[center]شعب الجزائـر مسلم ***** وإلى العـروبة ينتسب
من قال حاد عن أصله ***** أو قال مات فقد كـذب
أو رام إدمـــاجاً له ***** رام المحال من الطلب
يا نشءُ أنت رجـاؤنا ***** و بك الصباح قد اقترب
خذ للحياة سلاحــها ***** و خض الخطوب و لاتهب
و من هنا يمكننا القول إن الفلسفة التي نستطيع أن ننسبها إلى ابن باديس ليست الفلسفة التي يجنح فيها العقل إلى التصورات المجردة، والتأملات الحاملة، والمسائل النظرية البحتة، التي لا تتصل بواقع مجتمعه ولا تسهم في حل مشكلا ت واقع هدا المجتمع، وإنما الفلفسة التيس نستطيع أن ننسبها إليه، ونجعلها جانبا من تفكيره هي الفلسفة العملية، التي يستطيع أن يترجمها الإنسان إلى واقع الحياة، و يعيش حقائقه؛ الفلفسة التي يتطابق فيها القول مع الفعل،و الاعتقاد مع السلوك ،و يتكامل فيها التصور النظري مع الممارسات العملية، الفلسفة التي تبحث في الحقائق التي يعيشها الإنسان، ويكون منطلقها واقع المجتمع، وأساسها روح الإسلام وأصوله، وغايتها تحرير المجتمع من كل أشكال الظلم والتخلف والتسيب، والتي تستهدف في مناهجها إعادة تشكيل الشخصية الجزائرية، التي أصبها الوهم، نتيجة ظروف الانحطاط، وسياسة الاستعمار .
إن الفلسفة التي تطبع تفكير ابن باديس فلسفة واقعية تنبع من تفكير إنسان واع، مرتبط بوطنه، وملتزم بحقائق دينه، مستوعب أسباب معناة بلاده، متطلع إلى معايشة عصره، فلسفة تلح على تمتين الصلة بين الفكر والعمل، والمزواجة بين النظرية والتطبيق، هده بعض سمات التفكير الباديسي، إن سمات تمتزج فيها الجوانب الدينية والسياسية، والأخلاقية والعلمية والوجدانية والعقلية، ولكن السمة البارزة في هدا التفكير هي السمة الدينية المطعمة بالنزعة العقلية ، باعتبار العقل " ميزة الإنسان و أداة عمله " كما يقول ابن باديس، والعقل من ناحية أخرى هو القوى الروحية التي بها يكون التفكير والنظر
وتجدر الإشارة الى الطابع المميز لتفكير ابن باديس تجسده آراؤه وأفكاره ومواقفه، التي صار عليها في حياته ،و بنى على أساسها مشاريعه الاصلاحية،و شكل منها منهجا اعتمده في معالجة أوضاع مجتمعه و برنامجه التعليمي، و هي كما نرى فلسفة عملية أكثر منها نظرية، لأنها لا تنظر إلى السماء بقدر ما تنظر إلى الأرض و تعالج الأمور التي استحودت على تفكير الإنسان بمنطق الواقعية ،لأنها فلسفة تستمد روحها من روح الإسلام وأصوله ،و تجعل هدفها تجسيد هذه الأصول و تقريبها من الناس، و الاستفادة منها، وتصحيح المفاهيم، والاعتقادات، وتهديب السلوك الفردي والاجتماعي، ودفع الناس إلى الإسهام في تغيير واقعهم، وتحسين ظروفهم، ليكونوا أهلا للاستخلاف الذي استخلفه الله في أرضه.
هو ....
رجل إستطاع أن يستوعب الواقع الجزائري بكل سلبياته ومكوناته، كما استوعب واقع الأمة الإسلامية بشفافية روحية خاصة، وبطريقة فهم أصيلة ومتفردة، ولم يغب عنه لحظة واحدة أن صلاح هذه الأمة مرهون بالمنهج الذي صلح به أولها...
مدينة قسنطينة و هي اعرق مدينة بالجزائر
يعود تاريخ نشأتها إلى اكثر من 2500 سنة
إنها قسنطينة أو كما سميت سابقا سيرتا
و هنا عاش ابن باديس..
و هي تسمى مدينة الجسور المعلقة....