المنطق عند العرب

أن ارسطو طاليس ذو اهمية كبرى في تاريخ البشرية ، فقد كان له الفضل الاول في صياغة المنطق المعروف باسمة ووضعة في قالبة النهائي ، فقد كان للمنطق وعلم الكلام والاقناع دور في تغير تاريخ البشرية ووصول افراد لحكم شعوب بالكلام والمنطق حتى وان خلى كلامهم من العمل . ولكن هذا المنطق لم يحتويه كل من درسة واخذ الفائدة منه وترك سلبياته،ان ارسطو عندما كتب المنطق كان يعيش بنوع من الترف المعيشي ولم يحتك بسائر البشر ليعرف متطلباتهم ، فقد حاول بعض المفكرين الذين درسوا المنطق ان يخرجوا خارج هذا العالم الذي لا يليق بهم كمفكرين وحتى لا يختلطوا بهذا العالم الموبوء الذي يحمل افكار تخالفهم او تتقاطع معهم في بعض النقاط ، اذن اوصلهم منطقهم الى درجة ترفعوا بها عن العالم . وعندما وصل المنطق الى العرب في القرون الوسطى تلاقفوا الكلام الموجود به وحاولوا تطبيقة في حياتة اليومية حتى انهم اعتبروه الكتاب المقدس بعد القراَن ، لما كان لعلم الكلام دور في حياتهم اليومية والسياسية والاجتماعية ، فقد وضعوه كجزاء اساسي في دراستهم الدينية لتعينهم على الاسئلة التي تطرح في عملية التبليغ التي اعتبرت فرضاً على كل مسلم . لقد سار الفلاسفة العرب على نفس الوتيرة فقد كانوا يكتبون في الغالب للامراء والسلاطين يرجون منهم الجوائز وهذه من الأستخدامات السيئة التي انتشرت بعد وصول المنطق الى العرب ، اذن المنطق كالسيف يمكن استخدامه في الكفاح وكذلك يمكن استخدامه في الظلم . اذن المنطق يأخذ صورة ثابتة للحدث ، ولذلك تجد بعض من أصحاب المنطق لا يؤمنون بالتطور والفكر المتجدد ، يعبر ( توماس ) عن المنطق ( منطق الموروثة لا منطق المعرفة النامية ) حيث يتعبرون عقيدة التجدد ، عقيدة فاسدة اختلقها الغرب لغزو العرب وهذا ما واصلنا الى ما نحن علية لان ، استفاد الغرب من حضراتنا وأنجازاتنا في الماضي ليصنعوا لانفسهم المستقبل ، اذن نحن لنا الماضي وهم لهم المستقبل . ومن هذه القواعد الشائعة عن المنطق الفوتوغرافي هي عبارة (حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة ) طبعا ليس هنالك اشكال في هذه العبارة ولكن الاشكال في تطبيقها فتعتبر هذه العبارة منطقية لانها تصور حالة في زمن معين وتطبق هذه الحالة على انها حالة نموذجية يمكن تطبيقها في اي عصر واي زمان ، حتى ان البعض المسلمين اعتبروا حياة الرسول هي الحياة المنطقية والطبيعية لانسانية ويجب الاقتداء به والصلاة في مساجد تبنى من الطين والاشجار ويجب عدم أستخدام التطور في عباداتهم . حاول ان ابن خلدون ان يحدر هذه النظرية المنطقية بايجاد نظرية اجتماعية تؤمن بالتطور والتعايش مع ظرف الزمان والمكان ولكن سحر المنطق جعل من ابن خلدون مهزلة بين علماء عصره ولم يلاقي التقدير كاقرانه من العلماء ، بينما أستفاد الغرب من نظرية ابن خلدون وحاولوا تطبيقها في بلدانهم ونجحوا ، بعدما فشلوا بتطبيق المنطق على مجتمعات تؤمن بالتطور والتحضر ، هذا ما ارجع العرب الى نظرية ابن خلدون التي كانت منسيه ولكن بعد فوات الاوان ، لان المنطق أصبح شي لا يمكن الاستغناء عنه وخصوصاً بين الواعظين والمشاغبين معاً الغريب ان يشترك في المنطق هذين الشخصين ، كل شخص منهم يحمل افكار معاكسة ولكن يلتقون في بعض الامور : فالواعظ الذي يرقى المنبر لانذار الناس بالويل واخطائهم وسلبياتهم ، والمشاغب الذي يبحث عن عيوب الناس لينتقدها ، كلاهما يستخدم المنطق في الدفاع والهجوم ، حيث تجد في بعض البيئات الجدال بين شخصين كلاهما يستخدم المنطق ليطرح فكرة يدافع عنها حتى النهاية حتى وان كانت خاطئة والشخص الاخر يحمل فكرة تخالف فكرة الاول ، بينما العامة تراقب المنتصر صاحب الحذاقة والصوت العالي ، ومثل هكذا مجادلات تخلق نوعاً من الفرقة ويمكن ان يحمل المتلقي أفكار خاطئة ، في حين يتجادل الطرفان على قضايا غير مهمة وليس لها مردود ايجابي من النواحي الاجتماعية او السياسية ، انما كما يقول أناطول فرانس ( هذا الرأي صحيح ولكن نقيضه صحيح ايضاً ) ، اذن ، ليس هنالك هدف من هذه المجادلات التي يبرع بها اصحاب المنطق . ومن ابرز مستخدمي المنطق الفرقاء الدينين فهم يستخدمونه لتأييد دعاواهم المذهبية ، وكل واحد يعتقد ان بالمنطق وصل الى الحق الذي لا شك فيه ، واذا اصغيت الى براهين كل فرقة لوجدتها متسلسلة تسلسلاً منطقياً صحيحاً ، لتصبح حائر من منهم على حق . ان هذا المنطق هو منطق الصراع بين المذاهب ومنطق الواعظ ، فأما تكون مع فئة فتنجوا ، واما ضدها فتهلك ، لقد تغير الحال منذ دخل المنطق الى بلادنا وأصبح العالم يبحث عن التجديد والتغير ، هذا ما جعل من الغرب بلدان متطورة تمتلك حريات وتنوعية دينية وسياسية واجتماعية ، لانها طبقت نظريات التجدد مع الزمان والمكان ، حتى ان بعض الدول أقرت قوانين في منطقة معينة لم تطبقها في منطقة اخرى من نفسة الدولة ، لانها لا تؤمن بالمنطق الفوتوغرافي وانما تؤمن بالفكر الجديد السينمائي المتحرك .

شكرا على هذه الصفحة
بارك الله فيك
سأعود إليها من جديد

شكرا لك يا أخي العزيز

شكرا على الموضوع
يقول عمرسهلان الساوي"ان المنطق قانون صناعي عاصم للذهن عن الزلل مميز لصواب اارأي عن الخطأ في العقائد
بحيث تتوافق العقول السليمة على صحته ,وانما أحتيج الى تميز الصواب عن الخطأ في العقائد للتواصل بها الى السعادة
الأبدية لأن سعادة الانسان من حيث هو انسان عاقل في أن يعلم الخير والحق ,أما الحق فلذاته وأما الخير فللعمل به"

أخي عومار
سمعت مؤخرا من أحد الأساتذة الجامعيين مختص في الرياضيات
يقول لي بأن بعض البديهيات قد أعيد فيها النظر
لأن الفيزياء برهنت مثلا على أن الجزء أكبر من الكل

وأن 1+ 1 لا تساوي 2

وأنها تساوي 2 من الباب النظري أما من الباب التطبيقي الواقعي فهي مستحيلة التطبيق

وأن الرياضيات أحيانا تكون مبنية على افتراضات لا يمكن أن توافق الواقع
إلا أنه يمكن موافقتها للخيال لأننا نحن وفقط كنا نضن ونسلم بانها موجودة ونفترض لها إمكانية الوقوع والوجود

مثلا قضية اللانهاية واللاتعيين
وغيرها من الأمور التي تبنى عليها الرياضيات
وهي غير منطقية لأنها غير واقعية
إلا ان الإنسان فكر فيها وتخيلها بطريقة تجريدية وفقط

المهم أخي الحبيب ارجو أن تكون قد فهمتني
كيف تعلق على هذا؟؟
أرجو أن أكون خفيف الضل عليك يا أخي الحبيب
لك ألف تحية

شكرا عمار على الموضوع ، المنطق من مباحث الفلسفة الذي ظهر في العصر اليوناني على يد أرسطو ، و يعجبني قول "أبوحامد الغزالي " الذي إعتبره القسطاس المستقيم " أو الميزان الذي يعصم الفكر من الوقوع في الخطأ والزلل

اشكرك يا *مؤرخ* على سؤلك القيم. ففي حدود فهمي لهذه القضية هي إن العديد العديد من العلماء لا سيما ( فلاسفة العلم). شكوا في بعض البديهيات وهذا إنطلاقا من عملياتهم التجريبية لا النظرية. فمثلا في نهاية القرة الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر ظهر ما يسمى " بمشكلة النقائض " في الرياضيات. وهو القول بعدم وجود اللا نهائية للاعداد. وقد تزعم هذه الفكرة أصحاب النزعة الحدسانية الجديدة. ولهذا يبقى المنطق هو العلم الوحيد الذي ينقذ العلم من هذه المشاكل.

شكرا على إجابتك

لا شكر على واجب . فنحن نتعلم فيما بيننا ونستفيد ونفيد. مشكورررررين.