في الأونة الأخيرة لا حظنا أن منذ بداية أحداث تونس. والتي اعتبرها الكثيرين أن نقطة البداية كانت من حادثة الشاب " محمد البوعزيزي " والتي يعرفها العام والخاص. أصبحنا نسمع مؤخرا في الجزائر أخبار عن شباب قاموا بحرق أنفسهم ، في مختلف الولايات وكانت أخرها ولاية " بشار" . للتعبير عن مواقفهم أو أ عن استيائهم - إن صح التعبير - للأوضاع الإجتماعية المتدهورة في البلاد حسبهم .
وأنا في هذا المقال لا أريد أن أتطرق أو أتدخل في الأمور السياسية أو أعبر عن وجهة نظر أو موقف ما . ولكن أردت فقط هنا أن أنبه شبابنا ، إلى موضوع خطير ومنبوذ في ديننا الإسلامي وهو " الإنتحار " وإن العديد من شبابنا يعتقد أنه الحل الأنسب للتخلص من المشاكل الإجتماعية . ووضع حد لحياته . ولكن بالعكس أنه يخالف التعاليم الدينية. وتوجد عدة دلائل وشواهد من الكتاب والسنة النبوية تحذرنا من القيام بهذا العمل المشيت ، وهو في الوقت نفسه هدم للروابط الإجتماعية والإنسانية. ومن هذه ال الدلائل نذكر مايلي:
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) رواه البخاري ( 5442 ) ومسلم ( 109 ).
2- وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة ) رواه البخاري ( 5700 ) ومسلم ( 110 ) .
3- وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات . قال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة ) رواه البخاري ( 3276 ) ومسلم ( 113 ) .
4- قال الله تعالى : "وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إنٌ الله يحب المحستين " سورة البقرة . الأية :195
ولهذا أقول لك يا أخي وأختي الكريمين أن الإهتمام البالغ من طرف القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. هذا دليل على خطورة وعظمة هذه الأفة علينا . فتوجب علينا توخي الحذر منها و نصح الأخرين عنها . من خلال التوعية المستدامة والمستمرة بين الأوساط الشبانية. وفي حقيقة الأمر أردت أن أعنون مقالي بجملة : " لا يا عزيزي . . . لسنا بوعزيزي " . لكنني تعمدت إستدراجها ضمن المقال . فأردت أن نبدأ من المعاليم حتى نصل إلى المجاهيل . ولو أن - نوعا ما - تشكل خطرا علي ٌ. حيث سيفهما البعض عكس ما أفهمها أنا . ولكن لا بأس كل ما سبق سيزيح الغموض عن العبارة. إن شاء الله .
وفي الأخير أتمنى للجميع أن يكون قد أعجبتهم هذه المحاولة المقالية ، حول ناقوس خطر أصبح يهدد حياتنا عامة . في انتظار أرائكم و إضافاتكم وتعقيباتكم البناءة .
* * طرواية عمر **