الحكمة السقراطية

الحكمة السقراطية :(470-399م
بقلم : أحمد أمين
نشأت الفلسفة الحقيقية مع سقراط أو كما يقول شيشرون " نزلت الفلسفة من السماء الى الى الارض و أندست في الاسواق " فنزلت بذلك من علياء عليئها من البحث في أصل الكون و الوجود الى البحث في سعادة الانسان على الأرض .
إن سقراط شخصية يكتنفها الكثير من الغموض و الابهام ، فمن جهة سقراط هو الشخصية الابرز في تاريخ الفلسفة ككل إذ يعد في مرتبة دارسيه بالحكيم و النبي و أو ل شهيد للإنسانية و من جهة أخرى يختلف في كون هذه الشخصية حقيقة أم هي مجرد إفتراض صاغه أفلاطون و أريسطوفان ، فإن و في هذا الإشكال يقول "برتراند راسل"في موضوع سقراط أنه "جد عسير على المؤرخ ، فلئن كان هنالك من الناس من لا نشك في أننا نعلم عنهم الشئ الكثير ، فإن الأمر في سقراط هو اننا لا ندري هل نعلم عنه القليل أو الكثير "
من هو سقراط :
رغم ماقيل على شخصية سقراط قديما و حديثا إلا أن و جوده حقيقي، فهو فيلسوف يوناني ولد بأثينا عام 470م أو 490م من أبوين أثينين والده سوفرنيكوس ، كان نحاتا يحترف صناعة التماثيل و أمه فيناريت قابلة تمتهن التوليد ،يقال أنه إشتغل بمهنة أبيه لكنه ترك هذه المهنة ليؤم المجالس و الميادين العامة ليؤدي رسالة الحقيقة .
كان سقراط قصير القامة ،قبيح المنظر ،غير مبالي بمظهره،لكن مع شكله العجيب و الغريب ، كانت أفكاره و أقواله الجميلة تأمر مستمعيه و تجبرهم على التأثر به و حبه ، كان سقراط مؤمنا بأنه يستلهم أفكاره و أعماله من صوت علوي يسميه بالشيطان و هذا الصوت بحسبه يكون قد منحه القدرة على التمييز بين الخير و الشر ،لذلك نجد المفكريين يدرجون إسم "شيطان سقراط"على كل إلهام عقلي.
منهج سقراط:
إن منهج سقراط في التفلسف أو مايعرف بالطريقة السقراطية يقوم على دعامتين هما : التهكم والتوليد و هما بمثابة مرحلتين :
1) المرحلة الاولى :التهكم:
التهكم صفة مميزة لأسلوب سقراط الجدلي فهو دائما مايلجأ الى التهكم و السخرية من مناظريه لذلك طبعت كل محاورات أفلاطون مشاهد و مواقف طريفة فهو يسأل مثلا"أوطيفرون"عن معنى التقوى في الدين قائلا له "يا أو طيفرون أنك رجل تدعوا الى التقوى و تشتهر بالصلاح بين ، ف؟أذكر لي ؟إذن معنى التقوى و ؟أرشدني الىالطريق الذي ؟إذا سلكته ؟أن ؟أصبح تقيا "
فهذه المرحلة يتظاهر سقراط بالجهل و عدم المعرفة و لوهلة يظهر للقارئ العربي أنه جاهل حقيقتا ، هذا مايجعل خصمه يؤمن للحظة أنه متفوق عليه و أعلى منه مرتبة ، لكن ما أن يبدأ في التحدث حتى تظهر شخصية سقراط الحقيقية و الفطنة و التي تستطيع أن تكشف عن أراء الخصم الهزيلة و مواقفه المتناقضة و الغير المنطقية .
3)المرحلة الثانية :التوليد:
في هذه المرحلة بعد أن تم له تطهير نفس خصمه من الإراء المزيفة و الأوهام يشرع في بناء المعرفة على أسس جديدة ، فهو يقوم بالتهكم بغرض الهدم و التوليد بغرض البناء ، فهما خطوتيتن متتاليتين و هذا المنهج هو أساس أي علم أو بناء معرفة جديدة ، و يعرف على سقراط بهذا الخصوص أنه كان يمارس مهنته و الدته القابلة ، فهو يمارس فكريا الصناعة من حيث تو ليد الافكار من عقول محاوريه .
كلمة ختامية في شخصية سقراط :
مهما قيل على شخصية سقراط و إختلاف حول حقيقة و جودها ، إلا أنه ممالاشك فيه أن سقراط شخصية أكثر من واقعية لأنها مارست التفلسف من داخل البيوت و في أروقة الأسواق ،لقد ساهمت هذه الشخصية الى درجة كبيرة في نضج الفكر اليوناني و نقل إشكاليته و إستطاعت بمأثيرها و حكمها أن تبث روح التطور في كتابات تلميذه أفلاطون ومن بعده أرسطو ، كما أدت الى بروز العديد من المدارس من بعده ، هؤلاء اللذين سمو صغار السقراطيين :
1)المدرسة الميغارية (أقليدس).
2)المدرسة الكلبية (أنتيانتس).
3)المدرسة القورينائية(أرستيبنوس).
مراجع المقال:
-محمد جديدي:الفلسفة الأغريقية،الدرار العربية للعلوم(منشورات الإختلاف)، الجزائر، ،ط1،2009.
-فرانسيس ولف،سقراط،ترجمة،منصور القاضي،المؤسسة الجامعية للدراساتو النشرو التوزيع،بيروت،لبنان،ط1،
1993.

شكرا لك أحم دأمين
الصراحة هاذي معلومات اول مرة تستك مسامعي في بادئ الأمر كنت أضن المقال أدبيا أو فلسفي ولكنه في ذالواقع تاريخي

شكرا أحمد أمين على الموضوع
ان طريقة سقراط هي الحوار الذي يبدأ بسؤال ويتبعه جواب وهذه الطريقة لها صورتان رمزيتان:
أ-طريقة السؤال الساخر: وهو مايسمى عادة بالسخرية السقراطية وفحواها أن في السؤال يبدو سقراط على صورة بريئة
وأنه بحاجة ماسة الى المعرفة.
لكن لما يرد الخصم على سؤاله فانه يوقعه في تناقض ومن ثم يكتشف أنه جاهل بالموضوع
ب-طريقة السؤال المثمر: وهي مايسميها سقراط توليد الافكار تشبيها بطريقة أمه كما تفضلت أحمد أمين بشرحها
ومن أهم مايشهد لسقراط تواضعه الذي غاب عن كثير من الفلاسفة والعلماء
شكرا مرة أخرة أحمد أمين على الموضوع

تاج العارفين كتب:

شكرا لك أحم دأمين
الصراحة هاذي معلومات اول مرة تستك مسامعي في بادئ الأمر كنت أضن المقال أدبيا أو فلسفي ولكنه في ذالواقع تاريخي

شكرا لك تاج العارفين على المرور و على المشاركة ، تحياتي ...

linda كتب:

شكرا أحمد أمين على الموضوع
ان طريقة سقراط هي الحوار الذي يبدأ بسؤال ويتبعه جواب وهذه الطريقة لها صورتان رمزيتان:
أ-طريقة السؤال الساخر: وهو مايسمى عادة بالسخرية السقراطية وفحواها أن في السؤال يبدو سقراط على صورة بريئة
وأنه بحاجة ماسة الى المعرفة.
لكن لما يرد الخصم على سؤاله فانه يوقعه في تناقض ومن ثم يكتشف أنه جاهل بالموضوع
ب-طريقة السؤال المثمر: وهي مايسميها سقراط توليد الافكار تشبيها بطريقة أمه كما تفضلت أحمد أمين بشرحها
ومن أهم مايشهد لسقراط تواضعه الذي غاب عن كثير من الفلاسفة والعلماء
شكرا مرة أخرة أحمد أمين على الموضوع

شكرا لك ليندا على هذه الاضافة ، حقا سقراط يعد شخصية مثالية في تاريخ الفلسفة لأنه بحق عبر عن فكرة الواجب عند كانط التي تقوم على فكرة حب الشيأ لذاته ، فكان سقراط بحق ومن قصة حياته يحب الحقيقة من أجل الحقيقة بعيدا على نزعة السوفسطائيين البرغماتية ، لنا ان ان نعتبر بمثل هذه الشخصية و أن نقلد صفاتهم الجميلة .

يا جماعة إذا كان سقراط على ما أعتقد لم يعرف إلا من خلال الصورة التي أتى بها أفلاطون تلميذه
ولا ادري ما صحة هذه المعلومة
كيف يمكننا أن لا نجزم بأن هذه الشخصية تصورها أفلاطون ليبعد عن نفسه التهمة بالخروج عن الجماعة والعادة اليونانية
ولعل أرسطو هو الحجاب الذي يتستر به أفلاطون
ألا يجوز أن نفكر ذلك التفير
ألف شكر

يا جماعة إذا كان سقراط على ما أعتقد لم يعرف إلا من خلال الصورة التي أتى بها أفلاطون تلميذه
ولا ادري ما صحة هذه المعلومة
كيف يمكننا أن لا نجزم بأن هذه الشخصية تصورها أفلاطون ليبعد عن نفسه التهمة بالخروج عن الجماعة والعادة اليونانية
ولعل سقراط هو الحجاب الذي يتستر به أفلاطون
ألا يجوز أن نفكر ذلك التفير
ألف شكر