أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل والمشاركة معنا
إذا أعجبك المنتدى يمكنك أن تضغط على زر أعجبني أعلى الصفحة .... شكرا لزيارتك
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل والمشاركة معنا
إذا أعجبك المنتدى يمكنك أن تضغط على زر أعجبني أعلى الصفحة .... شكرا لزيارتك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


(( الحكمــة لله وحــده ، وإنمـا للإنسان الاستطاعـــة في أن يكون محبًا للحكمة تواقًا الى المعرفة باحثًا على الحقيقة )) سقراط.
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
المواضيع الأخيرة
» " فينومينولوجيا المعيش اليومي" من منظور المفكر مونيس بخضرة .
أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالإثنين أبريل 17, 2017 2:59 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالسبت أبريل 15, 2017 2:26 am من طرف الباحث محمد بومدين

» كتاب فاتحة الفتوحات العثمانية
أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالخميس أغسطس 18, 2016 2:21 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» برنامج قراءة النصوص العربية
أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالخميس أغسطس 18, 2016 2:12 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» إشكالية الحرية فى الفكر الفلسفى
أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالخميس ديسمبر 17, 2015 11:19 pm من طرف soha ahmed

» المغرب في مستهل العصر الحديث حتى سنة 1603م
أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالأربعاء نوفمبر 25, 2015 8:24 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:41 pm من طرف الباحث محمد بومدين

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:33 pm من طرف الباحث محمد بومدين

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:30 pm من طرف الباحث محمد بومدين

» دخول اجتماعي موفق 2015/2016
أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالجمعة سبتمبر 04, 2015 4:07 am من طرف omar tarouaya

» أنا أتبع محمد...
أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالإثنين يناير 19, 2015 3:08 pm من طرف omar tarouaya

» بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة
أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالإثنين ديسمبر 01, 2014 2:12 pm من طرف omar tarouaya

» مرحيا يالاعضاء الجدد
أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالسبت أكتوبر 11, 2014 11:16 pm من طرف omar tarouaya

» لونيس بن علي، التفكير حول الدين ضمن الحدود الإنسانية للمعرفة
أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالأحد أغسطس 31, 2014 12:55 am من طرف عبد النور شرقي

» تحميل كتاب الحلل البهية في الدولة العلوية الجزء الثاني
أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالخميس أغسطس 28, 2014 1:33 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» في رحاب الزاوية الحجازية بسطيف
أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالأحد أغسطس 17, 2014 12:37 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» العز والصولة في معالم نظام الدولة
أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالجمعة أغسطس 15, 2014 2:41 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  التاريخ السياسي للمغرب العربي الكبير ( 12 مجلدا )
أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالخميس أغسطس 14, 2014 11:10 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  كتاب حول تاريخ الحضنة والمسيلة وما جاورها
أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالإثنين يوليو 28, 2014 11:23 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  كتاب مهم في الانساب الجزائرية
أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالإثنين يوليو 28, 2014 11:22 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

سحابة الكلمات الدلالية
الموضوعية الفكر الفلاسفة الظواهرية محمد العالمية مقالة نظرية فلسفة مقال النسق الفيض المنطق السؤال المغلق البحث الانسان الحرب الذاتية الفلسفة المسلمين الحيوان اللغة الفلسفي سقراط الامام

 

 أبو العلاء المعري والكميديا الالهية

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أحمد أمين
المدير العام
المدير العام
أحمد أمين


عدد المساهمات : 1016
التقييم : 25
تاريخ التسجيل : 02/09/2010
العمر : 39

أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Empty
مُساهمةموضوع: أبو العلاء المعري والكميديا الالهية   أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالثلاثاء ديسمبر 21, 2010 12:06 am

تأثير المعري ودانتي في الأدب المعاصر..انقطاع أم استمرار

تأثير المعري ودانتي في الأدب المعاصر..انقطاع أم استمرار

بقلم د. سهيل الملاذي

إن الحديث عن التأثر والتأثير، في الأعمال الإبداعية الإنسانية، ومدى خلود هذه الأعمال واستمرارها، بحيث تدخل في نسيج الأعمال التالية، يبدو حديثاً صعباً؛ إذ لا يمكن ملاحظة الحدود التي تجعل عملاً ما استمراراً أو تقليداً أو محاكاة لعمل سابق، أو تبقي الأمر في إطار التأثر المحدود والمشابهة فحسب.‏

إن القضية تبدو معقدة نوعاً ما، حين نجري مقارنة بين رسالة الغفران للمعري، والكوميديا الإلهية لدانتي، لنصل إلى معرفة مدى تأثر دانتي بالمعري، ونجيب على التساؤل: فيما إذا كان ثمة اتصال أو انقطاع بينهما، أو مع الأعمال التالية، إلى وقتنا المعاصر.‏

إنني أميل إلى الاعتقاد بأنه ليس ثمة محاكاة أو تقليد بين هذه الأعمال، وأن الأمر لا يعدو كونه تأثراً أو تشابهاً في الشكل. مع اختلاف واضح في المضمون والأفكار المطروحة، وحتى في طريقة التناول والمنهج المتبع.‏

وقديماً قال عنترة: هل غادر الشعراء من متردم؟‏

رسالة الغفران: كتبها أبو العلاء المعري (363-449هـ)، في نهاية الربع الأول من القرن الخامس الهجري، ويفصل بينها وبين كوميديا دانتي حوالي أربعة قرون.‏

هي رد على رسالة بعث بها ابن القارح إليه، وفيها نجد أبا العلاء يطوف بصاحبه في أرجاء العالم الآخر، في رحلة خيالية ممتعة، حيث ذاقا معاً ألواناً من السعادة والنعيم، ليعوض بذلك ما كابده من ألم ومعاناة في حياته الدنيا.‏

أما هذه المعاناة، فهي معروفة، أدت إلى اعتزاله الناس والحياة العامة.‏

فجنة أبي العلاء هي جنة السجين المكبوت والمحروم والضرير. هي جنة حفلت بمجالس الأدباء، وجعلت للأدب الجيد مكانة، تجعله وسيلة للشفاعة والغفران.‏

وجحيم أبي العلاء هو جحيم الأعمى، هو جحيم يغلب عليه الطابع الإنساني، ويبقي على بشرية المعذبين وأهوائهم، ويوجز في تصوير آلامهم، هو جحيم فيه مشاهد أدبية حافلة -كما في الجنة- يشفق فيه على المعذبين منهم، ويجعل للأدب مكانة تشفع لصاحبه.‏

ولم يكن العصر أفضل حالاً من حال المعري. وهو بدوره ترك بصماته على الرسالة.‏

أدباء عصر المعري كانوا مولعين بالتراسل، لإبراز براعتهم الأدبية واللغوية.‏

وهذا ما فعله المعري في اختياره أسلوب الرسالة، وفي تناوله مسائل لغوية وأدبية، ليدلل بذلك على تمكنه منها، وعلى رجاحة في الرأي، ونضج في الفكر، وسلامة في المنهج، بما في ذلك من استطراد وإغراب وألغاز.‏

كما يدل على ذلك تناوله للقضايا النقدية والشعرية والعروض والموسيقا والنحو والصرف والرواية.‏

والحياة الأدبية عموماً في عصر المعري -رغم ظهور الكثير من أعلام الأدب واللغة والشعر فيها- كانت تعاني من ضعف وتراجع.‏

وقد عكس الأدب صورة الأوضاع السياسية المتردية، من ضعف الدولة، وتنازع النفوذ فيها، والتقلبات والأخطار والمشاكل المتفاقمة، والحروب الداخلية والخارجية.‏

ولم تكن الحياة الاجتماعية تختلف كثيراً، فقد كان الفساد متفشياً، والقيم منهارة، ترافقها حياة دينية تتسم بالفوضى والتنازع والتشيع والتفرقة.‏

لقد أوحت هذه الأوضاع للمعري، أن يجعل للشعراء حظوظاً متفاوتة من النعيم أو العذاب، فصب نقمته على بعضهم، وأظل الآخرين برحمته، وخص آل علي وآل البيت بحقوق في الشفاعة، ليست لغيرهم، وأوحت إليه أيضاً أن يتهكم على المتكلمين والإمامية والصوفية والباطنية وغيرهم، ممن كان العامة مشغولين بدعاواهم.‏

هذه السخرية من بعض المعتقدات الدينية، والحملة على النفاق والرياء، والحزن على غفلة الناس وحمقهم، دفعت البعض إلى اتهام المعري بالزندقة، متجاهلين أنه رسم صورة الآخرة، كما رسمها القرآن والحديث وكتب التفسير، وما تكوّن لها في الأذهان، من خلال الكتب والشعر والأساطير التي تناقلها الرواة.‏

في الغفران ثلاثة محاور رئيسية:‏

1-الحياة الآخرة: الجنة -النار.‏

2-الحديث عن الزندقة.‏

3-المسائل اللغوية والأدبية.‏

وإذا ما عقدنا مقارنة بين غفران المعري، وكوميديا دانتي (ت 720هـ) الإلهية، التي تلتها بعد حوالي (400) عام، لوجدنا كثيراً من أوجه التشابه، التي لا تصل على الإطلاق إلى مستوى التقليد أو التماثل.‏

أما النقاد الذين تناولوا هذين العملين من زاوية التماثل والمحاكاة، فقد كانوا يسقطون بعض الأوجه التي رأوا فيها تشابهاً، على العملين معاً، واشتطوا في تفسير هذه الأوجه، التي قد يكون التشابه فيها قد أتى مصادفة، أو أنه كان انعكاساً لبعض الأوضاع العامة والظروف الخاصة المتشابهة.‏

وعموماً، فإن الذاكرة الإنسانية، والحضارات المتفاعلة، تحتفظ دوماً برصيد لا بد أن يظهر في إنتاج الأدباء، ويبدو على أنه تشابه أو تماثل، ذلك أن ثقافة ما لا يمكن أن تولد من فراغ.‏

لقد ورد العملان ومؤلفاهما عند القدماء والمحدثين: أشار بعضهم إلى مكانة الغفران في فنون النثر العربي، وأطلقوا عليها تسميات شتى، وصنفوها في فنون الملحمة أو المقامات أو القصص. ولكن المؤكد أنها لا تنتمي إلاّ إلى فن الرسالة التي تجري مجرى الكتب المصنفة، وإن كانت تحتوي على طرف من تلك الفنون الأدبية.‏

أما الكوميديا الإلهية، فهي لا تشبه الغفران في نوعها الأدبي، لأنها بناء شعري بحت، يتضمن شعراً خالصاً مصوغاً في مائة نشيد.‏

وإذا كان المعري في الغفران يصطحب صديقه الشاعر ابن القارح في رحلة إلى العالم الآخر، فإن دانتي يترك للشاعر فرجيل أن يقوده في ذلك العالم، في رحلة استغرقت سبعة أيام، والمغزى هو أن الأعمى يقود المبصرين في العملين معاً.‏

صورة الآخرة لدى المعري صورة إسلامية، تحتوي على الجنة والنار. أما عند دانتي فهي صورة مسيحية، تحتوي على ثلاثة أقسام: الجحيم والفردوس، يتوسطهما المطهر.‏

ودانتي في هذا التقسيم يرمز بالجحيم إلى الخطيئة والعذاب والشباب، وبالمطهر إلى التوبة والتطهر، وبالفردوس إلى الكهولة والطهارة والحرية والخلاص والنور الإلهي.‏

وكما هو شأن المعري، حين يجعل رحلته في العالم الآخر، تغلب عليها السعادة والمتعة والنعيم، تعويضاً عن الألم والحرمان الذي عاناه في الحياة الأولى، فإن دانتي ينهي رحلته بالسعادة الإلهية، تعويضاً عن معاناته السياسية.‏

إنه يهدف إلى إصلاح البشرية، ويلغي فوارق الزمان والمكان، بحيث تختلط الخرافة بالواقع، والخيال بالتاريخ.‏

لقد صور كل ما يعتمل في داخل الإنسان من عواطف ومشاعر وانفعالات وأحاسيس، ومن أفكار متناقضة (من حب وكره، وكذب وصدق، ونفاق وصفاء...).‏

لقد أبدع دانتي في رسم الطبيعة، كما أبدع في تصوير الشخصيات (الأمراء والفقراء، والشياطين والملائكة..)، فكأنه يعكس التناقض الموجود في الحياة الدنيا.‏



وإذا كان من تشابه بين العملين، فلعل السبب في أن كلاً منهما كان مرآة لعصره، وانعكاساً لواقعه.‏

إن الغفران صورة العالم الإسلامي في القرنين الرابع والخامس الهجريين، بكل ما فيهما من أحداث وتناقضات، كما أن الكوميديا الإلهية كانت نتاجاً للعصور الوسيطة في أوربا، وإرهاصاً لعصر النهضة فيها، حيث انتقلت الحضارة حينئذ من عصر الله إلى عصر الإنسان.‏

لقد تأثرت بأخلاقيات القرون الوسطى، لكنها خرجت على الكثير من تقاليدها وقيمها الدينية، فوضعت البابا -وهو الشخصية المقدسة- في الجحيم، لأنه هدد مصالح فلورنسة، وأزدرت الشخصيات الدينية الإسلامية أيضاً. فكأنها أرادت أن تثور على الديانات عموماً، لتبشر بعصر الإنسان الخلاّق.‏

وهنا لا بد أن نلاحظ أن الكوميديا الإلهية، التي تبدو في ظاهرها رحلة إلى العالم الآخر، هي في حقيقتها رحلة إلى الحاضر والواقع، لأنها تغوص في أعماق الحياة والإنسان، وإن كان طابعها السياسي واضحاً، إذ إن صاحبها شخصية سياسية، شاركت في الحياة العامة، وعانت من الاضطهاد السياسي. بخلاف الإطار الأدبي الذي غلّف رسالة المعري، وهو الشخصية الأدبية الكبرى في التراث العربي.‏

هل يمكن أن نقول: إن دانتي كان يقلد المعري، لمجرد هذه التشابهات التي جاءت عفوية، أو لأنه قام برحلة خيالية إلى العالم الآخر؟ كما فعل المعري؟.‏

هنا لا بد أن نذكر أن صورة العالم الآخر قد ظهرت مراراً قبل المعري وبعده، إلى وقتنا الحاضر، في التراث الفرعوني والإغريقي والفارسي والهندي، في الأدبيات المسيحية، كما في الأدبيات الإسلامية. وما قصة المعراج وسير المتصوفة وابن عربي إلاّ دليل على ذلك.‏

1-بداية نذكر رسالة الملائكة للمعري نفسه، وهي كثيرة الشبه بالغفران من نواح عديدة:‏

-في طبيعتها الأدبية واللغوية، بالرغم من أنها تتناول مسائل صرفية.‏

-اختيار العالم الآخر مسرحاً لها.‏

-أسلوب الحوار والمناقشات، وعرض الثروة اللغوية، وما فيها استطراد واستقصاء وجمع، ومن عبارات ومواقف.‏

-لقد ألفت في الزمن الذي ألفت فيه الغفران، وقد تكون سبقتها بقليل، فهي نواة لها، أو تأخرت قليلاً فهي صورة مصغرة عنها.‏

2-رسالة التوابع والزوابع، لأبي عامر بن شهيد الأندلسي القرطبي (382-426هـ).‏

لقد ظهرت أيضاً في صدر القرن الخامس الهجري، ووصلتنا فصول منها عن طريق كتاب "الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة" لأبي الحسن علي بن بسام (ت 542هـ).‏

كتب ابن شهيد هذه الرسالة لأبي بكر بن حزم، وتفنن في وصف رحلة خيالية، مع زابعة له من الجن، التقى به أول مرة حين كان يعاني الشعر في رثاء حبيب له مات. وفي هذا إشارة واضحة إلى تأثر ابن شهيد بالتراث العربي الذي جعل للشعراء وادياً يسكنه الجان، اسمه وادي عبقر.‏

حل ابن شهيد وزابعته في بلاد الجان، والتقى بعدد من الكتاب والشعراء، فصار يستنشدهم وينشدهم.‏

تعددت الرحلات، وشهدا فيها مجالس الجن، وهم يتذاكرون ويتناظرون.‏

وكان أبو عامر يدلي فيها بدلوه، وكان رأيه دائماً هو الصائب.‏

رغم أن أبا عامر اختار في رسالته أن تكون رحلته إلى عالم الجن، لا إلى عالم الملائكة، فإن د. أحمد ضيف يراه مقلداً للمعري، ويرى رسالته تشبه الغفران، من حيث أسلوبها الأدبي، مستدلاً بأن ابن شهيد قد أدرك عصر المعري، الذي كانت قد ذاعت شهرته، وبأن المغاربة في هذا العصر كانوا يقلدون المشارقة.‏

أما د. زكي مبارك (النثر الفني في القرن الرابع) فيخالف د. ضيف، حين يرى أن المعري هو الذي حاكى ابن شهيد، معتمداً على ما قيل عن أن تأليف رسالة التوابع والزوابع سبق تأليف الغفران بعشرين عاماً.‏

ويستند الباحثان إلى أدلة متشابهة:‏

1-وجود الرجلين في عصر واحد.‏

2-شيوع التقليد بين الشرق والغرب.‏

3-تشابه الرسالتين في الموضوع والأسلوب ومسرح الحوادث.‏

ترجح بنت الشاطئ -ونحن معها- الرأي الثاني، لأن ابن شهيد في العام الذي كتبت فيه الغفران، كان على فراش الموت، لا يقوى على كتابة شيء.‏

تقول بنت الشاطئ (الغفران لأبي العلاء- دار المعارف بمصر- 1954):‏

"من المسلم به أن بينهما أوجه تشابه، لكنها ليست خاصة بهما، وإنما هي من الظواهر الأدبية التي يمكن أن تلتمس عند غيرهما من أدباء العصر، أو في الآداب على وجه العموم".‏

كلاهما صاغ أحكامه الأدبية في أسلوب شائق على طريقة الحوار، وقام برحلة في عالم الخيال، أنطق فيها الجن والحيوان، لكن هذا نلقاه في الأقاصيص والأسمار والأساطير وأخيلة الشعراء، وكلاهما أراد إثبات تفوقه في الحفظ والإنشاء، وبراعته في الكلام والصنعة، وأن يبهر صاحبه، ولكن هذا يمكن أن يقال عن كل ما كتب الرجلان أو غيرهما من صناع الكلام.‏

إن من قالوا بالتشابه، لمحوا نظرة عابرة، ولو تمعنوا لأدركوا أنهم أمام أثرين متميزين لأديبين مختلفين، من إقليمين متباعدين. ولو فرضنا أن ثمة تشابهاً في الأسلوب والهدف، فهو لا يقوم وحده دليلاً على التشابه، إذا اختلف جوهر الموضوع:‏

-رسالة الغفران بطلها ابن القارح، أما أبو العلاء فيتوارى عن المسرح.‏

أما التوابع فبطلها ابن شهيد نفسه، وهو بطل كل الأحداث والمواقف والحوارات.‏

-الغفران تصور أحلام المعري، وتعرض آراءه ومذاهبه النقدية، أما التوابع فهو ديوان لشعر ابن شهيد.‏

-أبو العلاء حافظ راوية ناقد، وابن شهيد شاعر مفاخر مبارز، يهزم كل الشعراء.‏

وإذا انتقلنا خطوة أخرى، لنتلمس التشابه في الآداب العالمية، نجد أن موضوع التأثر والتأثير والتشابه قد بقي غائباً عن أذهان النقاد فترة طويلة من الزمن، إلى أن جاء عام 1886، حين نشرت مجلة المقتطف سلسلة مقالات بعنوان: "شذور الإبريز في نوابغ العرب والإنكليز".‏

بدأت بمقالة عن العلاقة بين السلطان صلاح الدين والملك ريتشارد قلب الأسد، تلتها مقالة بعنوان: "أبو العلاء وجون ملتن الإنكليزي"، ثم مقالة تقارن بين ابن خلدون المغربي وهربرت سبنسر الإنكليزي.‏

ومن الواضح أن هذه المقالات ظهرت في مجلة مصرية، في وقت احتل فيه الإنكليز مصر بعد ثورة أحمد عرابي عام 1882.‏

إن كاتب المقالات أراد أن يخلق علاقة أدبية وهمية، وتشابهاً لا وجود له بين شخصيات عربية وأخرى إنكليزية، ليهيئ بذلك الأذهان لقبول وجود الإنكليز، والتعايش مع الاحتلال.‏

في مقالة "أبو العلاء وجون ملتن" أشار الكاتب إلى ملامح متشابهة بين أبي العلاء -دون أن يذكر اسم رسالة الغفران- وبين الفردوس المفقود لملتن، ومثّل باتفاق خواطر الشاعرين في ميدان الشعر (وهي معان عامة تتوارد على خواطر معظم الشعراء) دون أن يقصد الموازنة بينهما، أو يشير إلى مسألة التأثر والتأثير.‏

وبعد ثمانية أعوام، أي سنة 1904، ظهرت ترجمة البستاني لإلياذة هوميروس وفي المقدمة التي كتبها البستاني، طوّر الفكرة من التشابه إلى نوع من الموازنة، حين قال فيها:‏

"إن من أحسن ملاحم المولدين، ملحمة نثرية جمع فيها صاحبها شتيت المعاني، وأوغل في التصور، حتى سبق دانتي الشاعر الإيطالي وملتن الإنكليزي إلى بعض تخيلاتها، ألا وهي رسالة الغفران لأبي العلاء المعري".‏

وما هي إلاّ أعوام قليلة أخرى، حتى تحولت القضية إلى دعوى تأثر ملتن بالمعري ومحاكاته، فقد أضاف جرجي زيدان عنصر الاقتباس، حين قال في (تاريخ الآداب العربية):‏

"فتخيل رجلاً صعد إلى السماء، ووصف ما شاهده هناك، كما فعل دانتي شاعر الطليان في الرواية الإلهية، وما فعله ملتن الإنكليزي في ضياع الفردوس، لكن أبا العلاء سبقهما ببضعة قرون".‏

ثم ظهر في مدريد عام 1919 كتاب بالإسبانية هو "الإسلام والكوميديا الإلهية"، من تأليف ميجويل أسين بلاسيوس، وطبع بالإنكليزية في لندن عام 1926. وفيه يرد المؤلف الكوميديا الإلهية إلى عناصر إسلامية، منها رسالة الغفران.‏

منذ هذا الوقت اختفى اسم ملتن أو كاد يختفي من ميدان المقارنة، وعاد اسم دانتي ليشغل المكان الأول في البحث المقارن، حتى أن محمد كرد علي لم يتردد في تقديمه لكتاب "جحيم دانتي" (ترجمة أمين شعر- القدس 1938) عن القول:‏

"إن أعمى المعرة كان معلماً لنابغة إيطاليا في الشعر والخيال".‏

وقال الميمني (رسالة الملائكة- في ذيل كتاب أبي العلاء وما إليه -ط السلفية 1345هـ):‏

"وما ملتن الإنجليزي صاحب الفردوس الغابر إلاّ من الأتباع.. ومثله شاعر الطليان دانتي في كتابه... بيد أنا أهل المشرق لم نحتفظ بمآثر أسلافنا، ولم نؤمنها من بوائق الضياع".‏

أما بنت الشاطئ، التي قامت بدراسة مستفيضة عن المعري وتأثيره في الآداب الأخرى، فلم تقبل نظرية بلاسيوس حول تأثر دانتي بالإسلام.‏

وقد وضحت رأيها بالنقاط التالية (الغفران لأبي العلاء المعري- دار المعارف بمصر-1954):‏

-إن هناك قدراً من التأثر بالأفكار الإسلامية التي دخلت أوربا عن طريقين: صقلية وإسبانية، (وهي قصة المعراج، وآراء الإسلام في الحياة الآخرة).‏

-إن كلاً من المعري ودانتي إنسان وشاعر، لكن المعري اعتزل الحياة ومباهجها، في حين انغمس دانتي في المجتمع والحب والحياة العامة والسياسية.‏

ففي سن الخامسة والثلاثين، كان من الستة الذين يحكمون فلورنسة. كما أنه ذاق مرارة الهزيمة والنفي.‏

-إن العملين يلتقيان عند فكرة الرحلة الخيالية إلى العالم الآخر، وهي فكرة إنسانية عامة، لا توحي بالتأثر والتأثير.‏

-لم يكن دانتي بحاجة إلى محاكاة الغفران، فبين يديه -وهو يكتب رحلته- إلياذة هوميروس، وفيها أحاديث عن الحياة الأخرى. كذلك كانت قصيدة الإنيادة لفرجيل، وفيها مشاهد للجحيم. كما أن دانتي اتخذ فرجيل صاحبها شاعراً أثيراً لديه، ودليلاً له في رحلته، نظراً لخبرته السابقة.‏

-لكل منهما طريقته الخاصة وطابعه، ولكل من العملين صفاته المختلفة:‏

الكوميديا قصيدة باركها رجال الدين المسيحي، والغفران وصاحبها متهمان.‏

الكوميديا تمجد الحب، والغفران لشاعر يكفر بالحب. دانتي ناقد سياسي، والمعري ناقد لغوي. الكوميديا جد وعاطفة إنسانية، والغفران شهوات مصورة بسخرية ومرارة، وفيها تهكم من معتقدات الناس.‏

حين ننتقل إلى أدبنا المعاصر، يفاجئنا أحد الأدباء السوريين بعمل أدبي متميز، يعيدنا إلى أجواء المعري.‏

ففي عام 1981 ظهر كتاب "رسالة الراح والأرواح" لبشير فنصة، في (360) صفحة، (من منشورات اتحاد الكتاب العرب بدمشق).‏

منذ البداية أظهر بشير فنصة تأثره برسالة الغفران، من خلال أمرين اثنين: الأول أنه اختار (رسالة الراح والأرواح) عنواناً لعمله الأدبي، والثاني أنه قام برحلة إلى العالم الآخر، فأوحى إلينا بأن ثمة تشابهاً بين العملين.‏

ثم إنه تحدث صراحة عن أبي العلاء في أماكن كثيرة من كتابه، بل لقد جعل طيف أبي العلاء يرافقه في مراحل رحلته، وأبدى إعجابه به، وبفلسفته الأدبية والفكرية، وبآثاره وكتبه.‏

يسوق في الجزء الأول من الكتاب، على لسان أمين اليسراوي قوله:‏

"رسالة الشياطين، إنها الرسالة الوحيدة لصاحبنا المعري، التي لم يعثر المستشرقون بعد على نصها الكامل، لقد عثروا على رسالة الغفران، ورسالة الهناء.. أما رسالة الشياطين فلم يوفقوا بالعثور عليها"‏

ويتذكر أن فيلسوف الفريكة أمين الريحاني سبق وكتب في الثلاثينيات رسالة إلى المستشرق الروسي كراتشكوفسكي، يستفسر بها عن هذه الرسالة، التي يعتبرها على جانب كبير من الأهمية بالنسبة للتحقيقات العلمية في فلسفة وأدب المعري.‏

وفي هذا الصدد يقول: "لقد كتب إليّ أحد كبار المستشرقين أن أوافيه بما عندي من آثار باقية لها".‏

ويعترف بأنه يعيش بقية عمره مع صاحبه المعري، وبأنه يشعر باتحاد روحي عميق وإياه.‏

وبصراحة أكثر يقول أمين اليسراوي عن (رسالة الراح والأرواح)، التي كان يستكمل كتابتها:‏

سيكون لهذه الرسالة -بعد أن أنتهي من رسم خطوطها العريضة- شأن وأي شأن، على ما أظن. في يوم من الأيام ستكون نوعاً من تقمص الأفكار، وامتداداً لرسالة الغفران.‏

وبالرغم من كل ما ذكره المؤلف عن التشابه بين العملين، فإنّ قراءة الكتاب لا توصلنا إلى درجة الاعتقاد بالتماثل أو المحاكاة، فثمة أوجه اختلاف كثيرة، تجعل لكل منهما طريقته ومنهجه وطبيعته وأسلوبه، سواء في الشكل أو المضمون، كما أن لكل كاتب شخصيته المتميزة، وأفكاره الخاصة.‏

لقد اكتفى بأن أهدى كتابه إلى شاعر معاصر يحبه هو "شيخ الشعراء" الشاعر القروي، دون أن يجعل منه رفيق الرحلة إلى العالم الآخر، بل دون أن يشير إليه كثيراً في متن الكتاب.‏

وفي حين يصطحب المعري ابن القارح، ويقود فرجيل دانتي في رحلتيهما، لم يجد المؤلف حاجة لأن يصحبه المعري بشخصه، بل بفكره وفلسفته وأدبه.‏

لم تستغرق الرحلة كل الكتاب، فقد قسم بشير فنصة كتابه إلى جزءين:‏

الأول: في تسعين صفحة، أي ربع الكتاب تقريباً، وهو عمل قصصي، حكى فيه قصته مع أمين يسراوي، صديقه القديم، الذين التقى به مصادفة في بكفيا بلبنان، بعد فراق دام أكثر من عشرين عاماً.‏

والثاني: في مئتين وستين صفحة، أطلق عليه اسم الكتاب "رسالة الراح والأرواح"، وخصصه لرسالة الراح والأرواح، التي تركها له صديقه اليسراوي، وجاء فيها وصف الرحلة الخيالية إلى العالم الآخر، على لسان صديقه، لا على لسانه، وفيها في الوقت نفسه آراء فلسفية، وجولات فكرية وتاريخية، وأخبار أدبية وشعرية، قديمة وحديثة، عربية وعالمية.‏

من هو أمين اليسراوي؟‏

لهذا الاسم دلالات خاصة لدى بشير فنصة، فأمين هو صاحب المبادئ والقيم والأفكار الحرة، وكنيته (اليسراوي) توحي بالثورة والنضال والرفض والانتماء إلى اليسار.‏

ربما كانت الشخصية حقيقية، عرفها عن كثب وعايشها، أو أنه رمز بها إلى إنسان يعرفه حقاً، ثم أضاف إليها بعض الملامح التي تجعلها واقعية.‏

ولعله قصد بها نفسه، فالذي يعرف الكاتب يرى شخصية اليسراوي قريبة الشبه بشخصيته، كما أن في جوانبها السياسية أوجه تشابه أيضاً مع دانتي، مع إسقاطات معاصرة.‏

بشير بن محمد ناجي فنصة، الذي توفي قبل ثلاثة أعوام، كان قد ولد في حلب عام 1917، وانغمس دون العشرين من عمره في العمل السياسي والصحفي، بدأ في جريدة الشعب الدمشقية، واستمر سكرتير تحرير أو رئيس تحرير أو مديراً مسؤولاً في العديد من الصحف (البعث والشباب والنذير والتقدم وبرق الشمال وألف باء والأنباء)، اضطهد ونفي وشرد، وعاصر فترة الانقلابات، وقد دفعه يأسه إلى اعتزال الصحافة والسياسة، وانصرف إلى العمل الأدبي، فأصدر عدداً من الأعمال: برج الصمت، قصة تاريخية (1975) -النوافذ المغلقة، قصة (1977)- كتب وأوراق منسية، مقالات وبحوث- رسالة الراح والأرواح (1981)- الظواهر الثورية، ترجمة عن الفرنسية، لجان بيشلر- النكبات والمغامرات، تا
اسم المصدر:http://www.malazi.com/index.php?d=94&id=49
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
chocotop17
عضو ممتاز
عضو ممتاز



عدد المساهمات : 151
التقييم : 3
تاريخ التسجيل : 23/10/2010
العمر : 31

أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبو العلاء المعري والكميديا الالهية   أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالثلاثاء ديسمبر 21, 2010 12:15 am

شكرا على هذا النقل المفيد جعله الله في ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد أمين
المدير العام
المدير العام
أحمد أمين


عدد المساهمات : 1016
التقييم : 25
تاريخ التسجيل : 02/09/2010
العمر : 39

أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبو العلاء المعري والكميديا الالهية   أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالثلاثاء ديسمبر 21, 2010 12:20 am

شكرا على المرور وعلى الرد chocotop17 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مؤرخ المغرب الأوسط
المدير العام
المدير العام
مؤرخ المغرب الأوسط


عدد المساهمات : 1632
التقييم : 39
تاريخ التسجيل : 27/08/2010
العمر : 38
الموقع : مؤرخون وفلاسفة

أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبو العلاء المعري والكميديا الالهية   أبو العلاء المعري والكميديا الالهية Emptyالثلاثاء ديسمبر 21, 2010 2:15 am

أضن أخي العزيز أن هذه المقال
شأنها شان مؤلف كتاب أخطاء ابن خلدون
إنه يعاس الريح حتى يصبح معروفا
وكما تقول العربان خالف تعرف ....
أنه يغرف من بحر أو ينحت في صخر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http:///histoirphilo.yoo7.com
 
أبو العلاء المعري والكميديا الالهية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ๑۩۞۩๑ مقهى الفلسفة ๑۩۞۩๑ :: قسم الأدب العربي والأدب العالمي-
انتقل الى: