أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل والمشاركة معنا
إذا أعجبك المنتدى يمكنك أن تضغط على زر أعجبني أعلى الصفحة .... شكرا لزيارتك
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل والمشاركة معنا
إذا أعجبك المنتدى يمكنك أن تضغط على زر أعجبني أعلى الصفحة .... شكرا لزيارتك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


(( الحكمــة لله وحــده ، وإنمـا للإنسان الاستطاعـــة في أن يكون محبًا للحكمة تواقًا الى المعرفة باحثًا على الحقيقة )) سقراط.
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
المواضيع الأخيرة
» " فينومينولوجيا المعيش اليومي" من منظور المفكر مونيس بخضرة .
التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م Emptyالإثنين أبريل 17, 2017 2:59 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م Emptyالسبت أبريل 15, 2017 2:26 am من طرف الباحث محمد بومدين

» كتاب فاتحة الفتوحات العثمانية
التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م Emptyالخميس أغسطس 18, 2016 2:21 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» برنامج قراءة النصوص العربية
التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م Emptyالخميس أغسطس 18, 2016 2:12 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» إشكالية الحرية فى الفكر الفلسفى
التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م Emptyالخميس ديسمبر 17, 2015 11:19 pm من طرف soha ahmed

» المغرب في مستهل العصر الحديث حتى سنة 1603م
التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م Emptyالأربعاء نوفمبر 25, 2015 8:24 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:41 pm من طرف الباحث محمد بومدين

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:33 pm من طرف الباحث محمد بومدين

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:30 pm من طرف الباحث محمد بومدين

» دخول اجتماعي موفق 2015/2016
التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م Emptyالجمعة سبتمبر 04, 2015 4:07 am من طرف omar tarouaya

» أنا أتبع محمد...
التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م Emptyالإثنين يناير 19, 2015 3:08 pm من طرف omar tarouaya

» بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة
التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م Emptyالإثنين ديسمبر 01, 2014 2:12 pm من طرف omar tarouaya

» مرحيا يالاعضاء الجدد
التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م Emptyالسبت أكتوبر 11, 2014 11:16 pm من طرف omar tarouaya

» لونيس بن علي، التفكير حول الدين ضمن الحدود الإنسانية للمعرفة
التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م Emptyالأحد أغسطس 31, 2014 12:55 am من طرف عبد النور شرقي

» تحميل كتاب الحلل البهية في الدولة العلوية الجزء الثاني
التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م Emptyالخميس أغسطس 28, 2014 1:33 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» في رحاب الزاوية الحجازية بسطيف
التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م Emptyالأحد أغسطس 17, 2014 12:37 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» العز والصولة في معالم نظام الدولة
التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م Emptyالجمعة أغسطس 15, 2014 2:41 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  التاريخ السياسي للمغرب العربي الكبير ( 12 مجلدا )
التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م Emptyالخميس أغسطس 14, 2014 11:10 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  كتاب حول تاريخ الحضنة والمسيلة وما جاورها
التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م Emptyالإثنين يوليو 28, 2014 11:23 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  كتاب مهم في الانساب الجزائرية
التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م Emptyالإثنين يوليو 28, 2014 11:22 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

سحابة الكلمات الدلالية
العالمية محمد فلسفة مقالة مقال المسلمين الحرب البحث المغلق نظرية اللغة الامام النسق الحيوان الفلسفي الموضوعية الفلسفة الفكر السؤال المنطق سقراط الفلاسفة الظواهرية الانسان الفيض الذاتية

 

 التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مؤرخ المغرب الأوسط
المدير العام
المدير العام
مؤرخ المغرب الأوسط


عدد المساهمات : 1632
التقييم : 39
تاريخ التسجيل : 27/08/2010
العمر : 38
الموقع : مؤرخون وفلاسفة

التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م Empty
مُساهمةموضوع: التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م   التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م Emptyالخميس أكتوبر 13, 2011 1:42 pm

التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م

من خلال رحلات المغاربة الحجازية
إعداد : فقيقي محمد الكبير ، أستاذ مساعد بقسم التاريخ –جامعة بشار- الجزائر
مجال البحث : الرحلات الحجازية للمغاربة
البريد الالكتروني: figuiguimohamed@hotmail.com
*مجال التفاعل :
من بين الطبقات الاجتماعية التي أحدثت توازنا داخل المجتمع المصري الطبقي خلال العهد العثماني ، وفي ظل التفاوت الهائل بين الفئة الحاكمة والفئات الأخرى، هي طبقة العلماء و الفقهاء و المتصوفة ... حيث كان احتكاك الرحالة المغاربة بهذه الفئة أكثر من غيرها، لأن الرحلة الحجازية المغربية كانت دينية و علمية بالأساس.
لذلك فإن مجالسة العلماء و محاورتهم و التبرك بلقائهم ، و الحرص على أخد الإجازات و الأسانيد والمسلسلات و المشيخات، و بالتالي جمع الفهارس، إلى جانب تجديد العهد على طريق التصوف، هذه المسائل أخذت قسطا كبيرا في رحلات المغاربة، حتى لا نكاد نميز بين ما هو رحلة و بين ما يرتبط بعمل الفهرسة و البرنامج العلمي، فالرحلة هي صنف من أصناف التأليف، موضوعها تتبع الرحالة لمراحل تنقله، فيرصدها كلها أو بعضا منها (1). أما عمل الفهرسة فهو يتضمن الحديث عن العلم والعلماء ومجالس الدرس وأسماء الكتب، و ذكر الأسانيد ... و هذا الصنف من التأليف يرتبط أكثر بالطرق الصوفية، لا سيما ما يتعلق بالأوراد و الوظائف و مناقب شيوخ التصوف، و عرض نصوص الإجازات.
من خلال هذه المفاهيم يتضح عمق التقاطع بين فني الرحلة و الفهرسة، فمن الرحالة من جمع في رحلته بين الصنفين، مثل العياشي رغم أنه أفرد لصنف الفهارس فهرسته المشهورة " اقتفاء الأثر بعد ذهاب أهل الأثر ."، وكذلك احمد المقري الذي لم يهتم كثيرا بفن الفهرسة في رحلته، من حيث ذكر الأسانيد والمشيخات والمسلسلات إلا إذا كان الأمر يتعلق بمراسلاته و إجازاته ...، لأنه جمع فهرسته في كتاب آخر هو: " روضة الأس العاطرة الأنفاس، في ذكر من لقيته من علماء الحاضرتين مراكش و فاس " (2) بينما اختصر ابن زاكور الفاسي رحلته في عنوان علمي فهرسي واضح و هو:" نشر أزاهير البستان فيمن أجازني بالجزائر وتيطوان."(3)
يمكن أن نجمل المحتوى العلمي و الثقافي لرحلات المغاربة خلال القرنين 17م و 18م فيما يلي:
-تسجيل معلومات حول لقاء الشيوخ، و الجلوس إليهم و الأخذ عنهم، و لذلك ألف العديد من الرحالة فهرسة خاصة لهؤلاء الشيوخ و تراجمهم و أسانيد الأخذ عنهم، فمثلا العياشي لقي أكثر من تسعين شيخا غير رجال الصلاح و البركة أكثرهم في مصر والحجاز (4) . و لا يكتفي الرحالة بذكر رجال العلم، و إنما يتحدثون عن أهل الصلاح و البركة، و ما يتعلق بهم من زوايا و أضرحة... و ذكر لمناقبهم و كراماتهم. (5) ففي نظر الرحالة يعتبر هؤلاء الصالحين مصدر المدد و التواصل الروحي في مختلف الأزمنة و الأمكنة.
- الحديث عن العلوم المختلفة و الكتب و المصنفات، و طرق التدريس و منهجيته.
- عرض نصوص الإجازات في مختلف العلوم، و من الرحالة من جمع الإجازات التي تحصل عليها أو منحها لغيره في مصنف خاص مثل العياشي في مؤلفه المسمى: " إتحاف الأخلاء بأسانيد المشائخ الأجلاء " (6) و هذه الإجازات جسدت بوضوح فكرة التواصل العلمي بين مصر و بلاد المغرب، أو بين المشرق و المغرب.
- الحديث عن الإنتاج العلمي و الفكري للعلماء و الشيوخ، من مؤلفات و رسائل وأجوبة، و نقل بعضها إلى بلاد المغرب مما جسد عملية التفاعل الثقافي أيضا.
- الإشارة إلى العلاقات الحميمية بين الرحالة و من لقيهم من العلماء، مثل القيام بحق الضيافة و التكريم والرعاية، و تجلت تلك العلاقات الودية أكثر في المراسلات الأدبية والشعرية، كما هو الشأن في رحلة المقري.
- الحديث عن المؤسسات العلمية من مدارس و مساجد، و مكتبات و خزانات خاصة.
- الوقوف على الآثار الحضارية.
- إبداء الرحالة لموقفهم الشخصي من مختلف المسائل و القضايا.

* أدوات التواصل العلمي بين القطرين :

إن الرحلة في حد ذاتها تعد أهم وسيلة في تحقيق التواصل و التفاعل الثقافي و الحضاري عموما بين المشرق و المغرب. لذلك فما تحمله الرحلات من إنتاج فكري و علمي، سيكون حتما مشحونا بفكرة التواصل و الاحتكاك، فبمجرد دراستنا لتاريخ مصر، انطلاقا من رحلات المغاربة، فإننا نجسد ذلك تلقائيا، و هكذا فإنه من الصعب الفصل بين الجوانب التي تمثل التاريخ المصري المحض، و الجوانب الأخرى التي تكرس ظاهرة التفاعل و الالتقاء.

إن أدوات ذلك التواصل في الرحلات كثيرة جدا، و لكن يمكن أن نجملها في أداتين أساسيتين هما:

- الإجازات العلمية في العلوم الدينية، و الإجازات السلوكية المتعلقة بمجال التصوف، لأن إجازاته لديها أهمية خاصة بالنسبة للرحالة المغاربة .

- المراسلات و الأسئلة و الأجوبة و الردود، و تبادل التآليف و المصنفات.

لقد كانت العلاقات الثقافية بين مصر و بلدان المغرب العربي وطيدة ومتجذرة(7)، نظرا لعدة عوامل جغرافية و تاريخية و اجتماعية ، فالتداخل الجغرافي بين القطرين عند ارض برقة ساعد على توافد مجموعات بشرية متنوعة من قطر الى آخر ، لاسيما التوافد المغربي نحو مصر عبر مختلف مراحل التاريخ الإسلامي .

ا- الإجازات العلمية و السلوكية:

الإجازة هي وسيلة من وسائل الأخذ و التحمل. تكون بأشكال مختلفة، شفوية و كتابية، عامة و خاصة، نثرية و نظمية. لا تكتب إلا بعد استيفاء شروطها، وقد تصدر من عامة العلماء، فيتساهلون في منحها لكل راغب فيها حتى و إن لم يكن بالغا راشدا، ممن ينسحب عليه شرط المعاصرة، أملا في نشر العلم و الرواية، و ربط الصلات بين المشرق و المغرب. (8)

من الصعب أن نتتبع كل الإجازات التي تحصل عليها الرحالة في مصر أو منحوها لغيرهم، لأن تلك التي تحصلوا عليها كثيرة جدا، أما التي منحوها فهي قليلة جدا، اقتصرت على بعض الأعلام، مثل العلامة المقري. لذلك سوف أختار نموذجا لرحلتين من القرن 17م، و رحلتين من القرن 18م.

- إجازات أحمد المقري: رغم أن الإجازات التي أوردها في رحلته متعددة تجاوزت عشرين إجازة، لكن معظمها كانت موجهة لغير المصريين، ماعدا الإجازة الوحيدة التي طلبها من شيخ المالكية بمصر، أحمد بن عبد الرحمن الصديقي و تحصل عليها، بتاريخ 12 ربيع الأول 1029هـ. (9) و إجازة أخرى منحها لأحمد بن القاضي من بني الوفا، حيث أجازه في مروياته عنه في المنطق و المواهب اللدنية. و كان ذلك في شهر جمادي الأخيرة سنة 1033هـ. (10)

- إجازات العياشي: كان من أحرص الرحالة على أخذ الإجازات بمختلف أنواعها، وذلك بهدف جمع فهرسة خاصة، و الحصول على الأسانيد و المسلسلات، لأن تحقيق ذلك كان يعتبر مظهرا من مظاهر النبوغ العلمي، فكانت الإجازات التي تحصل عليها كثيرة . كما منح أبو سالم إجازات لعلماء من المشرق، و لكن ليس من مصر مثل إجازته لإبراهيم المرواني(11) ، و إبراهيم الكوراني (12).

- إجازات الورتيلاني: قدر عدد شيوخ الورتيلاني بمصر اثنين و عشرين شيخا منهم المغاربة المقيمين بمصر و المصريين، تحصل على إجازات من بعضهم . (13)

- إجازات أبي راس الناصري المعسكري: تحاور و تفاوض مع علماء مصر و في مقدمتهم ثلاثة أعلام تحصل منهم على إجازات و تقديرات خاصة ، وهم السيد مرتضى أبو الفيض محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني الزبيدي، من أعلام اللغة و الحديث من مؤلفاته، تاج العروس، توفي سنة 1205هـ/1790م. و الشيخ الأمير محمد، نبغ في الحديث و مختلف الفنون، توفي عام 1233هـ/1818م ، ثم الإمام الشرقاوي، عبد الله بن حجازي، إمام الأزهر، شافعي المذهب، من مؤلفاته "التحفة البهية في طبقات الشافعية" (14) .

الملاحظ أن هذه الإجازات كلها عامة، حيث يعرض الرحالة العلوم التي سمعها من الشيخ المجيز و إجازته له فيها، ثم يذكر أنه أجازه بعد ذلك في سائر العلوم أي في جميع العلوم، في لقاء لا يستغرق سوى ساعات معدودات، و على الأكثر أيام قليلة، لا تمكن المجيز من الإحاطة بجميع نواحي استيعاب المجاز، و هكذا بدأت تفقد الإجازة قيمتها العلمية التي كانت عليها في السابق، و في بعض الأحيان أصبحت لا تقيد بالقراءة والمشافهة، بل تمنح بالمراسلة و السماع. فخضعت الإجازات لنوع من المجاملات بين العلماء.

لقد انتقد الشيخ عبد الكريم الفكون القسنطيني التساهل في منحها من طرف المشارقة، حيث جرت العادة أن لا تكون الإجازة إلا بعد القراءة على الشيخ المجيز و ملازمته أياما وشهورا، بل أعواما أحيانا، مثل عيسى الثعالبي، الذي لازم شيخه علي بن عبد الواحد الأنصاري أكثر من عشر سنوات. (15)

أما الإجازة في سلوك طريق التصوف، فقد أصبحت تتم بوسائل بسيطة، مثل تشبيك الأيدي، و المصافحة، و أخذ السبحة، و الضيافة و لبس الخرقة، و وضع اليد على الكتف و نحو ذلك... (16). و عموما فإن الإجازة السلوكية تتوقف على مدى تقدير الشيخ الملقن للمريد، و نفاذ بصيرته و مكاشفاته نحو حالة المريد. كما أن كثرة الطرق الصوفية بمصر و سعي كل منها لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الأتباع والمريدين ساهم في ذلك التساهل .

كان علماء مصر يدركون أن هذه الإجازات لم تستكمل شروطها العلمية، ومع ذلك كانوا يمنحونها لعوامل أخرى، مثل تيسير سبل نشر العلم و الرواية، وإحداث التواصل بين أطراف العالم العربي و الإسلامي، في وقت عمّ فيه الجهل و ضاعت أغلب العلوم. وفي المقابل كان بعض المغاربة و الوافدين إلى مصر من أماكن بعيدة جدا يحرصون أشد الحرص على أخذ الإجازة في رحلة الذهاب إلى الحجاز أو الإياب، مثل العياشي، كان يطلبها مباشرة و يتحرى في طلبها، و لذلك تحصل على أكبر عدد من الإجازات سواء في المشرق أو المغرب، بينما الشيخ المقري منح أكثر من عشرين إجازة في المشرق والمغرب معظمها خارج نطاق مصر، و الإجازة الوحيدة التي تحصل عليها من خلال رحلته، كانت مصرية بطلب منه.

لقد بلغ حد التشدد في منح الإجازات بالشيخ الفكون، انه أعرض بطريقة لبقة عن منح الإجازة للرحالة العياشي، الذي يذكر أنه عندما حج معه سنة 1064هـ/1654م، طلب منه الانخراط في طريقته الزروقية الشاذلية، فلم يكتب له الفكون ذلك كتابة وإنما اكتفى بقوله له: "إني أقول لك كما قال الإمام الشاذلي رضي الله عنه، لك ما لنا من الخدمة، و عليك ما علينا من الرحمة" فتحرج العياشي من ذلك وقنع بهذه الكلمة(17). وهكذا تهرب الفكون من منح إجازة سلوكية صوفية، رغم حرص العياشي و اجتهاده وحبه للعلم و العلماء.

إلى جانب الإجازة و أثرها العلمي و السلوكي الصوفي، فلقد تأثر الرحالة المغاربة بأعلام مصر سواءا في علوم الظاهر أو الباطن، فالحافظ أبي راس المعسكري جعل قدوته و سلفه في أخذ العلم و سلوك طريق التصوف مجموعة من علماء مصر. فعن ابتداء أمره، يذ كر أن سلفه في ذلك شيخ الإسلام، زكريا الأنصاري، (18) الذي أتى من بلاده إلى مصر غريبا فقيرا، يأكل ما يطرح في القمامات، و كذلك كان حال الناصري في أول أمره. وأما سلفه في نسبه فهو الإمام عبد الرحمن السيوطي صاحب مؤلف "حسن المحاضرة، في أخبار مصر" و الملقب بجلال الدين أو بالحافظ صاحب التآليف الغزيرة، التي من بينها "نزول الرحمة في التحدث بالنعمة الشاملة" و لقد عنون أبو راس رحلته على ذلك النحو "فتح الإله و منته في التحدث بفضل ربي و نعمته"، وجعل سلفه في التحدث بنعم الله أيضا مؤلف "جمع الجوامع"، في الأصول، و هو تاج الدين بن الشيخ تقي الدين السبكي، (19) و كل هؤلاء من أعيان العلماء في مصر.

و على هذا النحو تأثر الورتيلاني بالشيخ الحفناوي الخلوتي، الشافعي، والعياشي بشيخه الأجهوري و كذلك الناصر الدرعي بشيخه حسن الزعتر، أما الزبادي فكثيرا ما يذكر الشيخ محمد كشك و تقديره له، و على العكس من ذلك نجد اليوسي لا يهتم بذكر فضل علماء مصر، لأنه لم يتيسر له لقاء العلماء بها و مجالستهم كما تيسر لغيره. لتقدمه في السن أثناء الرحلة.

ب- تبادل المصنفات و التآليف و الرسائل:

اشتهر من الرحالة المغاربة في شراء الكتب و اقتنائها من مصر و بلاد المشرق، احمد بن محمد بن ناصر الدرعي صاحب الرحلة الناصرية ، حتى قيل أنه اشترى بمصر في آخر حجاته، مائة مثقال ذهب من الكتب، و من مكة اشترى "صحيح البخاري" بثلاثة و سبعين مثقال ذهبا. وهو أول من أدخل "اليونينية" للمغرب و لم تر قبله و لا بعده. (20) و هذه الكتب أثرى بها الدرعي مكتبة الزاوية الناصرية التي كان شيخا و مقدما عليها، و هي من أنشط الزوايا في ميدان التعليم و التربية. إلا أن الدرعي لم يهتم بذكر هذه الجوانب في رحلته.

أهتم بجمع الكتب من المشرق أيضا العياشي، فلقد ناوله شيخه بمصر، إبراهيم الميموني كتابه "تهنئة الإسلام ببناء بيت الله الحرام"، ألفه في البناء الأخير، سنة 1039هـ/1629م، و هذا الكتاب لا يزال محفوظا بخزانة الزاوية الحمزاوية تحت رقم، 188، و توجد نسخة مصورة منه-على الميكروفيلم- بالخزانة العامة بالرباط تحت رقم 178، و نسخة ثانية ضمن ممتلكات نفس الزاوية. (21)

في مجال العقيدة، أحتفظ الورتيلاني لنفسه بنسخة من رسالة في التوحيد، حول اسم الجلالة، لشيخه علي البيومي الصوفي الأحمدي، و مما جاء فيها: "و في الخبر يا عبدي خلقت كل شيء لك فلا تعبث، و خلقتك لأجلي فلا تلعب، و بالجملة ما كان فيك ظهر على فيك، كل إناء بما فيه يرشح."، (22) و قد أعجب الورتيلاني أيما إعجاب بهذه الرسالة.

من المؤلفات المشرقية العقائدية التي احدث نقلها إلى المغرب الأقصى فتنة عظيمة، مجموعة رسائل للشيخ إبراهيم الكوراني، نقلها العياشي معه إلى بلاده، من بينها رسالة في كسب و خلق الأفعال معنونة كالآتي: "مسلك السداد في مسالة خلـق أفعال العباد"، (23) هذه المسألة أثارت ضجة علمية كبيرة في المغرب، حيث تصدى أكثر من واحد للرد عليها، مثل محمد بن عبد القادر الفاسي، و الرحالة العلامة اليوسي، الذي رد في رسالة سماها "إمداد ذوي الاستعداد لسلوك مسلك السداد". إن إثارة هذا النوع من المسائل العقائدية خلف فتنة في وسط العامة من مسلمي المغرب، حيث يذكر اليوسي في رحلته، أنه لما دخل سجلماسة، وجد بها فتنة شنيعة، بسبب إطلاع العامة على ما قاله الشيوخ في مسائل العقيدة و التوحيد، فأخذت مجموعة منهم يسألون الناس عن معتقداتهم، ويكلفونهم الجواب الصريح و الواضح، فإذا تلفظ أحدهم بعبارة فيها قدح أو نحو ذلك لجهله اتهم بالكفر، فشاع عند هذه الطائفة أنه من لم يشتغل بالتوحيد، و لم يعرف معنى لا إله إلا الله على الإثبات الذي يقرره العلماء فهو كافر، فوقع الناس بذلك في فتنة عظيمة، و من المعلوم انه لا يشترط معرفة العامة لتلك التفاصيل العلمية المرتبطة بالتوحيد، و توسعت الفتنة عندما أشاع هؤلاء أن عوام المسلمين لا تؤكل ذبائحهم، و لا يناكحون مخافة جهلهم بالتوحيد. (24)

أما المصنفات الصوفية فقد ظلت نفس المؤلفات السابقة متداولة في نصوص الرحالة، و التي انتقلت من المشرق إلى المغرب منذ القرن الخامس الهجري، مثل مؤلفات المحاسبي و كتاب "الإحياء" للإمام الغزالي و الرسالة القشيرية لابي القاسم القشيري، "وقوت القلوب" لأبي طالب المكي، و "حلية الأولياء" لأبي نعيم (25) و غيرها.

و من الكتب التاريخية التي نقلها معه الزياني عند عودته إلى بلاده المغرب "الخطط المقريزية"، و سمع عنه الشيخ إسماعيل العباسي أخبارا كثيرة عن دولة الأشراف العلويين بالمغرب، و قيد ما سمعه عنه. (26)

أما عن الكتب التي خلفها المغاربة بمصر أو نقلت إليها بطرق مختلفة، الكتاب الذي ألفه الفقيه ابو عبد الله احمد ابن أبي محلي السجلماسي نزيل إقليم الساورة الجزائري، ألفه سنة 1015هـ/1606م، ففي المغرب يعرف بعنوان "الإصليت الخريت، في قطع بلعوم العفريت النفريت." وفي مصر معنون بـ: "عذراء الوسائل و هودج الرسائل، في رج الأرج، نفحة الفرج، إلى سادة مصر و قادة العصر." توجد منه في الخزانة الملكية بالرباط ثلاث نسخ مخطوطة، و نسخة رابعة بدار الكتب المصرية بالقاهرة مسجلة تحت رقم 431. (27) وفي هذا الكتاب عرف بنفسه و نسبه و حياته، و أخبار رحلته الأولى و الثانية إلى الحج، و ذكر أسماء شيوخه بالمغرب و المشرق، مع مجموعة من الإجازات والرسائل، و مباحث فقهية و لغوية، و حديث طويل عن المهدوية و المهدي المنتظر الذي لمح فيه إلى أنه يخرج عام 1019هـ، و هو عام ادعائه المهدوية. (28) وهكذا شكلت الرحلة الحجازية وحركة السفر بين المغرب والمشرق السبيل الوحيد لتحقيق التواصل العلمي والحضاري بين القطرين أمام غياب وسائل أخرى للتواصل .



الهوامش :



1-الترغي، عبد الله المرابط، ، الرحلة الفهرسية نموذج للتواصل داخل العالم الإسلامي، منشورات كلية، الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، المملكة المغربية ، العدد رقم، 108، ص، 16 .حول مفهوم الرحلة و أنواعها و ما يتصل بها ينظر: عواطف محمد يوسف نواب،، الرحلات المغربية و الأندلسية مصدر من مصادر تاريخ الحجاز، في القرنين 7هـ و8هـ، الرياض، 1417هـ-1996م ص، 29 و ما بعدها، و عن المفهوم اللغوي للرحلة ينظر: ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين، لسان العرب، دار صادر، بيروت، بدون تاريخ، ج11، ص، 376، و كذلك: الفيروز آبادي، القاموس المحيط، ج3، دار الجيل، بدون تاريخ، ص، 394.

2-سعد الله أبو القاسم، تاريخ الجزائر الثقافي، ج2، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ، الجزائر 1981، ص، 35.

3- الفاسي، محمد بن قاسم بن زاكور، الرحلة " نشر أزاهير البستان ... " مخطوط بالمكتبة الوطنية الجزائرية، تحت رقم: 1740 بالميكروفيلم، الورقة، 03، حيث يتحدث عن هدف الرحلة و هو الحصول على الإجازات .

4-العياشي، الرحلة، "ماء الموائد"، ج1، 2، طبعة حجرية بفاس، اعتناء، محمد حجي، 1977م. ج2، ص، 358.

5- المصدر نفسه، ج1، ص، 21، 22، 53، 62.

6-ثاني فهرس كتبه العياشي، ذيل به رحلته الكبرى، و لم يطبع معها. ينظر: العياشي ،أبو سالم ، اقتفاء الأثر، بعد ذهاب أهل الأثر، تحقيق نفيسة الذهبي، منشورات كلية الآداب، ع. إ. الرباط، العدد رقم: 33، 1996م ،ص، 69.

7- حول هذه العلاقات، ينظر: الغنيمي، عبد الفتاح مقلد، موسوعة المغرب العربي، المجلد الثالث، مكتبة مدبولي، القاهرة، ط1، 1414هـ/1994م، ج5، 6، ص ص، 300، 301.

8-الترغي، عبد الله، الرحلة الفهرسية... م، ك، أ، ا، مرجع سابق، ص، 26.

9-المقري، أحمد بن محمد التلمساني، الرحلة، تحقيق محمد بن معمر، منشورات مخبر مخطوطات الحضارة الإسلامية في شمال إفريقيا، جامعة وهران، مكتبة الرشاد للطباعة و النشر، الجزائر، 2004م ، ص ص ، 111، 115.

10-المصدر نفسه، ص ص، 82، 83.

11-العياشي، الرحلة، ج2، ص، 346.

12-المصدر نفسه، ج1، ص، 330.

13- الورتيلاني، الحسين، الرحلة "نزهة الأنظار في فضل علم التاريخ و الأخبار"، مخطوط بالمكتبة الوطنية الجزائرية، تحت رقم: 2171 ، ورقة ، 82 ، 83 .

14- الناصري المعسكري، أبو راس محمد بن أحمد، فتح الإله و منته في التحدث بفضل ربي و نعمته، تحقيق محمد بن عبد الكريم الجزائري، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1990م ص ، 116 .

15-سعد الله، أبو القاسم، تاريخ الجزائر الثقافي، ، ج2 ،الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1981م ص، 42.

16-ينظر: العياشي، الاقتفاء، ص، 156 إلى ص، 176، حيث يذكر قائمة طويلة من الشيوخ الذين أخذ عنهم بتلك الوسائل، وفق سند متسلسل حيث أن كل شيخ أجاز الآخر بنفس الوسيلة.

17-العياشي، الرحلة، ج2، ص، 390.

18- أبو يحي زكريا بن محمد بن احمد الأنصاري، أحد كبار القضاة و أعلام المفسرين و حفاظ الحديث و كبار الفقهاء، توفي سنة 926هـ/1520م، الناصري، الرحلة، ص، 31.

19- المصدر نفسه، ص، 16.

20-الكتاني، عبد الحي، فهرس الفهارس، ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، تقديم إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1406هـ/1986م. ج2، ص 677.

21- العياشي، الاقتفاء... ص 125.

22- الورتيلاني، الرحلة، ورقة، 83.

23- العياشي، الرحلة، ج1، ص ص، 360، 363.

24-اليوسي، الحسن بن علي، الرحلة "المحاضرات"، مخطوط بالمكتبة الوطنية الجزائرية، تحت رقم: 1896 على الميكروفيلم ، ورقة، 59، 60.

25- بونابي، الطاهر، التصوف في الجزائر خلال القرنين، 6هـ و 7هـ، دار الهدى للطباعة و النشر، عين مليلة، الجزائر، 2004م ص ص، 82، 83.

26- الزياني، أبو القاسم ، الترجمانة الكبرى، تحقيق عبد الكريم الفيلالي، دار نشر المعرفة، الرباط، 1412هـ/1991م. ص، 195.

27-كان هذا الكتاب محل دراسة جامعية، كتبها الأستاذ عبد المجيد القدوري صدرت عام 1991، عن دار عكاظ للنشر بالرباط بعنوان "ابن أبي محلي الفقيه الثائر و رحلته "الإصليت الخريت في قطع بلعوم العفريت النفريتً

28- المرجع نفسه، ص ص، 292، 293.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http:///histoirphilo.yoo7.com
 
التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التواصل العلمي بين أعلام المغرب ومصر أثناء القرنين 17و18م
» ملخص التواصل الثقافي بين أقطار المغرب
» سلسلة أعلام الفكر
» فلسفة التواصل في عصر التقنية
» تابع لفلسفة التواصل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ๑۩۞۩๑ منتدى التاريخ ๑۩۞۩๑ :: التاريخ الاسلامي-
انتقل الى: