أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل والمشاركة معنا
إذا أعجبك المنتدى يمكنك أن تضغط على زر أعجبني أعلى الصفحة .... شكرا لزيارتك
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل والمشاركة معنا
إذا أعجبك المنتدى يمكنك أن تضغط على زر أعجبني أعلى الصفحة .... شكرا لزيارتك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


(( الحكمــة لله وحــده ، وإنمـا للإنسان الاستطاعـــة في أن يكون محبًا للحكمة تواقًا الى المعرفة باحثًا على الحقيقة )) سقراط.
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
المواضيع الأخيرة
» " فينومينولوجيا المعيش اليومي" من منظور المفكر مونيس بخضرة .
نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالإثنين أبريل 17, 2017 2:59 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالسبت أبريل 15, 2017 2:26 am من طرف الباحث محمد بومدين

» كتاب فاتحة الفتوحات العثمانية
نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالخميس أغسطس 18, 2016 2:21 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» برنامج قراءة النصوص العربية
نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالخميس أغسطس 18, 2016 2:12 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» إشكالية الحرية فى الفكر الفلسفى
نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالخميس ديسمبر 17, 2015 11:19 pm من طرف soha ahmed

» المغرب في مستهل العصر الحديث حتى سنة 1603م
نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالأربعاء نوفمبر 25, 2015 8:24 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:41 pm من طرف الباحث محمد بومدين

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:33 pm من طرف الباحث محمد بومدين

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:30 pm من طرف الباحث محمد بومدين

» دخول اجتماعي موفق 2015/2016
نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالجمعة سبتمبر 04, 2015 4:07 am من طرف omar tarouaya

» أنا أتبع محمد...
نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالإثنين يناير 19, 2015 3:08 pm من طرف omar tarouaya

» بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة
نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالإثنين ديسمبر 01, 2014 2:12 pm من طرف omar tarouaya

» مرحيا يالاعضاء الجدد
نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالسبت أكتوبر 11, 2014 11:16 pm من طرف omar tarouaya

» لونيس بن علي، التفكير حول الدين ضمن الحدود الإنسانية للمعرفة
نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالأحد أغسطس 31, 2014 12:55 am من طرف عبد النور شرقي

» تحميل كتاب الحلل البهية في الدولة العلوية الجزء الثاني
نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالخميس أغسطس 28, 2014 1:33 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» في رحاب الزاوية الحجازية بسطيف
نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالأحد أغسطس 17, 2014 12:37 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» العز والصولة في معالم نظام الدولة
نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالجمعة أغسطس 15, 2014 2:41 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  التاريخ السياسي للمغرب العربي الكبير ( 12 مجلدا )
نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالخميس أغسطس 14, 2014 11:10 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  كتاب حول تاريخ الحضنة والمسيلة وما جاورها
نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالإثنين يوليو 28, 2014 11:23 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  كتاب مهم في الانساب الجزائرية
نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالإثنين يوليو 28, 2014 11:22 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

سحابة الكلمات الدلالية
مقالة الامام الحرب العالمية الفلسفة المسلمين البحث المغلق مقال اللغة سقراط الفلاسفة الفكر السؤال النسق الحيوان الذاتية الظواهرية محمد الفيض فلسفة الفلسفي المنطق الموضوعية نظرية الانسان

 

 نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أحمد أمين
المدير العام
المدير العام
أحمد أمين


عدد المساهمات : 1016
التقييم : 25
تاريخ التسجيل : 02/09/2010
العمر : 39

نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين   نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالإثنين سبتمبر 27, 2010 10:59 pm

مفهوم الفيض عند أفلوطين
و موقف فلاسفة المسلمين و مفكريهم منه
د. حسن حسن كامل إبراهيم
أستاذ مساعد – قسم الفلسفة
كلية البنات – جامعة عين شمس
تعتبر الفلسفة اليونانية من أهم الروافد التي اعتمد عليها فلاسفة المسلمين فيما قدموه من طرح فلسفي 0 فقد استفاد فلاسفة المسلمين من آراء ومذاهب فلاسفة اليونان كثيراً، فلا يخفى علينا جميعاً محاولاتهم المستمرة للتوفيق بين تلك النظريات الفلسفية اليونانية و الدين الإسلامي، لذلك نعت نفر من الباحثين هذه الفلسفة – التي طرحها المسلمون – بأنها فلسفة توفيقية أقصد أنها تقوم على التوفيق بين فلسفة اليونان والدين الإسلامي 0
و تعد نظرية الفيض أو الصدور التي أدلى بها الفيلسوف السكندري أفلوطين ( 205؟ -270؟ م ) من أهم النظريات الفلسفية اليونانية التي لعبت دورًا كبيرًا في تأسيس الطرح الفلسفي الذي قدمه فلاسفة المسلمين في مباحث الفلسفة الثلاثة : الوجود ، و المعرفة ، والقيم، أولئك الفلاسفة الذين حاولوا بدورهم التوفيق بين هذه النظرية و الدين الإسلامي 0
وتشير هذه النظرية إلى كيفية فيض أو صدور الموجودات عن الواحد وذلك بواسطة سلسلة من الفيوضات التي تفيض أو تصدر عن الواحد ، فهذه الفيوضات أو سلسلة العقول والنفوس - وعلى رأسها العقل الفعال الذي يقابل عند فلاسفة المسلمين جبريل عليه السلام – هي المسئولة عن كل ما يحدث فى الوجود 0
ونظرًا لهذا الدور الخطير الذي لعبته هذه النظرية فى التفكير الفلسفي عند المسلمين ، يحاول الباحث من خلال هذا البحث استجلاء محتوى أو مضمون هذه النظرية ، ومعرفة موقف فلاسفة المسلمين ومفكريهم منها ، لأجل ذلك جاء البحث تحت عنوان " مفهوم الفيض عند أفلوطين وموقف فلاسفة المسلمين ومفكريهم منه " 0
ولقد قسم الباحث هذا العمل إلى ثلاثة مباحث على النحو التالي:
المبحث الأول : مفهوم الفيض عند أفلوطين 0
المبحث الثاني: موقف فلاسفة المسلمين : الفارابي وابن سينا من نظرية الفيض الأفلوطينية 0
المبحث الثالث: موقف مفكري المسلمين : ابن تيمية من نظرية الفيض الأفلوطينية 0
و سيعتمد الباحث فى هذا البحث على المنهج التحليلي ، لتحليل النصوص التي توجد بين يديه ، بالإضافة إلى عقد مقارنات بين نظرية الفيض عند أفلوطين من جهة ، و الطرح الذي قدمه المسلمون فيما يتعلق بالفيض من جهة أخرى 0
وفيما يتعلق بالمادة العلمية التي استقاها الباحث من مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية ، فقد راجع الباحث الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية الشريفة الواردة فى البحث على القرآن الكريم و كتب الصحاح ، وصوب ما ورد فيها من أخطاء مطبعية ، والتزم الباحث بطريقة عزو الآيات القرآنية على نحو ما وردت فى مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية ، مع ثبت أسماء السور و أرقام الآيات فى هامش البحث 0





* المبحث الأول : مفهوم الفيض عند أفلوطين :
شغلت مسألة كون الأشياء عن علة أولى فلاسفة اليونان – مثل غيرها من المسائل التي خاضوا غمارها – أعنى كيفية فيض أو صدور الكثرة عن الواحد 0 ( *) ومن هؤلاء الفلاسفة الفيلسوف السكندري أفلوطين الذي طرح نظرية توضح هذه المسألة تسمى نظرية الفيض أو الصدور 0 ومنها نتبين كيفية فيض الموجودات عن المبدأ الأول ، و بعبارة أخرى كيفية صدور الأشياء ( الكثرة ) عن الواحد ( البسيط)0( ( **) وعموماً ًفإن هذه النظرية تشير إلى تصور مزدوج للحقيقة أحدهما متعلق بالنفس ، والآخر متعلق بالكون 0 و بالنسبة للتصور الأول " فالعالم عنده ينقسم إلى مراكز طاهرة وأخرى دنسة تمر بها النفس خلال رحلتها إما صعودا أو نزولا وعلى ذلك فحياة النفس الداخلية مرتبطة أوثق الارتباط بالمقام الذي تستقر فيه أما الوجه الآخر لهذا التصور المزدوج للحقيقة فهو تصوره للكون على أنه مؤلف من سلسلة من الصور يعتمد اللاحق فى إيجاده على السابق وأن هذه السلسة يمكن أن تكون موضوعا للتفكير" ( 1) ويعتبر الموضع الثاني من هذا التصور هو موضوع اهتمامنا فحسب 0
ولقد استفاد أفلوطين من السابقين عليه عند وضعه نظرية الفيض ، فقد أخذ عن الفلسفات و العقائد التي كانت منتشرة فى زمنه ، بالإضافة إلى تأثره بأفلاطون 0(** *) ولم يقف عند ذلك بل إنه حصل نظريته من رافد آخر هو ما وضعه الفلكيون السابقون 0 فنظريته تدور حول " نظرية فلكية عن عالم السماء الحسي القائمة على تأملات أيد وكس فى القرن الخامس ، وتذهب هذه النظرية إلى أن السماء مركبة من أفلاك مركزية ، و الفلك الذي تصدرلى الثوابت أما الأفلاك التي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد أمين
المدير العام
المدير العام
أحمد أمين


عدد المساهمات : 1016
التقييم : 25
تاريخ التسجيل : 02/09/2010
العمر : 39

نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين   نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالإثنين سبتمبر 27, 2010 11:01 pm

تقل عنه في قوة الشعاع فإن كلاًّ منها يشتمل على كوكب سيار وفى هذا التصور للسماء المحسوسة نجد صورة متقنة دقيقة تجعل الحركات و الضرورة فى عالمنا تجرى بحسب قواعد معقولة ، وعالم كهذا لابد أن يكون أزلياً تتعاقب فيه الأدوار الواحد بعد الآخر 0 " ( )( * )
ولم يكتف أفلوطين بتلك المصادر بل تجاوزها واستفاد كذلك من التراث الشرقي فى مجال الألوهية 0( 2) فتعتبر نظرية الفيض أو الصدور من أهم الأدلة على تأثير الديانات الشرقية " فى تفكير أفلوطين ،فكرة حضور الله أو بالأحرى ، قوة الله فى العالم عن طريق وسائط بينه وبين العالم 000 ومن هنا قيل إن فكرة الوسائط الإلهية هي فى واقع الأمر توفيق بين النظرة اليونانية إلى الله على أنه مجرد عالٍ ، والنظرة الشرقية فى كل مكان 0 "( 3)
ويبدو للمتأمل فى نظرية الفيض أو الصدور الأفلوطينية أن الإله أو الواحد ليس واحداً بل إنه عبارة عن ثالوث متدرج لثلاثة أقانيم أو علل على النحو التالي :
1- الواحد أو الموجود الأول ، وهو ينعت بعدة أسماء على نحو متنوع : المطلق ، الخير ، اللامتناهى ، الآب ، ( أول الأقانيم الثلاثة ) ، وهو الغاية أو الهدف الذي يطمح إليه الكل ، ومن هذا الواحد يكون الفيض الأول : الفكر أو العقل الإلهي 0
2- و هذا الفكر الإلهي وهو العقل يترجم إلى أكثر من معنى : عقل أو عقل إلهي ، فكر أو مبدأ عقلي الروح ، وهو واسطة بيننا وبين الواحد الذي معرفته فوق قدرتنا على المعرفة 0 وهو عقل كلي يتضمن جميع العقول الجزئية ، والوحدة الكاملة للعقول الإلهية المعرفة فى لغة أفلاطون إنها المثل 0 و المثل هي العلل القديمة أو الصور العقلية لكل ما هو محسوس 0
3- و من العقل تصدر النفس الكلية أو روح الكل ، كذلك العقل الإلهي له فعلان : إلى أعلى تأمل الواحد وإلى أسفل التكوين أو الإيجاد ، لذلك النفس الكلية بواسطة جزئها الإلهي تتأمل العقل الإلهي بواسطة جزئها الهابط أو المبدأ العقلي 0 ويتكون الكون أو العالم المدرك المحسوس على غرار النماذج المعقولة 0 إنها النفس الكلية تكون كل النفوس ونفس الإنسان لذلك تكون نفس الكل0( )
ويرى بعض الباحثين أن أقانيم أفلوطين هي نفس أقانيم أفلاطون : فالأخير قال : الصانع ، والمثل ، والنفس الكلية ، والموجودات أو المادة ؛ وقال الأول : الواحد ، والعقل ، و النفس ، الكلية ، والموجودات أو المادة 0( )
و نتساءل : هذا الفيض أو الصدور عن الواحد يعتبر فعلا حرا أم فعلا ضروريا ؟
يبدو مما سبق أن فعل الفيض ليس فعلاً حراً ، فإنه " لا مجال لوصف هذا الصدور كما لو كان فعلا حرا كما تختار الإرادة أحد الطرفين ، الصدور ها هو تحقق المعلول عن علة بالضرورة ، فالإمكان هنا ليس كإمكان العقل الحر ولكنه إمكان واجب التحقق على نحو معين 0 ولا يجب أن نفهم من هذا أن الإمكان يسمح لنا بأن نتحدث عن إيجاد فى الزمان أي حدوث للأقانيم أو الموجودات ، الواقع أن فعل الصدور خارج الزمان فالعالم قديم أزلي 0 " ( )
وطبقاً لهذه النظرية فإن الموجودات التي تتميز بالكثرة تصدر عن الواحد : البسيط ، المطلق ، اللامتناهى 0 ولكن كيف يتم ذلك ؟ ، أقصد كيف تصدر الكثرة عن الواحد ؟0 لجأ أفلوطين لحل هذه المشكلة إلى استخدام التشبيهات والصور الشعرية و البلاغية 0 فإن أفلوطين تصور فكرة الفيض " بطريقة شاعرية على أنها تشبه النور الذي يشع من مركز مضيء ويزداد إعتاماً وهو يتجه إلى الخارج إلى أن يتلاشى أخيراً في حلكة تامة 0 وهذه الحلكة التامة هي المادة أو الهيولى 0 و الهيولى باعتبارها نفياً للنور وباعتبارها حداًّ للوجود هي فى ذاتها لا وجود 0 وهكذا نجد أن المعضلة الرئيسية فى كل الفلسفة اليونانية وهى مشكلة زمان الهيولى – وثنائية الهيولى و الفكر و التي رأينا أفلاطون وأرسطو يناضلان – عبثاً – لإخضاعها وحلها – قد انزلقت بخفة على يد أفلوطين وامتزجت بالتشبيهات الشعرية والعبارات المطاطة 0" ( )
وسنحاول فى المبحث التالي معرفة موقف فلاسفة المسلمين من هذه النظرية الأفلوطوينية ، هل : رفضوها أم استفادوا منها فى تفسيرهم لكون الأشياء عن الواحد ، وحاولوا التوفيق بينها وبين الدين الإسلامي
* المبحث الثاني : موقف فلاسفة المسلمين : الفارابي وابن سينا من نظرية الفيض الأفلوطينية :
عندما انتقلت نظرية الفيض أو الصدور الأفلوطينية إلى المسلمين ضمن ما نقل من التراث الفلسفي اليوناني ، تلقفها المسلمون الذين انبهروا بفلسفة اليونانيين ، وأخذوا يوفقون بينها وبين ما يقابلها من الدين الإسلامي 0 ونجد فى المقابل نفراً آخر من مفكري المسلمين يرفض هذه النظرية ؛ لأنها لا تتفق مع الدين الإسلامي ؛ بل إنها عندما انتقلت إلى المسلمين – من وجهة نظر هذا الفريق – أضرت بمسيرة الفكر الإسلامي كثيراً ولم تحسن إليه على الإطلاق 0 وسيحاول الباحث فى هذا المقام تبين تأثير هذه النظرية على فلسفة كل من أبي نصر محمد الفارابي( 257– 339هـ)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد أمين
المدير العام
المدير العام
أحمد أمين


عدد المساهمات : 1016
التقييم : 25
تاريخ التسجيل : 02/09/2010
العمر : 39

نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين   نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالإثنين سبتمبر 27, 2010 11:02 pm

وأبي علي بن الحسين بن سينا ( 370– 428هـ )كممثلين لفلاسفة المسلمين،وتوضيح كذلك مواقف الرافضين لها من خلال أحد الشخصيات المهمة في تاريخ الفكر الإسلامي وهو تقي الدين أحمد بن تيمية (661 – 728هـ)0
* موقف الفارابي من نظرية الفيض الأفلوطينية :
عندما تسلم فلاسفة المسلمين نظرية الفيض أو الصدور الأفلوطينية أخذوا يوفقون بينها وبين ما يقابلها فى الدين الإسلامى0 ويظهر ذلك بوضوح عند الفارابي ، الذي يشير إلى أن المبادىء التي تعتبر قوام الأجسام والأعراض يكون على رأسها السبب الأول وآخرها المادة ، والسبب الأول عنده فى المرتبة الأولى من الوجود ، وهو واحد وما عدا ه كثير 0 وهكذا يثير الفارابي نفس المشكلة ( الوحدانية – الكثرة ) التي أثارها غيره من فلاسفة اليونانيين السابقين عليه ، ويحاول إيجاد حل لها 0 يقول : " المبادئ التي بها قوام الأجسام والأعراض التي لها ستة أصناف لها ست مراتب عظمى كل مرتبة منها يحوز صنفا منها السبب الأول فى المرتبة الأولى الأسباب الثواني فى المرتبة الثانية العقل الفعال( *) فى المرتبة الثالثة النفس فى المرتبة الرابعة الصورة فى المرتبة الخامسة المادة فى المرتبة السادسة فما فى المرتبة الأولى منها لا يمكن أن يكون كثيرا بل واحدا فردا فقط وأما فى كل واحدة من سائر المراتب فهو كثير " (1 )
و ينبه الفارابي إلى أن هذه المبادىء الستة بعضها لا هي أجسامأً ولا في أجسام وبعضها فى أجسام وليست هي أجسام ، وينوه إلى أن الأجسام ستة وهى فى مجموعها تمثل العالم ، ثم يشير إلى أن الواحد هو علة ما يأتي بعده فى المرتبة ، يقول: " وثلاثة منها – يقصد المبادئ – ليست هي أجساما ولا هي فى أجسام وهى السبب الأول و الثواني والعقل الفعال و ثلاثة هي فى أجسام وليست ذواتها أجساما وهى النفس والصورة والمادة – والأجسام ستة أجناس الجسم السماوي والحيوان الناطق والحيوان غير الناطق والنبات والجسم المعدني والأسطقسات الأربع 0 والجملة المجتمعة من هذه الأجسام الستة من الأجسام هي العالم فالأول هو الذي ينبغي أن يعتقد فيه أنه الإله وهو السبب القريب لوجود الثواني ولوجود العقل الفعال والثواني هي أسباب وجود الأجسام السماوية ومنها حصلت جواهر هذه الأجسام 0 "( 2) ويبدو الأثر الأرسطاطاليسى هنا واضح ، فقد استفاد الفارابي فى ذلك من نظرية" المحركين الثواني " أو " العقول المفارقة " لأرسطاطاليس 0
ولقد رتب الفارابي سلسلة الموجودات حيث أشار إلى أن السبب الأول أعلى مراتب الوجود ، ويليه البريء من المادة ، ثم الأجسام السماوية ، ثم الأجسام الهيولانية 0 وما يهمنا فى هذا الموضع هو الموجودات الروحية لا الموجودات المادية 0 ويرتب الفارابي الموجودات الروحية ترتيباً تنازلياً من الأعلى إلى الأسفل على النحو التالي :
1- المرتبة الأولى: السبب الأول ، الله تعالى 0
2- المرتبة الثانية : العقول التسعة المحركون للأجرام السماوية ، وهى : العقل الأول المحرك للسماء الأولى ، والعقل الثاني المحرك لكرة الكواكب الثابتة ، والعقل الثالث المحرك لكرة زحل 000 ؛ والعقل الرابع المحرك لكرة المشترى 000 ؛ والعقل الخامس المحرك للمريخ 000 ؛ والعقل السادس المحرك للشمس ؛ والعقل السابع المحرك للزهرة 000 ؛ و العقل الثامن المحرك لعطارد 000 ؛ والعقل التاسع المحرك للقمر 0
3- المرتبة الثالثة : مرتبة العقل الفعال فى الإنسانية 0
4- المرتبة الرابعة : مرتبة النفس الإنسانية 0
5،6 – مرتبتا الهيولى والصورة 0 والهيولى هي المبدأ الأول الذي به تشترك الأجسام فى كونها أجساماً ، والصورة هي المبدأ الذي يعين الهيولى ويعطيها ماهية خاصة 0
هذا والمراتب الثلاثة الأولى وهى مراتب الله تعالى والعقول العشرة هي فى نظر الفارابي مراتب روحية محضة ، أي لا صلة لها بالمادة مطلقاً ؛ على حين أن المراتب الثلاث الأخيرة تتصل بالأجسام على الرغم من أنها فى ذاتها أمور روحية أو معنوية غير جرمية 0 ( )
ويبين الفارابي كيفية صدور الموجودات عن الواحد بقوله : " والعقل الأول عقل نفسه فصدر عنه عقل له إمكان وجود من ذاته ووجوب وجود من غيره وهو الاثنينية لهذا الطريق وذلك الثاني عقل الأول وعقل ذاته وبعقله الأول وجب عنه إشراق 000 وبعقله نفسه صدر عنه صورة لها تعلق بالمادة ونفس الفلك 0 "( )
وفيما يتعلق بالثواني فإنه يلزم عنها بدورها وبالضرورة لا بالاختيار الأجسام السماوية ، والثواني عنده هى الملائكة 0 يقول : " وكل واحد من الثواني يلزم عنه وجود واحد من الأجسام السماوية المتوسطات التي بينها يلزم عن واحد واحد منها وجود واحد واحد من الأفلاك التي بين هذين الفلكين وعدد الثواني عدد الأجسام السماوية ، والثواني هي التي ينبغي أن يقال إنها الروحانيون و الملائكة وأشباه ذلك 0( ) وهكذا يعتبر الفارابي المحركين الثواني أو العقول المفارقة الملائكة ، وهو بذلك يوفق بين الدين والفلسفة ليرض] الدين الإسلامي وليرضي الفلسفة وبخاصة فلسفة أرسطاطاليس 0 ويستمر فى توفيقه بين الدين والفلسفة ، فيشير إلى أن العقل الفعال يعتني بالإنسان حتى يصل إلى أعلى مراتب الكمال ويكتسب السعادة 0 يقول: " والعقل الفعال فعله العناية بالحيوان الناطق والتماس تبليغه أقصى مراتب الكمال للإنسان أن يبلغه وهو السعادة القصوى وذلك أن يصير الإنسان فى مرتبة العقل الفعال إنما يكون ذلك بأن يحصل مفارقاً للأجسام غير محتاج فى قوامه إلى شيء آخر مما هو دونه من جسم أو مادة أو عرض وأن يبقي على ذلك الكمال دائما 0 والعقل الفعال ذاته واحدة أيضاً ولكن رتبة يجوز أيضاً ما يخلص من الحيوان الناطق وفاز بالسعادة و العقل الفعال هو الذي ينبغي أن يقال إنه الروح الأمين وروح القدس ويسميه أشباه هذين من الأسماء ورتبة يسمى الملكوت وأشباه ذلك من الأسماء 0 "( ) نستنتج من ذلك أن الفارابي يزعم أن الروح الأمين جبريل عليه السلام ، وهو ملك من الملائكة المؤتمرين بأوامر الله تعالى ، هو العقل الفعال المشرف على هذا العالم ، وهو كذلك –عنده – همزة الوصل بين عالم السماء والأرض 0 ومن هذا المنطلق تمكن فلاسفة المسلمين من " أن يوحدوا بين " العقل الفعال " المشرف و المدبر لفلك القمر ، وبين ما ورد فى الإسلام عن روح القدس أو جبريل عليه السلام 0 " ( )
وعندما يريد الفارابي أن يبين كيفية صدور العقل الفعال عن الواحد يلجأ إلى الرمز و التشبيه ، يقول : " العقل الفعال : وهو أحد العقول التي تنبثق عن الله تعالى كما ينبثق الضوء عن الشمس ، وهو المشرف على الإنسانية ، وعن طريقه تصل العقول المفارقة الحادثة 0 عقول الأناسي أو العقول المنفعلة إلى المعلومات والمعقولات الجزئية و الكلية 0 فهو الذي يوجهها إلى المدركات ويوحى إليها ، ويشرق عليها بالمعقولات 0 وإذا أشرق العقل الفعال على عقل حادث يجمع المعقولات يكون قد بلغ به أرقى درجة من الحكمة 0 " ( ) إذ العقل الفعال هو واهب الصور أي المعقولات و هي مثل أفلاطون التي فصلها عن العالم المحسوس فى حين جعلها الفارابي – مثل أفلوطين – فى العقل الفعال ، وكان أفلوطين قد وضعها فى العقل الأول الصادر عن الواحد 0( ) وبذلك يكون العقل الفعال خارج الإنسان ، ولأجل ذلك يكون الاتصال به بواسطة المجاهدة و التصفية وممارسة التعقل ، وعندئذ تصفو النفس و تتجلى الحقائق 0( )
ويشير الفارابي إلى أن الواحد لما كان كاملاً فهو لا يحتاج فى وجوده إلى غيره ، أما الثواني والعقل الفعال فإنها تحتاج فى وجودها لغيرها لأجل ذلك فهي ناقصة ، يقول : " والثواني و العقل الفعال دون الأول وإن كان ليس يلحقها هذه الوجود من النقص فإنها ليس يتعرى عن نقص أيضاً عن غير هذه وذلك أن جواهرها مستفادة عن غيرها ووجودها تابع لوجود غيرها وجواهرها لم تبلغ من الكمال إلى حيث يكتفي نفسها عن أن يستفيد الوجود عن غيرها بل وجودها فائض عليها فيما هو أكمل وجوداً وهذا نقص يعم كل موجود سوى الأول 0 " ( ) وعلى هذا النحو كل ما عدا الواحد يستمد وجوده مما هو فوقه ، فما هو أعلى منه رتبة فى الوجود يفيض عليه وجوده 0
ويذكر الفارابي أنه بعد أن يصير للواحد وجوده ، فإنه تصدر عنه الموجودات على جهة اللزوم و الضرورة ، يقول : " ومتى وجد للأول الوجود الذي هو له لزم ضرورة أن يوجد عنه سائر الموجودات الطبيعية التي ليست إلى اختيار الإنسان على ما هي عليه من الوجود الذي بعضه مشاهد بالحس وبعضه معلوم بالبرهان ووجود ما يوجد عنه على جهة فيض وجوده لوجوده شيء آخر وعلى أن وجود غيره فائض عن وجوده فعلى هذه الجهة يكون وجود ما يوجد عنه ليس سبباً له بوجه من الوجوه لا على أنه غاية لوجوده ولا على أنه يفيده كمالاً كما يكون ذلك فى جل الأشياء التي تكون منا فإنا كنا معدين لتكون عنا كثرة من تلك الأشياء فتكون تلك الأشياء هي الغايات التي لأجلها وجودنا – وكثير من تلك غايات يفيدنا كمالاً لم يكن لنا 0 " ( )
ويستطرد الفارابي فى توفيقه و يؤكد على أن فيض الأشياء عن الواحد على سبيل الضرورة لا يعنى أنه يوجد لأجل أن تفيض عنه الأشياء بل وجوده لأجل ذاته ، يقول : " فالأول ليس الغرض من وجوده وجود سائر الأشياء فيكون تلك غايات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد أمين
المدير العام
المدير العام
أحمد أمين


عدد المساهمات : 1016
التقييم : 25
تاريخ التسجيل : 02/09/2010
العمر : 39

نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين   نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالإثنين سبتمبر 27, 2010 11:05 pm

لوجوده ويكون لوجوده سبب آخر خارج عنه – ولا أيضاً بإعطائه الوجود ينال كمالاً آخر خارجاً عما هو عليه ولا كمال ذاته كما ينال ذلك من يجود بالمال أو بشيء آخر فيستفيد بما يبذل من ذلك لذة أو كرامة أو رياسة أو شيئاً غير ذلك من الخيرات و الكمالات فيكون وجود غيره سبباً لخير يحصل له ووجود لم يكن وهذه الأشياء كلها محال أن يكون فى الأول لأنه يسقط أوليته ويوجب تقدم غيره هو أقدم منه وسببا لوجوده بل إنه موجود لأجل ذاته ويكون جوهره ويتبعه أن يوجد غيره هو فى جوهره فلذلك وجوده الذي به فاض الوجود على غيره هو فى جوهره ووجود الذي به تجوهر فى ذاته بعينه وجوده الذي به يحصل وجود غيره عنه ولا ينقسم إلى شيئين يكون بأحدهما تجوهر ذاته وبالآخر حصول شيء آخر غيره 0 "( ) يتبين من ذلك أن فيض أو صدور الوجود عن الواحد يكون تلقائياً وبسبب خصوبته وجوده وغناه اللامحدودين 0 ( )
وقول الفارابي بالفيض أو الصدور يجعلنا نتساءل عما إذا كان من الممكن اعتبار الفارابي من القائلين بحدوث العالم أو إيجاده عن عدم محض كما ينص على ذلك الدين الإسلامي ؟ 0
إن الفارابي مثل غيره من فلاسفة المسلمين ممن قالوا بنظرية الفيض أو الصدور لتفسير كون الأشياء ، فعندما ولوا ظهورهم لقول أرسطاطاليس بالقدم ( *)أقبلوا على قول أفلوطين القائل بالفيض أو الصدور 0 ووفقوا بذلك بين قول الدين بالحدوث وبين فيض أفلوطين منذ القدم 0 ففعل الصدور ضروري ولكن لا يمكن " أن يوصف بأنه خلق ففكرة الخلق مرادفة للإحداث أي للإيجاد فى الزمان أي الحدوث عن عدم 0 و الصدور عند أفلوطين وكذلك عند الفارابي أزلي قديم ولو أن الإسلاميين أرادوا أن يتهربوا من القول بقدم العالم على طريقة أرسطو وكذلك لم يكن فى استطاعتهم عقلياًّ البرهنة على حدوث العالم ولهذا فقد اتجهوا إلى فكرة وسط بين الحدوث و القدم وهى فكرة الفيض أو الصدور والتواجد خارج الزمان ، ففعل الصدور ضروري قديم إذا مادام الواحد جواداً فياضاً فالصدور كذلك يكون دائماً مرتبطاً بهذه الخصوبة الغنية 0 "(13 ) ويمكننا بذلك أن نقرر أن فعل الفيض أو الصدور تلقائي أي أنه لا يكون بإرادة الواحد ، ذلك يعنى أن الخلق وعدم الخلق متساويان عند الواحد ، وهذا يتعارض مع قولنا إنه عالم بذاته ، فعلمه بذاته يتنافى مع قول الفلاسفة حل تلك المشكلة وحدوا بين الفعل وإرادة الفعل لكن هذا لم يحل تلك المعضلة 0 ( 4)
نخلص من ذلك كله إلى أن الفارابى حسب رأيه فى خلق الموجودات يكون " قريب الشبه بأرسطو ممزوجاً بالأفلاطونية الحديثة 0 فمسألة أن العالم نشأ عن الله بطريق التعليل رأى أفلوطينى ، ورأيه فى أن العالم الأعلى عالم عقلي يرجع إلى أرسطو وأفلوطين ، وخاصة قوله بتأثير عقل القمر فى بقية الكون رأى أرسطوطاليسى 0 ذلك أن أرسطو من الذين كانوا يقولون بأن كل مؤثر عقل ، أما عدد العقول وكونها عشرة ، فقد يكون الفارابي متأثراً فيها بمذهب بطليموس فى الأفلاك فقد قال بطليموس : إن الأفلاك تسعة ، فأوجد الفارابي لكل فلك عقلاً يوازيه ويؤثر فيه ، ومبدأ الوساطة فى الخلق كذلك رأى أفلوطينى ، وقد مثلها الفارابي فى عقول الأفلاك ، والعقل الفعال ، و النفس الكلية 0 " (5 ) وحتى ينجح الفارابي – مثل غيره من فلاسفة المسلمين – فى مسألة التوفيق بين الدين الإسلامي و الفلسفة ، فإنه كان يستفيد من فلاسفة اليونانيين أقوالهم وآرائهم إلى جانب أنه كان يقول بتأويل النصوص الدينية حتى تتطابق مع آراء فلاسفــــتة اليونـــــانيين . (1) 0111 )
* موقف ابن سينا من نظرية الفيض الأفلوطينية :
وبالنسبة لابن سينا فإنه استفاد نظرية الفيض أو الصدور الأفلوطينية عن الفارابي فى تفسيره كيفية كون الأشياء عن الواحد ، ويسير على نفس درب الفارابي كذلك فى توفيقه بين الدين والفلسفة ، وهذا ما سنحاول الوقوف عليه 0
يذكر ابن سينا أن الواحد تفيض عنه الموجودات ، وهذه الموجودات الفائضة عنه ذاتها مباينة لذات الواحد ، وتكون عنه على سبيل اللزوم أو الضرورة ، يقول : " وهو – يقصد الواحد – فاعل الكل ، بمعنى أنه الموجود الذي يفيض عنه كل وجود فيضا تاما لذاته ، ولأن كون ما تكون عن الأول إنما هو على سبيل اللزوم ، إذ صح أن الواجب الوجود من جميع جهاته 0 وفرغنا من بيان هذا العرض قبل فلا يجوز أن يكون أول الموجودات عنه ، وهى المبدعات كثيرة لا بالعدد ، ولا بالانقسام إلى مادة وصورة ، لأنه يكون لزوم ما يلزم عنه هو لذاته لا لشيء آخر 0"( ) وهكذا يسير ابن سينا على درب الفارابي مقررا أنه لا يجوز أن يصدر عن الواحد كثرة لأن ذلك يعنى تكثر ذاته وهذا محال ، ولأجل ذلك يقرر أن ما يصدر عن الواحد واحد ، وهو عقل مفارق ، صورة بدون مادة ، يقول : " المعلول الأول عقل محض ؛ لأنه صورة لا فى مادة ، وهو أول العقول المفارقة التي عددناها 0 ويشبه أن يكون هو المبدأ المحرك للجرم الأقصى على سبيل التشوق 0 "( ) ويبدو الأثر الأرسطاطاليسى هنا واضحا للعيان ، فالمحرك الأول عند أرسطاطاليس عشق وعاشق ومعشوق 0
ويؤكد ابن سينا أن هذا المعلول الأول أي العقل الأول ليس مادة بل صورة خالصة على غرار المحرك الأول عند أرسطاطاليس، يقول:" فبين أنه لا يجوز أن يكون المعلول الأول صورة مادية، ولأن لا يكون مادة أظهر، فواجب أن يكون المعلول الأول صورة غير مادية أصلاً، بل عقلاً0و أنت تعلم أن هاهنا عقولاً ونفوساً مفارقة كثيرة0فمحال أن يكون وجودها مستفاداً بتوسط ما ليس له وجود مفارق0" ( ) نستنتج من ذلك أن بقية العقول والنفوس فى سلسلة الفيض تكون عن عقل مفارق لا عن الواحد 0
ويستطرد ابن سينا فى تأكيده على أن الواحد لا يصدر عنه سوى واحد ، يقول : " الواحد من حيث واحد إنما يوجد عنه واحد 0 فبالحري أن تكون الأجسام عن المبدعات الأولى أثنينية يجب أن تكون فيها ضرورة أو كثرة كيف كانت 0 ولا يمكن فى العقول المفارقة شيء من الكثرة إلا على ما أقول إن المعلول بذاته ممكن الوجود ، وبالأول واجب الوجود 0 ( ووجوب وجوده بأنه عقل ) 0 ويعقل ذاته 0 " ( )
ويشير ابن سينا إلى كيفية فيض العقول المفارقة والنفوس عن الواحد حتى نصل إلى العقل العاشر مدبر هذا العالم الأرضي ، وذلك يكون بترتيب تنازلي بدءا من الواحد وانتهاء بالعقل الفعال ، يقول : " العقول المفارقة كثيرة العدد ، فليست إذاً موجودة معاً عن الأول ، بل يجب أن يكون أعلاها هو الموجود الأول عنه ، ثم يتلوه عقل عقل ، ولأن تحت كل عقل فلكاً مادته وصورته التي هي النفس ، وعقلا دونه ، فتحت كل عقل ثلاثة أشياء فى الوجود ، فيجب أن يكون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد أمين
المدير العام
المدير العام
أحمد أمين


عدد المساهمات : 1016
التقييم : 25
تاريخ التسجيل : 02/09/2010
العمر : 39

نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين   نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالإثنين سبتمبر 27, 2010 11:07 pm

إمكان وجوده هذه الثلاثة عن ذلك العقل الأول في الإبداع لأجل التثليث المذكور فيه ، و الأفضل يتبع الأفضل من جهات كثيرة ، فيكون إذا العقل الأول يلزم عنه بما يعقل الأول وجود عقل تحته ، وبما يعقل ذاته وجود صورة الفلك الأقصى وكمالها ، وهى النفس ، وبطبيعة إمكان الوجود الحاصلة المتدرجة فى تعقله لذاته وجود جرمية لفلك الأقصى المتدرجة فى جملة ذات الفلك الأقصى بنوعه ، وهو الأمر المشابك للقوة فيما يعقل الأول يلزم عنه عقل ، وبما يخص لذاته على جهتيه الكثرة الأولى بجزأيها ، أعنى المادة والصورة والمادة بتوسط الصورة ، أو بمشاركتها ، كما إمكان الوجود يخرج إلى العقل الفعال الذي يحاذى صورة الفلك 0 وكذلك الحال فى عقل عقل وفلك فلك حتى ينتهي إلى العقل الفعال الذي يدبر أنفسنا 0 "( ) وهكذا تفيض الموجودات فى سلسلة الفيوضات على جهة اللزوم على نحو ما ذكر الفارابي ، وأيضاً العقل الفعال آخر سلسلة العقول الفائضة ، وهو مدبر هذا العالم على ما هو عليه عند الفارابي وهو يقابل جبريل عليه السلام 0
ويصف ابن سينا العقول المفارقة بأنها أبدية لا يسرى عليها الفساد وكاملة الوجود ، يقول : " ومما لا شك فيه أن هاهنا عقولاً بسيطة مفارقة ، وتحدث مع حدوث أبدان الناس ، ولا تفسد ، بل تبقى 0 وقد بين ذلك فى العلوم الطبيعية ، وليست صادرة عن العلة الأولى ؛ لأنها كثيرة مع وحدة النوع 0 ولأنها حادثة ليست بمعلولات قريبة لهذا المعنى وهو أن الكثرة فى عدد المعلولات القريبة محال ، فهي إذاً معلولات الأول بتوسط ، ولا يجوز أن تكون العلل الفاعلة المتوسطة بين الأول وبينها دونها فى المرتبة ، فلا تكون عقولا بسيطة ومفارقة 0 فإن العلل المعطية للوجود أكمل وجودا 0 " ( )
و يجوز عند ابن سينا أن يصدر عن الواحد كثرة مختلفة النوع لا متفقة النوع ، يقول : " فيجب إذا أن يكون المعلول الأول عقلا واحدا بالذات 0 ولا يجوز أيضاً أن يكون عنه كثرة متفقة النوع 0 وذلك لأن المعاني المتكثرة التي فيه وبها يمكن وجود الكثرة عنه إن كانت مختلفة الحقائق كان ما يقتضيه كل واحد منها شيئاً غير ما يقتضى الآخر فى النوع 0 فلم يلزم كل واحد منها ما يلزم الآخر بل طبيعة أخرى و إن كانت متفقة الحقائق ، فبماذا تخالف وتكثرت ولا انقسام بمادة هناك 0 فإذا المعلول الأول لا يجوز عنه وجوب كثرة إلا مختلفة النوع 0 "( )
وفيما يتعلق بالنفوس الأرضية فإنها تكون عن الواحد بتوسط وتستمر سلسلة الموجودات حتى ينتهي الأمر عند موجود هو علة ما هو قابل للكون و الفساد ، يقول : " فليست هذه الأنفس الأرضية أيضاً كائنة عن المعلول الأول بلا توسط علة أخرى موجودة ، وكذلك عن كل معلول أول حتى ينتهي إلى معلول يكون عنه كون الأسطقسات القابلة للكون والفساد المتكثرة بالعدد والنوع معا ، فيكون تكثر القابل سببا لتكثر فعل مبدأ واحد بالذات 0 وهذا بعد استتمام وجود السماوات كلها ، فيلزم دائما عقل بعد عقل حتى تتكون كرة القمر ، ثم تتكون الأسطقسات ، وتتهيأ لقبول تأثير واحد بالنوع ، كثير بالعدد من العقل الأخير"0( )
ويبين ابن سينا أن كون الأفلاك بأنفسها وأجسامها يكون بواسطة سلسلة العقول الفائضة ، يقول : " فإذن يجب أن يحدث عن كل عقل عقل تحته ، ويقف بحيث يمكن أن تحدث الجواهر العقلية منقسمة متكثرة بالعدد لتكثر الأسباب ، فهناك تنتهي ، فقد بان واتضح أن كل عقل هو أعلى فى المرتبة ، فإنه بالمعنى فيه ، وهو أنه بما يعقل الأول يجب عنه وجود عقل آخر دونه ، وبما يعقل ذاته يجب عنه فلك بنفسه وجرمه 0 وجرم الفلك كائن عنه ، وستبقى بتوسط النفس الكلية 0 فإن كل صورة فهي علة لأن تكون مادتها بالفعل ؛ لأن المادة بنفسها لا قوام لها 0 "( )
مما سبق يتضح أن ابن سينا استفاد كثيراً من نظرية " المحركين الثواني " أو " العقول المفارقة " الأرسطاطاليسية ، وأضاف إليها ما حصل من نظرية الفيض أو الصدور الأفلوطينية 0( ) و عموماًفإن ابن سينا متأثر فى نظريته تلك عن العقول و الأفلاك بالفارابي الذي وصلته تلك النظرية عن فلاسفة اليونانيين " فقد ذهب أرسطو إلى تأثير العقول فى العالم الأرضي ، وذهب بطليموس إلى وجود أفلاك سبعة أثبتها بالرصد هي : زحل ، و المشترى ، و المريخ ، و الشمس ، و الزهرة ، و عطارد ، و القمر ، و قد أراد ابن سينا ومن قبله الفارابي ، أن يوفق بين هذه الفلسفة المنقولة إليهم ، وبين الدين الذي جاء بإثبات أن هناك مخلوقاً يسمى العرش ، وآخر يسمى بالكرسي ، فأضاف العرش والكرسي إلى الأفلاك السبعة التي أثبتها بطليموس ، فصارت الأفلاك عنده تسعة ، وقد حمل ابن سينا قوله تعالى : " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " (*) على هذا المعنى ، وقال : إن الذي يحمل العرش هي الأفلاك الثمانية التي تلي العرش من أسفل 0 "(3 )
ولقد تذبذب كلُّ من الفارابي وابن سينا حول مسألة عدد العقول فتارة تكون عند كل منهما عشرة وتارة ثمانية ، ولكن المهم هو ما أحدثته هذه النظرية من تأثير عظيم على الطرح الفلسفي الذي أدلى به فلاسفة المسلمين ، مما جعل بعض مفكري المسلمين يخطئ المؤيدين لهذه النظرية التي أضرت بفلاسفة المسلمين أكثر مما نفعتهم 0(4 ) وعموماًفقد استفاد من هذه النظرية ليس فلاسفة المسلمين فحسب بل استفاد منها غيرهم وبخاصة الصوفية الذين استفادوا منها فيما بعد فى عملية المعراج أو التطهير الروحي 0(5 )
وبالجملة فإن المسلمين بقولهم بنظرية الفيض أو العقول المفارقة خالفوا الإسلام " فإن القول بعقول محركـــــــــــــة
للكواكب لها نفس الطبيعة الإلهية من ناحية أرسطو إنما يعد إمعانا منه فى تجريد المحرك الأول من صفات الألوهية الكاملة وسيكون لهذه العقول دورها الكبير فى مذهب الفيض عند الإسلاميين، ولم يفطن فلاسفة الإسلام إلى أن وضع هذه العقول التي تعتبر آلهة صغارا إلى جوار الله إنما يتعارض مع ما خصوا به الله من صفات فعلية ثبوتية سامية بسبب النصوص الدينية 0" ( 6) وهكذا انزلقت أقدام فلاسفة المسلمين إلى الهاوية بسبب محاولاتهم التوفيق بين الدين والفلسفة لإرضاء كل منهما0
* المبحث الثالث : موقف ابن تيمية من نظرية الفيض الأفلوطينية :
يتضح مما سبق أن فلاسفة المسلمين استفادوا كثيراً من نظرية الفيض الأفلوطينية ، واعتبروها طوق النجاة للهروب من قول أرسطاطاليس بقدم العالم 0ولكنه فى المقابل نجد من المسلمين من رفض تلك النظرية نظراً لما تحتويه من أفكار تعارض الإسلام 0 ومن هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية 0 وفيما يلى سنحاول استجلاء حججه فى موقفه الرافض لهذه النظرية فيما يتعلق بمسالة العقول المفارقة وكونها تقابل فى الدين الإسلامي أحد مخلوقات الله تعالى و هي الملائكة 0
بداية : من الضروري أن ننوه إلى أن ابن تيمية يعتقد أنه لا يمكن أن نقبل رأياً من الآراء إلا إذا كان مدعوماً بالحجج والأدلة التي تؤكده ، و ما عدا ذلك من الآراء فهو غير مقبول على الإطلاق 0 ومن هنا فإن كل ما يطرحه الصابئة (* ) و المتفلسفة و المتكلمون و الصوفية و الباطنية و القرامطة وغيرهم من آراء لا تقبل إلا إذا كانت مؤكدة بالأدلة والحجج التي تؤكد على صحتها ، يقول : " فإذا سئلنا عن كلام يقولونه – يقصد الصابئة – هل هو حق أم باطل ؟ و من أين يتبين الحق قيه و الباطل ؟ قلنا : من القول بالحجة و الدليل ، كما كان المشركون وأهل الكتاب يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مسائل ، أو يناظرونه ، وكما كانت الأمم تجادل رسلها : إذ كثير من الناس يدعى موافقة الشريعة للفلسفة 0 "( 1) و من هذا الأساس المتين ينطلق ابن تيمية فى موقفه من نظرية الفيض الأفلوطينية ، فهو يقبلها برمتها أو بعضها إذا كانت مفرداتها مقرونة بأدلة أو حجج والعكس صحيح فهو يرفضها كلية أو أجزاء منها بالأدلة و الحجج على ذلك 0
ويعتقد ابن تيمية من هذا المنطلق أنه يجب تحديد معاني بعض الألفاظ الواردة فى هذه النظرية ، ومعرفة ما إذا كانت دلالاتها فى اللغة اليونانية توافق مدلولاتها فى اللغة العربية وبخاصة مصطلحات العقل والنفس 0 فقد وردت هذه المصطلحات فى نظرية الفيض أو الصدور أو نظرية العقول العشرة والنفوس التسعة – على نحو ما سماها فلاسفة المسلمين – كثيرً، حيث نجد العقل الأول يفيض عن الواحد( واجب الوجود بذاته )، ويفيض كذلك العقل الثاني عن العقل الأول ، ونجد أيضاً لكل فلك – بحسب النظرية – عقلاً ونفساً ، يقول : " قولكم " عقل ونفس " لغة لكم ، فلابد من ترجمتها ، وإن كان اللفظ عربيًّا فلابد من ترجمة المعنى 0 فيقولون : العقل هو الروح المجردة عن المادة ، وهى الجسد وعلائقها ، وسموه عقلاً ، ويسمونه مفارقاً ، ويسمن تلك المفارقات للمواد لأنها مفارقة للأجساد ، كما أن روح الإنسان إذا فارقت جسده كانت مفارقة للمادة التي هي الجسد ، والنفس التي هي الروح المدبرة للجسم ، مثل نفس الإنسان إذا كانت فى جسمه ، فمتى كانت فى الجسم كانت محركة له 0 فإذا فارقته صارت عقلاً محضاً ، أي يعقل العلوم من غير تحريك بشيء من الأجسام ، فهذه العقول و النفوس 0 وهذا الرأي الذي ذكرناه من أحسن الترجمة عن معنى العقل والنفس وأكثرهم لا يحصلون ذلك 0 " ( 2) ونظراً لعدم تحديد معاني الألفاظ و المصطلحات المستخدمة فى هذه النظرية ومعرفة دلالاتها فى اللغة العربية ، تأول بعض المسلمين – من وجهة نظر ابن تيمية – بعض الألفاظ و المصطلحات الواردة فيها ووفقوا بينها وبين ما يقابلها فى اللغة العربية ، وذلك يرجع بطبيعة الحال إلى اعتقادهم إمكان التوفيق بين الدين الإسلامي و الفلسفة 0 فيذكر ابن تيمية أن الباطنية فى هذا السياق تأولوا " اللوح " وقالوا إنه " النفس الكلية " و كذلك " القلم " هو " العقل الفعال " ، كذلك الكوكب والشمس و القمر التي رآها إبراهيم عليه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد أمين
المدير العام
المدير العام
أحمد أمين


عدد المساهمات : 1016
التقييم : 25
تاريخ التسجيل : 02/09/2010
العمر : 39

نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين   نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالإثنين سبتمبر 27, 2010 11:08 pm

السلام " النفس " و " العقل الفعال " و " العقل الأول " 0 وتأولوا الملائكة كذلك وغيرها من التأويلات التي تدحضها نصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة 0 ( )
وأشار ابن تيمية إلى هذه المسألة فى كثير من مؤلفاته، حيث نجد من ذلك – على سبيل المثال لا الحصر – أن معنى العقل عند المسلمين يختلف عن معناه عند فلاسفة اليونان، يقول : " وأيضاً و " العقل " فى لغة الرسول وأصحابه وأمته عرض من الأعراض ، يكون مصدر عقل يعقل عقلاً كما في قوله " لعلهم يعقلون " و " لعلكم تعقلون " و " لهم قلوب لا يعقلون بها " ونحو ذلك 0(* ) وقد يراد به " الغريزة" التي فى الإنسان 0 قال أحمد بن حنبل و الحارث المحاسبي ، وغيرهما : " إن العقل غريزة " 000 والعقل فى لغة فلاسفة اليونان جوهر قائم بذاته (** ) 0
فأين هذا من هذا ؟ 00"(2 )
وينتقل ابن تيمية إلى عرض موقفه من الآراء الواردة فى نظرية الفيض وعلى رأسها أن أول ما صدر أو فاض عن الواحد هو العقل 0 فيذكر ابن تيمية أن فلاسفة المسلمين زعموا : أن أول مخلوق هو العقل بهدف التوفيق بين الدين والفلسفة أقصد التوفيق بين الإسلام ونظرية الفيض، فيذكر ابن تيمية أن زعمهم فاسد؛ لأن الحديث الذي يعتمدون عليه ضعيف ، وهو حجة عليهم وليس حجة لهم يقول : " إن قوله " أول ما خلق الله العقل " هو حجة لهم على " العقل الأول " ، ويسمونه " القلم " ليجعلوا ذلك مطابقاً لقوله " أول ما خلق الله القلم " 00 000 حديث العقل ضعيف باتفاق أهل المعرفة بالحديث 0 كأبي حاتم بن حبان ، وأبى جعفر العقيلى وأبى الحسن الدارقطنى ، وأبى الفرج بن الجو زى ، وغيرهم 000 ومع هذا فلفظه " أول ما خلق الله العقل قال له : أقبل ، فأقبل 0 فقال له 0 أدبر ، فأدبر 0 فقال " وعزتي ! ما خلقت خلقاً أكرم على منك ، فبك آخذ ، وبك أعطي ، وبك الثواب ، وبك العقاب " فإن كان الحديث صحيحاً فهو حجة عليهم ، لأن معناه أنه خاطب العقل فى أوقات خلقه بهذا الخطاب وفيه أنه لم يخلق خلقاً أكرم عليه منه 0 فهذا يدل على أنه خلق قبله غيره " ( 3) وعموماً فإن هذا الحديث لا يتفق مع ثوابت الإسلام لكنه مع الأسف الشديد انتشر بسرعة " و يحرص على إذاعته فى البيئات الإسلامية المتحررة التي أضافت إلى الإسلام أفكــــاراً أفلوطينيـة أو صبغت إسلامها بطابع أفلوطينى ( مثل إخوان الصفاء والإسماعيلية و المتصوفة ) 0 ولكنه لم يخترع فى هذه البيئات ، إنما هي تلقفته فرحبت به أحر ترحيب ، وصادف هوى فى نفسها فحرصت عليه وتعلقت به ، وأهابت به في كل مرة كان فيها ملائماً لنظرياتهم ، مؤيداً لمذاهبهم 0 أما البيئات السنية فكان طبيعيًّا أن تأخذه على تلك البيئات المتحررة باعتباره حديثاً موضوعاً قصد به إلى تأييد اتجاه معين 0" ( 1)
ويذكر ابن تيمية أن العرب مع شركهم وكفرهم يعتبرون الملائكة مخلوقين ، وكان بعضهم يزعم أنهم بنات الله تعالى ، مؤكدين على أنهم محدثون 0 وعند ابن تيمية أن ما يدعيه الصابئة شر مما يزعمه المشركون0 ( ) ولأجل ذلك ينبه ابن تيمية العقول إلى أن ما يزعمه الصابئة من أن العقول المفارقة هي الملائكة التي أخبر بها الرسل زعم باطل ، وإن كانت حجة الصابئة هي التوفيق بين الدين والفلسفة 0 ولقد غالى الصابئة فى مزاعمهم فاعتبروا الملائكة هي " القوى الصالحة فى النفس " و " الشياطين هي القوى الخبيثة " وهذا معلوم فساده بالدلائل العقلية ومن الدين بالضرورة ، لذلك شرك هؤلاء أشنع من شرك مشركي العرب 0( 2)
والملائكة عند الصابئة ممن آمن بالنبوات هي " العقول العشرة " على نحو ما ذكر الفارابي وابن سينا ، وهى عندهم قديمة أزلية ، ويزعمون أن العقل بمثابة رب ماعدا الله تعالى ، وهذا ما لم يدعيه أحد من اليهود والنصارى و مشركى العرب ، أعنى لم يزعم أحد منهم أن ملكا من الملائكة رب العالم كله 0 وكذلك زعمهم أن العقل الفعال مبدع لما تحت فلك القمر ، فهذا كفر لم يدِّعه أحد من كفار أهل الكتاب و مشركى العرب 0" ( 4)
وكل هذه المزاعم السابقة من قبل الصابئة وغيرهم فاسدة ، ويبين ابن تيمية فسادها 0 فزعمهم أن الملائكة قديمة أو مبتدعة فاسد؛ لأن الملائكة مخلوقة عن مادة سابقة عليها ، يقول : " وإذا ادعوا أن " العقول " التي أثبتوها هي "الملائكة " فى كلم الأنبياء فقط ثبت بالإجماع أن الله خلق الملائكة ، بل خلقهم من مادة كما ثبت فى صحيح مسلم ، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خلق الله الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم " (* ) فبين أن الملائكة مخلوقون من مادة موجودة قبلهم 0 فأين هذا من قول من ينفى الخلق عنها ؟ ويقول إنها مبتدعة لا مخلوقة ، أو يقول إنها قديمة أزلية لم تكن من مادة أصلاً 0 " (5 )
وفيما يتعلق بقــول فلاسفة المسلمين أمثال الفارابي وابن سينا أن العقل الفعال هو جبريل عليه السلام ، فإنهم تقولوا ذلك نظرا لمحاولاتهم المتكررة للتوفيق بين الــدين و الفلسفة ، ومن هذا المنطلق يتأولون بعض آيات الــذكر الحكيم على نحــو يتفق مع صفات العقل الفعــال 0 يقول : " وقد قال تعالى : إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين 0 مطاع ثم أميين 0 وما صاحبكم بمجنون 0 ولقد رآه بالأفق المتــبين0 وما هو على الغيب بضنين 0 وما هو بقول شيطان رجيم – ( (**) : 19 – 25 ) 000 وزعم بعض المتفلــسفة أن هذا هو " العقل الفعال " لأنه دائم الفيض 0 فيقال : قد قال : لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين 0 مطاع ثم0 و " العقل الفعال " لو قدر وجــوده
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد أمين
المدير العام
المدير العام
أحمد أمين


عدد المساهمات : 1016
التقييم : 25
تاريخ التسجيل : 02/09/2010
العمر : 39

نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين   نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالإثنين سبتمبر 27, 2010 11:09 pm

فلا تأثير له فيما ثم ، وإنما تأثيره عندكم فيما تحـت فلك القمـــر0 فكيف ولا حقيقة له 0 "( 1) وهذا تأويل فاسد لأن جبريل عليه السلام ملك منفصل عن الرسول يبلغ كلام الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم ،ويؤكد على ذلك النص الدين وإجماع المسلمين 0( 2)
و بالنسبة لعدد العقول والنفوس الواردة في نظرية الفيض أو الصدور الواردة عند المتفلسفة فهو لا يمثل عدد الملائكة على نحو ما ورد في القرآن الكريم والسنة الشريفة، يقول : " وملائكة الله لا يحصى عددهم إلا الله ، كما قال تعالى ( 74(* ): 31 وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ، وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ، ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ، ويزداد الذين آمنوا إيمانا ، ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون : ماذا أراد الله بهذا مثلا ؟ كذلك يضل الله من يشاء و يهدى من يشاء ، وما يعلم جنود ربك إلا هو 0 "(33) ويستطرد ابن تيميـــــة موضحاً أن ما ذكره المتفلسفة من أن عدد العقول والنفوس الذي زعموه هو نفس العدد الوارد في القرآن الكريم ، فهو زعم باطل ، وهكذا يفضح ابن تيمية جهل المتفلسفة ، يقول : " وقيل لهم : الذي في الكتاب والسنة من ذكــر الملائكــة وكثرتهم ، أمر لا يحصر ، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم " أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا ملك قائم أو قاعد أو راكع أو ساجد "(** ) وقال الله ( 42 (*** ): 5 تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن فى الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم ) 0 فمن جعلهم عشرة أو تسعة أو زعم أن التسعة عشر على سقر (*****) هم العقول والنفوس فهذا من جهله بما جاء عن الله ورسوله 0 وضلاله فى ذلك بين 0 " (4 )
كذلك صفات الملائكة الواردة فى القرآن الكريم و السنة الشريفة كثيرة جدا إذا ما قورنت بعدد الصفات التي نسبها المتفلسفة للعقول والنفوس ، يقول : " إذ لم تتفق الأسماء فى المسمى ولا فى قدره ، وكما تكون الألفاظ المترادفة 0 وإنما اتفق المسميان فى كون كل منهما روحا متعلقا بالسموات 0 وهذا من بعض صفات ملائكة السموات ، فالذي أثبتوه [هو] بعض الصفات لبعض الملائكة وصفاتهم وأقدارهم وأعدادهم فى غاية القلة أقل مما يؤمن به السامرة من الأنبياء ، إذ هم لا يؤمنون بنبي بعد موسى ويوشع كيف ؟ وهم لم يثبتوا للملائكة من الصفة إلا مجرد ما علموا من نفوسهم مجرد العلم للعقول ، والحركة الإرادية للنفوس 0 " (5 )
وبعد أن يرفض ابن تيمية ما نسبه الفلاسفة من صفات قليلة للملائكة ، فإنه يبين علوم الملائكة وأعمالهم وإرادتهم وغيرها من الصفات العديدة التي لا يستطيع إنسان أن يحصيها ، يبينها ابن تيمية معتمدا على كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ، يقول : " ومن المعلوم أن الملائكة لهم من العلوم و الأحوال والإرادات و الأعمال ما لا يحصيه إلا ذو الجلال ، فى القرآن بالتسبيح و العبادة لله أكثر من أن يذكر هنا كما ذكر تعالى فى خطابه للملائكة وأمره لهم بالسجود لآدم ، وقوله تعالى ( 41 (* ) : 38 فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون ) وقوله تعالى ( 21(** ): 26- 29 وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه ! بل عباد مكرمون ، لا يسبقونه بالقول ، وهم بأمره يعملون 0 يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى 0 وهم من خشيته مشفقون 0 ومن يقل منهم إنى إله من دونه فذلك نجزيه جهنم ،كذلك نجزى الظالمين 0 "( 1) (*** )
ويشير ابن تيمية إلى أن المتفلسفة غالوا فى افتراءاتهم من زعمهم أن العقول و النفوس – التي ادعوا أنها الملائكة – ولدها الله تعالى ، وهذا محض افتراء وكذب على الله تعالى ، وقد ورد ذلك فى القرآن الكريم ، يقول : " وهذا مما رده الله ونزه نفسه عنه ، وكذب قائله ، وبين كذبه بقوله ( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) (* ) وقال تعالى ( 7(** ) : 152- 157 ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله 0 وإنهم لكاذبون – إلى قوله أصطفى البنات على البنيين ، مالكم كيف تحكمون ؟ أفلا تذكرون ؟ أم لكم سلطان مبين ؟ فائتوا بكتابكم إن كنتم صادقـــــــــــــــين ) و بقوله ( 6 (***) 100 وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون ) وقوله تعالى ( وقالوا : اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ) (****) وقال تعالى ( 4(***** ): 172 لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ) وقال تعالى ( 19 (****** ) : 88 – 95 وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا ، تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا : أن دعوا للرحمن ولدا 0 وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا 0 إن كل من في السموات والأرض إلا آتى الرحمن عبدا 0 لقد أحصاهم وعدهم عدا 0 وكلهم آتيه يوم القيامة فردا "( 1 )0 ولم تقف الصابئة عند ذلك أعني جعلهم الملائكة مولدة ومعلولة لله تعالى بل إنهم زعموا كذلك أنها فائضة عن الله تعالى بغير مشيئته وقدرته وعلمه بعبارة أخرى إنها صدرت عنه على جهة اللزوم أو وفقاً للضرورة 0 ويعترض ابن تيمية على مزاعم المتفلسفة ، ويذكر أن الملائكة ليست كذلك بل إنها المدبرات والمقسمات لما في السموات والأرض ، وهى ليست على نحو ما ذكر الصابئة ، ويدعم ذلك عند ابن تيمية أنه لا يوجد من السلف من قال بزعمهم يقول :" وملائكة الله الذين يدبر بهم أمر السماء و الأرض ، وهم المدبرات أمراً والمقسمات أمراً التي أقسم الله بها فى كتابه ، ليست هي الكواكب عند أحد من سلف الأمة وليست الملائكة هي " العقول " و"النفوس" التي يثبتها الفلاسفة المشاؤون أتباع أرسطو ونحوهم ، كما قد بسط الكلام عليهم فى غير هذا الموضع ، وبين خطأ من يظن ذلك ويجمع بين ما قالوه وبين ما جاءت به الرسل 0"( 2) نستنتج من ذلك أن ابن تيمية لا يوجه نقده فحسب لفلاسفة المسلمين القائلين بهذه النظرية بل يوجه نقده كذلك لزعيمهم أرسطاطاليس الذي قال بنظرية العقول المفارقة التي أخذها عنه أفلوطين صاحب نظرية الفيض 0 ويرفض ابن تيمية كذلك توفيق فلاسفة المسلمين بين القول بالعقول على نحو ما ورد في نظرية الفيض وبين الملائكة على نحو ما ورد في القرآن الكريم و السنة الشريفة0 ويستمر ابن تيمية فى دحض افتراءات الصابئة مما وصفوا به الملائكة بصفات ليست لهم ، فهم على نحو ما ورد فى النص الديني عباد لله تعالى على غرار كافة ما خلق الله تعالى ، يقول : " فأخبر – يقصد الله تعالى فى قرآنه – أنهم معبدون ، أي مذللون مصرفون مدينون متهورون ليسوا كالمعلول المتولد تولدا لازما لا يتصور أن يتغير ذلك 0 وأخبر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد أمين
المدير العام
المدير العام
أحمد أمين


عدد المساهمات : 1016
التقييم : 25
تاريخ التسجيل : 02/09/2010
العمر : 39

نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين   نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالإثنين سبتمبر 27, 2010 11:10 pm

أنهم عباد الله ، لا يشبهون به كما يشبه المعلول بالعلة ، والولد بالوالد ، كما يزعمه هؤلاء الصابئة 0 وقال تعالى 2 ( * ): 116-117 وقالوا اتخذ الله ولداً سبحانه ، بل له ما فى السموات والأرض كل له قانتون بديع السموات والأرض إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون "( 1)
ويستطرد ابن تيمية موضحاً أن كل معلول يقترن بعلة ، والموجد إذا كان واحداً فلا يكون علة ، أما التولد فيكون عن طريق زوجين ، فتعالى الحي القيوم أن يكون علة أو أن يكون عنه تولداً ، كذلك من المحال قولهم أن الواحد يصدر عنه واحد ولا تصدر عنه كثرة ؛ لأن صدور الكثرة عنه يعنى تعدد فى ذاته وهذا محال أيضاً ، يقول : " ولذلك قال سبحانه ( وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم ، وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون ، بديع السماوات والأرض ، أنى يكون له ولد ، ولم تكن له صاحبة ؟ وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم )(** ) فبين القرآن أنهم أخطأوا طريقة القياس فى العلة و التولد حيث جعلوا العالم يصدر عنه بالتعليل والتولد 0 وكذلك قال (51(*** ): 49 ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ) خلاف قولهم : إن الصادر عنه واحد 0 وهذا وفاء بما ذكره الله تعالى من قوله ( ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا ) (**** )إذ قد تكفل بذلك فى حق كل من خرج من أتباع الرس*******ول ، فقال تعالى ( 25 (***** ): 1-29 تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا [ فذكر] الوحدانية و الرسالة إلى قوله ( ويوم يعض الظالم على يديه ، يقول : يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا 0 لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني 0 وكان الشيطان للإنسان خذولا ) فكل من خرج من أتباع الرسول فهو ظالم بحسب ذلك 0 والمبتدع ظالم بقدر ما خالف من سنته "(2 )
نستنتج مما سبق أن ابن تيمية يرى أن القول بأن الواحد لا يصدر عنه إلا واحد زعم فاسد،فإن الله تعالى لا يتولد عنه شيء ، فتعالى الله عما يزعمون ، وإنما يكون خلق الموجودات عن طريق الزوجين،يقول: " ولهذا قال مجاهد 0 وذكره البخاري في صحيحه – في الشفع و الوتر:أن الشفع هو الخلق ، فكل مخلوق له نظير، و الوتر هو الله الذي لا شبيه له " فقال : ( أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ؟ ) ( 3) وذلك أن الآثار الصادرة عن العلل المتولدات فى الموجودات لابد فيه من شيئين ، أحدهم يكون كالأب و الآخر يكون كالأم القابلة 0 وقد يسمون ذلك الفاعل و القابل كالشمس مع الأرض ، والنار مع الحطب ، فأما صدور شيء واحد ، فهذا لا وجود له فى الوجود أصلا 0 "( 4) وهكذا يكون رأى الصابئة أو المتفلسفة بتولد أو صدور أو فيض واحد عن الله تعالى قولا باطلا 0 وقد ثبت بطلان ذلك بواسطة كل من قياس الشمول وقياس التمثيل ( 5)(******)
وينتقد ابن تيمية أساليب التشبيه والاستعارة التي استخدمها الصابئة أو المتفلسفة و أشباههم لأجل تصوير كيفية فيض أو صدور الأشياء عن الواحد ، يقول : " وأما تشبيههم ذلك بالشعاع مع الشمس ، وبالصوت كالطنين مع الحركة و النقر فهو أيضاً حجة لله ورسوله والمؤمنين عليهم 0 وذلك أن الشعاع بأن أريد به نفس ما تقوم بالشمس : فذلك صفة من صفاتها ، وصفات الخالق ليست مخلوقة ، وهى من العالم الذي فيه الكلام 000 وإن أريد بالشعاع ما ينعكس على الأرض : فذلك لابد فيه من شيئين ، وهو الشمس التي تجرى مجرى الأب الفاعل والأرض التي تجرى مجرى الأم القابلة ، وهى الصاحبة للشمس 000 وكذلك الصوت لا يتولد إلا عن جسمين يقرع أحدهما الآخر أو يقلع عنه فيتولد الصوت في أجسام العالم عن أصلين يقرع أحدهما الآخر أو يقلع عنه 000 فمهما احتموا به من القياس ، فالذي جاء الله به هو الحق وأحسن تفسيراً ، وأحسن بيانا وإيضاحاً للحق وكشفاً له 0 " ( )
ويشير ابن تيمية إلى زعم الصابئة أو المتفلسفة أن العقول والنفوس كالآباء والأمهات ، وأنها كذلك آلهة صغرى ، يقول : " وأيضاً فجعلهم - يقصد العقول والنفوس _ علة تامة لما فيها ، ومؤكدة له ، وموجبة له حتى يجعلونها مبادئنا ، ويجعلونها لنا كالآباء والأمهات ، وربما جعلوا العقل هو الأب ، والنفس هي الأم 0 وربما قال بعضهم : الوالدان العقل والطبيعة ، كما قال [ ابن عربي ] صاحب الفصوص فى قول نوح ( اغفر لي ولوالدي )( ) أي من كنت نتيجة عنهما ، وهما العقل والطبيعة وحتى يسمونها الأرباب والآلهة الصغرى ، ويعبدونها 0 وهو كفر مخالف لما جاءت به الرسل 000 وبهذا وصف بعض السلف الصابئة بأنهم يعبدون الملائكة 0 وكذلك فى الكتب المعربة عن قدمائهم : أنهم كانوا يسمونها الآلهة والأرباب الصغرى ، كما كانوا يعبدون الكواكب أيضاً 0 "( ) وهكذا لا يكتفي ابن تيمية بعرض آراء الصابئة أو المتفلسفة و القول بأنها مخالفة لما جاءت به الرسل للتدليل على فسادها بل إنه يورد النص الديني قرآناً وسنة الذي يدحض تلك الآراء ، وهو فى ذلك يتميز بالدقة و الموضوعية ، فهو لا ينقد رأياً إلا ويصحبه بالدليل على ذلك 0 وبالنسبة لزعمهم أن العقول والنفوس آلهة فهو يورد النص القرآني المبين والمؤكد على ذلك ، يقول : " و القرآن ينفى أن تكون أرباباً – يقصد العقول والنفوس - ، أو أن تكون آلهة ، ويكون لها غاية ما للرسول الذي لا يفعل إلا بعد أمر مرسله ، ولا يشفع إلا بعد أن يؤذن له في الشفاعة 0 وقد رد الله على من زعمه من العرب والروم وغيرهم من الأمم ، فقال تعالى:( 3( *) : 80 ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا ، أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ؟) وقال تعالى ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ، سبحانه بل عباد مكرمون ! لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ) ( **) قال تعالى (34(*** ) : 22- 23 ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة فى السماوات ولا فى الأرض ، وما لهم من شرك ، وما له منهم من ظهير. ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ، حتى إذا فزع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ؟ قالوا : الحق ، وهو العلى الكبير"000 وقال تعالى ( 53(* ) : 26 وكم من ملك فى السماوات لا تغنى شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ) "( 1) وعلى هذا النحو ليس له نصيب من الحقيقة ما يدعيه الفلاسفة و القرامطة ومن وافقهم من الباطنية و الملاحدة و الصوفية وغيرهم من أهل الجهل أن العقول والنفوس يستشفع بها ، وأنها تشرق على من يستشفع بها بشفاعتها ، فهذا محض افتراء ، فالعقول والنفوس التي زعموا أنها الملائكة النص الديني لا ينص على أنهم شفعاء عند الله تعالى بل هم عباد له ومرسلون بإذنه وبأمره إنهم مخلوقات مثل غيرهم من خلق الله تعالى ، إنهم ليسوا وسطاء بين البشر والله تعالى على نحو ما يزعم المشركون فى مقابل الحنفاء الذين لا يزعمون ذلك 0 وعموماً فعند ابن تيمية أن زعم هؤلاء كفر وضلال، فدور الملائكة– كما ذكرنا سابقا – هو بلاغ رسائل الله تعالى لرسله بإذنه تعالى 0 (2 ) والملائكة مثل غيرها من المخلوقات ، لما كانت تكون فإنها تفسد كذلك ،فكل ما عدا الله تعالى فانٍ و لا يبقى ، يقول : " الذي عليه أكثر الناس أن جميع الخلق يموتون حتى الملائكة ، وحتى عزرائيل ملك الموت وروي عن ذلك حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم (** ) واليهود و النصارى متفقون على إمكان ذلك وقدرة الله عليه ؛ وإنما يخالف ذلك طوائف من المتفلسفة أتباع " أرسطو" وأمثالهم ، ومن دخل معهم من المنتسبين إلى الإسلام أو اليهود، و النصارى : كأصحاب " رسائل إخوان الصفاء " وأمثالهم ، ممن زعم أن " الملائكة هي العقول والنفوس وأنه لا يمكن موتها بحال ، بل هي عندهم آلهة وأرباب هذا العالم 0" (3 ) و عموماً فإن ما زعمه الصابئة و المتفلسفة و المتكلمون من آراء عن الواحد و العقول المفارقة ، هي أفكار عقلية ذهنية لها وجود فى الواقع الخارجي 0 (4 ) و من هذا المنطلق يمكننا أن نقرر أن ما ورد فى الرسالات عن الملائكة لا يطابق ما طرحه هؤلاء ، يقول : " و أيضاً فإن الله وصف الملائكة بصفات تقتضي أنهم أحياء ناطقون خارجون عن قوى البشر وعن العقول و النفوس التي تثبتها الفلاسفة ، فعلم أن الملائكة التي أخبرت عنها الأنبياء ليسوا مطابقين لما يقوله هؤلاء 0 " ( 5)
نستدل بما سبق أن ابن تيمية فيما يتعلق بالملائكة أظهر موقف الإسلام فى مقابل أصحاب المذاهب الفلسفية الذين نظروا لها نظرة مخالفة للإسلام ، ويوجد بون شاسع بين النظرتين 0 فقد " جعل الإسلام الملائكة 000 أصلاً من أصول الإيمان ، وأول ما يتبادر للذهن هو توضيح الإسلام حقيقة الملائكة التي أشاعت حولها المذاهب الفلسفية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد أمين
المدير العام
المدير العام
أحمد أمين


عدد المساهمات : 1016
التقييم : 25
تاريخ التسجيل : 02/09/2010
العمر : 39

نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين   نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالإثنين سبتمبر 27, 2010 11:12 pm

والأديان الأخرى الأباطيل ، فإنها عند بعضها معبودات وآلهة وأرباب ينوبون عن الله ويساعدونه في تسيير نظام الكون ، وعند البعض مجرد عقول ، وزعم البعض أنهم بنات الله ، أو أنهم شركاء الله في الألوهية والربوبية 0 وإزاء كل هذه المزاعم الخاطئة جاء القرآن بالتصور الصحيح للملائكة 0 " ( ) ويرجع ذلك إلى المحاولات المستمرة من قبل فلاسفة المسلمين وغيرهم لإدخال الفلسفة اليونانية إلى العرب والمسلمين مع صبغها بصبغة تتناسب مع مبادىء الإسلام وأسسه 0
وبقول كلى فإن موقف ابن تيمية من الملائكة يظهر بوضوح فى العديد من مؤلفاته التي يبين فيها مخالفة الصابئة وفلاسفة المسلمين لما ورد فى النص الديني ، فموقف ابن تيمية من مسألة الملائكة فيما قرره الفلاسفة " ورد فى مواضع متفرقة من كتبه ، بين فيها – رحمه الله – جهل هؤلاء الفلاسفة من المتقدمين ، والمتأخرين ، بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، ومخالفة ما يقرر متأخروهم المنتسبون للإسلام – الذين يحاولون الجمع بين الإسلام ، وفلسفة اليونان – فى هذه الحقائق العظيمة للمعلوم بالضرورة من دين الإسلام وأديان الرسل السابقين 0 "( )
إن ابن تيمية من خلال العرض السابق يرفض القول بنظرية العقول العشرة الأفلوطينية ؛ لأن الأساس الذي بنيت عليه فاسد وهو القول بأنه لا يصدر عن الواحد إلا واحد ، وقد دل القرآن الكريم –على نحو ما أسلفنا – على فساد ذلك ( )
إن هذا الموقف الذي اتخذه ابن تيمية من نظرية الفيض أو الصدور و بعبارة أخرى إن ما أبداه ابن تيمية من انتقادات لنظرية الفيض أو الصدور أو نظرية العقول العشرة التي أدلى بها أفلوطين ،و استفاد منها الفارابي وابن سينا وغيرهما من فلاسفة المسلمين ، يؤكد على صمود ابن تيمية أمام الأفكار الفاسدة التي نقلت أو انتقلت إلى المسلمين ، وهو لم يتصد لهذه النظرية فحسب بل إنه تصدى لها ولغيرها من النظريات الفاسدة التي أضرت كثيرا بمسيرة الفكر الإسلامي .
الخاتمة
تشتمل الخاتمة على أهم نتائج البحث :
1- تستمد نظرية الفيض أو الصدور عند أفلوطين أصولها من مصادر يونانية كفلسفات أفلاطون و أرسطاطاليس إلى جانب ما تركه الفلكيون اليونانيون من نظريات بالإضافة إلى المصادر الشرقية0 وتقوم هذه النظرية على أن الواحد الذي يسعى إليه الجميع ، عبارة عن ثلاثة أقانيم : الواحد ، والعقل ، والنفس الكلية ، بالإضافة إلى المادة ، وهذه النظرية محاولة لتفسير كون الموجودات عن الواحد ولتفسير العلاقة بين الواحد والأشياء.
2- استفاد الفارابي من نظرية الفيض أو الصدور الأفلوطينية فى توضيحه لكيفية خلق الأشياء ولتفسير العلاقة بين الواحد والكثرة ، فإن القول بقدم العالم على طريقة أرسطاطاليس يتعارض مع الدين الإسلامي ، لذلك لجأ الفارابي لهذه النظرية ؛ لأنها تعني القول بحدوث العالم على الرغم من أن القول بالحدوث على طريقة أفلوطين يؤدي إلى القول بآراء تتعارض مع الإسلام 0
3- زعم الفارابي أن الواحد لا يصدر عنه إلا واحد ، وأن الموجودات تكون عن الواحد على جهة اللزوم و الضرورة، وأن سلسلة العقول والنفوس لها دور فى تسيير شئون هذا الوجود ، وأن العقل الفعال ، وهو جبريل عليه السلام ، همزة الوصل بين عالم السماء وعالم الأرض ، وكل هذه المزاعم وأشباهها مخالف لنصوص الدين قرآناً وسنة ، وهذا ما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية فى مختلف مؤلفاته0
4- سار ابن سينا على درب الفارابي، فقد وفق بدوره بين نظرية الفيض أو الصدور الأفلوطينية والدين الإسلامي ، فوقع فى نفس الأخطاء التي ارتكبها الفارابي 0 وعلى هذا النحو انزلقت أقدام الفارابي وابن سينا وغيرهما من فلاسفة المسلمين إلى الهاوية بسبب توفيقهم بين الإسلام وفلسفة اليونان التي تشتمل على كثير من الآراء المخالفة للإسلام0
5- انتهى ابن تيمية إلى أن ما قام به الفارابي و ابن سينا وغيرهما من فلاسفة المسلمين فيما يتعلق بالتوفيق بين نظرية الفيض أو الصدور الأفلوطينية من جهة والإسلام من جهة أخرى يعتبر عملاً فاسداً لأنه أدى إلى كثير من التأويلات الفاسدة لنصوص القرآن الكريم ، وعزو أحاديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بريء منها 0 وعندما احتكم ابن تيمية إلى النصوص الدينية قرآناً وسنة وجد أن هذه النظرية فيها ما يخالف العقيدة مما جعله يرفضها ويوجه سهام نقده إليها 0
6- رفض ابن تيمية كل المزاعم الواردة فى نظرية الفيض أو الصدور الأفلوطينية ، و أنكر كذلك كل النتائج التي انتهى إليها كل من الفارابي وابن سينا نتيجة توفيقهما بين هذه النظرية والإسلام 0 فقد رفض أن تكون سلسلة الفيوضات أوسلسلة العقول والنفوس ، وهى الملائكة عندهم ، أن يكون لها دور رئيسي فى تسيير الوجود ، ورفض قولهم أن الواحد لا يصدر عنه سوى واحد وأن جبريل عليه السلام أحد ملائكة الرحمن هو العقل الفعال ، ورفض كذلك زعمهم أن الملائكة بنات الله تعالى ،،، إلخ 0 ومعيار رفضه لهذه المزاعم وأشباهها هو الاستناد إلى النص الديني قرآنا وسنـــــــــة بالإضافة إلى النظر العقلي0
قائمة المصادر والمراجع
• القرآن الكريم .
• السنة الشريفة .
أولا : العربى منها :
1- ابن تيمية : درء تعارض العقل و النقل ، تحقيق د0 محمد رشاد سالم ، ط1399هت / 1979م ، ، طبع هذا الكتاب على نفقة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، المملكة العربية السعودية .
2- ابن تيمية : الرسالة الصفدية : قاعدة في تحقيق الرسالة وإبطال قول أهل الزيغ والضلالة ، قدم لها وحققها وعلق عليها : أبو عبد الله سيد بن عباس الجليمى ، أبو معاذ أيمن بن عارف الدمشقي ،تقديم الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعد ،ط1 ، 1423هـ/ 2002م مكتبة أضواء السلف ،0
3- ابن تيمية : مجموع الفتاوى ، جمع وترتيب المرحوم عبد الرحمن بن محمد بن قاسم بمساعدة ابنه محمد ، أشرف على الطباعة والإخراج : المكتب التعليمي السعودي بالمغرب ، مكتبة المعارف الرباط – المغرب 0
4- ابن تيمية : كتاب الرد على المنطقيين ،ط2 1396هـ/ 1976م ، تولى إعادة طبعه ونشره إدارة ترجمان السنة ، لاهور- باكستان ، 0
5- ابن تيمية : منهاج السنة النبوية ، تحقيق د0 محمد رشاد سالم ، ط1 1406هـ / 1986م ، أشرفت على طباعته ونشره إدارة الثقافة و النشر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، المملكة العربية السعودية ، 0
6- ابن تيمية : نقض المنطق ، حقق الأصل المخطوط وصححه الشيخ محمد بن عبد الرازق حمزة و الشيخ سليمان بن عبد الرحمن الضبع ، صححه محمد حامد الفقى ، دار المعرفة 0
7- ابن تيمية : الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ، بدون .
8- ابن سينا : النجاة في المنطق و الإلهيات ، حقق نصوصه وخرج أحاديثه د0 عبد الرحمن عيرة ، الطبعة الثانية 1412هـ/ 1992م ، دار الجيل بيروت – لبنان ،0
9- د. أحمد فؤاد الأهواني : فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط ، محاضرات ألقاها 1953 - 1954 الطبعة الأولي 1954م، ، دار إحياء الكتب العربية عيسى البابى الحلبى و شركاه 0
10- أرسطاطاليس : الطبيعة : ، ترجمة إسحاق بن حنين مع شروح ابن السمح وآخرين ،حققه وقدم له د0 عبد الرحمن بدوي ، 1384هـ/1964م ،الناشر الدار القومية للطباعة و النشر ،0
11- أرسطاطاليس : في النفس : ضمن مجموعة راجعها على أصولها اليونانية وشرحها وحققها وقدم لها د0 عبد الرحمن بدوي ، الناشر وكالة المطبوعات الكويت ، دار القلم بيروت – لبنان 0
12- أفلاطون : طيماوس ، المحاورات الكاملة ، المجلد الخامس ، نقلها إلى العربية شوقي داود تمراز ، 1994م،الأهلية للنشر و التوزيع بيروت – لبنان 0
13- برتراند رسل : تاريخ الفلسفة الغربية ، ترجمة د0 زكى نجيب محمود ،راجعه المرحوم أحمد أمين ،1957م القاهرة مطبعة لجنة التأليف و الترجمة و النشر ، وزارة التربية والتعليم :قسم الترجمة ،الإدارة العامة للثقافة ، 0
14- ديوجين لائرتوس : مختصر تاريخ فلاسفة اليونان ، ترجمة عبد الله حسين المصري ، 1904م ، مطبعة التمدن القاهرة 0
15- د. صالح بن غرم الله الغامدي : موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من آراء الفلاسفة ومنهجه فى عرضها بن غرم الله ، الطبعة الأولي 1424هـ / 2003م ، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع – الرياض ، 0
16- د. علي بن عبد العزيز الشبل : الآثار العقدية للوثنية اليونانية ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، الإدارة العامة للثقافة والنشر، المملكة العربية السعودية
17- الفارابي : رسائل الفارابي وهى إحدى عشرة رسالة ، الطبعة الأولي 1345 هـ/ 1926م ، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند ، 0
18- الفارابي : المدينة الفاضلة ، إعداد د0 علي عبد الواحد وافي ،1393هـ/1973م ، ملتزم الطبع والنشر دار " عالم الكتب " للطبع والنشر ،.
19- د. فريد جبر وآخين مصطلحات علم المنطق عند العرب الطبعة الأولي 1996م ، مكتبة لبنان ناشرون ،بيروت – لبنان ،.
20- لاجنتس جولد تسيهر : العناصر الأفلاطونية المحدثة و الغنوصية فى الحديث ، ضمن دراسات لكبار المستشرقين ألف بينها وترجمها عن الألمانية والإيطالية د0 عبد الرحمن بدوي، الطبعة الرابعة1980 م ، الناشر وكالة المطبوعات الكويت ،دار القلم بيروت- لبنان ، 0
21- د0 محمد السيد النعيم ، د0 عوض الله حجازى : في الفلسفة الإسلامية وصلاتها بالفلسفة اليونانية ،الطبعة الثانية ، دار الطباعة المحمدية بالأزهر القاهرة – مصر 0
22- د. محمد على أبو ريان : تاريخ الفكر الفلسفي : أرسطو والمدارس المتأخرة ، 1976م ، دار النهضة العربية ، 0
23- د0 محمد على أيوريان: تاريخ الفكر الفلسفي في الإسلام : المقدمات العامة – الفرق الإسلامية وعلم الكلام – الفلسفة الإسلامية ، 1986م دار المعرفة الجامعية إسكندرية ،
24- د0 محمد كمال جعفر :من قضايا الفكر الإسلامي : دراسة ونصوص ، 1398هـ/ 1978م مكتبة دار العلوم – مصر
25- : د0 محمد لطفي جمعة : تاريخ فلاسفة الإسلام: دراسة شاملة عن حياتهم أعمالهم ونقد تحليلي عن آرائهم الفلسفية ، 1420هـ/ 1999م عالم الكتب نشر وتوزيع وطباعة .
26- د0 مصطفى غالب : أفلوطين ، فيثاغورس، أبقراط،: ، الطبعة الأولي ، منشورات دار و مكتبة الهلال ،بيروت- لبنان 0

27- د0 مصطفى حلمي : الإسلام و المذاهب الفلسفية : ، الطبعة الأولي 1405 هـ/ 1985م ، دار الدعوة للطبع والنشر والتوزيع ، 0
28- وولتر ستيس : تاريخ الفلسفة اليونانية : ، ترجمة مجاهد عبد لمنعم مجاهد ، الطبعة الأولي1407هـ/ 1987م ، المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر والتوزيع ، بيروت – لبنان ، 0
29- يوسف كرم : تاريخ الفلسفة اليونانية : ،1350 هـ/ 1936م السلسلة الفلسفية لجنة التأليف و الترجمة والنشر 0
ثانيا : الأجنبى منها :
1- Aristotle: De anima,The works of Aristotle (translated into english under the editorship of : (W.D.R), vol II:, edition 1963 , at the university press , oxford , printed in Great Britain .
2- Aristotle: Metaphysica,the works of Aristotl (translated into english under the editorship ) of ( W.D.R.) vol VIII , edition 1963 , at the university press oxford , printed in Great Britain .
3- Plotinus: The essence of plotinus : extracts from the six and porphyry,s life of plotinus, based on the translation by Mackenna( Stephen) , compiled by : turnbull (Grace.H.) , reprinted in 1969 by : Greenwood press , Inc. , printed in the U. S. A .




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد النور شرقي
محارب
محارب
عبد النور شرقي


الإبداع .
عدد المساهمات : 390
التقييم : 18
تاريخ التسجيل : 23/09/2010

نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين   نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالثلاثاء سبتمبر 28, 2010 12:04 am

يقول إفلوطين: «إن تفكير اللّه‏ في نفسه، وكماله نشأ عنه فيض، وهذا الفيض صار هو العالم» لكن هل برأيك أن النسبي الانسان يمكن له أن يدرك المطلق ويعرف عنه كل هذا الامور ثم كيف ناقش ابن رشد اشكالية الفيض
وإن رؤية الإخوان//اخوان الصفا// للفيض تختلف عن نظرية الفيض الإفلوطينية، فالفيض هو عملية منح للوجود والتمام، والبقاء، والكمال، من الذات الإلهية المبدِعة إلى المُبدَع الأول العقل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مؤرخ المغرب الأوسط
المدير العام
المدير العام
مؤرخ المغرب الأوسط


عدد المساهمات : 1632
التقييم : 39
تاريخ التسجيل : 27/08/2010
العمر : 38
الموقع : مؤرخون وفلاسفة

نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين   نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالثلاثاء سبتمبر 28, 2010 7:13 pm

المشاركة طويلة سوف اعود إليها وأقرأها كلها
إن شا الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http:///histoirphilo.yoo7.com
souf_mani
من قدامى المحاربين
من قدامى المحاربين
souf_mani


عدد المساهمات : 865
التقييم : 13
تاريخ التسجيل : 04/09/2010
العمر : 37
الموقع : في الجنة إن شاء الله

نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين   نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالسبت أكتوبر 02, 2010 2:44 am

كم كانت محل نقاش وجال كبيرين هذه المسالة مشكووووووووووور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://histoirphilo.yoo7.com/
مؤرخ المغرب الأوسط
المدير العام
المدير العام
مؤرخ المغرب الأوسط


عدد المساهمات : 1632
التقييم : 39
تاريخ التسجيل : 27/08/2010
العمر : 38
الموقع : مؤرخون وفلاسفة

نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين   نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالسبت يناير 01, 2011 6:39 pm

يا احمد امين
الموضوع طويل وشائك
ولكن أتعلم ان القطعان من المؤرخين التقليديين
يرجعون أصل التصوف
كما قال نونو اخوان الصفا متاثرين بالافلاطونية المحدثة
ويقصدون بذلك الافلوطينية
يقولون ان اصل التصوف هو تلك الافكار
والله اعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http:///histoirphilo.yoo7.com
souf_mani
من قدامى المحاربين
من قدامى المحاربين
souf_mani


عدد المساهمات : 865
التقييم : 13
تاريخ التسجيل : 04/09/2010
العمر : 37
الموقع : في الجنة إن شاء الله

نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين   نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين Emptyالثلاثاء يناير 11, 2011 3:12 pm

وهذا ماعتقده انا كذلك مؤرخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://histoirphilo.yoo7.com/
 
نظرية الفيض وتأثيرها على الفلاسفة المسلمين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفارابي أشهر الفلاسفة المسلمين
» نظرية العقد الاجتماعي
» تحليل نظرية المؤامرة اليوم وقبل الميلاد
»  الفلاسفة في خطر
» الفلاسفة الطبيعيين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ๑۩۞۩๑ منتدى الفكر والفلسفة ๑۩۞۩๑ :: الفلسفة الإسلامية-
انتقل الى: