عبد النور شرقي محارب


. عدد المساهمات : 390 التقييم : 18 تاريخ التسجيل : 23/09/2010
 | موضوع: رهائن العولمة .... د- آمال علاوشيش الإثنين مارس 04, 2013 12:24 pm | |
|
لقد أصبح من اليسير على الفرد أن ينقل العالم إلى غرفته بالصّوت والصّورة، ولعلّ التلفزيون عندنا نحن بلدان العالم الثّالث يعدّ إطارنا المرجعيّ الأوّل في تلقّي الأخبار والتّعرّف على الحضارات، بل وسدّ أوقات الفراغ الّتي نعاني منها، وسبيل خلاصنا الوحيد هو في انتهاج أسلوبٍ تربويّ رشيدٍ يقوم على رِؤيةٍ استراتيجيةٍ جديدةٍ حتّى نواجه التغيّرات والتحوّلات ونُفيد من الإيجابيّات، فنتبنّى (adopter) ما يصلح ويتماشى وهوّيتنا المهدّدة بالضّياع ونتكيّف (s’adapter) مع ما يمكن أن يشكّل فُرصةً لنا علينا اقتناصها وحسن استغلالها حتّى لا نبقى في المؤخّرة. إنّ تقدّمنا لن يتمّ إلاّ بتجديد ثقافتنا والتّجديد لا شكّ يرتبط بالإبداع الأصيل الّذي يخرجنا من المحنة الّتي أُصبنا بها، ولن يتحقّق لنا ذلك إلاّ بإنتاج إعلاميّ هادف يستجيب لتحدّيات العصر بل ويجابهها أيضاً، وإذا كان تجديد فهمنا للدّين هو أحد هذه الشّروط فإنّ إزالة رواسب التخلّف الّتي انطبعت في نفسيتنا وأصابتنا بالشّلل عامل آخر لا يقلّ أهمّية، لأنّ العولمة تغزونا من الدّاخل من خلال المادّة الإعلاميّة الّتي تصلنا بسرعةٍ فائقة، ووسائل الدّعاية والإعلان الّتي تؤثّر على جماهيرنا بشكلٍ نعجز عن وصفه، والإصرار بفعل التّكرار على أن تبلغنا صور وقناعات معيّنة من أهمّ أساليبها، حتّى صرنا نتعرّف على أنفسنا من خلال ما تبثّه في عقولنا وذهنياتنا المستكينة، فإسلامنا إرهاب وعروبتنا تخلّف وقيمنا تجاوزها الزّمن، ومعنى هذا أنّ الرّسالة الّتي يحملها الإعلام إلينا من أخطر الرّسائل، وهو ما يضطرّنا إلى التّفكير في سدّ الفراغ الثّقافي الّذي نعانيه في هذا المجال بمبادراتٍ خاصّة، فعلى وسائل إعلامنا أن تحمل على عاتقها مسئولية تصحيح صورتنا في أعين الغرب وتحُول دون أن تكون برامجه الإعلامية المختلفة زادنا اليومي الّذي نقتات منه بخاصّةٍ ذلك القسم الموجّه منه لأطفالنا، والمطلوب لبلوغ هذا الهدف هو تكوين إطاراتٍ في هذا القطاع متميّزة بالكفاءة التّقنية العالية لتتمكّن من تكنولوجيا العصر الّتي لا ننتجها وبالنّضج والوعي الكافيين من جهةٍ أخرى، حتّى تضطلع بمثل هذه المهمّة الخطيرة ولا تقع في شباك التّقليد لانبهارها بما تكتشف، هذا الّذي نقوله لن يتحقّق بالطّبع إلاّ في مجتمعٍ يعي المبادئ الحقيقيّة للدّيمقراطية فيضمن حرّية الفكر والعمل على مستوى الممارسة الفعليّة ولا يكتفي بمجرّد التشدّق بشعاراتها. د.آمال علاوشيش، رهائن العولمة
_________________
يقول هيدجر Heidegger إن هدف السؤال \"هو الولوج داخل الفلسفة والإقامة فيها والتصرف وفقها، أي التفلسف\" ؛ فالسؤال يحتم علينا أن \"نتحرك داخل الفلسفة، عوض أن ندور حولها\" |
|
omar tarouaya من قدامى المحاربين


عدد المساهمات : 649 التقييم : 24 تاريخ التسجيل : 30/11/2010 العمر : 28 الموقع : في قلوب الناس
 | موضوع: رد: رهائن العولمة .... د- آمال علاوشيش الجمعة مارس 08, 2013 1:12 pm | |
| شكرا لك أستاذ على هذا المقال الرائع ، فهو في حد ذاته مقال واعظي . والله نتأسف شد التأسف لما يحدث لنا في مجتمعاتنا بل وحتى داخل أسرنا ، فالاستعمار الثقافي بلّغ هدفه وهو ( التحكم العقلي وبرمجته على هواهم ) ، حيث أصبحنا قطعانا ( بالمفهوم النيتشوي ) لا نسير بمحض إرادتنا ، ولكن المادة الإعلامية باتت تتحكم في جميع فئات المجتمع ، من جهة يلهيك ويقدم لك ما لا يحبه الغرب لمجتمعاتهم ، ومن جهة أخرى يستهزء بنا ويسخر من ثقافتنا من خلال مفهوم ( الاسلاموفوبيا ) . ولكن السبب فينا وفي حكوماتنا استعانت طريقتهم وشاركتهم في الجريمة حتى صار ما صار ، والأن هم يطبقون علينا ( بطريقة غير مبارشرة ) مفهوم العالم الإفتراضي ، فرهائن العولمة تزداد وتكبر في عالمنا الإسلامي ، فواداعا للهوية والإبداع الإسلاميين. |
|