تجربة الغزالي حتى وصوله لليقين

يروي لنا الغزالي في كتابه المنقد من الضلال تجربته من الشك الى اليقين "فهو منذ ريعان عمره وحتى قبل بلوغ العشرين وحتى الخمسين يقتحم لجة كل العلوم النظرية والعلمية،بحثا عن اليقين وأشهر الفرق في عصره،الباطنية والفلسفة وعلم الكلام والصوفية وحتى الزنادقة لم يغربوا عن باله،وكان في ذلك متعطشا لدرك حقائق الأمور" غريزة وفطرة في شخصيته لا باختياره فرفض أولا رابطة التقليد،وكسر العقائد المورثة،وتحرك باطنه الى طلب الحقيقة الأصلية وحقيقة المذاهب الموجودة في زمانه,ومن هنا فان تركيز الغزالي على أن باطنه قد تحرك يعني انه حدد معيارا نفسيا،وداخليا لطلب الحق حيث دفعه هاجس حب المعرفة .ومع اختلاف الأديان والملل،وكثرة الفرق وتباينها طرح الغزالي السؤال التالي :ماهي حقيقة المذاهب وأيها على حق؟؟
ان سبب تأليف كتاب المنقد من الضلال هو استجابة الغزالي لطلب صديق أراد معرفة أغوار المذاهب ومعرفة الباطل منها من الصحيح,وأجابه رغم كثرة المشاغل والطلبة .تدفعه رغبة اظهار الحق،ويذكر هذه التجربة الوجدانية فيقول "ولم أزل في عنفوان شبابي (وريعان عمري)،منذ راهقت البلوغ قبل بلوغ العشرين الى الآن،وقد أناف السن على الخمسين أقتحم لجة هذا البحر العميق وأتفحص عن عقيدة كل فرقة،وأستكشف أسرار كل مذهب وطائفة لأميز بين الحق ومبطل ،ومتسنن ومبتدع"
فالجهد والطريق الذي شقه الغزالي لطلب الحقيقة جاء بسبب كثرة الفرق وتباينها،قال الرسول صلى الله عليه وسلم{ستفترق أمتي ثلاثا وسبعين فرقة الناجية منها واحدة} وادعاء كل فرقة باتباع الحق وأنها الفرقة الناجية.
أهم المذاهب ورأي كل طائفة:
1-المتكلمون:وهم يدعون أنهم أهل الرأي والنظر.
2-الباطنية:وهم يزعمون أنهم أصحاب التعليم والمخصوصون بالاقتباس من الإمام المعصوم.
3-الفلاسفة:وهم يزعمون أنهم أهل المنطق والبرهان.
4-الصوفية:وهم يدعون أنهم خواص الحضرة وأهل المشاهدة والمكاشفة.
فعندما تتعدد المذاهب والفرق أي منها تصبح الأحق بالاتباع؟ هذا هو الهم الذي حمل الغزالي على البحث والتقصي،وسينطلق الغزالي في رحلة الشك والبحث عن الحقيقة بعد التخلص من قيود الموروث وكل الأحكام المسبقة .وسيدخل الغزالي مرحلة الشك المطلق في كل شئ حتى في العقل والحواس وسماه هو"بالمرض" الشك النسبي والشك المطلق(الارتياب) الشك في الفطرة وكل المعارف التي ورثناها وتعلمنها.
المرجع :قراءة تحليلية لكتاب المنقد من الضلال ،أ-عربي ميلود

شكرا لك ليندا على الموضوع ، الغزالي فيلسوف و عالم دين ومتصوف ، سعى للحقيقة و جعلها مراده عبر حياته ، تاه بين الفرق و أستقصى عيوبها كلها ، متخذا الشك منهجا للو صول الى الحقيقة ،الى ان و صل في الاخير الى حقيقة أن الاسلام طريق لنجاة وأن التصوف هو الطريق الى الله ، لا تكفين هذه الكلمات القلال لوصف الغزالي و لن نعطيه حقه بهذا الوصف ، و لكن هل قضى الغزالي حقا على الفلسفة ؟ و هل رد كتاب التهافت التهافت لأبن رشد عما ذكره الغزالي من حياد الفلسفة عن الدين ؟

شكرا أحمد أمين على المرور
ان الغزالي لم يقضي على الفلسفة بشكل عام وهذا مايتبين لنا من خلال تصنيفه للفلاسفة
حيث قام بتصنيف الفلاسفة الى ثلاث أقسام:
الصنف الأول:الدهريون،وهم الذين جحدوا الصانع وهؤلاء هم الزنادقة
الصنف الثاني:الطبيعيون عالم الطبيعيات وهم اعترفوا نتيجة كثرة اشتغالهم بعلم التشريح بوجود فاطر حكيم مطلع على غايات الأمور وأبعادها لكنهم قالوا أن النفس تموت وتفنى كما يفنى البدن بعد موته وهم بذلك جحدوا الآخرة ةانكروا الجنة والنار والقيامة وهؤلاء هم كذلك زنادقة لأنهم لم يؤمنوا بأهم عقائد الدين (البعث،ويوم الحساب)
أما الصنف الثالث:الالهيون ،المتأخرون من الفلاسفة أمثال سقراط وأفلاطون وأرسطو هؤلاء ردوا على الصنفين الأولين ،فاذا تتبعنا الغزالي في حكمه على الفلاسفة نرى أن المعيار الذي استعمله هو معيار الايمان وحكم من خلاله عليهم .فالدهريون والطبيعيون زنادقة لمخالفتهم أصول الايمان .أما الالهيون وأبرزهم أرسطو فان الغزالي يبدي اهتماما واضحا به ,وهو اعترف بفضل أرسطو في ترتيب المنطق وتهذيب العلوم وتحرير مالم يكن محررا من قبل وفي هذا الحكم تخفيف على هذا الفيلسوف .والفلسفة

شكرا لك ليندا على المقال الممتاز
لقد اطلعت على كتاب المنقذ من الضلال
ووجدتني فيه أقدم الغزالي عن الكثير من الفلاسفة المسلمين
لأنه لم يقف موقف الشارح أو المتَّبع من لأي من المذاهب الفلسفية والكلامية
ولا موقف المنبهر بها
...

شكرا لك اخت ليندة فأبو حامد الغزالي المدعو بحجة الإسلام ، كان تفكيره في غاية من الأهمية انطلق من الشك في كل شيء ليصل إلى اليقين و كان غرضه في ذلك هو اثبات وجود الله و ان الله هو السبب الأول في كل ما يحدث من ظواهر ، فالغزالي نفى مبدأ السببية التي تقول كلما حدثث ظاهرة معينة لها بالضرورة سبب لحدوثها فقد أرجع للعادة لتعودنا على رؤية ذلك ، حيث أعطى مثال على الإحراق كلما احترق القطن قلنا بالضرورة أن النار هي التي أحرقته ، لكن النار هي مجرد مادة لا فاعلية لها فممكن أن تكون نار و لا يحترق القطن فهو استخدم مبدأ التجويز ، فالله هو الذي منحها تلك الفاعلية إذن السبب الحقيقي هو الله .
لديه طريقة تحليل بارعة في اثبات وجود الله ، و هو صاحب فكر منقطع النظير .

شكرا لكما مؤرخ ومانع على المرور والاضافة