: لماذا وقف الفكر العربي الحديث المعاصر بمختلف تياراته موقف العداء للتصوف فكرا وسلوكا؟ وهل ذلك الموقف نابع من فهم معياري للخطاب الصوفي أم صادر عن موقف ايديولوجي ليس الا؟؟ وفي الوقت الذي يقف فيه الفكر العربي الحديث والمعاصر هذا الموقف من الصوفية ويقرنها بالتخلف والجمود, فان بعض المفكرين الغربيين وقفوا موقف المهتم والمنصف للفكر الصوفي, بل واعتبره البعض منهم " طريق الخلاص والخروج من المأزق الذي يعاني منه العالم العربي والعالم كله " . والمفارقة في هذا: هي ان المفكرين العرب النهضويين, لا يقفون موقف الرافض لهذا الإستنتاج –فحسب- بل ويذهبون الى إعتباره مخادعة تستهدف تعطيل العقل وتزييف الوعي, فهو تآمر –إذن في رأيهم- على العقل العربي والاسلامي .وعليه : فبأي معنى كانت الصوفية طريقا للخلاص وللخروج من المأزق, وبأي معنى كانت تعطيلا للعقل وتزييفا للوعي