مرثية الدكتور محمد زغينة

باسم الله الرحمن الرحيم
مرة وأنا أفتش في أرشيف الأوراق القديمة
فإذا بي أعثر على ورقة فيها مرثية الأستاذه المرحوم اللغوي والنحوي الدكتور زغينة محمد رحمه الله، كان أستاذ بجامعة باتنة بكلية الآداب
أعجبتني كثيرا فأحببت أن أنقلها لكم:

باسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على رسول الله الكريم، أما بعد:
فأقول وأزعم أنني أقول الحق دون سواه، أسترسل في الحديث أسهب في شعبه، أتبختر في نثره أتباهى في السير بمعيته، كيف لا؟ وقد قطعت شوطا كبيرا
أبحث عن خياباه عساني أجد ضالتي والتي بها أطفئ ضمأي وأشفي غليلي،، سرت على هذا النحو منذ أن كنت طفلا يافعا، ناعمة أظافري جمجمتي أمرد وجهي، أحببته منذ صغري، صرت عبدا له لما شرع في تلقيني الحروف الأبجدية، تقدمت إليه شبرا فتقدم إلي ذراعا، رحت إليه مهرولا فجاءني راكضا، أتدرون عمن أتحدث يا إخوتي؟ جوابكم بالطبع سيكون بالنفي لا، لكن لا بأس من أن أجيبكم كي أخفف من ذرف الدموع المنهمرة من عيني.
إنني أتحدث عن معلمي وأستاذي الحبيب ذلك الرجل الجميل والمسلم الطيب الذي كثيرا ما كان ينصحنا بأمور ديننا ويحثنا على التزود بفعل الخيرات والاستعداد ليوم الرحيل، إلى الرفيق الأعلى، إنه الدكتور الراحل زغينة محمد أستاذ الأدب واللغة العربية في جامعة باتنة، هذا الرجل العظيم لا تساوي هذه الكلمات المتواضعة شيئا في أمثاله، قد تلقيت دراستي على يديه في متوسطة بن بعطوش علاوة في مدينة بريكة عام 1974- 1975- 1976- 1977، وكان رحمه الله يلقبني بسيبويه لكثرة إعجابه بي في مادة اللغة العربية، وقد تخرج على يده الكثير من الإطارات والكوادر كـ: عقون مسعود، هلالات عبد الرزاق، بن السيد منصور مريني صالح، صكاك معيوف، وأنا مبرك الزايدي...
كنت أفكر بزيارته مرارا ولكن الأجل حال بيني وبين رؤيته ومجالسته ولم أعلم برحيله إلا بعد أعوام من ذلك، رحل الرجل إلى ربه منذ 18 ديمسبر 2008...

فمرة أخرى يقول ابنك البار الذي بقي يذكرك وأنت تغدق عليه بالعلم والمعرفة أيام أوائل السبعينات، رحمك الله يا والدي ويا شيخي الفاضل وأستاذي العظيم، إلى جنة الخلد مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأخيرا وليس آخرا ألتمس من روحك الطاهرة العفو والصفح والمغفرة، فهذا جزء يسير وقليل لا يليق بمقامك المهيب...

ابنك الوفي: الزائدي مبرك المولود بتاريخ 25- 03- 1960.
عين الخضراء، مقرة، المسيلة.

شكرا لمرورك يا سوف ماني
لا اعتقد أنك قرأت المرثية

لا يا مؤرخ قرات ماكتبت
الله يرحم الشيخ الفاضل
والحمد لله انك اصبحت تملك وثيقة ستبقى من تاريخك
واظن انه لي الشرف لاني زرت هذه المدينة مقرة

شكرا لك مؤرخ لم أعرف أن الزايدي مبرك كان يلقب بسيبويه ، لكن رغم ذلك يحفظ له شرف تربية أبنائه على الطريقة التي كان عليها، ليس هنالك أجمل من الاباء و الامهات الذين ربونا و تعبوا على رعايتنا و أبقى أقول لن تجد أفضل من والديك و لن يحبك أحد اكثر مما يحبوك حتى و لو كذبت على نفسك و أهوهمتها بخلاف ذلك، رحم الله أبائنا في الحياة و الممات.

احفظ السر يا أحمد أمين

أما أنت يا اخي العزيز سوف ماني
فأنا لست من مقرة

اذا انت من 12 تبسة

لا يا أخي
ذكرتني بالأخ عادل مومن
راسله من فضلك يا أخي سوف ماني