسي فانا اسمع وأفهم في نفس الوقت الذي أتكلم فيه وهو مبدأ الصوت"المونلوج" .
عكس الكتابة التي تحتاج إلى وسيط يرتبط بلحظة ومكان وهي وسيلة اتصال من الدرجة الثانية وهي دائما على بعد من الوعي وهي شكل حيث والمعاني عند الكتابة تهدد بالإفلات من رقابتي إذن تحرمني الكتابة من الوجود أو الكينونة،إذن هي صورة باهتة ميكانيكية للكلام .
يقول دريدا:" لقد كان هوسرل في كتابه أبحاث منطقية(...) واسم التمايز بين المعنى في امتداده الأكثر عموميةSinn والمعنى كملفوظ لساني أو منطقي أي معنى بوصفه دلالة" .
ب-فريدريك نيتشه:
يعتبر نيتشه من أعظم الفلاسفة الألمان وخاصة وان فكره مزيج بين المثالية والتفاؤلية،لأنه يفكر في الوصول إلى عالم إنساني حقيقي وخاصة في فكرة-السوبرمان-،أو الإنسان المتفوق السامي،وتعتبر أفكاره ثورة عنيفة على جميع القوانين والقيم والشرائع والأديان والمثل والمبادئ والتي كانت بمثابة حجر أما إرادة الإنسان القوية الحرة وهدمهم لأركان الحرية وهو في فلسفته يسخر من هذه المفاهيم والتي كانت شائعة في عصره،وقد هاجم الدين المسيحي وزعزع أركان اللاهوتيين والكنسيين بنقده اللاذع،وأطلق على أتباع الكنسيين بالكلاب العرجاء ،وكان يمجد الحرية المطلقة ويدعو لها .
ومن هذا المنطلق يعتبر ممهدا للفلسفة الوجودية وبخاصة في أفكار هيدجر ودريدا بصفة خاصة،وخاصة فيما يتعلق بفكرة هدم الميتافيزيقا الغربية،إبتداءا من أفلاطون وصولا إلى هيدجر أب المثالية أي العقلانية في صورها المختلفة،نيتشه يحاول نزع القناع الذي يتميز به الخطاب الفلسفي وهو محاولة استناده إلى العقل .
والعكس أنه يستند على الاستعارة،وبهذا استسلم الخطاب الفلسفي لإغراءات اللغة ،أي قد افتتنوا بالنحو مثاليته،فهذا الأخير يحاول إقامة قواعد ثابتة للغة المتغيرة،وهو ما نجده عند الفلاسفة الذين حاولوا البحث عن هذا الثابت وهو الوجود أو الكينونة"استعارة ميتة" وليس النهاية والاستعارة تصطبغ بالمقولات مثل :الوجود ،الذات ،الموضوع ،الجوهر ،الوعي ، و الاستعارة عند نيتشه يجب أن تكون مكونة للمفاهيم الفلسفية و لا تكون معقلنة،فنيتشه عندما يفكك ويندد بها يقوم بذلك من خلال اللغة ذاتها .
وأهم انتقادات دريدا له هي أن أعماله تتسم بالشك المنتظم و المتواصل في الميتافيزيقا وفي قيمة الحقيقة والمعنى ونيتشه يرى أن هناك واقع فيزيائي واحد وراء تأويلاتنا أنما الاختلاف هو وجهات النظر وكذلك عدم وجود خلاصات نهائية،ونحن لا نستطيع الإفلات من قيود اللغة وإذا كنا في رأي نيتشه إننا سجناء وجهات نظرنا،فإننا نستطيع قلب وجهات النظر هاته بقدر المستطاع مفككين بذلك وجهات النظر المضادة مثل:الجسد،العقل.
ودريدا يتفق معه بعدم وجود دلالة أو معنى حرفي صحيح مماثل لنفسه،مطابق لها،بل وجب شرح الخطاب الفلسفي وتأويله،ويرى دريدا أن نيتشه يشكك في الطمأنينة الذاتية ليقينية الشعور .













سادسا: جاك دريدا في مواجهة هايدغير:
أ- مارتن هايدغير:
يعتبر مارتن هايدغر أستاذ دريدا والذي استفاد منه هذا الأخير استفادة كبيرة حيث يقول: "إن ديني لهايدغر من الكبر بحيث أنه سيصعب أن نقوم هنا بجرده والتحدث عنه بمفردات تقييمية أو كمية إنه هو من قرع النواميس نهاية الميتافيزيقا وعلما أن نسلك معها سلوكا استراتيجيا يقوم على التموضع داخل الظاهرة وتوجيه ضربات متوالية لها من الداخل" .
إذا العلاقة بينهما كوم الأول هايدغر معلما وأبا للأخر خاصة في موضوع وميدان هدم الميتافيزيقا والإطاحة بها،ومنه يقول دريدا في كتابه"مواقع وحوارات" ما يلي:" ...إني،وكما ذكرتما في سؤالكما،أصر على أن هايدغر ذو أهمية قصوى بالنسبة لي،وبأنه يشكل تقدما نحن ما نزال بعيدين عن استغلال كل موارده النقدية" .
إن هايدغر يرى أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يسأل عن وجوده وذلك عن طريق القلق وهذا الأخير يكشف لنا عن وجوده بواسطة العدم يقول هايدغر: " ففي القلق لا نستطيع أن نقول ماهو الشيء الذي نشعر إزاءه بالضيق" .
ويقول أيضا:" العدم يكشف عن نفسه بالقلق ولكنه لا يكشف عن نفسه بوصفه موجودا كما أنه لا يعطي لنا بوصف موضوعا،وليس القلق هو فعل تصور العدم ومع ذلك فإن العدم يكشف بواسطة القلق وفيه(...) إن العدم يتمثل في القلق" .
وهايدغر يضع مواصفات للوجود الأصيل مثل العلو والتجاوز وما إلى ذلك ،وهايدغر كذلك بعد الحرب العالمية الثانية توجه إلى دراسة هذا الكائن الحسي" الدازاين" انطلاقا من لغته فقد يعرف هذا الأخيرة بأنها بيت حقيقة الوجود أو الكينونة،واللغة لابد لها من مؤول وهذا المؤول هو الإنسان لكن هايدغر يرى بأن الكلمة لم تظهر على السطح،إلا تحت دفع الوجود وظهور الكلمة هو الذي جعل الإنسان مؤول للوجود أي أن الإنسان هو الذي طرح مشكلة السؤال عن الوجود،ومنه يقول دريدا:" وقد قمت ضمن ما قمت به بتحليل ذلك بخصوص الزمن باعتباره "أفقا متعاليا لمسألة الكينونة" في الكينونة والزمن لهايدغر أي في نقطة إستراتيجية حاسمة" .
ويقول هايدغر أثناء مناقشته لأهمية الكلمة وذلك في محاضرة ألقاها بعنوان"هيلدران" وماهية الشعر: " فلا بد أن تمنح اللغة الإنسان،فاللغة نعمة بالنسبة للإنسان،ولكن كطيف كانت اللغة،أخطر النعم؟؟ إنها خطر الأخطار جميعا لأنها هي التي تبدأ بخلق إمكانية الخطر (...) وبفضل اللغة يجد الإنسان نفسه معرضا بوجه عام للمنكشف وهذا المنكشف باعتباره موجودا يحاصر الإنسان ويشغله في آنيته(...) واللغة هي التي تنشأ عن هذا النحو إمكانية ضياع الوجود" .
وهكذا ،فإن الدازين يوجد مقذوفا داخل اللغة،أو ثقافة هما دائمة لغة الآخر وثقافته مهما تكن درجة ارتباطه بهما،وعندما يذكرنا هايدغر بأنه ينبغي علينا أن نفهم الفهم بمعنى "المعرفة التي ينبغي أن تؤخذ" وأن نفهم،فمن الواضح أن الأمر هنا يتعلق بمقدرة معينة على الوجود تخفي عجزا أساسيا .
هذه جل آراء هايدغر في اللغة ومن هنا سنتطرق الآن إلى ميتافيزيقاه والتي كانت النقطة التي نقده فيها دريدا،فهايدغر مثلا:قد تجاوز الميتافيزيقا التي كانت على مستوى محسوس إلى المستوى الأنطولوجي"نيتشه" لكن هايدغر في نظر دريدا ضحية من ضحايا الميتافيزيقا الغربية،ويتجلى هذا بوضوح في عباراته التالية:" ولا تستطيع الآنية أن تقيم علاقة مع الوجود إلا إذا بقيت داخل العدم،وتجاوز الموجود،غير أن هذا التجاوز هو الميتافيزيقا نفسها،وهذا يتضمن أن الميتافيزيقا تؤلف طبيعة الإنسان،...فهي ليست تخصصا محصورا على الفلسفة المدرسية كما أنها ليست ميدانا مغلقا للشطحات الخيالية،إن الميتافيزيقا هي الحدث الأساسي في الآنية إنها الآنية نفسها" .
وتعتبر هذه المقولة أبلغ حجة وأكثر وضوح وأعمق تصوير في عظمة الميتافيزيقا وعلو منزلتها،وأهم ميتافيزيقا يهتم بها هايدغر هي ميتافيزيقا الحضور والغياب التي انتقدها دريدا فيما بعد من خلال عودته إلى النصوص واكتشاف المفارقات التي تتحدى التناسق الفكري وتماسكه،حيث أن ميتافيزيقا الحضور عنده تعني زمانية الوجود والتي تدل على أن الحاضر هو الآن ،والماضي هو ما وجد بينما المستقبل هو ما سيكون وكليهما يعتمد على حضور الحاضر،وسنعود إلى هذه المسألة بالتفصيل في الفصل الثاني وخاصة أهم الانتقادات التي وجهها دريدا له،وما يسعنا إلا القول أن أنطولوجيا هايدغر قد سعت إلى تحرير الفعل من سلطة الوهم من أجل تجاوزه من خلال اصطناع منهجية جديدة في التفكير تهتم وتؤكد على السؤال أكثر من اهتمامها بإجابة ممكنة


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
souf_mani
من قدامى المحاربين
من قدامى المحاربين
souf_mani


عدد المساهمات : 865
التقييم : 13
تاريخ التسجيل : 04/09/2010
العمر : 37
الموقع : في الجنة إن شاء الله

جاك دريدا Empty
مُساهمةموضوع: رد: جاك دريدا   جاك دريدا Emptyالأحد سبتمبر 05, 2010 2:48 am

جاك دريدا 636821608
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://histoirphilo.yoo7.com/
مؤرخ المغرب الأوسط
المدير العام
المدير العام
مؤرخ المغرب الأوسط


عدد المساهمات : 1632
التقييم : 39
تاريخ التسجيل : 27/08/2010
العمر : 38
الموقع : مؤرخون وفلاسفة

جاك دريدا Empty
مُساهمةموضوع: رد: جاك دريدا   جاك دريدا Emptyالإثنين سبتمبر 06, 2010 4:04 am

مشاركة طويلة شكرا لك
اول مرة أقرا على هذا الفيلسوف اليهودي الأصل الجزائري المولد
معلومات جديدة
شكرا يا هايدغر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http:///histoirphilo.yoo7.com
 
جاك دريدا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آثا جاك دريدا
» لقاء مع جاك دريدا.. الإسلام والغرب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ๑۩۞۩๑ منتدى الفكر والفلسفة ๑۩۞۩๑ :: الفسفة الحديثة-
انتقل الى: