أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل والمشاركة معنا
إذا أعجبك المنتدى يمكنك أن تضغط على زر أعجبني أعلى الصفحة .... شكرا لزيارتك
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل والمشاركة معنا
إذا أعجبك المنتدى يمكنك أن تضغط على زر أعجبني أعلى الصفحة .... شكرا لزيارتك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


(( الحكمــة لله وحــده ، وإنمـا للإنسان الاستطاعـــة في أن يكون محبًا للحكمة تواقًا الى المعرفة باحثًا على الحقيقة )) سقراط.
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
المواضيع الأخيرة
» " فينومينولوجيا المعيش اليومي" من منظور المفكر مونيس بخضرة .
ما الفلسفة؟ Emptyالإثنين أبريل 17, 2017 2:59 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
ما الفلسفة؟ Emptyالسبت أبريل 15, 2017 2:26 am من طرف الباحث محمد بومدين

» كتاب فاتحة الفتوحات العثمانية
ما الفلسفة؟ Emptyالخميس أغسطس 18, 2016 2:21 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» برنامج قراءة النصوص العربية
ما الفلسفة؟ Emptyالخميس أغسطس 18, 2016 2:12 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» إشكالية الحرية فى الفكر الفلسفى
ما الفلسفة؟ Emptyالخميس ديسمبر 17, 2015 11:19 pm من طرف soha ahmed

» المغرب في مستهل العصر الحديث حتى سنة 1603م
ما الفلسفة؟ Emptyالأربعاء نوفمبر 25, 2015 8:24 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
ما الفلسفة؟ Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:41 pm من طرف الباحث محمد بومدين

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
ما الفلسفة؟ Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:33 pm من طرف الباحث محمد بومدين

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
ما الفلسفة؟ Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:30 pm من طرف الباحث محمد بومدين

» دخول اجتماعي موفق 2015/2016
ما الفلسفة؟ Emptyالجمعة سبتمبر 04, 2015 4:07 am من طرف omar tarouaya

» أنا أتبع محمد...
ما الفلسفة؟ Emptyالإثنين يناير 19, 2015 3:08 pm من طرف omar tarouaya

» بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة
ما الفلسفة؟ Emptyالإثنين ديسمبر 01, 2014 2:12 pm من طرف omar tarouaya

» مرحيا يالاعضاء الجدد
ما الفلسفة؟ Emptyالسبت أكتوبر 11, 2014 11:16 pm من طرف omar tarouaya

» لونيس بن علي، التفكير حول الدين ضمن الحدود الإنسانية للمعرفة
ما الفلسفة؟ Emptyالأحد أغسطس 31, 2014 12:55 am من طرف عبد النور شرقي

» تحميل كتاب الحلل البهية في الدولة العلوية الجزء الثاني
ما الفلسفة؟ Emptyالخميس أغسطس 28, 2014 1:33 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» في رحاب الزاوية الحجازية بسطيف
ما الفلسفة؟ Emptyالأحد أغسطس 17, 2014 12:37 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» العز والصولة في معالم نظام الدولة
ما الفلسفة؟ Emptyالجمعة أغسطس 15, 2014 2:41 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  التاريخ السياسي للمغرب العربي الكبير ( 12 مجلدا )
ما الفلسفة؟ Emptyالخميس أغسطس 14, 2014 11:10 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  كتاب حول تاريخ الحضنة والمسيلة وما جاورها
ما الفلسفة؟ Emptyالإثنين يوليو 28, 2014 11:23 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  كتاب مهم في الانساب الجزائرية
ما الفلسفة؟ Emptyالإثنين يوليو 28, 2014 11:22 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

سحابة الكلمات الدلالية
الفيض الفلسفي سقراط نظرية الفلسفة المنطق العالمية الفلاسفة مقال السؤال الذاتية المسلمين الظواهرية مقالة النسق الانسان الحيوان اللغة البحث الحرب الموضوعية فلسفة الفكر الامام المغلق محمد

 

 ما الفلسفة؟

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أحمد أمين
المدير العام
المدير العام
أحمد أمين


عدد المساهمات : 1016
التقييم : 25
تاريخ التسجيل : 02/09/2010
العمر : 39

ما الفلسفة؟ Empty
مُساهمةموضوع: ما الفلسفة؟   ما الفلسفة؟ Emptyالخميس ديسمبر 16, 2010 12:06 am

ما الفلسفة*
Qu’est-ce-que la philosophie?**

نريد إشراك القارئ العربي (المغربي أولا) في إدراك أهمية هذا الكتاب وقيمته الكبرى بالنسبة للمشتغلين بالفكر الفلسفي بوجه خاص . سنعرضه في جوهره وبجسده مكثفا كما هو قوته وشدته كما هي على قدر الإمكان دون نقد أو تعليق أو استنتاج أو تأويل ، لأنه خلاصة تجربة فلسفية ، خلاصة حياة فلسفية فكرية أرادت أن تكثف وتستجمع كل ما في الفكر والتفلسف من قوة وشدة وتعنف.
إن عنوان هذا الكتاب قد يوحي لأول وهلة بأن الأمر يتعلق بخطاب حول الفلسفة ، أو كلام عن الفلسفة ، أي كلام خارجي يتخذ الفلسفة موضوعا تفصلنا عنه مسافة نلاحظه نتأمله نحلله عن بعد بحثا عن ماهيته أو جوهره أو خصائصه ومكوناته وسماته المميزة . الأمر عكس ذلك . إن التفكير هنا يجري عن الفلسفة وفي الفلسفة ، تفكير في الفلسفة وإبداع فلسفي في آن واحد الخارج و الداخل هنا يتحطمان أو بعبارة أدق إن المفكر هنا (وهو أثنان : دولوز – جتاري) شبيه بشفرة (حلاقة) أو أرق منها يقف بين داخل الفلسفة وخارجها (باطنها) يمارس الفكر والابداع الفلسفي على هذين المستويين في آن واحد . ما يؤكد ذلك أننا نجد أنفسنا هنا في عالم وليس في خطاب في الفعل وليس في العلاقة ، نحن أمام عالم يعج بعناصر وأشياء وكائنات شبيه بمصنع أو بمرسم ، أنه عالم الأرض بكل ما تحمله من أشياء وكائنات ومظاهر وأفعال وقوى وحركات ومستويات : تخوم ، يم ، صهير ، فقاعات ، أبخرة ، ضباب وغيوم ، أمواج ، بروق ، أنوار ، نغم ، حل ترحال ، لبان ، ظلال ، ألوان ، حجر ، وميض ، أرخبيل ، طيران تحليق ، تفرد تجمع ، حرب ، تجارة ، تبادل ، صداقة ، عداوة ، تعاون ، تنافس ، سرعة لا متناهية ، حركات متناهية ، عقل ، خيال ، فهم ، جنون، وهم ، أهواء ، انفعالات ، أحاسيس كميات ، كيفيات ، غرب ، شرق الخ.
في هذا العالم يتم وصف ما هي الفلسفة وكيفية اشتغالها ، وممارستها والابداع فيها في آن واحد .
إبداع الفلسفة لما هي ، يتم هنا بعمليتين متداخلتين ومزدوجتين : تفكيك الصورة (الصور) التي كونت عنها أو كونتها هي عن نفسها ، وتفتيت كل الأحكام والبداهات والأوهام التي انتسجت حولها . ثم بناء أو إعادة بناء وتركيب صورة جديدة للفلسفة ، من العماء ، من ما قبل – الفكري – من الفكر ككينونة ، كفاعلية كطبيعة .
هذا العمل ليس وليد اللحظة الأخيرة ، ليس ظرفيا ، استجابة لطلب بداغوجي أو ديداكيتيكي أو أكاديمي ـ أو وليد اهتمام نظري مجرد مستقل بالموضوع . إنه على عكس ذلك خلاصة حياة أو تجربة فكرية كاملة دامت عمراكاملا تقريبا ، عمل دولوز قبل نهاية الستينات ، ثم عمله المشترك مع جاتاري بداية من ذلك إلى الآن . عمل (فردي أو مشترك) طبعته سمات فكرية شخصية متميزة ومميزة ومثيرة : مروق ، مزاج سخرية ، قلق ، توتر ، "رحيلة" رواقية ، كلبية كافكا ، (جيمس جويس أرتو ، لويس كارول) ، انحراف ، شذوذ ، قسوة ، ثورة ، حيوانية ، غموض ، إبهام، تمرد ، حرب عصابات ، كتابة متشظية لا استدلاليةلا خطابية ، تنقيب، تفكيك ، تشظية النصوص القديمة والعلم والأدب ، فصامية ، ضدية (ضد التحليل النفسي ، ضد الأفلاطونية ضد السلطة بمعناها عند فوكو وفي خطة ، ضد الرأسمالية الخ) من هنا يتبين أن كتاب : "ما الفلسفة ؟" الذي نحن بصدده ، ليس منتوجا معزولا يستجيب لمطلب فكري أو مهني ظرفي . بل هو كتاب يلخص "تجربة" فكرية طبعها اختيار وعنف "الانحراف" (بالمعنى الابداعي ، لا الأخلاقي) عن المسار التقليدي السائد للفكر الفلسفي الغربي . "تجربة" ممارسة التفلسف ليس كترديد وتكرار بل كإبداع وحرية وتحرر وثورة وتجديد .
إن التقدم في السن لم يفقد هذه "التجربة" أي شئ من عنفها وعنفوانها ورونقها وجمالها وإغرائها وقوتها وكثافتها . بل العكس : إن هذه المرحلة المتأخرة من العمر تتيح لحظة ممتازة لطرح السؤال "ما الفلسفة؟" والإجابة عليه بأقصى الصراحة والصدق والعمق والشمولية : اللحظة الفاصلة بين الحياة والموت ، لحظة الفراغ من كل الإكراهات والقيود ، ومن كل الاستعجلات والاندفاعات النظرية والعملية ، ومن كل الحسابات والاعتبارات الإنتمائية .
غير أن هذا السؤال كما يقول المؤلفان في مقدمة الكتاب ، لم يكن مؤجلا . بل قد طرح من قبل ، ومن البداية ، وكان الجواب عليه واحدا ثابتا : الفلسفة اختراع ، صنع ، إبداع المفاهيم (التصورات) . ولكن هذا الجواب وسؤاله كانا يتجسدان من قبل في إبداعات فلسفية وليس في شكل إبداع أو تفكير في الفلسفة وعنها وحولها ، الشئ الذي ينهض به الآن هذا الكتاب . إنه تفصيل الجواب ذاك، وبسطة ، في ضوء الحصيلة السابقة ، عمل جاء في النهاية . والتعريف يأتي في الأخير والنهاية وليس في البداية ، كما قد قال أرسطو.
الفلسفة إبداع المفاهيم (التصورات ، سنستخدم هاتين الكلمتين على قدم المساواة ما خلا في بعض الصيغ التي يبدو لنا فيها استخدام كلمة التصور افضل ، ولو أن الأمر يحتاج إلى إيضاح خاص بسبب الدلالات الاصطلاحية والتاريخية والاستعمالية لهاتين الكلمتين حيث تحمل كلمة تصور دلالة منطقية في المنطق الارسطي ووريثه العربي تضم معنى المفهوم ، بينما تحمل كلمة مفهوم دلالة فلسفية متميزة خصوصا بدءا من هيجل..) ليس هذا اكتشافا جديدا خاصة بعد الهيجلية والكانطية الجديدة .
ولكن ذلك لم يقل بالوضوح والإلحاح والقوة والتفصيل والدقة الكافية.
وكذلك لأنه ثمة مجالات فكرية أخرى تدعى إبداع المفاهيم والاشتغال بها بل واحتكارها : المنطق ، العلم ، الماركوتينج . (المشتغلون بالماركوتينج يعتبرون أنفسهم صانعي المفاهيم الفلسفية إلى مرتبة بادي الرأي (الرأي) L’opininon والدوكسا Doxa .
الفلسفة إبداع المفاهيم ، ما المفهوم ؟ مم وكيف يتكون ؟ وما هي شروط إبداعه وما هي علائقه؟ كيف يحيا في الفلسفة والفلسفات ؟ ما الفرق / العلاقة بين الابداع الفلسفي للمفاهيم,بين المفاهيم الفلسفية وبين الابداعات والمفاهيم فى مجالات الإبداع الأخرى:العلم بفن الصورة خاصة؟ ما العلاقة بين المفهوم الفلسفى وتاريخ الفلسفة ,بين الفلسفة والتاريخ ,بين الفلسفة وتاريخها,بين الفلسفة والجغرافيا, بينها وبين الارض والشعوب والأمم والحضارات التى تتخذها أوطانا؟
كل هذه القضايا مشدودة إلى مسألة أساسية مركزية أساسية رئيسية تخترق الكتاب كله,تشكل لازمته:المفهوم الفلسفى كإبداع فلسفى ولنختر أي التشبيهاتى شئنا لإبراز العلاقة بين هذه القضايا / المسائل / الأسئلة وبين القضية السألة / السؤال المركزي : شجرة / فروعها ، نجمة / أنوارها ، العنكبوت / بيته الخ.
الفلسفة إبداع المفاهيم, إثبات يتضمن سلسلة من السلوب والمنفيات ويتضايف معها (اسينوز : كل إثبات هونفى) ثمة إذن ما ليس الفلسفة, ما ليست الفلسفة إياه: ليست الفلسفة تأملا contemplation ليست تفكرا reflexion ليست تفكرا communication كل هذه الألفاظ لها مرجعيات إشتقاقية ودلالية لا تلائم طبيعة الفلسفة بوصفها إبداعا للمفاهيم : التأمل هو إستغراق فى الموضوع وتركز تام فيه,وفي درجته القصوى فناء فيه (معناه الوصفى المشاهدة) والتفكير (التفكير الانعكاسي) شكل عام تمارسه كل المعارف والعلوم على ذاتها دون أن تنتظر الفلسفة لتعلمها ذلك . الرياضيون ، والفيزيائيون ، مثلا يفعلون ذلك والتواصل ، هو نقل بوادي الرأي ، الآراء ، تبادلها ، والرأي ، والدوكسا ، هو ما تعمل الفلسفة على تخطيه وتجاوزه وإنتاج "معرفة" منه ، عن طريق إبداع المفاهيم . إذن الفلسفة ليست تأملا ولا تفكرا ولا تواصلا . إن هذه ليست مفاهيم وإنما هي آلات لإنتاج الكليات Les Universaux في كل الميادين . إنها أوهام وضلالات مرتبطة بأعمار ثلاث للفلسفة : الأفلاطونية (الايدوس : الموضوع الفكرة ، المثال ، الصورة ) ، الكانطية (الذات العارفة : البنية المتعالية الشارطة للمعرفة والتجربة) ، الفينومينولوجيا (الوعي عند هوسرل) . أوهام من بين أخرى (السرمدية ، التسلل الاستدلالي الخ.) أنتجتها الفلسفة حول نفسها فيما يشبه ضبابا كثيفا يتكون من أبخرة صاعدة من بحيرة ، فيحجبها : عملية ثابتة تحصل في كل دراسة وكل علم . تبديد هذه الأوهام الحاجبة لحقيقة الفلسفة وطبيعتها الحقة ، يتم بالقول إن الفلسفة إبداع المفاهيم.
شروط ثلاثة لازمة لإبداع المفهوم ومتلازمة فيما بينهما : صعيد الحلول أو مستوى المحايثة Plan d'immanence (سنستعمل هاتين العبارتين دون تمييز لكون الثانية شائعة لدينا وإن لم تكن أدق لأن المستوى له دلالة هندسية مجردة ، والمحايثة لها دلالة ظرفية مكانية مشتقة من حيث "وتشير" إلى المشاركة والتواجد المكاني ، في حين يرتبط الصعيد ، مع دلالته على الاستواء والانبساط (وجه الأرض المستوي) مع الأرض التي يرتبط التفكير في الفلسفة بها أدق دلالة على المقصود هنا من الـ Immanence : الكمون ، الملازمة ، التأمل ، المباطنة في مقابل المفارقة والتسامي Transcndance ، ثم الشخصيات (الشخوص) التصورية : Les personnages conceptuels وأخيرا الوطن Le territoire (الأرض ، الاقليم المحددان) وما يرتبط به تغيير الوطن من ترحال Dé – terrectorialisation أو استيطان Réterritorialisation (الحلول بأرض جديدة واتخاذها موطنا ، استعمار ، هجرة الخ.).
وقبل تفصيل الكلام في هذه الشروط ، نقف عند المفهوم : ما هو ؟
1-المفهوم (الفلسفي):
ليس له اسم شيئي لأنه ليس شيئا ولا موضوعا ولا فكرة ، أنه "لا جسمي" (بالمعنى الرواقي للكلمة) ، ولأنه فعل الفكر ، الفكر مشتغلا بسرعة لا متناهية . سبيلنا إليه إذن بالاستعارة والتشبيه والحدس : إنه كل مركب ، غير بسيط ، لا مفهوم بسيط . لا مفهوم مكون من عنصر واحد . كل مفهوم مكون من عنصرين على الأقل. ولكن أيضا لا مفهوم يحوي جميع المكونات الممكنة لأنه سيصير إذ ذاك عماء مطلقا . المفهوم كل موحد يشمل جميع مكوناته ويوحدها ويحيط بها ويضمها بحيث ينغلق على ذاته كمتفرد كفردية ، ولكنه في الوقت نفسه متشظ Fragmataire بسبب كون مكوناته متنافرة لا متجانسة Hétérogènes ، مما يجعل محيطه وحواشيه متكسرة متبعجة ، لا شكل له . وهو سطح وحجم مطلقان مشوهان ، كل ما يميزه هو تماسكه (ومتانته) الداخلي Endo – consistance الناشئ عن ترابط مكوناته ولا انفصالها Inséparabilité رغم عدم تجانسها . مثلا مفهوم الكوجيوط (ديكارت) : مكوناته الشك ، التفكير ، الوجود ، وهو يوحد هذه المكونات بواسطة "أنا" التي تخترقها كلها . وكل من هذه المكونات يمكن أن يكون بدوره مفهوما جزئيا فرعيا . فالمفاهيم لا تتناهى . ةتماسكه الخارجي Exo – consistance الناجم عن ترابطه مع مفاهيم أخرى . فلا وجود لمفهوم مستقل وحيد معزول . كل مفهوم يرتبط بمفاهيم أخرى يرتبط معها بعلاقة جوار وقرب Voisinage تكون فيها الحدود بينه وبينها غير متمايزة Indiscernables بحيث تمتد بينه وبينها جسور Ponts وأوصال Connectifs . المفهوم في صيرورة دائمة لا استقرار فيه ولا ثبات ، لا ثوابت فيه ولا متغيرات . (بالمعنى الرياضي) . ليس نقطة في المستوى المكاني أو الهندسي ، لا إحداثيات مكانية له . إنه نقطة تكاثف وشدة وتراكم ، وتجمع . له إحداثيات شدية أي درجات قوة وشدة مثلا مفهوم الطائر ، لا يقوم في جنسه ونوعه أي في تعريفه (بالمعنى الأرسطي) ، بل في أحوال جسمه Statures وأوضاعه ، في ألوانه وأصداحه . وذلك كله شئ غير قابل للتميز والفصل ، هو توازن أحاسيس وتناغمها أكثر منه اجتماع إحساسين أو أكثر.
ليست علاقته بعناصره علاقة شمول (ما صدق) Extension ولا علاقة تضمن Compré – hension ، بل فقط علاقة ترتيب Ordination أجزاؤه ومكوناته متناغمة ، متجاوبة النغم ، هو تناغم ، هو نغم ، لازمة مثبوتة في كليته . ليس له مرجع خارجي (أنطولوجي) وليس هدفه الاحالة المرجعية ، هو ذاته ، ليس استدلاليا Discursif لأنه ليس قضية ولا يشكل حلقة في سلسلة قضايا استدلالية أو متتالية قضوية جملية (خطاب) إنه فردية متفردة خاصة Singulatité لا خالد ولا فان ، موجة تعلو وتنخفض ، ليس نموذجيا (أو منوالا ، مثالا) Paradigmatique ، بل ترادفيا استبداليا Syntagmatique ، ليس تراتبيا Hièrarchique بل شبكيا (شبكة طرق) Vicinal ، ليس اسقاطيا Projectif بل وصاليا Connectif . ليس صورة وإن يكن أحداهما ينزع نحو الآخر ويقترب منه ويتفاعل معه . إنه يعبر عن الحدث L’évenement ، هو حدث أي مفردة متفردة لا تجود إلا في مستوى اللغة ، هو المعنى ، هو المعبر عنه ، "ما يقبل التعبير عنه" صيرورة تتحاشى وتجتنب الحاضر ، هو في آن واحد "ما حدث منذ هنيهة" و "ما سيحدث بعد" لكن ليس ما هو الآن . لا مجرد ولا ملموس مثالي دون أن يكون مجردا (تجريدا) ، واقعي دون أن يكون راهنا أو متحققا.
2- صعيد الحلول
الحقل المتعالي للتجربة الممكنة الملازم (المحايث ، الحالي في) لـ (أنا) . صورة الفكر كما يكونها عنه الفليلسوف ، الفكر ، الحدس بوصفه التجربة (التجارب الذهنية) الممكنة. هو الكينونة ، فكر – طبيعة عقل . ما يجعل التفكير ممكنا . الأرض المطلقة للفلسفة . مهجرها ، موطنها الجديد الذي تنتج فيه المفاهيم . مفترض المفهوم . صعيد الحلول هو ما قبل – فلسفي ، ليس معنى السابق على الفلسفة ، بل بمعنى شرطها وحقلها الحامل لطاقة كامنة ، هو أفق المفاهيم بما هي أحداث ، أفقها المطلق المستقل عن كل ملاحظ . صحراء تأتي المفاهيم لتعمرها . ليس سطحا ولا حجما ، لا مستويا ولا مستقيما ، بل هو متكسر Fractal هو تكسرات لا متناهية لمنحن يملأ مساحة (المعنى الرياضي لكلمة Fractal) لا ثبات فيه ولا استقرار ، هو صيرورة ، مجال لحركات وسرع لا متناهية تجوبه من أقصاه إلى أقصاه في لمحة بصر ، ما أن تنطلق في اتجاه حتى تعود وترتد على نفسها ، اتجهاته مطلقة لا ترتبط بمرجعية الذات ، بذات أو ذوات ، هو سائل متلاطم لجي لا يهدأ ، لا يكف عن الانتساج كأنه مكوكة عظيمة ذاهبة آيبة لحظيا ، ولكنه قبل – فلسفي (أرض الفلسفة) ، ولا يعمل بمفاهيم ، وإنما تبدع فيه وتصنع ، فإنه يتضمن ويجري فيه نوع من التجريب التلمسي ، ويلجأ ، في صنع المفاهيم ، إلى وسائل غير شريفة ، غير عقلانية لا معقولة ، تنتمي لمستوى الحلم والحركات والأفعال المرضية والتجارب السرية "الباطنية" والسكر ، والقسوة ، والفظاظة ، وسائل تختفي ولا تظهر في النتائج . هو قطعة تقد من العماء Chaos إذ هو كالغربال يغطس في العماء لانتزاع مقطع أو قطعة منه . يحل في ذاته ولا يحل في غيره . ينفي المفارقة الميتافيزيقية . ليس فيه سوى أحداث أي عوالم ممكنة بوصفها مفاهيم وأغيار Autruis أو آخرون من حيث هم تعابير (من خلال وجوههم) عن العوالم الممكنة . صعيد الحلول متضايق مع المفاهيم . ولكن المفاهيم لا تشتق منه مباشرة . بل لابد من تدخل "فاعلين" لإنجاز عملية إبداعها: الشخصيات التصورية .
3- الشخصيات التصورية
هي كالشخصيات أو الشخوص الروائية ، تفكر في الفلاسفة ومن خلالهم ويبدعون هم المفاهيم من خلالها . هي وسائط إبداع المفاهيم . فالمفهوم لا يوجد بدون شخصية تصورية (مفهومية) . وهي متعددة متكثرة ، قابلة للتوالد والتناسل ، لها ملامح وسمات قابلة للتصنيف ، منها الخبيث والطيب ، الممقوت والمحبوب والطيف والمنفر : زراداشت / المهرج ، ديونيزوس / المسيح ، سقراط\السوفسطائي الخ ، يمكن نمذجتها :
 مرضية : الممسوس ، المجنون ، الأبله (عند ديكارت) الخ .
 علائقية : الصديق ، الخاطب ، المنافس الخ.
 دينامية (رياضية) : المتسلق ، المتزحلق ، القافز الفارس (كيركجارد) المراهن المقامر (باسكال) الراقص (نيتشه) الخ.
 حقوقية : المناضل ، المحامي ، القاضي ، المفتش (الوضعيون) ، المنقب (كانط) الخ.
تفترض كالشخصيات التصورية صعيد الحلول ويفترضها ، تسبقه تارة وتلحقه تارة ، تشبه عملية إبداعها للمفاهيم عملية رمي زهرة (أزهار) النرد فوق طاولة ، إنها تغرف من العماء حفنة أزهار نرد تلقى بها فوق طاولة (صعيد المحايثة) ، أي على سطح الوعي وحقل الفكر ، فيشغل كل منها (المفاهيم) موقعا ، ويصنع جهة أو ناحية أو منطقة منه ، تتجاوز المناطق وتتداخل حدودها ولا تقبل التمايز والفصل ، مبهمة تتجاوز أو تدخل مثلها مثل أصعدة الحلول ،
4- الجغرافيا – الفلسفية أو الفلسفة والأرض
كل مجتمع ، كل حياة اجتماعية بشرية أو حيوانية ، تستلزم وطناTerritoire أرضا أو إقليما (أرض مقلمة : أي مقتطعة من أرض أوسع بحدود تحدها) ، تتخذه مقاما ومستقرا ، ولكن هذا الاستقرار ليس أبديا ، هناك حركتان دائمتان من الوطن وإليه : حركة مغادرة وارتحال وتغيير Déterritorialisation ، ثم استيطان Réterritorialisation اتخاذ أرض أخرى وطنا جديدا أي مقاما ومستقرا : هجرة إليه واغترابا فيه بين أهله وأهليه الأصليين ، أو احتلال واستعماره وتغريب أهاليه ، والوطن والارتحال والاستيطان تكون جسدية ونفسية وفكرية واجتماعية ، مادية ومعنوية . "فأن تفكر هو أن تمتد صعيد محايثة يمتص الأرض أو بالأحرى يثبتها" . ذلك ما فعله الأغريق فتولدت الفلسفة لديهم ونشأت وظهرت ، نقلوا الوطن والحل والترحال ، الاقامة والاغتراب إلى مستوى الفكر ، استبدلوا بالمفارقة والتسامي الشرقيين ، المحايثة الآرضية منقولة إلى المستوى الفكري الخالص ، فهجروا بذلك التفكير الشرقي (الديني) المعتمد على الصور Figures والاستعارات (والأساطير؟) كيف شكلت بلاد الأغريق وطنا للفيلسوف وأرضا للفلسفة ؟ لأنهم أحلوا لأول مرة في التاريخ المحايثة الأفقية (أي المرتبطة بالأرض) محل التعالي العمودي لدى الامبراطوريات الشرقية ، ثم لأن المجتمع الأغريقي عرف لأول مرة في التاريخ لذة الاجتماع الخالص Sociabilité كمحل للمحايثة ولذة الصداقة ، وشخصية الصديق ، وتذوق للرأي والتبادل الحر للرأي ، والحوار ، شخصية الصديق L’ami هذه مهمة جدة في ميلاد الفلسفة وفي انتسابها إلى الأغريق ، أهتم بها المؤلفان منذ بداية الكتاب: الصديق هو شخصية مفهومية هامة جدا ، فلقد كان في الحضارات الشرقية حكماء ، اما الاغريق فقد استبدلو بالحكيم الصديق,الصداقة حميمية وكفاءة ,هي صيرورتك اخر بالقوة ,النجار الجيد صديق الخشب,هو الخشب بالقوة هو قوة الخشب ، يبدي كفاءة وذوقا مرهفا فى معاملته وخدمته فالصديق حضور مباطن للآخر ,هو محب عاشق راغب متوحد مع الاخر ,هذا لا يصدق فقط في مستوي العلاقات البشريه, بل يصدق كذلك في مستوي الفكر الخالص (بلانشو) فالفليسوف صديق المفاهيم حميم لها هو هي بالقوة كفء في معاملتهما وخدمتهما واستعمالها يتمتع بذوق خاص نحوها ,والفلسفه صداقه محبه الحكمه.
ولكن الصداقه, بما هي حب وعشق الأخر (الحكمة : المعشوقة) فلابد أن يكون ثمة تنافس بين عاشق وعاشق ، بين خاطب ومنافس ، ذلك هو المجتمع الأغريقي : مجتمع أصدقاء محبين عشاق أحرار ، ولكن أيضا متنافسون متصارعون . لقد وجدت الفلسفة لدى الأغريق "جوا" "ومناخا" و"أرضا" و"تربة" للنشوء والنمو . هل كان ذلك نتيجة حتمية تاريخية ما وضرورة لا محيد عنها ؟ كلا إن ذلك لم يكن حتما ولا ضروريا ، بل جائزا كان يمكن أن تنشأ الفلسفة في جهة أخرى ، في مجتمع أخر فالفلاسفة الأوائل كانوا غرباء في اليونان ولكن الفلسفة كانت إغريقية .
نعم إن الشرق كان يفكر بالصور (موطن ديانات) بينما فكر الأغريق بالمفاهيم في صعيد محايثة أفقية تمتص الأرض الأغريقية بطابعها الجزائري المتكسر بأرضها وبحارها ، وجعلوا منها كينونة Etre واتخذوه سكنا وسكنى لهم وامتلكوا الكلمة (اللغوية) الدالة عليها (هيدجر) . ولكن ذلك كان إلتقاء بين الفلسفة والاغريق . ثم أن التقابل بين الشرق الذي يفكر بالصور (أو الذي لا يفكر على الإطلاق حسب هيجل ، إذ أنه في رأيه لم يكن قبل الفلسفة ، بل بجانب الفلسفة) والغرب (اليونان) الذي يفكر بالمفاهيم والتصورات ، أي بين الدين والفلسفة الديانات والفلسفة يطرح مسألة العلاقة بين الصورة والمفهوم .(المعقول والمتخيل) . وتلك مسألة شائكة صدرت حولها أحكام قيمية مجحفة في حق الصورة (تنبذ إلى مجال الامعقول) . ولكن الثابت أن "الديانات لا تنتهي إلى المفهوم (الفلسفة) دون أن تنفي نفسها ، كما أن الفلسفات لا تنتهي إلى الصورة (التخيل) دون أن تخون نفسها" .
هل يمكن الحديث ، بعد ذلك ، عن فلسفة صينية ، هندية ، يهودية ، مسيحية إسلامية؟ نعم . بقدر ما أن التفكير هنا يتم ويجري في صعيد محايثة يمكن أن يعمر ويملأ بالصور والمفاهيم على حد سواء .
إن الفلسفة لا تتطابق مع تاريخ الفلسفة ، ليست طريقا أو حركة مستقيمة متصلة ، إن الفلسفة على العكس ، تسعى دوما إلى الإفلات من التاريخ ، ومن تاريخها ، عن طريق إبداع المفاهيم بشكل غير متوقع ، وفي أماكن وجهات وشعوب لا يمكن تعيينها مسبقا.
وإلا فكيف نفهم أن أمما وشعوبا غربية لم تنتج فلسفة مثل إيطاليا وأسبانيا؟إن الفلسفة الغربية الحديثة ليست استمرارا واتصالا للفلسفة الإغريقية رغم حركات العودة إليها وإحيائها وتجديدها والعمل على مواصلتها (الفلسفة الألمانية) . الفلسفة الغربية الحديثة اتخذت موطنا وأرضا لها الرأسمالية الغربية ، الدولة الوطنية والديموقراطية وحقوق الإنسان ، وهذا ليس استمرارا بسيطا لصعيد المحايثة الإغريقي ، واسيطان الفلسفة الحديثة للدولة الديموقراطية ولروح الشعب وحقوق الإنسان ليس موحد الشكل، ثمة خصائص وطنية للفلسفة : الفلسفة الألمانية تؤسس (تعمل على استعادة صعيد المحايثة الاغريقي باعتباره أرضها التي تركها الإغريق لرحل أحتلوها) والفلسفة الفرنسية تبني (تبحث عن الأراضي القابلة للسكنى والتعمير ، والقابلة للمعرفة : إنها إبستيمولوجيا . الفرنسيون كملاك أرض محصولهم منها الكوجيطو ، أي وطنهم الدائم هو الوعي) ، والفلسفة الإنجليزية تسكن (لأن الإنجليز رحل يستقرون في كل أرض ، تكفيهم خيمة ، وتعود العادة عندهم مبدعة خلاقة ، كل شئ مكتسب بالعادة ، كل شئ عادة واتفاق ولذلك كانوا الفكرة المتسلطة على ألمانيا).
ما هو مستقبل الفلسفة ؟ ما هو موطنها وشعبها الآتيان ؟ إنه شعب وموطن أو أرض لم يأتيا بعد ، إنه ليس على كل حال الدولة الديموقراطية الرأسمالية الحالية ، فلقد أفرزت الدولة الوطنية والديموقراطية فظاعات النازية ، والتوسع الإمبريالي والحروب ضد الشعوب غير الغربية واستعمارها واستغلالها أليست هذه أيضا فظاعات الدولة الديموقراطية الغربية؟) وتحمل تناقضات ومفارقات تستلزم معارضة فلسفية ، هجرة أرتحالا فلسفيا : "الجدل السالب " (أدورنو) "الطوباويات" (مدرسة فرانكفورت).
باختصار إن للفلسفة علاقة وطيدة بالوطن ، الأرض كصعيد محايثة ، فقد استوطنت مرتين : مرة في الماضي بلاد الإغريق ، ومرة في الحاضر الدولة الديموقراطية ، وستستوطن في المستقبل وطنا وشعبا آتيان منتظران.
5- الفلسفة والعلم والفن
العلاقة فلسفة / علم علاقة تقابل ، أما العلاقة فلسفة / فن فهي علاقة تآلف وتشابه ، العلم يشتغل ، يبدع ، يصوغ دوال وقضايا تترجم إلى دوال ، ومكونات الدالة وعناصرها Les fontifs هي المتغيرات (المستقلة والتابعة) والنهايات ، يسعى العلم إلى امتلاك اللامتناهي إلى اقتطاع مستوى من العماء عن طريق إيقاف حركته اللامتناهية ، أو ما يشبه إيبقاء أو تثبيت أو إبطاء الصورة .
وهو يبحث عن مرجع ، ومرجعيات : ثوابت ومتغيرات ، إنه يعتمد على الأحداثيات المكانية الهندسية ، وعلى ملاحظين جزئيين ، وعلى الأعداد ، ويحاول تحقيق الإمكان ، ويبني أنساقا استدلالية أو سلاسل من القضايا ، ويتخذ موضوعه أحوال الأشياء ، ويعامل العماء كخلاء ، أما الفلسفة فهي حدثية ، لا استدلالية ، مفهومية ، تعامل العماء كإمكان أو مجال الإمكان ، مفاهيمها غير مرجعية شدية وكثافية ، متماسكة عناصرها لا تنفصل تتجاوز وتتقارب إلى حد عدم التميز ، تريد الإمساك بالحركة اللامتناهية دون إيقافها، تشتغل بشخصيات مفهومية مبدعة للمفاهيم.
على عكس ذلك تقترب الفلسفة من الفن اقترابا شديدا ، الفلسفة إبداع المفاهيم Concepts والفن إبداع الأحاسيس Percepts والمشاعر Affects (وهذان يختلفان عن الأفعال أو العمليات الإدراكية Percption والشعورية Affection ) يبدع الفن مركبات أحاسيس تحفظ نفسها بنفسها في استقلال عن مواردها الأولية وعن نماذجها وعن موضوعات وأشياء العالم الخارجي ، وعن المبدع أيضا ، الفن تركيب (ليس بالمعنى التقني الآلي) الفنان يرسم ، ينحت ، يركب (يشكل) يكتب بأحاسيس ومشاعر، أحاسيس ومشاعر ، إنه لا يحاكي شيئا ، الفن ليس محاكاة ، العمل الفني ليس هدفه تحقيق مشابهة أو مماثلة ما ، بل هدفه هو انتزاع الأحاسيس من الأفعال الإدراكية للموضوعات ومن أحوال الذات المدركة ، هدفه استخراج كتل أحاسيس ، الكينونة الخالصة لأحاسيس كل عمل فني هو نصب أو أثر تذكاري Monument ، ولكنه لا يدين للذاكرة لإلا قليلا ، إنه لا يخلد شيئا ، إنه كتلة أحاسيس ومشاعر حاضرة لا تدين بحفظها لذاتها وقيامها
بنفسها إلا بنفسها . الفعل المبدع للعمل للأثر الفني ليس هو التذكر بل هو نسج رواية (خرافة) Fasulation الأحاسيس والمشاعر ، كالمفاهيم الفلسفية ، تتناغم ، تتعانق تتواجه تنقسم تتشظى تتباعد يدخلها الخلاء ينغرز فيها يجمعها يحيط بها تحيط به ، ترتعش تتزاوج ، تنفتح ، تنثلم ، صعيد محايثتها هو الجسد فالمنزل فالعالم فالكوسموس ، الفن يحاول كالفلسفة الأمساك باللامتناهي ، ولكن عبر المتناهي ، عبر نافذة مثلا تنفتح ، ينفتح من خلالها المنزل على الفضاء اللامتناهي (الذي يؤديه ويجسده اللون الأزرق). صعيد المحايثة هنا هو الطبيعة الشبيهة بالفن من حيث تجمع بمختلف الأشكال والصور بين المنزل المكون ، بين الوطن والسفر والارتحال ، صعيد محايثته هو "المشهد" أي ما يغيب عنه الإنسان ويحضر فيه في نفس الوقت بصورة ما قال (سيزان) . الفن إن يكن أحاسيس ومشاعر ، فهو يفكر ، والفكر في الفن هو أن تصير أخر : أننا في الفن لا نكون داخل العالم ، بل نصير معه ، نصير العالم ، نصير حيوانا أو نباتا ، خلية ، صفرا نرى بعين الزهرة . الزهرة ترى ، والفنان يدخل رؤية الزهرة ويرى رؤية الزهرة في هذه الصيرورة والتحول تبرز مناطق التجاور والتقارب وعدم التمايز ، كما بين المفاهيم الفلسفية ، تلك المناطق التي يحياها الفن مثل الحياة والفلسفة ، الفن لغة الأحاسيس التي يمررها الفنان عبر الكلمات والألوان والأصوات والحجارة . أنه لغة غريبة داخل اللغة . اغتراب في اللغة . مهاجرة اللغة ، لغة تلوي اللغة وترعشها ةتعانقها وتثلمها لانتزاع الأحاسيس والمشاعر من التأثرات والادراكات الذاتية ، ومن الرأي .
خلاصة
ما يحدد الفكر ، والأشكال الثلاثة للفكر (الفن ، العلم ، الفلسفة) هو المواجهة الدائمة للعالم ، ورسم الصعيد ، وإطباقه على العماء كغربال لأقتطاع قطعة منه ، وإبداع التصورات والمفاهيم ، القضايا والدوال ، الأحاسيس والمشاعر ، على أرضها، على صعيد المحايثة . غير أن الفلسفة تسعى إلى إنقاذ اللامتناهي عن طريق الامساك به في حركته اللامتناهية ، دون إيقاف أو تثبيت أو مرجعية ، والعلم ، على عكس ذلك ، يتخلى عن اللامتناهي ، يضحي به ، يثبت قطعة منه فيما يشبه إبطاء أو تثبيت الصورة ، للظفر بمرجع ولتحقيق ولترهين الممكن والإمكان ، والفن يريد إبداع المتناهي الذي يمنحنا مجدادا اللامتناهي ويدخلنا فيه ، تختلف هذه الأشكال الثلاثة للفكر واإبداع ، بأصعدة المحايثة التي تشتغل عليها وتشغلها وترسمها وتقتطع بها قطعة من العماء ، فإن نفكر هو أن نفكر بتصورات (مفاهيم) أو بدوال (قضايا) أو بأحاسيس ، ولا فضل لأحدها على الأخرى ، كل منها إبداع على شاكلته ، ولكنها مع ذلك تتقاطع ، تتعانق ، دون اختلاط أو اندماج أو تطابق وتماه . يجمعها كلها الفكر – الدماغ ، الدماغ – الفكر ، الدماغ المفكر ، الدماغ ليس كعضو بيولوجي يشتغل بالوصلات والاندماجات ، بل الدماغ كعلاقة للإنسان بالعالم ، داخل كينونة الكائن – في – العالم .
إننا لا ندعي الاحاطة المفصلة والشاملة بمضامين هذا الكتاب وأسلوبة وعمقه وتفاصيله ، فلابد لاكتشاف كل ذلك من قراءته والاتصال به مباشرة ، كل ما سعينا إليه هو إثارة الاهتمام به لجدته في نظرنا ولكونه يطرح قضية فلسفية تهم المشتغلين بالفكر عامة العلمي والفني والأدبي ، وبالفكر الفلسفي خاصة : قضية الفكر كإبداع ، الفلسفة كإبداع وليس كمجرد موضوع للتعريف والتفسير والتنظير.











دولوز Deleuze 1925*

من الجيل الجديد للفلاسفة الفرنسيين (كديريدا وسير ..) الذين ثاروا على الفلسفة النسقية ، اشتهر دولوز أساسا بدراساته حول نيتشه من خلال كتابه "نيتشه والفلسفة" 1962 .
الذي قاده فيما بعد إلى تطوير مفهوم "الاختلاف" كبداية حقيقية للفلسفة ، وقد كان هذا المفهوم مركزيا في دراسات هؤلاء الفلاسفة الجدد . لقد أوضح دولوز أهمية "الرغبة" وطابعها الثوري أمام كل "المؤسسات" حتى المؤسسة التحليلية نفسها وتجلى ذلك في كتبه : "ضد أوديب" 1972 . "الفلسفة النقدية عند كانط" 1963 . "البرجسونية" 1966 "سبينوزا ومشكلة التعبير" 1968 "اختلاف وإعادة" 1968 . "منطق المعنى" 1969 "ألف سطح" 1980 وقد أصدر كتاب "مفاوضات" 1990 . لقد ارتفع صوت جيل دولوز في هذا الكتاب الأخير ليوجه أعمق وألذع انتقاد للنظام السياسي الغربي وقيمه السوقية ، في الوقت الذي يفرح فيه هذا الغرب لسقوط الأنظمة الشيوعية ويتبجح بتفوق نظامه الليبرالي ، ويعلن نهاية التاريخ ويسعى إلى تصدير ديموقراطيته حتى يحقق حلمه القديم في خلق عالم على صورته – إن ما يميز دولوز هو خروجه عن الإجماع الحالي حول الليبرالية ونقده العنيف لما يسمى بالدوال الديموقراطية ، يقول دولوز "لا توجد دولة ديموقراطية غير معرضة إلى أبعد حد لصنع البؤس الإنساني" أن دولوز نموذج المثقف الأوربي الناقد ، الداعي إلى المحافظة على روح الثورة داخل الحياة الاجتماعية ثورة على المجتمع وعلى الذات – لهذا السبب يحاول دولوز إبراز الجوانب المهمشة في المجتمع الأوربي (مشكل الأقليات مثلا) ومن هذه الزاوية يركز على نقد (المؤسسات) إن الوضع السياسي الحالي في نظر دولوز يمنع كل إبداع أو خلق يؤدي إلى خلق المثقف المتصالح مع المجتمع ومع المؤسسة والمنقاد إلى الدفاع الأعمى عن النظام الليبرالي .













جيل دولوز Deleuze Gilles *
فيلسوف فرنسي ولد عام 1925 تخرج من دار المعلمين العليا ، ودرس الفلسفة في جامعة ليون ، ثم في جامعة فنسين ، وضع أولا سلسلة من الدراسات في تاريخ الفلسفة.
وحرص على أن يزيح النقاب لدى المؤلفين الذين درسهم عما يفلت من إسار المأثور العقلاني وعن الرابطة الخفية التي تجمع بينهم كلهم باستثناء كانط : نقد السلبي ، ثقافة الفرح ، كراهية الداخلية ، فضح السلطة ، ويرى دولوز في نيتشه المحرر الأكبر للفكر الحديث ، فنيتشه هو الفيلسوف الذي عرف كيف "يخترع أهتزازات ودورانات وتجاذبات ورقصات وقفزات تبلغ مباشرة إلى الفكر ، وهو الذي راد عالما من الفرادات سماه العالم الديونيسي أو إرادة القوة ، وبعد نيتشه والفلسفة (1962) ، كتب دولوز مرسيل بروست والعلامات (1964) وتقديم ساشر – مازوخ (1967) وقد بدا له نتاج بروست نموذجيا من حيث أنه يرسم صورة للفكر معارضة لصورة الفلسفة ، إذ أن ما يتحكم به ليس المنطق بل فك العلامات كما يكيل المديح لساشر مازوخ لأنه ألتف من حول القانون وجعل من القصاص لذة ، وفي الاختلاف والتكرار (1969) – وهو أطروحته للدكتوراه ينتقد دولوز جميع الفلسفات التي سعت إلى إلغاء الاختلاف وكأنه شر عن طريق إخضاعه لمبدأ التوحيد والهوية الأعلى، ومن هذا المنظور ينتصر ، ضد أفلاطون، للسفسطائين "الملعونين" لأنهم حملة الأختلاف.
يبقى أشهر مؤلفات دولوز هو الضد أوديب أو الرأسمالية والفصام (1972) وقد كتبه بالتعاون مع الطبيب النفسي فليكسي غطاري ، والدعوى المركزية فيه هي التوكيد على أولوية كلية "الرغبة" فضد ماركس وضد فرويد معا يؤكد الكاتبان أن الحقل الاجتماعي منفتح مباشرة على الرغبة وأنه نتاجها المتعين تاريخيا ، وأن الليبيدو لا يحتاج إلى أي توسيط أو إسماء أو تحويل ليغزو مضمار القوى الإنتاجية وعلاقات الإنتاج ، وبما أن الرأسمالية تنزع من تلقاء نفسها إلى تحرير دفق الرغبة ، فإنها ما تني تقترب من "حد فصامي" ولمقاومة هذا النزوع ، نراها تستخدم جميع الأسلحة الكابحة : الملكية الخاصة ، الأسرة ، الدين ، الوطن ، واليوم التحليل النفسي الذي يعارضه المؤلفان بـ"التحليل الفصامي" وقد اتبع المؤلفان الضد الأوديب بجزئين أخرين ريزوم (1976) وألن بلاتو(1980)
عرض وتقديم الحسين سحبان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مؤرخ المغرب الأوسط
المدير العام
المدير العام
مؤرخ المغرب الأوسط


عدد المساهمات : 1632
التقييم : 39
تاريخ التسجيل : 27/08/2010
العمر : 38
الموقع : مؤرخون وفلاسفة

ما الفلسفة؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الفلسفة؟   ما الفلسفة؟ Emptyالخميس ديسمبر 16, 2010 1:43 am

شكرا لك أخي أحمد أمين
ولكن الصراحة ان هذا لمقل جد معقد
لا يمكنني أن أفهمه إلا بعد الترسخ في العلم والفلسفة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http:///histoirphilo.yoo7.com
احلام
محارب
محارب
احلام


عدد المساهمات : 257
التقييم : 6
تاريخ التسجيل : 10/12/2010
العمر : 31

ما الفلسفة؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الفلسفة؟   ما الفلسفة؟ Emptyالثلاثاء ديسمبر 21, 2010 10:52 pm

الصراحة الفلسفة كانت بالنسبة لي كابوس لا يمكن الاستيقاظ منه لكن بعد دراستها

والتعمق في اشكاليتها وفلاسفتها اصبحت استمتع بدراستها ومقالاتها

شكرا استاذ على موضوعك الذي اتاح ليي الفرصة لكي اعبر عن رأي في هذه المادة

المثيرة للجدل

جزاك الله خيرا scratch
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد أمين
المدير العام
المدير العام
أحمد أمين


عدد المساهمات : 1016
التقييم : 25
تاريخ التسجيل : 02/09/2010
العمر : 39

ما الفلسفة؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الفلسفة؟   ما الفلسفة؟ Emptyالثلاثاء ديسمبر 21, 2010 10:57 pm

شكرا أحلام على الرد ،نعم الفلسفة قد تكون مادة صعبة لكون صعوبتها هي التي تجعلها جميلة scratch
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مؤرخ المغرب الأوسط
المدير العام
المدير العام
مؤرخ المغرب الأوسط


عدد المساهمات : 1632
التقييم : 39
تاريخ التسجيل : 27/08/2010
العمر : 38
الموقع : مؤرخون وفلاسفة

ما الفلسفة؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الفلسفة؟   ما الفلسفة؟ Emptyالأربعاء ديسمبر 22, 2010 4:21 pm

إنها مريحة وليست صعبة

إقرؤوا العلم المرح للفيلسوف نيتشة

إنه رائع جدا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http:///histoirphilo.yoo7.com
الحكيم
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 7
التقييم : 2
تاريخ التسجيل : 08/12/2010

ما الفلسفة؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الفلسفة؟   ما الفلسفة؟ Emptyالأربعاء ديسمبر 22, 2010 4:28 pm

شكرا أحمد أمين على المقال انه رائع وممتع :لكن لماذا تبحثون دائما على ماهية الفلسفة وماذا تعني ،وتبحثون عن قيمتها؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مؤرخ المغرب الأوسط
المدير العام
المدير العام
مؤرخ المغرب الأوسط


عدد المساهمات : 1632
التقييم : 39
تاريخ التسجيل : 27/08/2010
العمر : 38
الموقع : مؤرخون وفلاسفة

ما الفلسفة؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الفلسفة؟   ما الفلسفة؟ Emptyالأربعاء ديسمبر 22, 2010 6:57 pm

أضن يا حكيم واسمحلي اجيب على لسان أحمد أمين
من خلال نظرتي الضعيفة
أن هناك فرق بين الماهية والمفهوم
وبين الكيف
ما هي الفلسفة؟
ما مفهوم الفلسفة؟
كيف هي الفسفة؟

السر ليس في الفلسفة كما أعرفها أنا وأنت والآخر
ولكن السر في الماهية الحقيقية والجوهر الحقيقي
الذي لا أضن أنني أنا وأنت نعرفه

شكرا حكيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http:///histoirphilo.yoo7.com
أحمد أمين
المدير العام
المدير العام
أحمد أمين


عدد المساهمات : 1016
التقييم : 25
تاريخ التسجيل : 02/09/2010
العمر : 39

ما الفلسفة؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الفلسفة؟   ما الفلسفة؟ Emptyالأربعاء ديسمبر 22, 2010 9:35 pm

شكرا يا مؤرخ لقد أصبحت فيلسوف بشهادتي ،لقد تكلمت بما أردت أن أتكلم ،شكرا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
souf_mani
من قدامى المحاربين
من قدامى المحاربين
souf_mani


عدد المساهمات : 865
التقييم : 13
تاريخ التسجيل : 04/09/2010
العمر : 37
الموقع : في الجنة إن شاء الله

ما الفلسفة؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما الفلسفة؟   ما الفلسفة؟ Emptyالخميس يناير 13, 2011 4:04 pm

شكرا امين
لقد ذكرتني بالاستاذ دحدوح رشيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://histoirphilo.yoo7.com/
 
ما الفلسفة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفلسفة درس الحرية
» الفلسفة ... إلى أين ؟
» الفلسفة الغربية
» أسبوع من الفلسفة...
» الفلسفة الغربية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ๑۩۞۩๑ منتدى الفكر والفلسفة ๑۩۞۩๑ :: الفسفة الحديثة-
انتقل الى: